دماء سوداء حولهما كبحريات صغيرة، وكل خطوة يخطيانها تكون على جزء ممزق من وحش ما...
وقفت رافيانا بإبتسامة شرسة وعيناها تتوهج بتحد والقوة...
"غراي، أنت لا تعلم كم إفتقدتك.. ." قالت وغرست سيفها بأرض...
إبتسم غراي نصف إبتسامة وقال... "إفتقدتني، لا تقولي أنك وقعت في حبي، أيتها الملتهبة.. ."
سخر غراي وغرس سيفه هو آخر، وضرب قبضتيه مع بعضهما...
"وقعت في حبك،.." همست بصوت عميق..." ربما ذلك صحيح من يعلم... "
إشتعلت نيران زرقاء فوق جسدها ووقفا على بعد خطوة من بعضهما...
نيران غراي الحمراء تتصادم مع نيرانها الزرقاء...
دون مقدمات او أي كلمات، رفع غراي قبضته وبالمتل أرسلت رفيانا قبضة قوة تم..
بووووم
تصادمت القبضتيهما وسط زوبعة من نيران...
رافيانا تحاول دفع بقوة وغراي هو أخر يدفع بقوة...
إحترقت الأرض تحتهما وتراقست تحت تدافعهما...
مع تصاعد قوتهما إنفجار بينهما جعلهما يتراجعان للخلف في إتجاهين...
أظهر الإتنان إبتسامة من سعادة...
وبقوة إتجها مجددا نحو بعضهما كقديفتين...
بدأ الإتنان يتبادلان لكمات بفرح...
غراي غلف قبضته بنيران حمراء، ورفيانا بنيران زرقاء...
من سرعتهما لا يضهر سوي كرتين حمراء وأخري زرقاء تتصادم، وسط زوبعة من الفوضي الخالصة ...
"هيا غراي يمكنك إظهار المزيد... "
صرخت بنشوة، وهي تأخد لكمات في جميع انحاء جسدها، وبالمتل تلكمه بقوة...
اطلق غراي ضحكة كبيرة، وتوترت عضلاته قليلا، وهو يجمع المزيد من القوة في قبضتيه...
"لا تموتي، مازلنا في البداية فقط..."
صرخ بشراسة، ولكماته بدات ترسل موجات أقوي في هواء...
تبادل إتنان مئات اللكمات في دقائق قليلة...
ونيتجة لذالك، ظهرت جروح كثيرة عليهما...
لكن من خلال تركيز اكثر، كانت رفيانا تأخد ضررا اكثر منه...
درعها الأسود تحطم أكثر من نصفه، ودماء سوداء بدأت تسيل من جسدها على أرض، لكنها لم تعره أي إهتمام وتابعت ببتسامة...
في الجهة أخري، لم يكن هناك الكثير على غراي...
وفجأة...
بسرعة خادعة وسط وابل لكمات أرسلت رفيانا لكمة لفك غراي سفلي
وقبل حتي ان يتراجع ارسلت لكمة لمعدته جعلته يرتفع عن الأرض من قوتها...
لم تعط نفسها اي راحة او تنفس، قفزت في الهواء و بقوة أرسلت ركلة ملتفة وسط نيران زرقاء لوجهه...
بوووم
تلقاها غراي مباشرة، وبسرعة خاطفة أمسكها من قدمها قبل ان ترجع لأرض...
"هانحن ذا..."
قال ببتسامة وصرخ بشراسة وقوة
رفعها عاليا وحطمها بأرض حتي تشققت من قوة الضربة...
إستدارت رفيانا وقفزت بسرعة مبتعدة عن ركلة من قدمه التي حطمت الأرض مكانها
إنحنت قليلا ووجهها ممتلأ بالدماء، بنفجار تحت قدميها إنتقلت لتحت جسمه العملاق في لحظة...
"لا تمت غراي..."
أطلقت صرخة ونيران زرقاء تلتف حول كامل جسدها وتجمعت على قبضتها ...
بوووم
بقوة كبيرة ارسلت لكمة لمعدته حتي ان نيران زرقاء خرجت من ضهره لتحفر أرض خلفه...
تلقا غراي لكمة القوية حتي ان القليل من لعابه تطاير...
