*منظور بيل *

"هنا ضع السيف في صدري، حينها سأموت.."

صر الملاكم على أسنانه وعيناه تتوهج بغضب، لم يكن هناك شيء ممتع، الصراخ العويل الأنين الذي يطمح له، لم يسمعه، لم يكن هناك شيء...

ما يراه هو شخص فارغ، شخص يريد فقط الموت، لم تعد أساليب تعذيب تأثر عليه، لم تعد حياته بأكملها شيء يريد البقاء فيه...

"من تكون أيها البشري لعين...؟ "

انا حتي لست بشريا، انا مجرد دمية لعينة صنعها شخص لعين...

بقوة أمسكني من وجهي وأحكم أسابعه، لدرجة أحسست أن وجهي على وشك إنفجار...

"إذا كنت لا تريد الصراخ فلا بأس، هناك طرق أخري.."

مع كلامه حطم لكمة أخري على وجهي، بينما إبتسامته الشريرة إرتفعت من أذن إلي أذن...

يبدو أنه سادي يحب تعذيب خصومه، وحتي مع عدم إستجابتي للألم، ذلك لم يجعله سوي متحمسا، وكأنه أمام تحدي من نوع ما...

لكني لم أهتم للأمر، لم يعد هناك شيء لأهتم به...

حياتي العينة، هذا العالم لعين، الشخص الذي صنعني...

هاااف، إعفني من هرائك لعين، أنا قد عانيت بما فيه الكفاية، لا طاقة ولا رغبة لي للإستمرار...

العالم سينتهي، الجميع سيموت، الحرب العظمي ستبتلع كل شيء، الأرض والسماء ستتلون بلون الدم وتتغطي برائحة الموت...

لكن ما علاقتي بكل ذلك، فل ينتهي، فل يمت الجميع...

أمل أن يتحطم هذا العالم لعين عن بكرة أبيه، أمل ان لايبقي له أثر...

بذلك ربما قد أجد بعض السلام في حياة أخري، إن كانت لي حياة أخري...

"في ماذى أنت تفكر أيها المخنت لعين...؟"

ضرب صوته طبلة أدني بقوة، بينما حطم لكمته على معدتي، زخم لكمة رفعني عن أرض عدة إنشات وبسقت بعض الدم من فمي...

"تبدو تائها لذلك ما رأيك أن أعيدك للواقع..."

ظهرت أسنانه في إبتسامة مقززة، ومن خلفه محارب أخر أحضر له سيف جدتي..

بدأ يتلاعب به ببعض البراعة في يده اليسري، وبحركة خاطفة قام بجرح صدري، بجرح كبير...

تساقطت الدماء على أرض وجسدي بدأ يصبح باردا ببطء، وبحركة أخري قام بجرح قدمي اليسري من فخض إلي أسفل القدم وبالمثل فعل مع يدي اليمني من المرفق إلي الرسغ ...

سيف جدتي الأخضر الجميل، سيف الطبيعة ورمز الحياة، السيف الذي جلب الإزدهار لجنس الجنيات، وأنقذهم من إنقراد، وهو السيف الذي إستعملته جدتي لإنقادي..

ذلك السيف يستعمل الآن لتعذيبي، ليحصل بعض الحثالة على المرح، ثم يقومون بقتلي وأخده معهم...

رفعت نظري ببطء نحوه للحظة واحدة، بعيون باردة..، ثم أنزلت نظري مجددا...

لا شيء سيتغير، سواء قتلتهم أو أبقيتهم، جميعهم سيموتون في أخير، فل تستمتعو بهذه اللحظة، لأنها ربما ستكون الأخيرة...

إستمر الجندي في جرح جسدي بحركات متفاوته، بين جيدة والسيئة، لدرجة انني تحولة لدمية دموية تماما...

لا مكان في جسدي سليم ودماء تملؤني بل من كثرتها شكلت بركة تحت قدماي، وشبكة على كامل جسدي..

بدأ جسدي يترنح، ورأيتي تصبح اتقل قليلا...

كنت أموت ببطء، سأموت من نقص الدم الحاد، أو ربما قد أتجمد من البرد الغريب الذي يضرب جسدي...

لكن لا واحد منهم سيء طالما أحصل على الموت والراحة...

أغلقت عيناي وإنتظرت الموت بفارغ الصبر، اللحظة التي سأتحرر فيها...

*بابا، من فضلك...*

صوت وكأنه يحمل قلق العالم كله تكلم داخل عقلي، لم أفتح عيناي، ولم تتغير حتي طريقة تنفسي...

