رفعت إمرأة يدها يسري وهي تقطر بدم ومررت راحت يدها على شعرها أزرق جميل ليختلط بلون دم، بلون قرمزي ...

رسمت أيتي إبتسامة كبيرة وعيناها تتوهجان بضوء خافت..

"اوه، لقد فهمت الآن...؟"

قالت وهي تنزل يدها على وجهها ليتلطخ بقليلا من الدم...

"ذلك الكيان تذخل معكم، وأعطاكم بعضا من قوة الموت..."

أطلقت أيتي ضحكة مكتومة...

والأرض بدأت تتجمد تحتها ودرجات الصقيع بدأت ترتفع بشكل خطير...

لوح الهزيل دو العيون سفراء بمنجله، وهو يرسم إبتسامة شريرة...

"لم يكن علي تشكيك في قوتك العقلية أيتها عاهرة متجمدة... "

قال وبدأ يتقدم ورياح تلتف حول جسده...

كسهم اسود فجر أرض تحت قدميه وإنطلق مستهدفا تقطيعها...

من خلف ايتي ضهرت جبال من جليد حادة والخطيرة متجهة نحو الهزيل...

حطم إيزل بكل قوته وهو يتحرك بسرعة تفوق العين...

بسبب إعاقتها وعدم قدرتها على إستعمال قدميها، لم تتحرك أيتي من مكانها وعيناها تتبع تحركات خصمها...

"لقد كنت أتوق لهادا أيتها المتجمدة لعينة..."

قال إيزل بنبرة متعجرفة، وهو يحطم جليدها ويقترب...

"انا لن أقتلك بسرعة، أنت مميزة، سألعب بك كثيرا حتي أحطمك.."

مع كلماته إختلط حظوره مع الرياح، وكشبح ظهر أمامها موجها منجله نحو صدرها...

"أنت.." همست بهدوء غريب..." لست من نوعي المفضل أيها الهزيل... "

قالت وجدار جليدي تصدي للهجوم...

وبحركة من إسبعها خرجت عدد من رماح إستهدفت تمزيق خصمها...

لف إيزل نفسه بإعصار قوي من رياح محطما الرماح ودفع نفسه نحوها بقوة...

بتلويحة قوية حطم الجدران الجليدية، وبدون إعطاء فرصة لأيتي ضرب منجه على صدرها...

جرح كبير ظهر عليها تدفقت منه الدماء ساخنة لتختلط بالجليد على أرض، قفز إيزل للخلف..

وبشكل مقزز لعق حافة منجله الملطخ بدماء حمراء طازجة...

أنزلت أيتي نظرها نحو جرحها ورفعت نظرها مجددا نحو خصمها المنتشي بالقتال...

بشكل غير متوقع إبتسمت، إبتسامة كبيرة، وكانها غير أبهة بجرحها..

مررت اسابعها على جرحها ليتجمد الجلد وتتوقف الدماء عن تدفق..

"أنا أفهم الآن... "

قالت ورفعت نظرها بعيدا نحو الأفق...

"هاده هي اللعبة التي تلعبونها، هاهاهاها، ممتع حقا، مثير الإهتمام... "

إرتبك إيزل قليلا وعقد حواجبه غير مستوعب لنبرتها وكلامها...

"عن مادا تتكلمين أيتها المتجمدة المجنونة..."

سأل بعبوس

أعادت أيتي نظرها نحوه بهدوء وإبتسامة غريبة على وجهها...

"انا لا اتذكر إسمك، ولا أهتم أساسا، لكن ما الذي جعلك تعتقد أنك قادر على هزيمة واحد من البشر سامين...؟"

كساعقة ضرب ذلك السؤال ذاخل عقل الهزيل...

من هم البشر السامون..؟!

مامعنا ذلك السمو فيهم...؟

إيزل بدا يفكر في تلك أسئلة وكأنه كان يجهلها من قبل...

أضاءت عيناه بقوة، وإبتسامته إختفت للحظة...

هو رأهم في الحرب العظمي وحتي قبلها، قوة جبارة من مستحيل وقوف أمامها...

يطلق عليهم البشر سامين، عندما يتجاوزون الحاجز البشر عادي، ويرتقون لمرحلة أخري...

لكنها صعبة جدا بل شبه مستحيلة...

ولذلك ليس هناك كثير منهم...

لكن كل واحد منهم قوي لذرجة مرعبة بل لذرجة مثيرة لسخرية...

ما الذي جعله يفكر في أنه قادر على منافسة واحد منهم..؟

كيف وصلت تلك الفكرة له أساسا...

هو مجرد شيطان من مقاعد الست التي أوجدها ذيابلو لسبب ما ، ليس حتي من المناجل التي تعمل تحت ملك الشياطين...