لكنه لم يسقط لم يتحرك من مكانه...
"أمسكتك... "
قال بإبتسامة وأحكم قبضته على كتفها الصغير...
وقبل ان تستجيب، لكمة عملاقة وكأنها نيزك كانت على وجهها...
لكمة جمعت وجهها بأكمله حطمتها، جعلتها تخترق الأرض تحتها بجسد مدمر مليء بدماء
صرخ غراي وإبتسامة إرتسمت على وجهه من نشوة القتال الفوضوي و التقليدي...
"هاهاهاهاها، هاد ممتع حقا..."
أنزل غراي نظره نحو رافيانا التي تضحك بشكل مجنون...
وإبتسامة مرعبة من نشوة خالصة على وجهها المتسخ و ممتلء بدماء...
"القتال معك هو أفضل حقا..."قالت بسعادة
"الجولة أولي إنتهت، حان وقت الجولة التانية..."
مع كلامها إختفت وكأنها إنسجمت مع الرياح وضهرت خلفه...
شعلة مركزة من نيران على يدها اليمني...
لكمته في منتصف ظهره بقوة، أرسله زخم الكمة عدة امتار، ليوقف نفسه أخيرا ...
خيط صغير من دم سال من فمه...
أزاله بإسبعه ورفع نظره نحو خصمه الذي يبدو أقوي من الأول ...
"هاكدا يجب أن يكون القتال، ممتع وغير متوقع..."
وقف ولهب يتراقس فوق جسده، بينما إتخد وضعية قتال...
كساعقة ضهرت رفيانا أمامه مجددا...
ارسلت لكمة لمعدته، تصد لها غراي، و بالمثل ارسل لكمة لوجهها...
تحطمت لكمته على وجهها مباشرة، لكنها لم تتحرك، وكانها صخرة عملاقة...
"يبدو أنك أصبحت ضعيفا، عزيزي غراي..."
كان غراي بحاجة لعدة تواني ليفهم ماحدث، لكن ركلة في معدته لم تعطه الوقت...
اتبعتها رفيانا بلكمة أخري في وجهه جعلته يتراجع عدة أمتار...
وقف غراي بسرعة وعقله يحلل مجريات المعركة...
لتضهر رفيانا خلفه بسرعة، مما منعه من تجميع أفكاره...
"يبدو أنني وقعت في حب الشخص الخطأ، أنت أصبحت ضعيفا غراي .. "
إلتفت نيران على يديها، وبسرعة عجيبة أرسلت عشرات لكمات له جعلت جسده العملاق يرتفع عن الأرض ببعض الحروق والجراح...
"فل تمت غراي... "
صرخت وأمسكته من قدمه، وبأقسي قوتها حطمته مع الأرض...
تشققت الأرض وتدمرت بشكل كبير تحت وطأة جسده العملاق...
وقفت رافيانا قرب رأسه وعيناها تتوهج بضوء قوي، وأرسلت عشرات لكمات لرأسه وجسده...
لكماتها جمعت كل قوتها...
توقفت أخيرا ويدها كانتا مغطتين ببعض الدماء الحمراء...
"إنها نهايتك عزيزي غراي وداعا، لقد أعجبت بك حقا في ساحة الحرب عندما رأيتك، فوضوي قوي متوهج لكنك الآن..."
همست وهي ترفع يدها وسط زوبعة من نيران زرقاء، تريد إقتلاع رأسه وإنهاء الأمر، لتضع نفسها كأقوي مقاتلة جسدية على إطلاق...
وجهت رافيانا ضربتها القاضية، لكن نيران صغيرة تصدت لهجومها...
تم..
بوووم...
عمود عملاق من نار حمراء ضرب المكان مهدد بحرق كل شيئ، إخترق العمود أرض تحته حتي انه شق الضباب في سماء...
بسرعة تراجعة رافيانا وهي تبتسم بسعادة...
"لقد فهمت الآن، سبب قدرتك على تحمل ضرباتي... "
خرج غراي من وسط عمود لهب، ببتسامة عملاقة...
وبزفرة بسق قليل من دم...
"لقد حصلتم على قوة الموت، ذلك الكيان تدخل إذن... "
إرتجفت عيناها قليلا لكنها سرعان ما أعادت إبتسامتها وتقدمت نحوه...
