117 - مسؤولية القوة

ضرب البرق بقوة وزدادت غزارة المطر الذي سقي أرض تحته...

تحت تلك امطار وقف إتنان وهما ينظران لبعضهما، تغير ظغط الهواء بينهما، وأصبح مشحونا بالتوثر و القلق، وكأن الطبيعة نفسها تراقب معركتهما...

ضغط أرثر على ارض بقوة وإنطلق بسرعة كسهم، موجها سيفه لرقبة شينهي في هجوم كاسح...

رفعت الأخيرة سيفها وتصادم الإتنان، مما أرسل موجة من طاقة، جعلت الأرض تتحرك تحتهما والمطر يتوقف للحظة في هواء...

مع تصادمها توهج سيف شينهي ومن أرض خرجت مجموعة من الجدور مدببة وحادة...

رفعت شبح إلينا يدها للتتوقف الجدور على بعد سنتمثرات من جسد أرثر، لوح الأخير بسيفه ليقطعها...

وبعيون عميقة ومليأة بالغضب، ارسل هالته البيضاء لسيفه...

وبتلويحة ارسل سلاشا على شكل قوس من ضوء، كسح كل ما في طريقه...

كان هجومه قويا شق أرض و الهواء نفسه، لكن شينهي حرفته بهدوء دون أي عناء يذكر...

برأية دالك إنحني ارثر قليلا بينما هالته تغمر سيفه...

وبقوة كاسحة بدا يرسل سلاشات عملاقة، واحد خلف الأخر، وكل واحد أقوي من الذي قبله..

حدث إنفجار كبير عندما إصتدمت بشينهي، مما ملأ الهواء بغبار الأرض متدمرة...

بالنسبة لأرثر فقد كانت معركة جسدية بحثة، هدفه هو إزالة الخطر المتمثل في شينهي أمامه، لذالك لم يوجه أي مشاكل في إظهار قوته ممزوجة بغضبه وسخطه...

أما في جانب الأخر، فقد كانت شينهي تواجه معركة أسوء وأكثر صعوبة بكثير...

كانت تواجه معركة نفسية، بكونها أحد مسؤولين عما حدث لطفل أمامها...

فقط كانت تصارع نفسها لتمسك سيفها...

"أيتها الملكة، لاطالما كنتم ثتحدتون عن التوازن، بحكمتك بالغة ورجاحتك، أخبريني اين قادنا دالك معتقد تافه..." قال ارثر بغضب وكلماته مملوءة بالحقد...

من وسط الإنفجار خرجت شينهي ببعض الخدوش...

"أنا أفهم معاناتك أرثر، افهم غضبك، التوازن الذي طمحت له مع الملك لربما مجرد معتقد تافه في نظرك... "

كانت كلماتها ضعيفة ومنخفضة...

"القوة لا تبرر قتل أعدائك بدم بارد أرثر، القوة ترمز للمسؤولية كبري وحمل وزر كل من يعتمد عليك... "

بسرعة مخترقا الهواء وجه ارثر هجوما بسيفه لرقبتها ، تصدت شينهي له بالكاد لكن زخم القوة قذفها للخلف...

قبل ان تصل الارض قفز ارثر في هواء، وأرسل وابلا من هجمات مغمورة بهالة الضوء لذيه...

تدمرة الأشجار وتشققت الأرض من هجومه، بينما وقفت شينهي وبعض الجروح ظهرت على جسدها...

"لقد قلت مسؤولية كبري، لقد وضع البشر تقته بكما، لكن إلي أين قاد ذلك، معانات مثل الجحيم، قتل بلا توق، أيتها الملكة هل دالك ما تسمينه بالتوازن...؟! "

أخذت شينهي نفسا عميقا بينما إستندت على سيفها للوقوف...

"الحرب تأخد الأرواح، ذلك امر لا يمكن تجنبه، انا أكثر من يدري انه لا يمكن الوصول لحل وسط، لقد كنا نبحث عن حل الذي يخرجنا بأقل خسائر..."

مع إنتهاء جملتها كان أرثر خلفها كالشبح، وبهجوم كاسح من الضوء شق الفضاء نفسه، أصابها في ظهرها وأرسلها كقذيفة لمسافة طويلة ...

توهج سيفها ومن ارض خرجت نباتات أمسكتها لتوقف نفسها...

بدأت الذماء تتدفق بقوة من جرحها الذي لم يكن شيئ سهلا...

لكن رغم ذلك وقفت في إتجاه ارثر...