تعرفت بسرعة على صاحبة الصوت الجميل...

ليلي الصغيرة، الطفلة التي إعتبرتني أبا لها...

لا أعلم حتي كيف سمعت صوتها...؟ ... لكن في نفس الوقت لم أعر الأمر أي إهتمام، إنها مجرد هلوسات، لإعطائي الأمل الزائف مجددا، أنا لست أحمقا لإنصات لها مرة أخري...

*بابا، هاده أنا إبنتك... ليلي، أنت تسمعني صحيح...؟ من فضلك بابا أجبني...*

صوتها المحمل بالقلق صدر دخل عقلي مجددا، كما ان هناك إرتجافة غريبة وكأنها... تبكي...

ما الذي يحدث هنا، هل انا أهلوس أم أن الصغيرة بالفعل تناديني...

تمنيت من أعماق قلبي أن يكون التخمين الأول، لا أريد شيئا يجعلني أتردد في هذه اللحظة المهمة...

لكن بشكل غريب إحتمال مخيف ضهر في مؤخرة عقلي، جعلني أفتح نصف عيناي...

تلك الصغيرة ما الذي سيحصل لها...؟، هل ستكمل حياتها أم أنها ستعاني بسببي...؟، بسبب إختياري لإستسلام...

فكرة قليلا، بينما الجندي مازال يخترق جسدي بالسيف، متجنبا المناطق الحيوية لكي لا أموت بسرعة...

*بابا، من فضلك... من فضلك عد، أنا ارجوك لا تتركني وحدي، لا... لا تتخلي عني بابا...*

صوتها أصبح مرتجفا ومترددا كثيرا، وسمعت بوضوح بكاءها، ترجيها لي...

"ليلي، صغيرتي..."

زفرت تلك كلمات، بينما رمقني الجندي بنظرة مقززة، وكأنه اخيرا أمسك بطرف الخيط الذي يقود لنهاية تحقيقه...

"ليلي، هل هي أختك أيها المخنت...؟، أم حبيبتك...؟"

سأل بينما وضع ادنه قرب رأسي ليسمع الإجابة بوضوح...

"إنها إبنتي..."

بمجرد حصوله على الإجابة، إرتفع رأسه مع ظحكة مرتفعة مجنونة...

"هل تعلم، بعد أن انته منك، سأذهب للبحث عنها..." انزل رأسه مجددا ليكون برتفاعي "سأستمتع بها كثيرا، وسأحطمها في نهاية، وأرميها للكلاب لتأكلها، وسؤشاهدها وهي تستغيت بك لتنقدها، بينما تموت ببطء.."

"هكذا إذن.." قلت ببرود

هو سيسعي خلفها، هو سيقوم بستهدافها...

إستهداف صغيرتي ليلي...

جمعت أسابعي بقوة في قبضة بينما توثرت عضلاتي قليلا...

كنت على وشك تحطيم رأسه، لكن ارخيت قبضتي وأغلقت عيناي...

كان صدري يحترق من داخل، وعقلي وجسدي يطلب مني قتلهم جميعا، وتحويلهم لغبار يدرفه الريح، والموت بعدها ..

*هل ستتخلي عن طفلتك أيها الملك...*

شجرة الحياة مجددا، إعتقدت أنها إستسلمت وستتركني أموت في سلام...

"إعفيني من هرائك لعين ذلك، ودعيني اموت بسلام اللعنة عليك.. ."

تغير تعبير جندي الذي يضربي وهو يراني أكلم نفسي كالمجنون، مما جعله يرفع من قوته أكثر...

*أيها الملك، لقد تركت الملكة جدتك رسالة لك، رسالة فيها كل شيء، رسالة عن سبب موتها بتلك الطريقة، رسالة عن ماينتظرك، وعن سبب إعطاء ملك تنانين لتلك طفلة لك...*

فتحت عيناي ببطء من كلامها بينما لكمة قوية في منتصف وجهي قدفتني عدة امتار للخلف، تدحرجت عدة مرات قبل ان يجعلني احد جنود أقف مجددا...

*أيها الملك، تلك الطفلة مثلك تماما...، لقد صنعتها الملكة من أجلك، لقد صنعتها لتكون بجانبك لتعطيك دفئ العائلة، هي لن تتخلي عنك أبدا...*

أخرجت زفيرا طويلا، وشفتاي إرتجفتي، بينما أستوعب كلامها...

