121 - بداية المشاكل

قطرة بعد قطرة، يتشكل المطر الجميل...

وغيمة مع غيمة، تتكاتف لتحجب السماء، تحجب ضوء الشمس والقمر، تاركتين الأرض في ظلام...

وكذلك الجهد، مهما كان صغيرًا، فإنه يتراكم يومًا بعد يوم، ليصوغ ملامح الشخص...

مهما بدت الأفعال بسيطة أو تافهة، فإنها مع مرور الأيام—أسبوعًا بعد أسبوع، شهرًا بعد شهر—تصنع فرقًا، تحرّك شيئًا في أعماق الإنسان...

كان الفجر باردًا، والظلام لا يزال مخيمًا على الأفق، رغم أن النجوم بدأت تتلاشى، معلنة ولادة يوم جديد.

وقف ريو يتأمل السماء، أنفاسه تتناغم مع نسيم الصباح البارد الذي يلامس جسده وكأنه يحتضنه بلطف. شعره الأسود، الذي يشبه سماء الليل، تراقص مع الريح الخفيفة، وعيناه، اللتان كانتا تائهتين منذ زمن، بدأتا تستعيدان بريقًا خافتًا... بريق حياة وإدراك.

كان ذهنه مزدحمًا بالهموم، بالأفكار المتشابكة، لكن المشهد أمامه كان كمسكر هادئ، كأنه انتزع روحه للحظات من صخب تفكيره ومنحه سلامًا مؤقتًا.

لم يكن التدريب وحده ما منح ريو هذا الشعور، رغم أن التمارين تحت إشراف شينهي وغراي كانت تسير بسلاسة غير متوقعة، وتملأ فجوات كثيرة كان يفتقر إليها. لكن ما ترك الأثر الأعمق في داخله لم يكن القوة الجسدية التي يكتسبها، بل النظرة التي تحملها تلك الشخصيات الأسطورية نحو هذا العالم القاسي.

شينهي...الملكة الأسطورية التي انتزعت الحياة منها كل شيء، ورغم ذلك، صمدت وأعادت تشكيل نفسها لحماية شعبها. عقلها المتزن ونظرتها المتزنة للحياة كانا أشبه بمنارة في الظلام.

وغراي.. المحارب الأسطوري وشخص إعتبره ريو كأخ كبير...

الشخص الذي فقد كل شيئ، وكانت لذيه كل الأسباب ليثور في وجه العالم، بغضب وسخط...

لكنه إختار نظرة بسيطة لكنها حكيمة للحياة...

قتال لمتعة، بطن ممتلأ بطعام والحب...

ذمج ريو نظرة المحاربين في عقله وحاول وضع قاعدة لينطلق منها...

قاعدة تجعله كالجبل لاشيئ يمكنه تحريكه...

في هاد السن الصغير الذي لم يتجاوز حتي سادسة عشر من عمره..

القوة الجسدية لم تكن ما يحتاجه المحارب الصغير ريو...

بل قوة عقلية ونفسية، تجعله لا يتحرك في مواجهة مصاعب وأزمات المستقبل...

وفي تلك لحظة وسط نسيم الفجر البارد جاء صوت ناعم بنبرة لطيفة أخرجه من تفكيره

"يبدو أنك تفكر كثيرا، أيها المحارب الصغير..."

أدار ريو نظره بهدوء ونصف إبتسامة رسمة على وجهه...

"أختي أيتي، نعم انا لا أستطيع توقف عن تفكير..." قل بنبرة هادأة تحمل بعض الحزن وعاطفة...

إبتسمت أيتي بإشراق وهي تقترب منه بينما كانت تطفو في هواء...

وبلطف وضعت يدها على رأسه وهي تمسده بطريقة مريحة...

شعر ريو بالغرابة في بداية، لكن ذلك إحساس الذافئ ذاخل صدره جعله يستسلم لتلك لحظة الجميلة...

"أخبرني ريو، ما الذي يشغل بالك، وأبقاك مستيقظا طوال الليل...؟!"

تنهد الصغير وهواء بارد من فمه تدفق مع نسيم...

"أنا مازلت فارغا أختي، لا ذكريات لا ماضي، لا جذور لذي، أشعر وكأنني سفينة تتقاذفها الأمواج..."

عبر ريو عن مشاعر بصدق وتعابير وجهه توضح مدى حيرته...

"سفينة تتقاذفها الأمواج..." قالت أيتي ببتسامة مرحة بينما رفعت نظرها نحو السماء...

"الشجرة التي بلا جذور، سينته بها أمر ميتة بينما تتلاعب بها الرياح..."

