في منتصف كوخ خشبي قديم، تسللت أشعة الشمس من شقوق ونوافد، لتنشر دفأها وضوءها على شخصين في منتصف الكوخ...
بمشاعر مختلطة بين الفرح وتردد وقف ارثر وهو ينظر لمرأة امامه بعيون من حزم...
"شكرا لك، سيدي، أنا مدين لك بالحياتي.. بالمناسبة ما وهو إسمك...؟!"
"إسم..؟!" وضعت المرأة يدها على دقنها وهي تفكر وكأن سؤال يحتاج لتفكير عميق...
"عفوا، هل هناك خطب ما...؟!" إستفسر ارثر بتعجب من تفكيرها العميق...
"إسم إذن، في حقيقة لقد تم نفيي مند وقت طويل وتم أخد إسمي مني..." قال المرأة و إببتسامة مرحة لا تفارق وجهها...
تعجب ارثر بشدة، هي لم تقل انها تريد نسيانه او نسته، بل أخد منها كما لو أخد منها شيئ مادي
"إسمحي لي بسؤال، هل من ممكن اخد إسم احدهم حقا...؟! "
ضحكت المراة من سؤاله وإستهلت كلامها...
"على أقل ليس للبشر، انتم أسماءكم ترمز فقط كلقب تنادون بعضكم به، في حين نحن جنس الجنيات، أسماؤنا تعبر عن ارواحنا و إنتمائنا لوطننا، وبما انه تم نفي، فليس لذي الحق في إحتفاض بإسمي... "
تراجع ارثر عدة خطوات للخلف ووجهه تعلوه صدمة صغيرة...
"جنس الجنيات إذن، هادا يفسر شكل أذناك.. ."
أطلقت المرأة ضحكة صغيرة من إشارته وإقتربت منه قليلا...
"بما أننا سنبقي لمدة، فل تمنحني إسما جديدا، وفي مقابل انا سأمنحك إسما جديدا حتي تتذكر إسمك القديم ما رأيك..."
هز أرثر رأسه بالموافقة على كلامها، وبدا يفكر...
"أسم سيليق بجنية جميلة جداً بعصابة على عينها، علي تفكير في شيئ جيد..."
بدأ ارثر يفكر بينما جلست المرأة وهي تبتسم من تصرفاته وكأنها تري ذكريات من ماضي...
(إنه حقا مختلف، مازال ضعيفا جدا، لكن عقله وقلبه وروحه أقوياء إلي حد ما، كم اريد عناقه لكن لا يمكنني علي بناء تقثي معه من صفر هاده المرة...)
إستمرت المرأة في مراقبة حركات ارثر وهي تبتسم بشكل لطيف وجميل...
"إنه مجرد إسم أيها الصغير، فل تختر إسما عشوائيا فقط... "
"لا يمكنني ذالك مهما حاولت، انت جنية جميلة، يجب ان يكون لك إسم بوقع رنان..."
تبسمت المراة بفرح من كلامه وببطء تحسست العصابة على عيناها...
(هل يمكنني رأيته..؟!، كم اريد رأيته، لولا تلك لعنة لعينة لكنت قادرة على رأيته الآن، ااااه، إنه أمامي مباشر، أريد رؤيتك أريد عناقك، أريد شعور بدفئك مجددا...)
إستمرت المراة في تكلم داخليا وكامل إنتباهها موجه نحو أرثر الذي يتصرف بطفولية
ببتسامة ضرب أرثر يداه ببعضهما، لقد وجدته
"هاهاها، أخبرني ماهو إسم الذي وجدته..."
إبتسم أرثر بفخر ووضع يده على وركه ويده أخري رفعها عاليا في سماء...
"شينهى، ما رأيك إنه إسم رائع صحيح...؟!"
ضحكت المراة بخفة من حركاته متفاخرة...
"شينهي إذن، هممم، إنه إسم رائع بالفعل، شكرا لك ريو..."
"ريو...؟! هل هاد هو إسم الذي أطلقته علي..."
"نعم، ما رأيك إنه جيد اليس كدالك..."
تأمل أرثر إسمه الجديد بتعابير غريبة، وكأن عقله يحلل الأمر...
بعد عدة تواني رفع نظره نحوها و رسم إبتسامة صغيرة على وجه...
"شكرا لك شينهي، إنه إسم رائع حقا..."
إبتسمت له وبلطف وضعت يدها على كتفه
"ريو، انا اعلم ما تشعر به الآن، انت قلق غير متوازن، وحذر كثيرا مني، ذكرياتك المفقودة جعلتك تتخد موقفا معاديا غير مرأي معي..."