"يبدو أنك أذركت الأمر أخيرا، أيها الهزيل..."

أنزل إيزل نظره نحوها مجددا ببعض التردد و خوف ذاخله بدأ يرتفع..

"لقد تم خداعي من قبل ذلك لعين..."

"هاهاهاهاهاهاها..."

توتر إيزل وعرق بارد ضهر على جبهته من ضحكة أيتي المزلزلة...

"ذيابلو أليس كذالك..؟!"

أخرجت أيتي زفيرا ازرقا متجمدا..

"ذلك لعين مثقن لفن الخداع وتلاعب، لكنه وصل لمرحلة متقدمة إذا تمكن من إقناع حثالة مثلك على مواجهة شيئ يفوق تصوره، مثلي..."

بدأ التردد يطغي عليه وكأنه إستفاق من وهم ما...

وببطء قدماه بدأت تتراجع للخلف في دعر...

'إنتظر لحظة.. '

توقف إيزل ولف منجل حول جسده بتقة...

'لذي فرصة... '

فكر وأعاد إبتسامته خبيتة على وجهه...

"لذي فرصة في فوز، هاد ماتفكر فيه صحيح...؟"

بصقت أيتي كلمات في وجهه بتقة كبيرة...

"لقد أصبتها، لقد كانت في وضع ضعيف قبل قليل..."

تكلمت وبدأت تطفو ببطء نحوه...

"لقد كانت تقاتل لإتنان وعشرون يوما، كما انها معاقة..."

كل كلمة تقولها تنزل كساعقة على إيزل، كل متر تقطعه نحوه يجعل جسده يرتجف...

"قبل أن أقتلك، دعني أنورك قليلا، دعني أري عقلك صغير ذاك بعض الضوء... "

قبل أن يدرك الهزيل أي شيئ الجليد أمسك بقدمهبه وبدأ يجمدهما إرتفاعا حتي خصره...

"هناك مخطط كبير يحاك في خفاء، أنا وأنت والجميع هنا جزء منه..."

رفعت أيتي إصبعها ليقطع رمح جليدي دراع إيزل اليمني التي تحمل الرمح، بسهولة متناهية...

وببطء أمسكته من رقبته وبدأت تخنقه...

"قوة الموت التي حصلتم عليها، صحيح أنها لذلك الكائن، لكن..."

قبل أن تكمل كلامها، تشكل خنجر ازرق في يدها..

وبحركة بطيئة أذخلته في مقلة عينه اليسري...

"اغغغ، ااااااه..."

صرخ الهزيل والألم والبرودة ينتشران في رأسه وجسده...

"أنت تصرخ، وصوتك مقزز حقا أيها لعين الهزيل..."

ببطئ، وهي تأخد كل وقتها اخرجت أيتي الخنجر من عينه، وببطء وضعته على أذنه المدببة...

"والآن سأطرح عليك بعض الأسئلة وأريد أجوبة.."

نبرة ايتي تحولت لتصبح باردة وقاسية بعينين حادتين...

"حتي ولو أردت... أنا لا أعرف شيئا..."

قال بصوت ضعيف ودماء سوداء تدفقت من عينه على وجهه...

"هممممم، أنا أري ذلك..." قالت بصوت بارد

وببطء إقتلعت أذنه، ومررت خطا على وجهه حتي أذنه الأخري...

"بالطبع الحثالة من أمثالك لن يعرفو أي شيئ، أنا فقط اريد أن أعلم كيف حصلتم على قوة الموت..."

قالت وأخدت نفسا طويلا...

"من المستحيل، أن تكونو محط إهتمام لذلك الكيان... "

"اغغغ، اااااااه..."

صرخ الهزيل، بألم كبير، بينما رمقته أيتي بنظرات باردة غير أبهة وهي تعدبه ببطء وكأنها تملك كل وقت العالم بين يديها...

"هاااااه، أ... ألست خائفة.... على حبيبك..."

قال هزيل بصعوبة ودماء تملأ فمه...

محاولا تحرر من قبضتها او حصول على فرصة للهرب، من الوحش الأمامه...

لكن بشكل غريب، زاد إحكام قبضتها على عنقه،

من قوة إحكامها ويبدو وكانها تحاول صحب قصبته الهوائية للخارج...

"ليس عليك قلق عليه أيها الوضيع، أنت ستموت قريبا..."

مع كلامها بدأ جليد يغلف جسده، وما هي إلا تواني قليلة ليغلفه بالكامل

كتمثال جليدي هش...

"مجموعة من حمقي اوغاد..."

قالت وبلكمة قوية حطمته لقطع صغيرة...

من كلامه، أذركت انها لن تحصل على أي شيئ، لذلك لا فائدة من إبقائه...

