"ما..ما هادا أنا حي"

لا لا غير ممكن لا شيئ ينجو من الموت

فتحت عيناي لكن ما رأيته كان فقط الظلام، ليس ظلام بل فضاء من نوع ما، كبير وشاسع جداا، ليس هناك حس بإتجاهات أو جادبية فقد ظلام علي مد البصر

كنت مصدوما مما أري، وفي نفس وقت لا أعرف ما يفترض بي فعله هنا

بدأت أتحسس الجرح الذي كان في جانبي أيسر، لكن لم يكن هناك أي شيئ، لم يكن هناك أي جرح، أو أي إصابة، لكني شعرت بالغرابة في جسدي

"ما حدت لي، و ما الذي سيحدت، ما هاد المكان؟ إلي أين يفترض بي دهاب لآن؟"

مع كل تلك أسئلة التي تدور في رأسي، لم أتمكن من إجابة عليها

كنت جالسا في دالك فضاء لبعض الوقت ربما دقائق، وربما ساعات ، لآسمع صوت بكاء ملأ المكان، صوت مليئ بالحزن والعاطفة، جعلني أتسأل عن مالكه

رأيت فتي في خامسة عشر تقريبا من عمره، أمام أربعة أشخاص، رغم بكائه شديد، وتألمه لم يلقو له أي إهتمام أو نتباه

لا بل كانو يرمقونه بنظرات لإحتقار شديد كأنه ليس من مفترض به تواجد من أساس

"يالك من وصمة عار"

"لم يكن عليك تواجد من أساس"

كانو ينعتونه بمختلف شتائم و إهانات، وهو لا يفعل شيئا سوي بكاء، وتألم

"أبي لما لما فقط لما لايمكنك رأيتي؟"

كلماته مختلطة بدموع دكرتني بحالتي في سابق، كان ينتظر إجابة من شخص أمامه لكن لم يجبه، بل فقط أدارو دهورهم له وبدأو في تقدم تاركينه في خلف يبكي، ويصرخ

"كم هو سيئ أن تكرهك عائلتك من دون سبب"

تقدمت نحوه، ووظعت يدي علي كتفه، لم أعتقد أني سأستطيع لمسه

"فل تقف، البكاء لن يصلح أي شيئ، عليك تقدم فقط"

برغم أنه توقف عن بكاء إلا أنه قد فقد أمل، وظوء عينيه، أنزل رأسه نحو أسفل

إستدار لي، لم أعتقد أني سأستطيع تكلم معه أو لمسه، لأني بالفعل قد مت سابقا، ولا أعلم ما يحدت هنا حتي

"من فضلك، م.. من فضلك أريدهم أن يعانو كما عانيت أنا، من فضلك.. من فضلك فل تساعدني"

طفل يكبرني بخمس سنوات يتوسلني ودموع تملؤ عيناه البنية جميلة، يبدو أن حياة كانت قاسية معه أيضا

"دالك شيئ عليك فعله بالنفسك، حتي ولو طلبتني، أنا لا أستطيع"

لكن حدت شيئ لم يكن بالمتوقع أبدا، الفتي تمسك بقدمي أكثر وهو لا يريد تركي

"من فضلك، سأعطيك جسدي روحي، أي شيئ أقدر عليه، أرجوك، أريدهم أن يعانو كما عانيت"

تنهدت وأنا أسمع كلامه، ما الذي سأفعله بروحك، أو جسدك؟، أنا سأختفي قريبا علي أي حال

لكن من يكون هدا الفتي علي أي حال؟، بل أكثر أنا قد مت بالفعل ما الذي أفعله هنا، ألا يفترد بي إختفاء من وجود؟، كيف أجري هاده محادتة معه علي أي حال؟

من يكون ألائك أشخاص قبل قليل؟

مع كل تلك أسئلة التي تدور في رأسي كإعصار، ظوء أبيض قوي جدا، كاف ليصيب أي شخص بالعمي أظاء دالك فضاء مظلم، إعتقدت أني أخيرا سأرتاح لكن..

في لحظة التي فتحت عيني بعدها كنت فوق سرير متوسط الحجم معد بطريقة سيئة جدا

النوم علي أرض سيكون أفضل منه بكثير حقا

"جلالتك، جلالتك، هل أنت بخير جلالتك؟"

جلالتك هل هناك ملك ما هنا، كنت أعاني من صداع طفيف في رأسي ولم أتمكن من تفكير بطريقة صحيحة

تمكنت من دعم نفسي ونهوض، أدرت رأسي في مكان، كانت الغرفة في حالة يرتي لها حقا، لا أعلم كيف وصلت لدالك الحال حتي

من متشرد الذي يعيش هنا علي أي حال؟

كان رأسي مغطا بدماظة بيظاء لسبب ما

"جلالتك، أنت بخير حقا، لا تخفني هكدا مجددا من فضلك"