صمتت أيتي عدة تواني بينما أخرجت نفسا طويلا...

"أنت بلا جذور ريو، لكن مادا عن الحظات التي قضيتها معنا، مع أختي ومعي ومع غراي، كيف تجدها...؟"

فكر ريو بشكل عميق في سؤالها قبل أن يجيب...

"تلك لحظات أنا أعتز بها كثيرا، معلمتي شينهي أخي غراي، وأنت أختي أيتي، أنا أعتز كثيرا بلحظاتي معكم، وبمعرفتكم لقد تعلمت الكثير، وعيناي فتحت على أفاق لم أكن لأهتم بها، لقد إهتممت بي، أنا أعتبركم عائلتي..."

توهجت عينا أيتي بلون أزرق جميل وهي تسمع إجابته بنبرته الفخورة، وإعتزاز الكبير...

في تلك لحظة شعرت أيتي بها...

الهالة المختلفة التي ميزت هاده الروح الصغيرة عن الجميع...

نظرته وتفكيره، وحتي جوهره مختلف عن جميع الذين جاءو قبله...

'من كان ليعتقد أن هاده الروح بريئة وصادقة، صنعت لغرد إبادة شاملة، ياله من سخرية.. '

فكرت أيتي داخليا بينما جلست على أرض وسحب ريو ليجلس قربها، بينما وضعت رأسه على صدرها...

كانت عيناها مشرقة وإبتسامتها جميلة، لم يستطع ريو سوي إندهاش، بينما شعور بسعادة تتدفق ذاخله كنهر جاري...

شعر المحارب الصغير بأنفاس أيتي الباردة وهي تمتزج مع النسيم البارد..

وعيناها الزرقاء تضيئ بضوء خافت وكأنها تفكر بعمق...

"ريو أخبرني في سبيل حماية من تحب ما الذي يمكنك ان تفعله..."

ركزت أيتي نظرها على عيناه سوداء، وإنتظرت الإجابة...

فكر ريو بتعمن وبعمق وهو يحلل ذلك السؤال...

الأشخاص الذين أحب، الأشخاص الذين يجلبون سعادة لحياتي...

أشخاص لا يمكنني تحمل خسارتهم...

مالذي يمكنني فعله لحمايتهم...

الأمر معقد لكن في نفس الوقت بسيط...

"سأفعل أي شيئ..."

الحياة غير عادلة وغير مستقرة...

إدا لم تقاتل من اجل ما تحب، إذا لم تصبح اقوي وتحميهم، سيسلب منك كل شيئ...

الحياة هي ذلك النوع من هراء لعين...

كان ذلك هو تفكير ريو، ونظرته للحياة...

أطلقت أيتي ضحكة صغيرة بينما بدأت تمسد شعره بلطف، بلمست تحمل الكثير من حنان...

"ريو، لحماية ما تحب، سيتطلب منك الأمر، تلطيخ يداك بذماء، هل ستقدر على ذلك..."

رفع الصغير يده لتتقابل مع نظره، وتأمل الفكرة...

لكن ذاخليا لم يكن هناك اي شيئ، لم يكن أي صوت يخبره بتراجع او ان الأمر غير مقبول...

لا، بل حتي لو كان، كان سيدفنه عميقا...

"سأتحمل ذلك أختي، العالم بسيط جدا، إما ان تقتل أعدائك أو سيقتلوك، لا شيئ أكثر ولا اقل..."

'سعادة الأخرين وسعادتي أنا، أمران مختلفان كليا...

حتي لو سببت سعادتي تعاسة الأخرين، فذلك لأن حياة تعمل بتلك الطريقة...

هاد العالم ملعون ليس مكانا حيث يمكن لجميع ان يكون سعيدا...'

توهجت عيناه بلون قوي، بينما جمع قبضته بقوة، بتفكير حديدي...

"ريو، لا، أخي الصغير، أنت بالفعل شخص مميز، أنت صريح جدا، ومباشر جدا... "

ضمته أيتي ببعض القوة لها، وعيناها تألقت بضوء جميل...

'لقد إتخدت قراري، أنا الآن أعلم سبب كل ما فعلته أختي، سأكون معك من الآن فصاعدا ... '

بدأ أيتي تفكر وتتأمل بينما تمسد شعر ريو بلطف...

قلبها بدأ ينبض بسرعة، وقوة، ..

ومشاعر من فرح وسعادة إنبتقت ذاخل قلبها...

