'الموت شيء حتمي، ليس هناك طريقة للهروب منه، بل ليس هناك كائن قادر على حمايتك منه، إذن كيف ...؟ "

هبت رياح الليل الباردة من نافدة وهي تعانق وتلعب بشعر أشقر لأمير حوريات النجوم...

"أشعر كأنني فوت شيئا مهما، لاشيء منطقي، أي هراء هذا ..؟."

حك الأمير مؤخرة رأسه بقوة بينما أفكار تتصارع ذاخل رأسه، وكلها جعلته مرتبكا ومشوشا أكثر...

"جلالتك هل يمكنك ان تهدأ قليلا، تعابير وجهك تخيفني..."

من خلف الأمير صوت رقيق جعله يرفع نظره نحو نافدة الغرفة التي تسلل منها ضوء القمر الفضي...

"وهل أبدو لك وكأنني قادر على الهدوء، مايحدث مناف للعقل.."

تقدمت المرأة وشعرها أسود الحريري يتمايل مع الرياح بدرع فضي جميل وعيون برتقالية هادأة وعميقة...

"دعني لا نتسرع جلالتك، الموت لا يمكن لأحد الهروب منه، من المستحيل أن يعود موتي للحياة... "

رمي الأمير نفسه فوق كرسيه بينما رمي رأسه للخلف مغلقا عيناه، وهو يتأمل ويحلل كل ما يحدث...

"حتي الملك الأول، الذي أعتبر أقوي شخص في الوجود، لم تكن لذيه القدرة على عكس الموت، هذا يجعل الأمر أكثر سوءا..."

جلست المحاربة ايضا على كرسي وهي تحمل وثيقة في يدها...

"جلالتك، يبدو ان شكوكنا في محلها، هناك شيء ما يحدث مع الملكة، لا اريد تفكير في الأمر لكن...."

صمتت قليلا وهي تأخد زفيرا قصيرا...

"أنت محقة، هناك إحتمالية ان تلك المرأة ليست أمي، بل شيء ما، شيء خطير وقوي كفاية ليتغلب على أمي ..."

جمعت المحاربة أسابعها في قبضة قوية بينما تعابيرها ماتزال متزنة وتابثة...

"جلالتك هناك إحتمال أخر، لكن أرجو ان أكون مخطأة..."

"انا أعلم ماهو، لكن إحتمالية ذلك، لاتعدو تكون صفر..."

"لكن مادا لو تذخل كيان ما، كيان قادر على قلب عوالم كلها، مثل... ملك الهاوية..."

إرتجفت يدى الأمير بينما أخد منشفة مبللة ووضعها فوق عيناه المتعبة...

"لو إفترضنا ان ذلك صحيح، فذالك إحتمال سيكون مرتفعا، والحرب لن يمكن إقافها، مما يعني أن الجميع سيموت ..."

أخدت المحاربة تقلب في وثائق بحتا عن شيء ما...

تم بعد عدة تواني رفعت وثيقة، تحتوي على رسم لمخلوق مهول يجسد الرعب والخوف نفسه...

"جلالتك هل يمكن ان لهذا المخلوق علاقة بأمر، بطريقة ما..."

أزال الأمير منشفة عن عينه اليمني ليري ما تحمله...

"ذلك الشيء، أنا أتذكر ان أمي قررت في أحد الأيام تصفيته، لكنها توقفت لسبب ما، قالت انه مهم لتوازن في جزء أخر..."

توهجت عينى المحاربة بينما فكرة، في مختلف الإحتماليات...

"جلالتك فل تحصل على قليل من راحة، أنا سأسثمر في التحقيق حول الأمر، وأرجو ان تكون مخاوفنا خاطأة ..."

ببطء وقف أمير وهو ينظر من نافدة، حيث لامسه الهواء البارد محمل برطوبة البحر وملوحته...

"كوني حذرة، لا يمكنني تحمل خسارتك أيضا..."

وضعت المحاربة قبضتها على صدرها بإحترام وحزم ...

"لقد نسيت سؤالك، كيف كان الملك الجديد...؟"

"عاديا جدا، ليس هناك شيء مميز به، تفكيره، كلامه، قوته، حظوره، لاشيء فيه يرتقي ليكون خليفة الملك الأول... "

رفعت المحاربة حاجبها...