جدتي علمت أنني قد أدخل في هذه الحالة، بعد أن أعلم الحقيقة، لكن لتجنب إستسلامي تماما، أرسلت لي شيئا قد يعطيني خيطا من أمل...

تلك الصغيرة ستبقي دوما معي، مهما حدث هي لن تغادر جانبي...

هل يمكنني تصديق هذه الكلمات...؟

هل حقا ستبقى معي...؟

فكرة قليلا، وتأملت في فراغ لعدة تواني...

*أيتها الشجرة لعينة، هل يمكنك فعل شيء لإصاباتي...*

لم يعد لذي شيء لأخسره، لكن تلك طفلة لذيها ما تخسر، إذا كنت سأموت، فل يكن بطريقة لا أحد سيحزن علي...

*بالتأكيد أيها الملك، سوف أعالج جسدك وأقويه لكي لايتأثر بطاقتك الكبيرة، كما انك ستصبح شبه خالد...*

شبه خالد، ياله من الهراء لعين تقوله...

*أيتها الشجرة أريدك ان تستعملي قوتك، أنا سوف أضحي بكل شيء، بقدرتي على إستعمال السحر والعناصر، بالشفاء وكل شيء، أعطني قدرة الهالة، وأعطني قدرة واحدة فقط...*

*بأمرك ملكي، سأنفد طلبك فورا، انت من لآن، ستكون فارسا، بقوة جسدية طاغية وهالة تفوق الخيال...*

هذى الطلب قد يبدو غبيا، لكنه في صالحي من جميع الجهات...

قطعة النوسس، قادرة على توليد عنصر الضوء، والقلب الأسود قادر على تفعيل الظلام، بينما أجنحة ملك التنانين تستعمل البرق الأرجواني...

لكن بتضحية بقدرتي طبيعية على إستعمال العناصر والسحر، سوف أحصل على جسد حديدي وسرعة فائقة مع هالة قادرة على طحن الجبال...

"أخبرني أيها الجندي، هل سبق لك أن كنت على حافة الموت من قبل ..."

"لم تسأل هل قررت القتال أخيرا...؟"

*أيها الملك، لقد تم الأمر...*

بشكل غريب بخار ابيض تصاعد من جسدي، وبسرعة عجيبة شفي جسدي، جميع إصابات إختفت دون أي ندبة، بينما عيوني توهجت بلون اسود قاتم، لون الخوف... و هو ايضا لون الموت...

إنفجرت هالتي التي كانت بيضاء وطغت على الجو، تراجع الجميع خطوة للخلف مدهولين، بينما تسلل العرق البارد على وجوههم...

رفعت يدي وبتلويحة واحدة قطعت الهواء والأرض ودمرت كل شيء أمامي...

تصادم الجنود فيما بينهم ليتفادو الهجوم لكنه إبتلع معضمهم، وحولهم لقطع دموية تتطاير ...

هالتي تشكلت على شكل نصلين طويلين، واحد على يدي اليمني وأخر يدي اليسري...

وببطء بدأت اتقدم بينهم، كل تلويحة من يدي تقتل عددا منهم...

تغيرت تضاريس المكان وتحولت الغابة الجميلة، لمجرد خراب دموي تعلوه الجتث ورائحة الدم والموت...

"هيا أيها الجنود ألم تأتو لقتلي، تقدمو..."

صرخت بهم وأنا أمزقهم واحدا تلو أخر...

نشرت هالتي في مكان لأكتشف ان عددهم أكبر بكثير مما إعتقدت...

مايزال هناك حوالي خمسمائة جندي، عددهم مايزال كبيرا نسبيا، لكنهم ضعفاء بشكل مثير لسخرية ...

"هيا لا تفقدو هدوءكم، أعيدو التشكيل..."

بسرعة أعادو تشكيلهم وهدوءهم، المحاربون في مقدمة بينما السحرة والمعززون في خلف، لتوفير الدعم...

ببطء بدأو تقدهم وهم يصرخون، بينما تتوهج أجسادهم بدوء جميل ...

رفعت نظري لأري عددا كبيرا من هجمات قادمة من هواء...

أخدت شهيقا طويلا، وأتبعته بزفير، بينما إزداد ضغط الهالة حول يداي، أنصال توهجت بشكل مبهرج...

وبتلويحتين عملاقتين على شكل صليب، إبتلعت كل شيء في طريقها، المحاربون والهجمات نفسها...

تسلل الرعب لبعضهم، وبدؤو يشعرون بخطورة ما إقترفوه، معضهم بدأ يفكر، أنهم إرتكبو خطأ مميتا بعدم قتلي سابقا...