'هاد الصغير، بلا شك سيكون هو منقذنا، سيكون هو من يحررنا من هاده الحلقة لعينة من معانات، أنا أثق بدالك...'

"أختي إذا لم يكن لذيك مانع، هل يمكنني سؤالك...؟!"

صوت ريو أخرجها من تفكيرها وأعادها للواقع...

أعادت نظرها نحوه، وبهدوء قالت..

"بالطبع، سأجيب عن أي سؤال طالما لذي المعلومات..."

تردد ريو للحظة وشفتاه إرتجفتا...

وكأنه خائف من أن يعيد جرحا قديما لها...

لكنه إستجمع شجاعته، ورمي سؤال...

"أختي أنا لم أرك تمشين أبدا، هل من ممكن أنك..."

أضلمت عيناها زرقاء لعدة تواني وإرتجفت شفتاها قليلا...

حتي تنفسها إطرب قليلا، لذرجة أنه أصبح واضحا...

وكأنها تذكرت كابوسا لا تريد عودته...

رأي ريو ذلك التحول في تعابيرها، وشعر كأنه تجاوز خطا لم يكن ينبغي أن يصله...

"أختي أنا أسف، لقد تجاوزت الخط، لم اعلم أنها ذكري سيئة..."

سارع بإعتذر محاولا تجاوز الأمر...

لكن أيتي وضعت يدها على رأسه، وأعادت إبتسامتها، بينما تحسست قدميها...

"لا عليك، لقد حدث الأمر مند وقت طويل، لكن، أجل إنها أسوء ذكري لي، وأكثرها إيلاما وقسوة... "

تجمد تعبير ريو وعيناه إرتجفتا لهول الجرح الذي فتحه مجددا...

"ريو سأروي لك قصتي هل انت مهتم...؟ "

"إذا كان الأمر لن سبب لك أي مشكلة أختي "

أخرجت أيتي نفسا أزرق بارد من فمها وكأنه جليد...

ورفعت نظرها نحو السماء وعيناها نصف مغلقة...

"ريو أنا يمكنك إعتباري من أكثر أشخاص حظا على إطلاق، أنا واحدة من قلائل الذين ولدو بكل شيئ جيد في حياتهم.. ."

لم يقل المحارب الصغير أي شيئ وركز على نبرتها وعيونها متوهجت...

"إسمي هو أرتيمسا ماغيرون، أنا أكون الإبنة الرابعة، لملك مملكة ماغيرون، أنا أميرة في حقيقة... "

إرتجفت عينا ريو من تلك معلومة المهمة، كلامها وطريقة التي تتحدت بها لم تكن تشير لكونها بتلك طبقة المهمة...

"الحياة كانت في صفي كثيرا، لذرجة أنني إعتقدت أني مركز العالم والذي عليه يستمر الأمر..."

ضحكت أيتي بسخرية وتابعت كلامها...

"لقد ولدت كأميرة في مملكة قوية جدا، كما أن عائلتي كانت متماسكة ومتحابة مع بعضها، لم يكن هناك أي خلاف أبدا مع إخوتي سوي أشياء بسيطة التي تكون بين الإخوة ، لكن ذلك ليس هو مميز..."

رفعت أيتي ضراعها وقامت برفع أكمام فستانها الأزرق...

فتحت ريو عيناه على إتساعهما، من جمال مارأه...

وشم صغير لفراشفة زرقاء جميلة مع زخارف جميلة على أجنحتها...

"هاد الوشم هو هدية مقدسة جدا، لايحصل عليها سوي شخص واحد في الحياة، وبعد موته لا أحد يعلم متي سيضهر مجددا..." قالت بهدوء

بينما فضول ضهر على ريو...

وشم جميل، وهو هدية مقدسة...

مادا يكون في حقيقة...؟

كان على وشك سؤال لكن أيتي تكلمت وأجابت قبل أن يطرح سؤال...

"إنه وشم أحد الأبطال الأوائل، تقول أسطورة، أنه كان قويا جدا، لذرجة أن لا أحد تمكن من إذابة جليده، وليحرص على ان تستمر أسطورته وسيرته، على فراش موته، صنع تعويذة وضع فيها كل قوته وأطلقها لتختار شخصا، لدافع عن المملكة بعد موته، ويستمر في ذكر سيرته..."

أحد الأبطال الأوائل، ما مدى الحظ الذي تحتاجه لتحصل على ذلك الوشم...

خصوصا إذا وضع ذلك البطل شروطا على تعويذته...

لكن رغم ذلك، أيتي حصلت على ذلك الوشم...

حصلت على قوة البطل ووشمه، كما أنها أميرة...