"هل تعني ان هزيمته لألف محارب الذين أرسلتهم، كانت صدفة أم حظ..."

"ألف محارب كانو ضعفاء بطريقة مثيرة لسخرية، مافعله عند موت ملكة جنيات، تفكيره بإستسلام كأول حل، حتي قوته ماتزال لا ترتقي لتكون متوسطة..."

أخرجت المحاربة زفيرا قصيرا وإستدارت ببطء للمغادرة...

"إذن هو مايزال ضعيفا، كم تعتقد أنه سيمكنه الصمود في ساحة الحرب...؟"

صمت أمير عدة تواني وهو يتأمل...

"بقوته الحالية هو لن يصل حتي للحرب، سيموت كنمل من أول متغير يعترضه، ما أبقاه حيا حتي هاده الحظة هو حماية ملكة الجنيات له..."

"هل نتابع خطة دون وضع مكان له فيها، أم تخطط لإستفادة منه، بطريقة ما..."

"دعينى نعالج مشكلتنا الحالية، إذا أظهر أي فائدة فسوف أستفيد منه بكل طرق، عكس ذلك... لنأمل فقط ألا يكون هناك عكس ذلك..."

بتلك كلمات إستدارت المحاربة لتغادر، بقي الأمير وحده هناك وعيناه تبدو متوهجة بشكل غريب...

"لا أعلم ما الذي تخططين له أمي، او حتي كيف تفعلين ذلك، لكن سوف أكتشف كل شيء، انا من سيضع حدا، لكل هذا الهراء..."

بحزم متجدد عاد الأمير لمكتبه وهو يخطط، يخطط لكل ما يمكن ان يحدث...

***********

فوق غابة خضراء، سطع ضوء القمر ونشر خيوطه الفضية على أرض التي كانت مليأة بالجتث، وأطراف المتناترة...

سطع جمال فائق لإمرأة تنزل بهدوء من سماء، شعرها الفضي متلألأ يبدو كنجوم تضيء كل ضلام، وعيناها زقاء متوهجة تبدو كبحر يعكس ضوء القمر، ببشرة بيضاء شاحبة ناعمة بل حتي انها تتلألأ بدون أي عيوب او خدوش، بتوب طويل بتطريز حورية تحمل الشمس بيد وظلام بيد أخري، وحداء بكعب مرتفع وأدنيها كانت عبارة عن شيء يشبه حراشف سمكة زرقاء جميلة ...

كان جمالها ساحرا، يمكنه سحر كل من يراه بسهولة...

هبطت المرأة وسط بحر الجتث، وإبتسامة جميلة على وجهها...

"يالها من حالة وصلتم لها أيها الصغار..."

قامت بتصفيق وضم راحية يديها مع بعضهما...

"تعالو يا أتباعي، أنا أعطيكم الإذن لتعبرو الخط وتأتو لخدمتي، تعالو لنغرق هاد العالم في الفوضي..."

مع كلامها حدث تشقق صغير في فضاء قربها...

ضرب ضوء أحمر غريب في مكان، وكأن العالم يطلب مساعدة لمنع كارثة ما، وكأنه يدق ناقوس الخطر لكارثة عملاقة ستحل عليه..

وماهي إلا بضع تواني، وقفت الجتث لألف محارب، وجميع إصاباتهم قد شفيت وأطرافهم عادت لمكانها، بشكل غريب وعجيب...

"الخدم يحيون الملكة العظيمة... "

إنحني ألف محارب على ركبة واحدة أمامها في إحترام وتبجيل، وهالتهم قد إختلفت عن السابق...

إبتسمت الملكة، التي كانت ملكة حوريات النجوم بشكل ساحر...

"يبدو ان بعض الأقوياء عبرو الحاجز، فل تعدو للعالم أزرق، وبقو متخفين، وكأنكم بالفعل أموات، حتي أستدعيكم لأن الحرب قريبة... "

ضرب الجميع صدره بقبضته ووقفو بدون إعتراض ليغادرو...

"ملكتي هل هناك مكان تودين دهاب له...؟"

سأل احد الجنود وهو يقترب منها بعض الخطوات...

"نعم هناك شخص أريد إتمام إتفاق معه..." قالت وإستدارت لمغادرة المكان دون أن إهتمام واضح...