ببطء رفع أرثر نظره نحوها وحذره في أقساه، بسبب قراتها لأفكاره...
"لا داعي للقلق ريو، لاحاجة لك لصنع أي مشاعر زائفة، انا لا أريد بك أي سوء، ولو كنت اريد لما كنت انقدتك..."
تأمل أرثر كلامها لعدة تواني، وعيناه لاتفارقها...
وفي لحظة تحول تعبيره من ظحكت طفولية، لمشاعر معقدة، من حزن عميق وحجز على وجهه...
"أنا أسف، انا لا اعلم مادا كنت قبل فقدان ذكرياتي، لكن جسدي يحذرني بشدة قربك..."
إبتسمت شينهي بلطف وتراجعت عدة خطوات، كانت تعلم بالظبط ما يمر به...
"أفهم دالك تماما، انا جنية قابلتها قبل لحظات، تعيش وحدها في عمق غابة خطيرة، كل شيئ يتعلق بي يشير لشك وريبة، افهم دالك تماما.. ."
ببطء تقدم ارثر وجلس قربها عند مدخل المنزل وعيناه مركزتان على غابة أمامه التي إكتساه الهدوء والسكون، بينما رياح الباردة بدات تهم نحوهما وتلعب بشعرهما...
أخد أرثر نفسا عميقا قبل ان يقول...
"أنا لم أقصد الأمر بتلك الطريقة، في لحظة التي رأيتك فيها، شعرت وكأنني أعرفك جيدا، شعرة وكأننا مرتبطان بشكل قوي وعميق، ودالك جعلني حذرا جدا، من فضلك شينهي، هل تعلمين من أكون...؟!"
سأل ارثر بنبرة جادة وعيناها تتوق لمعرفة الحقيقة...
لكن في جهة اخرى لم تفارق الإبتسامة وجه شينهي ورغم عصابة على عيناها، يمكن معرفة أنها تركز على عيناه...
"في الحقيقة، لا، لم أكن أعرفك من قبل، لقد صادف ان أحدا ما نقلك لغابتي، وصادف أنني كنت أشعر بالوحدة قليلا، لذالك انقدتك وقررت تمضية بعض الوقت معك..."
تأمل أرثر كلامها وعيناه توحي بحزن عميق داخله...
(إنها تكذب، هاده الجنية تعرفني أكثر من أي شخص أخر، رغم تظاهرها بالجهل،وإدعائها كون كل شيئ مصادفة، لكن يمكنني معرفة أنها تكذب..)
"شينهي، أنا أسف حقا لأني شككت بك، ارجو ان تسامحيني... "
إعتذر ارثر بحترام ، في تلك لحظة كان جسده وعقله وروحه بحد داتها تخبره بأن يبقي مع تلك الجنية...
ببطء وقفت شينهي والإبتسامة لا تفارق وجهها الجميل...
"لا ذاعي لدالك ريو، إذن هل قررت أن تبقي معي ام أنك ستغادر...؟!"
"سأبقي معك بالطبع، شكرا لك كثيرا، شينهي..."
بخطوات بطيئة خرجت شينهي من منزل وبفرقة من اسابعها، ضهرت اربعة شجيرات صغيرة، بعيدة من بعضها على شكل حلبة صغيرة...
"إذن، ريو انت من الآن ستكون تلميدي العزيز، سأعلمك كل ما أعرفه، وكل ماتحتاجه لتبقي حيا في هاده غابة، وأيضا عندما تقرر المغادرة..."
بلع ريو ريقه وهو ينظر لإبتسامتها الخطيرة وهالة الطاحنة التي تتدفق من جسمها كموجهة عملاقة امام حصات صغيرة على شاطئ...
عض ريو شفيته وقبض على اسناه وشد قبضته بعزم بينما تقدم لي منتصف الحلبة...
"انا جاهز معلمتي من فضلك، دربيني..."
إرتفعت إبتسامة شينهي وسعادتها بتلك الكلمات..
وكانها كانت تتوق لهاد اليوم...
تقدمت ووضعت يدها على صدره وبالضبظ على قلبه، شعر ريو، بشعره يقف والقشعريرة تضرب جسده وتصيب عموده الفقري...
أخد الهواء بجشع وصدره يرتفع وينخفض...
"ما... ما الذي فعلته لي جسدي...؟!" سال بصعوبة وهو يحاول تنضيم تنفسه...
ببتسامة كبيرة قالت..
"ختمت قوتك السحرية فقط، انت الآن مجرد طفل صغير..."
تنفس ريو صعداء ووقف بعيون حازمة في مقابلتها...
"إذن هل سؤواجهك الآن..."