يمكن قول انها نشأة في أفضل بيئة على إطلاق...

فكر ريو بعمق وعيناه ماتزال مركزة على وشم الفرشاة زرقاء...

"ريو، أنا لم أحصل على قوة فقط، بل على موهبة أيضا، لقد كنت ساحقة جدا، لذرجة أنه في سن خامسة عشر فقط، كنت واحدة من أقوي محاربين في المملكة، نعتني الجميع بالأعجوبة، بالعبقرية، وبمحاربة العصر..."

بمعرفة ذلك تحققت كل شكوك ريو، كل أفكاره التي أخبرته أن هاده المرأة شديدة القوة...

قد تحققت بفضل كلامها الآن...

لكن ذلك يعيد سؤال مهما...

"أختي، إذا كنت بتلك القوة وموهبة، كيف أصبتي في قدميك...؟"

أخرجت أيتي نفسا طويل، وتغيرت تعابيرها كثيرا...

"لابد أن غراي أخبرك بنوع علاقتنا صحيح...؟!"

هز ريو رأسه وقال بهدوء...

"أخبرني أنه يحبك، وأنك أهم ما في حياته...؟"

"كان ذاك في سن خامسة عشر تقريبا، عندما إنتشر خبر بين الفرسان أن طفلا بعمري، هزم الجميع، ويتحدي أي شخص في قتال..."

"لكن الغريب في أمر ان سمعته كانت جيدة جدا، قيل أنه بشوش جدا، وطيب القلب، وبعد كل قتال يضحك كثيرا مع خصمه، بل حتي أنه يعرض عليهم الطعام... "

رفع ريو حاجبه وهو يقيس تلك تصرفات مع شخص يعرفه...

"هل كان ذلك الشخص هو أخي غراي...؟"

هزت أيتي رأسها ببتسامة تعبر عن مشاعرها...

"بعد هزيمة غراي لأخي الكبير ، قررت إختبار نفسي ضده، بحث عنه، لكي أتفاجأ، بشكله العضلي الكبير، وندوبه الكثيرة، وسيفه العظيم الذي يجره خلفه، أذركت وقتها ان ذلك الطفل عاش نقيض حياتي تماما، لكن حتي بمعرفة ذلك ذهبت إليه وتحديته في قتال..."

عند حديثها عن ذلك الجزء لمح ريو إبتسامة أكثر إشراقا على وجهها، وتوهجا قويا في عيناها...

"عندما تحدث معه لأول مرة، رفض قائلا أني فتاة نبيلة ما، ولا خبرة لذي ومن افضل أن اعود لمنزلي، مما جعلني أغضب قليلا، لكن بمجرد أن اريته قليلا من مهاراتي، إبتسم ورفع قبضته نحوي، وقبل تحذي، بسبب سلوكه في بداية كنت اريد إهانته امام الكثير، لذالك قررت جعل معركتنا في ساحة رئيسة، حيث الجميع سيشاهدها..."

إرتفعت شفتى ريو في نصف إبتسامة، وهو يسمع تصرف المرأة التي تتحدث بعمق حكمة، وكيف كانت طفلة مدللة...

"إذن أختي مادا حصل...؟"

"هزمني، هزيمة كاسحة..."

تجمد تعبير ريو من شدة الصدمته...

بينما أيتي ضحكت على نفسها..

"كنت أريد إهانته امام الجميع، لكن العكس ماحدت، لكن في نهاية، كان يضحك، ضحك بقوة شديدة، بينما توجه نحوي لمساعدتي، كنت أعتقد انه سيهينني او يسخر مني، لكنه قال بصوت هادء، القتال للمتعة وليس لسخرية، والقتال معك كان ممتعا كثيرا أرتيمسا..."

صمتت أيتي عدة تواني وتابعة بصوت عاطفي قليلا...

"تلك جملة جعلتني اتعلق بدالك الفتي، وبدون حتي ان أشعر، كانت مشاعري تنمو نحوه، كنت أقصده كل يوم تقريبا، نتحدت نستمتع ، ونتقاتل للمتعة، كانت المشاعر تنمو كل يوم ذاخلي وأيضا ذاخله، نحو بعضنا، مند سن خامسة عشر لحتي سن عشرين، خمس سنوات ونحن نتقابل تقريبا يوميا، كانت كفيلة لي، لأدرك مشاعري نحوه، لكن لم أخبره بذلك، كنت أخشي أنه لا يراني بنفس الطريقة، لذلك أبقيت تلك مشاعر عميقا ذاخل قلبي، إلا جاء ذلك اليوم... "

تجمد ريو لتانية، وهو يري يدها ترتجف، وتعابيرها تميل نحو ظلمة...