"ملكتي هل تسمحين لي بدهاب معك...؟"

"بالطبع، لكن لو إتسخ حذائي في طريق، فسأقتلع رأسك لتظيفه، ماهو قولك...؟!"

ضاقت عينى الجندي وتسللت القشعريرة لعموده الفقري مما جعل جسده لا إراضيا يتراجع للخلف..

"هذا الخادم يعتذر، ملكتي..."

"هيا غادر لآن..."

وقف الجندي بسرعة وغادر دون تضييع اي وقت...

"هناك الكثير من دماء هنا، سيتلطخ توبي بهادا الشكل..."

أدارت الملكة نظرها في مكان، وبفرقعة من أسابعها، سطح صغير من ماء تشكل تحث قدميها، مانعا أي شيء من لمس حدائها...

مع تأكدها من أن لا شيء قدر سيلمس توبها البراق تقدمت في مكان وهي تبحث عن شيء ما...

"دالك الشيطان الماكر... "

قالت وبفرقعة من أسابعها تشكلت يدان من ماء، إنطلقتا وجلبتا جتثين لها...

"هادان إتنان من الأربعة الذين خدعهم و أرسلهم لقتال البشر السامين... "

شعرت بالتقزز وهي تنظر لشيطانين، رافيانا، والعملاق الذي قاتل ملكة جنيات...

كما فعلت سابقا ضربت راحت يديها مع بعضهما، وتشقق الفضاء...

ماهي إلا تواني فتح الإتنان عيناهما وقد شفيا تماماو تغيرت هالتهما وقوتهما كثيرا...

"اووووه، ياللعجب، لم انا مصاب لهده الدرجة..."

تدمر العملاق وهو يتفحص جسده، وبالمثل فعلت رافيانا قربه ببتسامة، التي تدمر درعها من صدر وجسدها كان مكتضا بالكدمات ...

"يبدو أنكم بدأتم تصبحون مغترين بأنفسكم..."

إرتجف الإتنان والعرق البارد ضهر عليهما وهو ينزل كخط، وشعرو بهالة مخيفة خلفهم...

"ال... الخدم يحيون الملكة العظيمة... ×2"

إنحني الإتنان، ليس على ركبهما فقط بل ضربا رأسيهما بأرض بقوة، وجسديهما يرفضان توقف عن الإرتجاف...

"هل بدأت بعض أفكار تنمو في عقولكم فارغة، بعد مرور هاده المدة...؟"

إرتجفت شفاههم وضاقت أعينهم...

"لا أبدا ملكتي، يستحيل ذلك..."

"م... ملكتي، لقد... كنا متفاجأين فقط.."

إلتفت يدى الماء وأمسكتهما من رقبتهما ورفعتهما في هواء...

بينما عيون ملكة أظلمت وأصبحت كبحر عميق قادر على إبتلاع أي شيء ...

ترنح الإتنان وهما يعانيان لتنفس...

"هذا سيكون أخر تحذير لكم جميعا، كررها مجددا وستكون نهاية حياتكما البائسة..."

مع كلامها أفلتتهما ليقعي أرضا...

"ش... شكرا لك ايتها الملكة العظيمة... ×2"

"هيا أحظري أخرين..."

كأشباح دهب إتنان وهما يبحتان عن الشيطانين أخرين، الهزيل و القزم...

وقفت الملكة هناك وهي تراقب القمر الفضي وعيناها تعكس ضوءه بجمالية وسحر بديع...

"من كان يعلم أن قمر عالم البشر جميل...؟"

لم تتحرك وكأنها تمثال وهي تحدق في قمر بكل تركيز مستمتعة بجماله وضوءه الفضي...

وبعد عشر دقائق، عاد الإثنان وهما يحملان جتثي الهزيل والقزم، الذان كانا عبارة عن قطع صغيرة ..

"م..."

حاول العملاق مناداتها لكن رافيانا أوقفته بسرعة...

"أيها لعين، لاتقل شيئا، دع الملكة تستمتع بلحظتها، وإلا ستكون نهايتنا..."

وقفى هما ايضا وهما يشاهدان القمر، دون اي كلمة او حركة...

إستمر الأمر لأكثر من ساعة، لم تتحرك الملكة لم تنزل نظرها او تقل أي كلمة...