"ومادا في ذلك، هل هناك مشكلة في حصول على قوة...؟"
تراقس لهب بشكل أكثر حدة على جسده
وقال بنبرة واتقة... "لا أبدا القوة هي القوة كيف ما كانت، لكن لم اتوقع ذلك منك أنتِ تحديدا... "
بسرعة مجددا ضهرت أمامه محاولة تحطيم لكمة في وجهه...
تلاقها غراي مباشر، دون أي حركة حتي أن غبار تطاير من قوتها...
فتحت رافيانا عيناها بصدمة المشهد...
بدل ان يكسر وجهه ، كسرت قبضتها..
"الجولة الثالثة وأخيرة تبدأ.. ."
قبل ان تتراجع حطم غراي لكمت على معدتها جعلتها تطير كقديفة ...
"ليس بعد..."
قفز عاليا وإنقض عليها كينزك من سماء...
عالجت رافيانا قبضتها، وجمع قوتها مجددا...
تبتث قدميها بقوة بأرض...
بوووم...
تصادم إتنان مجددا، حتي تراقست الأرض تحتهما
"أنظرو من قرر إخراج بعض من قوته..."
صرخت رافيانا وهي تخسر في قتال الجر بينهما...
حطم غراي قبضتها مجددا وارسلها كقديفة بلكمة في وجهها نحو إحدي الأشجار...
"انت كنت رفيقة لي في حرب، لم قررت خيانتنا معهم... "
عالجت رافيانا قبضتها مجددا، ووقفت..
"لا متعت في خوض حرب خاسرة، أفضل قتالك حتي موت هنا، على قتال في تلك المهزلة مجددا..."
تجهم غراي قليلا وهو يحكم قبضته...
"حرب خاسرة، هل نحن سنخسر الحرب...؟"
سأل بقليل من الإنفعال...
في مقابل ضحكت رافيانا وهي تنظر له بعيون حادة...
"غراي، لقد إنتهي الأمر، الملك العظيم، لم يعد موجودا..." قالت وزفرت بينما إتخدت وضعية القتال
"انتم تعتمدون على تلك روح ضعيفة لإنهاء الأمر، يالها من مهزلة... "
أخرج غراي زفيرا من لهب نفسه وبدأ يتقدم بتقة...
"كلب يعض اليد التي تطعمه، هادا هو وصفكم، لقد تخليتم عن القضية العظمي، بمجرد أن أصبحنا في الموقف الضعيف، أنتم بلا شرف حقا..."
توهجت هالة غراي بغضب وتشكل قفازين من لهب حول قبضتيه...
"انا لن أستعمل درعي، سأستعمل قفازات فقط، هيا تقدمي..."
في تلك اللحظة تغير تعبير رافيانا ليصبح عكرا وغاضبا...
المحارب امامها يزدريها، لم يعطها اي قيمة بكلامه الآن، وكأنه يستطيع قتلها بأي لحظة يريد...
"غراي، القتال ليس للفوز بل للمتعة، هل قررت خيانة القاعدة..."
قالت بقليل من الغضب وعيناها تحترقان...
بينما في الجهة الأخر لم يتغير تعبير غراي
"هناك قواعد، وهناك عواقب، أنت لا تستحقين تلك القاعدة، لقد كنت أحترمك في سابق لكن ليس بعد الآن... "
سرت رافيانا على أسنانها بقوة. بغضب، وهي تري التحول الذي تكرهه أكثر من أي شيئ...
"تبا لك غراي، لم انت تتحول لتصبح متلهم أيضا..."
صرخت بغضب وإحباط، لكنه لم يغير تعابيره لم يقل أي شيئ...
"فل يكن إذن..."
توهج جسدها بلهب، ليغلفها درع أزرق جميل منساب مع جسدها بطريقة مثالية، مع خودة تدلي شعرها أحمر من تحتها...
هالة الدرع حطمت الأرض تحتها وحولت الحجراة لصهارة من شدة الحرارة...
"لا تلمني أنا، فل تلم نفسك غبية على قرارك لعين ذاك..."
كساعقة إنطلقت وهي تهم بتحطيم لكمتها على وجهه...