لكنه لم يقل شيئا، بل سمح لها بإكمال كلامها...

"في أحد أيام، إكتشفنا شيئا خطيرا، وهو أن الوحوش شيطانية تجتمع سرا في إحدي غابات، وكأن احدا يسيطر عليها، لذالك أعطي الملك أبي، أمرا بالهجوم لإطاحة بها، قبل حلول أي كارثة، على مملكة، كنت رفقة غراي في صف اول، قد بدأنا القتال بقوة..."

..

"بستعمال جليدي كنت أجمد أي شيئ في طريقي، بينما غراي بفضل نيرانه حمراء، كان يحول أي وحش لرماد، تقدمنا بقوة شديدة، لكن بشكل غير متوقع، بسبب صغر سني وقلة خبرتي وقعت في أحد فخاخ الوحوش شيطانية، كنت متبتة وعاجزة، كخروف ينتظر ضبح، وسط عدد مهول من وحوش، في لحظة التي إعتقدت أنها النهاية، هو أنقذني، على حساب نفسه..."

إرتسمت صدمة كبيرة على وجهه، لكنه سرعان ما أخفاها...

"عندما هزم غراي الوحوش ذاخل ذلك الفخ وهو يحميني، ببتسامة كبيرة على وجهه، وكأنه يقول ان لا نذم لذيه في تضحية بحياته من أجلي، زادت مشاعري نحوه، عندما إنتهي سقط بجسم متقل بالجراح ومع ذلك كان يبتسم، كان يدرك أنها نهايته ومع ذلك كان يبتسم، خرجت الدموع من عيناي دون أن أذرك، وأنا أعانقه بأقوي ما الذي خوفا من يفارقني ، وفي تلك لحظة، ضحيت بقدماي، بقدرتي على مشي، لأعالج كل جروحه وأعيده لي..."

أخدت أيتي نفسا طويلا ورفعت نظرها نحو سماء التي أشرقت ببطء...

"في تلك لحظة أذركت أهميته في حياتي، كما أني علمت بحقيقة مشاعره لي..." أطلقت أيتي ضحكة مكتومة وأكملت... "وهاكدا إستمرت علاقتنا معا، هو سيضحي بحياته بكل سرور من أجلي، وأنا سؤضحي بحياتي بسعادة من أجله..."

شعر ريو بقلبه ينبض بقليل من إطراب...

أيتي وغراي، تجاوزا مرحلة الحب بكثير...

وصلا لمرحلة حيث أن حياة كل شخص منها لاتكتمل إلا بوجود أخر...

نوع راقي وعميق من الحب الذي يتجاوز مجرد كلمات...

أنزلت أيتي نظرها نحو ريو، بقليل من نذنب داخلها...

هي كانت تكذب عليه الآن...

تلك معركة إنتهت بفوز ساحق لمملكة ماغيرون...

وشخصان الذان أنهيى معركة هما أيتي وغراي وحدهما فقط..

كما أنهما خرجا بدون أي إصابة تدكر، نصف الغابة تجمد ذاخل جليد بارد قتل كل الوحوش، ونصفها أخر أحرق بنار حمراء حولت كل شيئ لرماد...

المعركة التي خسرت فيها أيتي قدميها هي الحرب العظمي، وقد فعلت ذلك من أجل إنقاد حب حياتها غراي ..

لكنها رأت أن إخباره بدالك سيكون سيئا له...

لذلك قررت تزيف قصتها قليلا، وإطلاق نصف كذبة...

لكنها كذبة من أجل الأفضل...

في تلك أتناء تبادل إتنان أطراف الحديث بسعادة ومرح، وهما يستمتعان...

لكن بشكل مفاجئ إهتزت الغابة بأكملها، وكأنها ترتجف، من وقع هالة قوية سلطت عليها..

إبتسمت أيتي ووضعت يدها على رأس ريو الذي تفاجأ من وقع تلك القوة...

"يبدو أنه لذينا رفقة غير مرغوب فيها..."

قالت بينما وقفت وهي تلف يداها حول رقبة ريو...

"إستعد أخي صغير، يبدو أنها ستكون معركة شديدة... "

بلع ريو ريقه بينما بخطوات واتقة تقدم هو وأيتي نحو مصدر القوة...

**********

والآن أعزائي القراء سنبدء في إكتشاف قوة البشر السامين، وهل يرتقون للقبهم

2025/02/07 · 28 مشاهدة · 2314 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025