ثم بعد ان شعرت انها حفرت الحظة ذاخل عقلها إستدارت نحو أخرين...

فعلت نفس أمر مجددا، حيث تشقق الفضاء...

إستيقظ كل من الهزيل والقزم، بمجرد ان شفيت إصاباتهما وعادت أطرافهما لمكانها...

أمسكهما العملاق وجعلهما يركعان امام الملكة...

حاول إتنان إفلات ولعن من تدخل المفاجئ ، لكن بمجرد رأيتها إختفت كل أفكارهما...

"الخدم يحيون الملكة العظيمة... ×2"

بمجرد نظر لعيناها شعرا بالخضوع، والوهن والضعف...

"إتبعوني أنتم الأربعة، في صمت..."

على طول الطريق لم يكن هناك أي كلام، لم يكن هناك سوي صوت الرياح وهي تداعب أشجار، حتي الوحوش والمخلوقات التي سكنت الغابة، لم يكن لها أي أثر...

"لقد تأخرت أيتها الملكة..."

مع وصول الملكة للكوخ الذي سكنته ملكة الجنيات، خرج رجل منه وهو يبتسم بعيونه الصفراء وحدقتها الحمراء...

"ديابلو، هل لذيك مشكلة في تأخري...؟"

إبتسم أخير وهو ينحني لها لتدخل...

"لا أبدا أيتها الملكة، ومن أحمق الذي سيغضب عندما يحصل على شرف رأيتك..."

رفعت الملكة نصف إبتسامة من كلماته المنمقة وحاضقة...

"أنت تعرف كيف تتكلم على عكس، بعض أغبياء..."

"أشكرك على مديحك ايتها الملكة، يمكن القول أن كلمات جزء من قوتي..."

"وهناك خداع وتحيال أيضا، أليس كذالك...؟ "

لم يقل ذيابلو اي شيء كلامها لادع وإكتفي ببتسامة...

تقدمت الملكة وجلست على طاولة في منتصف الكوخ...

"فل يزل أحدكم السقف..."

مع كلماتها، قفز كل من الهزيل والقزم، بسرعة عجيبة وبقطع نظيف، ازالا السقف دون ان تسقط أي قطعة منه في ذاخل الكوخ ولا حتي الغبار...

جلس ذيابلو هو أخر بينما وضع بعض الحلوي من أنواع مختلفة وكوبين من قهوة السوداء...

"تفضلي أيتها الملكة..."

بدون حتي ان تنظر في عينيه أخدت قطعة من حلوي ورشفة من كوبها...

"لا بأس بإختيارك ذيابلو، يمكنك تكلم الآن..."

"شكرا لك، إذن حسب الإتفاق، سوف أخد هؤلاء أربعة معي لخدمتي..."

تجهمت وجوه الشياطين اربعة وأضاءت عيونهم، وكأنهم يريدون أكله حيا...

"لك ذلك، من الآن هم لك، لكن أخبرني انت تعلم ما الذي يعنيه عقد إتفاق معي...؟"

توهجت عيون ديابلو ورفع كلتا يده...

"بالطبع أعلم ملكتي، أنا على إستعداد تام..."

أخدت الملكة قطعة أخري من حلوي وهي تنظر لها بنظرات عميقة...

"إذن سؤالي أخير، هل أنت مستعد لتذمير جنسك بأكمله من أجل طموحك...؟"

لم يجب ذيابلو فورا، وأطلق ظحكة مكتومة، وكأن السؤال كان خطأ ...

"جنس الشياطين او أي جنس أخر لايهم، طالما أحقق ما اريد..."

"همممم، إذن ما الذي ستفعله، أمام ملك عالم شياطين، أمام البشر السامين، أمام القوي التي تفوق قدرتك...؟ ما أنت سوي شيطان واحد يمكن تحطيمك بسهولة... "

"كلامك صحيح ملكتي، مايزال لذي بعض متاعب حاليا، لكن قريبا لن يكونو مشكلة أبدا، سيصبحون مجرد حشرات أمامي يمكنني سحقها في أي وقت أريد..."

اخدت الملكة رشفة أخري وتنهدت مستمتعة بطعم حلوي وهي تختلط بطعم القهوة في حلقها...