وأنا سأتبت ذلك، عن طريق قتلهم جميعا، حتي أخر شخص منهم...

حنيت جسدي قليلا وكأنني أستعد لسباق جري، وحطمت أرض تحتي قدمي بإنطلاقة كالسهم، بينما بدأت أمزقهم...

صراخهم وعويلهم من الخوف وألم المميت، كان بشكل غريب كلحن أطرب أذني بشكل جميل، وأحسست بدمائهم الساخنة وهي تتطاير على جسدي كأنها مطر يغسل روحي...

"أصرخو أكثر، فل تصرخو بقوة أكبر..."

هل لربما بسبب تحطمي لأخر قطع، او ربما لأنني إستسلمت عدة مرات ، لا أعرف ايهما، لكن شعرت بشعور غريب وأنا أمزقهم...

ااااه، انا أذرك الآن، كنت أقمع كل شيء ذاخلي لفترة طويلة، لم أتكلم مع أحد، لم يكن هناك من يمكنني ان أشكو له حالتي، لم يكن هناك شخص قريب بما يكفي لأدرف الدموع على كتفه وأشراكه مصائبي...

لذلك إنغماس في هذه المعركة، بدأ يخرج كل شيء ذاخلي، كل معاناتي كل مشاكلي، كل شيء بدأ يتسلل ببطء خارج صدري...

وكأنني أخيرا سأصبح حرا، كطائر يغادر قفصه...

بدون ان أشعر أحاطني الجنود، على شكل دائرة...

"إقضو عليه..."

مع صراخه، بدأت الأرض ترتفع وتتلون بلون أحمر، لتنفجر تحت قدماي، ومن هواء هجمات كثيرة مختلطة مع بعضها إنفجرت في مكاني...

تصاعد الدخان والغبار ودمار في هواء، وحجب الرأية..

"هل أصب...."

قبل حتي أن ينهي الجندي جملته طعنت نصلي في فمهم وقطعت جسمه لنصفين...

تطاير دماؤه على رفاقه، الذي قطعة أيدهم قبل حتي ان يستجيبو لسرعتي...

وبحفيف خافت من هواء، سقطت رأوسهم عن أكتافهم، لينفجر دم كنافورة...

"كم تبقي مئتين فقط، أنتم تسقطون بسرعة كذباب، فل تقاومو أكثر..."

التضحية التي قمت بها مع شجرة الحياة، لم ترفع فقط هالتي الخارجية وحظوري، بل قامت بتقوية جسدي بشكل كبير، مما جعلني أقوي بكثير مما كنت عليه في سابق...

مع المجزرة التي تحصل الآن، أحس ما تبق من الجنود ان حياتهم ستنتهي كما حدت لرفاقهم، بينما سيطر عليهم الرعب والخوف ومنهم من أسقط سلاحه وعيناه ترتجف...

لربما لم يتوقعو ذلك، لكن الحرب مكان غامض حيث أي شيء ممكن، وأبسط متغير يمكن ان يغير مجري الهراء بأكمله...

"حسنا، أتلو صلاواتكم الأخيرة أيها اوغاد، لآن حاصد أرواح يقف خلفكم..."

بدون درة رحمة او شفقة، قطعهتم إخترق نصلاي أجسادهم، كما يخترق السكين الساخن الزبدة...

أحشاؤهم وأعضاؤهم الداخلية، إضافة لأقدامهم وأيديهم تطايرة في هواء لتجعل المشهد أكثر بشاعة...

لم يكن هناك من يتصد لي، لم يكن بينهم شخص قوي كفاية لردعي...

الأمر جعلني أشك في مخططاتهم، لم يرسلون مجموعة من الجنود ضعفاء ليموتو...؟

لكن حتي مع شك الذي بدأ ينبة كبذرة في زاية عقلي، لم أعره أي إهتمام، بل قطعتهم...

لم يبق سوي خمسون جندي أمامي، جميعهم أسقطو أسلحتهم، وهم يرتجفون من الرعب...

تقدمت وجسدي مغطي بدماء، نظرتي الحادة إخترقتهم وجعلت فكرة القتال أكثر مستحيلة، وكأنك تطلب من فأر أن يقاتل دب غاضبا...

من بين الجنود متبقين، إتجهت نحو الشخص الذي ابقيته حيا لنهاية ...

"أعد السيف ..."

مع كلامي مررت نصلي من قرب رأسه...