*غراي أجبني، هل شعرت بذلك...؟! "

رفعت أيتي نظرها نحو افق في إتجاه تواجد غراي وشينهي...

*أشعر بمادا..؟، طاقة الموت التي حصلو عليها...*

عقدت أيتي حاجبها بقليل من إنزعاج من نبرة غراي...

*غراي لا تقل لي، هل تشعر بخيبة الأمل، أيها العملاق عظلي أحمق..*

سمعت أيتي تنهيدة عميقة فارغة في عقلها

*اسف أيتي لقد رفعت أمالي كثيرا على هاد الجنس لعين...*

تجهم وجهها للحظة وضيقت عيناها وكأن خطرا كبيرا نزل عليها...

*غراي أيها أحمق، انت لم تقاتل لإستمتاع، بل قاتلت لتقتلها، لقد خرقت القاعدة، أيها...*

أطلقت أيتي غضبا في نبرتها وكأنها أم تعاتب طفلها...

*أسف عزيزتي أيتي، لكن كلامها عن الملك، شعلني غاضبا قليلا...*

*حسنا، لن تكون هناك مشاكل كبيرة، لو خالفة القاعدة مرة واحدة فقط، لكن من الآن عليك عدم الإبتعاد عني...*

إستمرت أيتي في شرح بعض الأمور لغراي...

تفكيرها في المؤامرة الخطيرة التي تعقد من تحتهم، والأشخاص الذين يعدونها...

مع نهاية كلامها وشرحها لكل شيئ...

إنبتق خيط من دماء من أنفها، وشعرت بألم كأن أحدا يطعن قلبها بخنجر متجمد...

'قوة القاعدة، مخالفتها تعني تلقي العواقب، وأنا اتلقي عواقب الآن...'

تنهدت ذاخليا والألم يشتاح جسدها، بقوة جعلها تبسق كثير من الدماء...

'لا بأس، لقد إنتهي كل شيئ، ...'

تنهدت بقوة وهي تمسح دماء من فمها، بعدما إشتاحها لقليل من وقت...

"قواعد لعينة، سيتوجب علي توبيخه لاحقا، لمخالفتها، تبا ..."

قالت وإرتفعت قليلا في هواء، وتوجهت نحو مكان أرثر...

********

"أرثر، لا تقتله بسرعة، نحتاج لبعض الأجوبة..."

همست شبح زرقاء العيون في أذن الفتي بصوت حلوي كمسكر، وإبتسامة لا تفارق وجهها...

بدأ أرثر يتقدم بتقل، كل خطوة ترسل ضغطا محطما...

رفع القزم خناجره وعيناه الحمراء تتوهج كمصباح في ظلام...

"أنا لا اتذكر من تكون، ولست مهتما، لكن بما أنك هنا، أعطني شيئا جيدا..."

قال أرثر بنبرة خالية من مشاعر...

أذرك ارثر بسرعة ما كان يجري حوله، وعلم بوجود شيئ غريب...

الشيطان الذي أمامه لا يعدو يكون حشرة بالمقارنة معه، لا بل لايرتقي لذلك حتي...

هناك من خذعه بشيئ ما...

لكن بحسب ما يبدو هناك من يخطط لشيئ كبير...

"إنه ديابلو، أليس كذالك إلينا...؟"

صمتت إلينا عدة تواني تم قالت بهدوء غريب..

"ليس هو، هناك من يتحكم به هو الأخر، شيئ ما خاطء أرثر..."

فكر ارثر، بينما قفز القزم ملوحا بخناجره لقتلاع رقبته...

رفع أرثر سيفه ليتصدي للهجوم ببراعة متناهية...

"أخبرني ما الذي يجري هنا...؟" سأل

لكن قبل أن يجيب القزم زيلريك، ركلة في معدته أرسلته طائرا...

إصطدم بشجرة حتي حطمها، ووقف بسرعة...

لم يتكلم لم يقل اي شيئ، بل إستمر في تلويح بكل قوته وسرعته، مثل المجنون...

تفادا أرثر كل شيئ ببراعة، وبلكمة بيده اليسري في معدته

جعله يسقط على ركبتيه، وهو يبسق بعض الدماء السوداء...

"أنا لست مثل أيتي، وغراي.." همس بهدوء مخيف.." هما تحكمها بعض القواعد، لكن أنا لا يحكمني شيئ ..."

قال وبركلة قوية في مأخرة رأسه أذخله بأرض حتي تشققت تحته...

"أنتم لستم ممتعين حتي..."

قال وأتبعها بركلة أخري حطمت رأس القزم بأرض، صوت تكسر عظامه سمع بوضوح...

توهجت عيون إلينا بهالة خافتة لثانية...

"أرثر، لا تقتله..."