رفعت شينهي حاجبها وهي تحاول كتم ضحكتها، عبس ريو من تغير تعبيرها
وقال ببعض الغضب...
"هل الأمر مضحك لتلك الذرجة..."
لم تجبه شينهي بل وقفت أمامه وهالتها تتدفق نحوه كانت هالتها كافيت لدك الجبال من شدت قوتها...
"فل تدافع عن نفسك..."
حذرته، بينما بنقرة من إسبعها ارسلته محلقا لم يوقفه سوي جدع شجرة التي إرتجفت بقوة من شدة إرتطام وأسقطت معضم اوراقها..
بسق ريو بعض دماء من فمه ووقف بصعوبة، في تلك اللحظة علم مقدار الفرق بينهما...
كانت قادرة على نسفه، بل طمسه من الوجود دون ان تتحرك من مكانها...
هالتها لوحدها كانت طاغية تحجب السماء عنه...
"إذن هاده قوة جنية التي تم نفيها"
فكر ريو في دماغه وهو يستند على جدع شجرة للوقوف...
"كيف وجدة أمر صغيري ريو، هل تعتقد نفسك قادرا على وقوف أمامي..."
بالنسبة لشينهي كان إخبارها له انها أقوي منه سيجعل افكار كثيرة تلتف في دماغه...
مما قد يجعله يري صورة خاطئة عن موقعه، لكن الآن بعد ان راي جزء لا يقدر حتي ب 5٪ من قوتها وتدوقه، سيكون دماغه وتفكيره في صورة الصحيحة...
"في الوقت حالي، أعترف انني لا استطيع فعل شيئ امامك معلمتي..."
بنظرة من حزم وتحدي في عينيه تقدم مجددا نحو منتصف الحلبة...
"لكني سأفعل يوما ما..."
"اووه، تلك هي عزيمة، لكن لا تقلق انت بالطبع ستفعل ريو، فانا سأكون معلمتك بعد كل شيئ..."
تزامنا مع كلامها فرقعت بأسابعها من ظلام خلفها ضهرت عيون متوهجة، و زمجرة قوية...
كان الوقت قد تأخر بالفعل والقمر بالفعل كان في سماء...
تبدد الضباب حول القمر الذي نشر ضوءه على ضلام حولهم...
تجهم وجه ريو قليلا وهو يري الوحش يتقدم...
انيابه تلمع تحت ضوء القمر بعيون حمراء الكالجمر ملتهب، دراعان طويلتان لمستى ارض وعضلات قوية تبدو وكانها من حديد، إرتفاع الوحش كان فوق سبعة امتار، زمجرته جعلت ريو يغطي أدنيه من قوتها...
"رحب بشريك تدريب خاص بك، قرد صخور العملاق..."
بالنظر لشكل المخلوق وإسمه فهما لا يتطابقان ابدا، لكن ريو لم يعطي امر اي إهتمام...
جل تركيزه كان منصب نحو القوة والبحث عن ذكرياته المفقودة...
في منتصف الحلبة وقف ريو وهو ينتظر القرد ليدخل لكنه زمجر بهدوء وخضوع لشينهي وتعابير توحي بخيبة امل...
إبتسمت أخيرة من زمجرته التي لم يفهمها سوي هي...
"لا تقل دالك، لا تقلق أيها الصغير، ستدرك كم أنك مخطء بعد بداية القتال..."
عقد ريو حاجبه من كلامها، وإستغرب أكثر من قدرتها على فهم دالك مخلوق...
"حسنا، حسنا، أنتما ستتقاتلان حتي أخبركما بالتوقف، لا قواعد خاصة، الخاسر سيصبح خادم الفائز الأسبوع..."
"هاااه، معلمتي هل أنت جادة..."
تجهم وجهه بينما تمكن من لمح شفقة على وجه القرد...
"هيا فل تبدأ القتال..."
كان ريو يريد إحتجاج أكثر لك، إعلان معلمته للقتال جعل القرد يتجه نحوه بلكمة عملاقة...
تفاداها ريو بالكاد...
'تلك لكمة كانت ستجعلني كمة من لحم مفروم...'
فكر ريو وهو بصعوبة يتفادي لكمات التي هددت بجعله هريسة من لحم الحي...
كان يري بوضوح ان المخلوق أمامه لا يأخده على محمل الجد، لكن مادا في يده ان يفعل، كان بالكاد يستطيع التفادي ونجاة بحياته...
"التردد لن ينقدك ريو، في مواجهة من هو أقوي منك، لاتفكر، سأكررها لا تفكر تصرف فقط..."