"أيتها الملكة يمكنك موت مع معتقدك ذلك، سأقتل هده الروح طفيلية، وبعدها سيبدء كل شيئ..."

إختلطت قطرات المطر مع دماء شينهي لتشكل بركة صغيرة تحت قدميها...

"ربما سيكون ذلك القرار جيدا من يعلم...؟!، لكن هل فكرة يوما في ما سيحصل لولا وجود التوازن بين عوالم...؟! "

تقدمت شينهي نحوه وهي تجر سيفها...

"أرثر هل تعلم مادا سيحدث لو أننا فقط سيعينا الإبداتهم...؟!"

لم يكلف ارثر نفسه البحث عن الجواب، وبدأ يتقدم هو الأخر...

"كانت هاده المهزلة لتختفي، وكل شيئ سيكون بخير... "

"لا لن يكون، لايمكن سماح بتفوق أحد الجانبان، الخير والشر القوة والضعف، الرحمة و العقاب، لايمكننا ان نكون متطرفين الأحد جانبين... "

توقف أرثر وهو يتأمل تلك الكلمات التي بدت غريبة له...

"ارثر، لو أن العالم كان متطرفا لأحد جانبين، لما وجد عالم أساسا... "

عقد ارثر شفتيه بغضب وهو يلوح بسيفه نحوها...

"ما الذي تحاولين قوله...؟!"

"ما أقوله انه عليك رأية امر واحد من عدة جوانب، قتل أعدائك بدم بارد، لن يفعل شيئا سوي خلق مزيد من أعداء لك سواء سرا او ظاهر، لم تكن الحرب لتتوقف أبدا..."

تقدمت شينهي خطوة الأمام، ورسمت إبتسامة ضعيفة على وجهها...

"لو اننا قتلناهم بدم بارد، ودمرنا عوالهم، كانا سنبدء الخوف من بعضننا، سنبدء في النظر لبعضنا بعداء ونخطط في الخفاء لتصفية بعضنا..."

إرتجفت عينى أرثر من كلماتها الثقيلة، وتردد للحظة...

فلسفة شينهي عميقة وتحمل رأيا أبعد واكثر عمقا مما إعتقده أرثر بكثير...

"جحيم القوة أكثر خوفا وقهرا بكثير من جحيم الضعف، ان تكون قوي هو ان تكون قادرا على رأية مصلحة ضعفاء قبل مصلحتك، أن تجد حلول للمشاكل قبل ان تنزل على ضعفاء..." اعادت نظرها نحوه ببتسامتها الجميلة "القوة تحرمك من أن تكون مستهثرا، وأن تكون عاطفيا، عليك ان تكون قادرا..."

تلك كلمات كانت كساعقة على أرثر الذي إجتاحه الغضب...

"أرثر لقد قلت أنك ستقتلني، وستقتل أغلي ما أملك وهو بيل، لكن هل هدا شيئ سيحقق أي غاية..."

بدأت شينهي تقترب منه ودماء تتدفق من الجرح في ضهرها...

"أنت تعلم بالفعل أرثر، موتي لن يغير أي شيئ هاده المرة لأنني بالفعل..."

وقفت شينهي على بعد خطوت واحدة منه، وبحركة أزالت العصابة عن عيناها...

فتح ارثر فمه وإرتجفت يداه وقدماه، من المنظر أمامه...

كانت عيناه البيضاء الباهتة ترتجف بقوة، وبدون ان يشعر تراجع خطوة للخلف...

"أنا سأموت قريبا أرثر، لم يبقى لي أي وقت، انت غاضب وحاقد لقد رأيت الكثير وسمعت الكثير والأكثر من دالك لقد خسرت الكثير..."

إنحنت شينهي على ركبتها أمامه ...

"أرثر بطل البشر و صديقي، انا تلميذة الملك الأعظم، والملكة الأولي للجنيات، اترجاك من اعمق نقطة بيضاء في قلبي، أن تغفر لي، وأن تنتظر قليلا فقط..." كانت كلماتها هادأة لكن عميقة مثقلة بحمل المسؤولية التي فوق كتفيها...

نظر لها ارثر وغضبه قد خف بينما كان مازال مترددا في قراره...

"أرثر... لنستمع لها... "

همست شبح إلينا في أذن ارثر بصوتها الحلو، مما جعله يغرس سيفه بأرض...

"ما الذي تحاولين فعله أيتها الملكة...؟!"

رفعت شينهي رأسها نحوه وقد إنخفض غضبه وحقده بينما لم يبقي سوي فراغ عيونه...