مد أرثر يده إستجابة لكلامها وأمسك رأس القزم الذي أصبح ممرغا بالقدارة ودم الأسود...

"لا أعلم ما الذي وعدكم به ديابلو حتي تأتو لمواجهتنا...؟"

إرتجفت شفتاه وعيونه الحمراء ملأت بالخوف...

رفع أرثر سيفه، وبسرعة إقتلع عيناه...

"اغغغ، ااااااه..."

صرخ القزم بألم كبير ودمه الأسود يسيل على وجهه...

"إلينا، هل أنت متأكدة من أن هناك معلومات جيدة لذي هاد الحثالة..." قال بنبرة خائبة أمل قبضته محكمة على رأس القزم، وكأنه يمسك حشرة ما...

"لا أعلم، لكن هناك مشكلة ستحصل لو قتلناه..."

رفع ارثر حاجبه متعجبا من كلامها...

لكنه لم يفهم الأمر...

تقة أرثر بإلينا مطلقة، هو يتق بها أكثر من نفسه..

لم تقل إلينا يوما أي كذبة، ولم تقل توقعا إلا وكان صحيح...

بوضع ذلك على بعضه، أرثر بدأ يفكر...

"إلينا، ما الذي سيحصل لو قتلته...؟!"

اي مشكلة ستقع على رأوسنا..؟

فكر ارثر وهو ينتظر إجابتها...

"هناك من يعيق عيناي، لا أستطيع تحديد الأمر بدقة..." قالت بنبرة خائفة قليلا

وعيناها تتوهج بقوة وكأنها تحارب شيئا ما...

شيئ يعيقها هي التي مرتبطة به بالروح...

مما يعني أنه شيئ أقوي منه شخصا...

وشيئ بتلك القوة، لايمكن أن يكون سوي كارثة حية...

هل هو أحد المناجل التي تخدم ملك الشياطين...؟

أم ربما أحد أشخاص من عوالم العليا، التي تخدم، ملكة حوريات النجوم، وملك الملائكة...؟

'إحتمالية ذلك كبيرة، لكن، ما علاقتهم بما يحدث الآن...؟"

مخاوف أرثر بدأت تتفاقم، ولم يخرجه سوي صوت إلينا الخائف والمدعور...

"أرثر إنها كارثة، إنه هو..."

بمجرد إنهائها لجملتها إنفجر رأس القزم، ليسقط ميتا...

تجمدت الأجواء. كان الهواء نفسه يتغير، كما لو أن العالم حبس أنفاسه.

الدم الأسود لم يسقط على الأرض، بل تجمّع في الهواء، يدور في دوامة شريرة، كأنه مخلوق يحاول التشكل.

"أرثر إبتعد، تعال لمكاني..."

بسرعة إبتعد أرثر ووقف خلف حائط جليدي مع أيتي، التي كانت عيناها ترتجفان بخوف ودعر كبير عندما شعرت بالأمر...

صدرها يرتفع وينخفض بقوة من تنفسها الذي إطرب...

"أرثر لا تتكلم... لا تقل ولا كلمة... لا تنظر في عينيه حتي... "

قالت بدعر وخوف وطاقة حولهما بدأت تصبح أقوي وأكثر كتافة...

"لا يمكن هل هو هنا، لم...؟!"

أدرك ارثر أخيرا ما يحدث وظهر عليه هو أخر الخوف، وعرق بارد يتجمع على جبينه...

من وسط الطاقة السوداء التي تجمعت كزوبعة، خرج منها شيئ أسود كذخان، لم يكن له جسد مادي بل مجرد ذخان...

بعينين سوداء تبدو وكأنها هاوية ستبتلع كل من ينظر لها...

تحطم كل شيئ أمامه، جليد أيتي تحول لقطع صغيرة طارت بها الرياح...

لا بل الواقع نفسه تحطم أمامه، وكل شيئ هوي نحو الموت بمجرد حظوره..

"ملك الهواية العظيم... هل لي أن أعرف سبب قدومك هاد المكان...؟ "

سألت أيتي بحترام شديد..

نظر لها الكيان الجبار، مما جعلها تنزل على أرض غصبا عنها، وهي تبسق الدم من فمها..

"ومتي كنت بحاجة لموافقتكم لفعل ما أريد...؟ " قال بصوت مليء بالقوة، صوت جعل الخوف واليأس يسيطر على كل شيئ...

تجمعت حبات العرق عليهم وتساقطت على أرض وأجسامهم لا تريد توقف عن إرتجاف من شدة الرعب...

كيف لا وتجسيد الموت بنفسه يقف أمامهما...

والآن مع تذخل هاد الكيان الجبار، كيف ستكون الأمور من الآن وصاعدا...

2025/02/13 · 31 مشاهدة · 1889 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025