"يبدو ضمنيا من كلامك، انك ستسعى خلفي أيضا، بمجرد حصولك على تلك القوة المزعومة التي تتفاخر بها ، أري في عينيك أنك تراني كمشكلة ايضا، وانت لا تستطيع الإنتظار لقتلي أيضا ... "

أمال ذيابلو رأسه بنظرات متعجبة، من نظرتها التاقبة التي رأت كل شيء ..

"كلامك ليس صحيحا بالضرورة ملكتي، لقد خدعت الكثير البشر التنانين ومنهم الشياطين خلفك، لكن أنت شخص يستحيل خداعه، لكن لنفترض، انا أقول لنفترض اني اريد تحديك، هل لذي فرصة حتي...؟ "

إبتسمت الملكة وهي لتلعب بقطعة أخري من حلوي بين أصابعها...

"انت جيد جداً مع كلمات ايها الشيطان، لاشيء يعطي الشخص سعادة أكثر من المديح ومن يعطيه قيمة كبيرة، حتي ولو لم يكن يستحقها، وأنت هنا تضع نفسك تحت حذائي، وترفع قيمتي لعنان السماء، بينما تتباها بقدرتك على قتل حتي ملكك والبشر السامين... "

لم يزل إبتسامته، ذاخليا هو يعرف انا تقول الحقيقة، كما انها قادرة على محوه من وجود لو أرادت، كل ما يمكنه فعله هو إنتظار قرارها ...

"لك ذلك أيها الشيطان، أنتم الأربعة إخدموه من كل كيانكم... "

إنحني الأربعة لها بحترام غير قادرين على مخالفتها...

"فل نبقي على تواصل، انت مثير لإهتمام أيها الشيطان، أتبت أني لست مخطئة وأحظر لي رأس أحد البشر السامين... "

وقف ذيابلو وحني ظهره قليلا بحترام...

"سيكون من دواع سروري أيتها الملكة، لكن هل يمكنك إخباري بخططك حول الأمير...؟ "

نظرت الملكة في عينيه، بينما رفعت راحة يدها...

"الأمير هو إبني الصغير الحبيب، سواء كان معي او ضدي فأنا سوف أدعمه في كل شيء، وسأقتل كل أعدائه..."

"ومادى لو كنت أنتِ العدو الذي يريد قتله...؟، أليس دا..."

أوقفته الملكة قبل أن ينهي جملته، ومن تعابيرها، انها فقدت الإهتمام...

"غادرو جميعا الآن... "

صوتها هادء كنسمة، لكن الجميع فهم عواقب مخالفتها ، بسرعة غادرو كأشباح بينما هي بقيت وحدها تحدق في القمر الفضي...

"ما الذي تطمح له إبني العزيز، عالم سالم، حياة سعيدة، حكم على جميع.... مهما كان ماتريد فهو سيكون لك، كل ما عليك فعله هو صمود أكثر..."

مع كلماتها انزلت نظرها نحو الغابة، زمجرة العديد من الوحوش وهي تحيط بها من كل إتجاهات...

من ظلال تقدمت الوحوش والخلوقات وهي تزمجر مكشرة عن أنيابها ومخالبها...

"أنتم، مخلوقات صغيرة بريئة، لاتحمل أي حقد أو غضب، تعيش على غريزة فقط، الخوف وأمان ..." مع كلامها تقدمت نحوهم...

"غريزتكم تحذركم مني، تخبركم أني وحش يجب القضاء عليه، لكن لا تقلقو..."

رفعت الملكة راحة يدها حيث تطايرة العديد من الفقاعات التي ملأت الجو، جعلت المنظر يبدو جميلا...

بمجرد ان إنفجرت تلك الفقاعات قرب الوحوش حتي هدأت، إختفي كل غضبها وخوفها، وأصبحت مطيعة وكأنها تدربت على ذلك...

"غادرو الآن، القوة تأتي من سحق الأقوياء وليس ضعفاء، أليس كذالك أيها الملك الأول، سأنتظر قليلا، وبعدها سأقتل أعظم تحفك بيدي، القدر وحده سيحدد مصير العالم هذه المرة... "

************

أعزائي القراء بهاد الفصل نكون ختمنا هدا الأرك الخفيف...

نلتقي في الأرك القادم

2025/02/25 · 24 مشاهدة · 2163 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025