"إنه كما قلت أرثر، نحن... لا، بل أنا فشلت، فشلا دريعا... "

وقفت وهي تستند على سيفها بينما حدقت في الفراغ ...

"التوازن الذي طالما حلمت به، عالم يمزج بين مشاكل وأفراح، عالم حيث يمكننا تجنب الحروب، لايمكن أن يكون موجودا أبدا..." تنهدت شينهي بينما إستسلمت للواقع الذي كسر قلبها...

قال ارثر بنبرة فارغة... "إذن ماهي خطتك،..؟!، ما الذي تحاولين فعله...؟!"

رفعت الأخيرة يدها بينما قطرات مطر تتساقط عليها...

"العالم لايمكن أن يسير كما نحب او نخطط، لاشيئ تابث أو مأكد، لذلك سأفعل شيئا يفاجئ العالم نفسه... "

إنتظر أرثر منها إكمال كلماتها بصبر...

"أنا سأموت قريبا، لكن سأجعل موتي هو بداية كل شيئ، سأجعل بيل يري ظلمت عالم، وإنحطاط قاطنيه... "

تنهد أرثر وحول نظر نحو أفق...

"إذن انت ستجعلينه يحقد عليهم، ستجعليه يخالف إرادة الشخص الذي صنعه..."

"أجل، في نهاية هو سيأخد قوة صانعه، وسيصبح الأقوي في عوالم، وبوجودك ووجود الجميع معه، ستتمكنون من إنهاء كل شيئ..."

أعادت شينهي العصابة على عيناها وببتسامة تحمل كل أحزانها قالت...

"لقد كنت أتحدت عن توازن وأحلم به، لكن في نهاية لقد كنت انا الأخري متطرفة لأحد جوانب، لقد كنت رحيمة أكثر من لازم، لقد فعلت المستحيل للوصول لحل وسط..." زفرت بقوة وتغير تعبيرها نحو الحزن... "لكن بحثي عن دالك الحل، وبحثي عن توازن أدخلنا في كل هاده الفوضي الدموية.. ."

لم يجفل ارثر، كان يدرك كثيرا، كم كانت المرأة أمامه تعاني نفسيا، لقد كانت تصارع نفسها لتحافظ على معتقدها، لكن في نهاية إنتهي بها الأمر لما هي عليه الآن، محطمة وحزينة ...

"أخبريني بما يجب علي فعله أيتها الملكة...؟!"

حولت شينهي نظرها نحوه بجسد مثقل وبركة صغير من ذماء تشكلت تحت قدميها...

"برغم أني أكره أن أتؤول الأمور لهذا، لكن، أريدك أن تكون معه، غضبك وسخطك، إجعله يشعر بهم، إجعله يذرك كم أن هذا العالم غير عادل... "

"أليس هذا عكس كل ما كنت تؤمنين به...؟!"

"إنها أحد نقم أن تكون قويا، عليك أن تتخلي حتي عن مبادئك من أجل ماهو أفضل، وهذا ما أفعله.. ."

ركز أرثر عليها لعدة ثواني، وفي تلك لحظة أذرك كم أن المرأة أمامه عظيمة...

أذرك انها ملكة بكل ما للكلمة من معني...

إنها على إستعداد لتخلي عن حياتها ومبادئها، وكل شيئ من أجل القضية الأعظم، رأيت كل ذلك لم يعطه خيار أخر...

"حسنا لك ذلك، في لحظة التي تموتين فيها، سأكون معه، سأكون سيفه وقوته، غضبي وحقدي سيقودان الطريق..."

إبتسمت شينهي بشكل أنيق من كلماته...

"شكرا لك، صديقي القديم، عندما أذهب للحياة الأخري سأدعو ان تتحرر من قيود غضبك، سأدعو ان تجد روحك السلام..."

زفر أرثر بسخرية من كلامها، وبهدوء رفع سيفه نحوها كعلامة على تحية محارب...

"أيتها الملكة، أنا آرثر إبن إغريس، قد كان لي شرف التعرف عليك، أرجو ان تجد روحك سلام مع كل المحاربين الذي سبقوك، أنا أقسم لك سأحقق رغبتك الأخيرة، وأعتني ببيل... "

رفعت شينهي سيفها هي أخري ببتسامة تألق وجهها بها...

"شكرا لك آرثر، أنا أعتمد عليك... "

بتلك كلمات أستدل ستار عن معركتهما وتحول نحو عدوهما الأعظم...

2025/01/25 · 32 مشاهدة · 1394 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025