وصلت كلمات شينهي لمسمع ريو بوضوح وكانت قادرة على رأية تردده بوضوح...
'لا تفكر تصرف، لا تفكر تصرف...'
اعاد ريو كلماتها داخليا، و بأقوي مالديه تفادي لكمة التي شققت ارض في مكانه، وتقدم موجها لكمة بأقوي مالديه...
أصابت اللكمة معدة القرد مما جعله يتراجع عدة خطوات للخلف..
كانت لكمته قوية بالنظر لحجمه، ولكنها لم تكن قوية بما فيه كفاية لتحدد الفائز...
'أنا املك بعض القوة، ربما...'
قبل ان ينهي ريو تفكيرة قبضة حجبت عنه ضوء القمر كانت متجهة نحوه...
رفع يداه وتصدي لها مما جعل قدميه تدخلان في ارض...
لكن المفاجأة كانت صلابته، دماغه أخبره بالهرب ولكن جسده كان سالما، والأكثر كان قويا وصلبا ..
بدا ريو يري قوته شيئا فشيئا، ويدرك إمكانياته...
في جانب الحلبة كانت شينهي تراقب مجريات القتال وهي تبتسم...
'من كان يضن اني سأراه يوما ما يعاني، لكنه بدا يدرك إمكانيات جسده وقوته، لن يطول امر قبل ان ينهي نزال....'
فكرت داخليا بينما اعطت نوعا من إشارات للقرد، الذي زفر الهواء بقوة...
تمكن ريو من ملاحظة ان شيئا لم يكن في مكانه، محاولا إبتعاد، امسكه القرد من قدمه، وبقوة ضربه بأرض حتي ان جسده إرتد عنها ككرة
تجمد تعبيره من قوة ضربه، لكن مأزقه لم ينتهي فتح عيناه على إتساعهما وهو يري قبضة عملاقة تنزل على وجه
قبضة تم إتنان تم ثلاتة تم أربعة، كان قرد يرسل وابلا من لكملات إلي وجهه مباشرة ...
"حسنا توقف..."
اوقف القرد قبضته على بعد إنش من وجه فتي، كانت الدماء تملؤها بالفعل...
في جهة أخرى، كان ريو يتنفس بصعوبة، بينما دماء تعلو وجهه وارض قربه...
كسر انف، وأصيب بجروح مختلفة على مستوي رأسه...
"إذن يبدو أنك ستكون خادما له لأسبوع كامل ..."
قال شينهي بمرح، بينما زفر القرد خلفها معلنا إنتصاره...
حاول ريو تكلم لكن دماء متدفقة وأنفاسه التي تدخل وتخرج بصعوبة جعلت مهمته صعبة...
"ح... حسنا..."
بصعوبة قالها بينما أعاد نظره نحو القمر الذي سلط الضوء على هزيمته الساحقة في يومه الأول وقتاله الأول..
توهجت يد شينهي لتخرج سيفا أخضر مهيب، اعطي طاقة جميلة ودافأة وكأنه حقل أخضر كبير في منتصف فصل الربيع...
نظر ريو له بذهول وهو يشعر بتلك طاقة الجميلة، ومع دالك شعور سقطت عليه قطرات ندي باردة، وبتواني معدودة شفيت إصاباته وتمكن من وقوف...
"الخسارة ليست شعورا جيدا، أليس كدالك ريو..."
قالت شينهي بنبرة خاترة وكأنها من خسرة القتال...
لم يتغير تعبير ريو، وببطء قبض قبضته بعزم...
"نعم، الهزيمة جعلتني اشعر بالمرارة والضعف..."
"تذكر دالك الشعور ريو، تمسك به جيدا، وإحفره داخل عقلك وقلبك، ودعني اقولها لك..."
تقدمت أمامه وشعرها الأخضر جميل يتمايل مع نسيم القمر العليل...
"ليس هناك شيئ أسمه الهزيمة المشرفة، او خسارة المعركة لربح الحرب....، الخسارة هي خسارة لا شيئ اكثر من الذل وخيبة الضعف..."
تلك كلمات لمست وترا حساسا داخل ريو وحفرة بقطرات من ذهب داخل عقله وروحه...
"ريو عليك ان تفوز، حتي لو كان مصير عالم يتوقف على خسارة، فل تفز..."
توهج بريق حارق داخل عيون ريو سوداء وتسارعت دقات قلبه...
"سأفعل معلمتي، سأصبح قويا لدرجة ان خسارة ستمحي من قاموسي، من فضلك أرشديني ..."
تلك الجملة كانت بداية صنع أعظم محارب في تاريخ، بعقيدة واحدة فقط وهي الفوز...