عيناه تتبعتا الحركة بدقة كبيرة...
وقبل ان تهم قبضتها على وجهه، أمال جسده جانبا ببراعة، مما جعلها تتجاوزه...
سرت رافيانا على أسنانها بغضب اكبر، وهمت بتسديد وابل من لكمات...
سرعة يديها تبدو صورتها ضبابية ...
'الشياطين، وحوش ناطقة من دون قلب من دون مشاعر أو شرف... '
تنهد غراي ذاخليا وهو يتفادا لكمات وصد بعضها ببراعة متناهية...
'لقد خاب أملي، لإعتقادي أني سأجد من هو مثلي بينهم، لقد خيبت أملي... '
شعر غراي بحصرة ذاخليا وكأن دمه أصبح اتقل، بل وكأنه تحول لقطران، وقلبه يصارع ليضخه ..
خيبة امله منها حطمت شيئا مهما ذاخله...
برأية تعبيره رفعت رافيانا قوتها أكثر وسرعتها بغضب وحقد كبير...
الرجل أمامها خان القاعدة المقدسة، القاعدة الوحيدة التي تتبعها...
هي إعتقدت أنه سيكون نفسه كما في الماضي...
نابض بالحياة، قوي كالجبال، نيرانه تحرق كل شيئ بشكل مهيب ومبهرج...
هي إعتقدت أن المشاركة في هاده المهزلة ستجعلها تستعيد المشاعر التي إجتاحتها عندما رأته يقاتل أخر مرة...
لكنها الآن، لا تري سوي رجل فارغ ينظر لها بزدراء وبالخيبة أمل ...
"أيها الوغد لعين، عليك اللعنة غراي..."
صرخت بغضب وعيناها تتوهج بحقد...
لكن حتي مع كل صراخها مع كل غضبها وإخراجها لكل قوتها، لم تتمكن من ضربه...
فارق القوة بينهما كبير جدا، وخبرتهما متفاوتة كثيرا...
قتالهما الآن كقتال الأخ الأصغر من شقيقه الأكبر...
الكفة مائلة لجهة غراي مند البداية...
بحركة سريعة أمسك غراي قبضتها، وبقوة متفجرة ارسل لكمة لمعدتها...
لكمة حطمت ضلوعها، وجعلتها تبسق الدماء سوداء من فمها...
لم يترك غراي قبضتها بل أحكم إمساكها...
ودون إعطائها اي فرصة، حطم لكمة أخري على وجهها...
وبنفس الطريقة حطم لكمة أخري، وإتنان وثلاثة، واربعة وخمسة ...
خمسة لكمات حطمت خودتها وجعلت وجهها بحالة دموية وبشعة جدا...
"لا أعلم ما الذي جعلك تعتقدين انك قادرة على قتالي بشكل متساوي رافيانا..."
قال غراي بنبرة فارغة وعينان حادتين
"لا، لاداعي لإجابة أنا لست بحاجة لها..."
رفع غراي قبضته والعروق تضهر عليها...
وبقوة سدد لكمة أخيرة، حطمت وجهها، لا لم يعد وجها بعد تلك لكمة عملاقة التي حطمت كل شيئ ..
"كنا لنكون أصدقاء جيدين حقا، لكن، الحباة لعينة لم تساعدنا، أنا أسف من أجلك.."
بلكمة أخري إقتلع غراي قلبها الأسود، وسحقه وسط قبضته
وقف غراي وإستدار ليبتعد، وعيناه ممتلأة بخيبة الأمل، وأيضا قليل من الحسرة والحزن...
حزن على نفسه، وعلى تلك جتثة التي إعتقدها يوما صديقا...
أنزل الستار عن المعركة الأولي الفائز هو: البشر السامي غراي
******
"لقد ماتت رافيانا و إيزل الخطة تجري بسلاسة كبيرة، والآن لم يبقي سوي موت ثلاثة أخرين لنتحرك... "
من بين الظلال كانت هناك أعين تراقب، وتنتظر بينما تسحب غطاء ببطء من تحت أقدام الأخرين...
كيف ستكون نهاية يا تري...؟!
******
لمحبي الرواية القلائل ماهو رأيكم حتي الآن، شاركونا برأيكم
لكم جزيل الشكر