بيد ترتجف وخوف كبير في عينيه اعطاني سلاح جدتي، أمسكته بيد يسري...

وأعدت نظري نحو الجندي مجددا...

"لقد سألتك سابقا، هل كنت يوما قريبا من الموت...؟"

إرتجفت شفتاه ورفضت الكلامات الخروج من حلقه، أتسأل مانوع المشاعر التي تنتابه الآن...

هل هو نادم، حزين، غاضب، مستاء، ام انه فقط خائف، ومتعب، مرعوب...

تأملت تعابيره لعدة تواني، وبحركة سريعة مر نصلي من رقبته ليفصل رأسه عن كتفيه، ربما بسبب الخوف حتي مع قطع رأسه لم يتغير تعبير وجهه...

ببطء إستدرت نحو أخرين، وبسرعة قمت بقتلهم هم أيضا ...

وقفت هناك وسط جتث عدد مهول من جنود، وأنا من قتلهم، دماء تلمع على أرض كأنهار من كترتها والغربان وأكلو الجتث إجتمعو ليحصلو على وليمة ربما تكون أفخم على إطلاق...

"أيتها الشجرة لعينة، أريني رسالة جدتي... "

في يدي توهج السيف وخرجت نبتة من أرض تشكلت على شكل قريب من جدتي...

لنري أي رسالة تركت لي...

*********

"أيتها الملكة، أنا من يجب عليه ان يذهب..."

قال رجل بنبرة مرحة قليلا وهو يضرب صدره براحة يده...

"أيتها الملكة، سيدي الرايدن، عائلتي وجدت فقط لخدمة الملك، أنا من يجب ان يذهب..."

بتعبير حازم عبرت المرأة عن موقفها...

جلس إتنان بشكل محترم امام، الملكة التي كانت تجلس خلف ستار يحجب رأيتها...

صوت همهمة صغير صدر منها وهي تفكر بشكل جاد في أمر...

"أخبرني، ياكشا النار لم تريد الدهاب لخدمة ذلك الصغير، انت أقوي الياكشا الستة..."

خدش ياكشا النار دقنه بتعبير غير مبالي لحد ما...

"بدون قلة إحترامي سيدتي، أنا أشعر بالملل الشديد يقتلني، وأيضا وجودي معه سيعني أنه سيكون بأمان..."

نظرة المرأة أخري له التي لم تكن سوي ياكشا الضوء سيريا، بعيون نصف مغلقة من سخافة وإستهثار الرجل قربها...

"القاعدة الأولي، حياة الملك أهم من حياتك، أنقد الملك ولو على حساب حياتك، تعاليم عائلتي تفرض علي أن أكون بجانبه الآن كخادمته...، أيتها الملكة انا سوف أذهب..."

ببطء وقفت سيريا، وأحنت ضهرها بحترام لملكتها الرايدن، قبل ان تستدير ببطء لتغادر...

تبسم الرجل وضحك بشكل ساخر وهو يراها تذهب...

"تعاليم العائلة، يالرجل إنها حتي لاتراعي مشاعرها الخاصة، يالها من مسكينة..."

قال الرجل ووقف هو الأخر، وبنفس طريقة سيريا إنحني بحترام...

"هل لذيك مكان تود ذهاب إليه..." قالت الرايدن بصوت حاد..

"لقد ماتت، ملكة الجنيات الأولي، هذى العالم شهد إنطفاء حياة أسطورة بين أساطير..." صمت قليلا وأغلق عيناه في تأمل لعدة تواني...

"سوف أذهب، لتنزه قليلا، هل لذيك خطط ما ملكتي...؟"

سمع صوت خفيف لرايدن وهي تقف، بينما امسكت رمحها بيدها...

"لقد كانت صديقتي، ومحاربة بمعني الكلمة، لكنها إختارت طريقها، مارأيك في نزال قصير معي...؟"

فهم ياكشا النار كلامها، موقع الرايدن كملكة لا يسمح لها بإضهار مشاعرها كما يفعل الأخرون، كانت بحاجة لشيء ما يهدء مشاعر الحزن لذيها على موت صديقتها...

"بالطبع ملكتي سيكون من دواع سروري..."

********

لمحبي رواية القلائل كنت أفكر في تنزيل مجلد صفر...

الرواية طويلة وهناك شخصيات ذكرت لم تري ضوء وأساطير غابرة طويت بين صفحات التاريخ...

إذا كان هناك شخص مهتم بمعرفة ذلك سوف أنشره...

وشكرااا

2025/02/23 · 28 مشاهدة · 2277 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025