مع كل تلك أفكار، صوت فتاة قربي أدرت رأسي لرأيتها، كانت تقريبا في رابعة وعشرين من عمرها، لكن يبدو أنها تعاني من سوء التغدية لأن بعض عضامها ظاهرة، كما أنها في حالة سيئة حقا

"مهلا من أنت؟، ومن أنا علي أي حال؟ "

هاده أسئلة هي التي ستخرجني من حالة إظطراب التي أعاني منها

إرتسمت دهشة وصدمة علي وجه الفتاة وظهر قليل من خوف علي علي وجها

"م.. ما الذي تقوله جلالتك، لكن لابد من أنك متعب لأنك كنت نائما لمدة عشرة أيام، يبدو أنك ما زلت تعاني من أثار الصدمة"

مهلا مادا قلتي عشرة أيام؟ أي صدمة هاده؟، ألم أتعرض لطعن سابقا، يفترد بي أن أكون ميتا، وايضا ما هدا المكان إنه يبدو كمنزل من عصور وسطي لا حديتة

"سموك أنت أمير الرابع لمملك لوراسيا، أنت أمير أرثر بولدمير ، وأنا مربيتك وخادمتك ليونا، هاد هو قصر الملكة راحلة إلزابيث والدتك"

وضعت يدي علي رأسي وأنا أسمع كل دالك الهراء لعين، تلاتة أفكار ظهرت في رأسي بعد كلامها، وأرجو أني علي خطأ في جميعا

مملكة لوراسيا كانت مملكة قرأة عنها في إحدي روايات، مما يعني أنا تجسدت من جديد، تانيا، داخل تلك رواية التي كنت أقرأها دوما، تالتا، أنا تجسدت داخل جسد أمير أرثر أكثر شخص مكروه في عائلة مالكة، ومشكلة أنه مكروه دون سبب حتي، كما كنت في حياتي سابقة، هاد أمير الذي يتم خداعه ليموت بطريقة بشعة في نهاية

تبا أي وضع هادا، أريد أن أرتاح من هاده حياة، لما عدت مجددا؟

"ليونا هل يمكنك تركي لوحدي قليلا من فضلك"

بكلماتي إنحنت لي قليلا وغادرت الغرفة دون قول أي شيئ

أنا أرفض عيش مجددا، خصوصا حياة صعبة وقاسية كهاد الحياة، ألم يكفي معاناتي في حياتي لأولي؟، هل يجب أن أعاني في حياتي تانية أيضا؟

فقط لما لما فقط ما هو شيئ خاطئ الذي فعلته في حياتي ليحدت لي شيئ كهدا

وقفت بصعوبة وتقدمت نحو نافدة، تنهدت وأنا أري دالك منظر مخيب لأمال، رغم أنه قصر إلي أنه نصف مدمر، وهناك كثير من أسباب لذالك

"يبدو أني ملعون، لن أرتاح أبدا، لن أحصل علي حب، ولن يتم إعتراف بي في أي مكان "

سقطت علي أرض وأنا أبتسم إبتسامة متكلفة، وأنا أفكر في كل هاد الهراء

"يبدو أن جسد أرثر يستطيع إظهار تعابير"

رغم أني متحكم تماما في مشاعري، لكني لم أتمكن من إظهار تعابير في ماضي كما لآن

*من فضلك..من فضلك إجعلهم يعانون كما عانيت أنا*

تدكرت فجأة كلام دالك طفل الذي رأيته في دالك مكان، لأدرك أني متله تماما بكل شيئ، يبدو أن دالك الفتي هو أرثر، ويبدو أني مجبر علي عيش حياته مليأة بألم، ومعانات

"حسنا أنا لذي قراران، إما عدم فعل أي شيئ، وإنتظار قدومهم لقتلي، أو أن أتصرف وأقوم بقتلهم قبل أن يتصرفو"

بالنسبة لشخص متلي لم يعش سوي تعاسة، أريد فقد أن أنهي حياتي، لكن في هاده حياة يمكنني بمعرفتي لأحدات تصرف، وقد أستطيع حقا عيش حياتي مثل باقي البشر، لا سأكون أفضل منهم

وضعت يدي علي رأسي وبدأت تفكير، قرار الذي سيغير مجري حياتي لعينة هاده تماما

وقفت وقبضت علي يدي، وإبتسـامـة صغيرة ظاهرة علي وجهي

"حسنا فل تستعدو جميعا، لأني سأديقكم الجحيم"

كلامتي مليأة بالتقة ملأت الغرفة، لكن إذا لم أجعله في جانبي سيكون أمر شاقا حقا...

بعد تلاتة أيام تعافيت تماما ووضعت خطتي

"لآن فل ندهب لملاقات شخص الذي سيكون بداية لكل شيئ"

2023/05/19 · 921 مشاهدة · 1076 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025