133 - عجوز المزرعة 1

*منظور بيل*

إستخدمت أجنحة وأنا أحلق في سماء، الهواء الرطب يلتف حول جسمي في عناق جميل وبارد، وكأنه يحثني على إستمرار معه...

ركزت نظري على أفق، بينما يتغير الوقت بين الصباح والمساء في تعاقب بديع بين الضوء وظلام...

لم تكن لذي فكرة عن مكان الغابة، لذلك أخدت طريقا عشوائيا نحو الشرق، أملا ان يكون هو الطريق الصحيح...

لأنه لو لم يكن سيتوجب علي أخد طريق أخر، وانا بالفعل أحلق لأكثر من أربعة أيام، بسرعة تابة بينما تفكيري يضيع أحيانا وأحيانا اخري أركز على مناظر الطبيعية الجميلة في أسفل ...

في ذاخلي لم يكن هناك شعور بسلام أو أمان، وعقلي بالفعل قد تعود على مشاكل، لذلك هذه أيام اربعة كانت غريبة بشكل غير طبيعي...

ببطء رفعت نظري نحو أفق الشمس بدأت تختفي في توهج برتقالي جميل سبغ السماء، ومن الجهة أخري بدأ القمر الفضي مستدير يسعد ليخيم الليل، وتمتلء السماء بنجوم المتلألأة الجميلة، مما جعل تلك ليلة خاصة جميلة برونق خاص...

بهدوء وبخفقان من اجنحتي هويت نحو الأرض، نحو مزرعة كبيرة بأسياج وحظائر لا اعلم كيف ماتزال قائمة دون أن تحطمها الوحوش...

إتخدت خطوة على أرض والضوء القمر الفضي يضيء المكان، منزل متوسط الحجم، وقربه حظيرة كبيرة، وحولهما حقول لمختلف المعاصيل، الذرة، القمح، الطماطم، غيرهم الكثير...

توهجت عيناي من جمال المنظر غير متوقع، وتنظيم وترتيب المكان...

شخص ما يبدل كامل جهده من أجل تلك محاصيل الجميلة...

مشيت بين الحقول حتى وصلت إلى الحظيرة، التي بدت هادئة تمامًا دون أي صوت...

كان امر متوقعا لأن الوقت متأخر بالفعل لكن...

"من هناك...؟"

من خلفي صدر صوت رجل عجوز بنبرة محذرة وهو يمسك قنذيلا زيتيا بيده وضوءه مسلط علي...

"أنا أسف سيدي، انا متعب قليلا ..."

إعتذرت محاولا تجنب أي سوء فهم قد يأدي لمشكلة...

"طفل...؟!، من أين أتيت في هذا الوقت متأخر..." قال بنبرة متعجبة وهو يقترب حتي وضع يده على جانبي الايسر، وبدأ يتفحص جسدي...

"أنظر لنفسك، انت صغير هزيل، وماخطب شعرك الذي أصبح أبيضا من هذا السن.. ."

رفعت يدي وتحسست الشعري الذي صبغ بأكمله بالون أبيض، ربما بسبب مشاعري وحزني السابق...

"تعال معي أيها الصغير..."

ببعض القوة أمسكني العجوز من يدي، كان ملمس يده صلبا وجافا وحتي متقرحا قليلا، من كثر العمل في الحقول...

حتي ملامحه، كان وجهه صغير بعيون سوداء كبيرة وتجاعيد أخدت مساحة كبيرة من وجهه، بشعر ابيض طويل ربطه خلف ظهره، بلحية طويلة قليلا وشارب صغير، بملابس عادية جدا، من سترة مخططة وسروال اسود مريح للعمل...

لم يترك العجوز يدي، حتي وصلنا لباب منزله، مما جعله يفلتني لفتح الباب...

"أذخل أيها الصغير..."

تبعته لذاخل، أدرت نظري في داخل، منزل مرتب وبأتات قديم وقليل، عبارة عن طاولة في منتصف بأربعة كراسي حولها، ومطبخ في خلف بتجهيزات قديمة...

وقربه كان هناك درج يقود لطابق في أعلي، ربما مكان الذي ينام فيه العجوز...

"إجلس وإنتظرني قليلا..."

بتعبير جاد توجه العجوز للمطبخ، بينما جلست على كرسي الذي كان مقابلا لنافدة التي تسلل منها ضوء القمر وقليل من رياح باردة..

لم تمض أكثر من عشر دقائق، حتي إلتقط أنفي رائحة زكية وهي تختلط بالهواء، تلك رائحة دغدغت أنفي، لتحرك معذتي، التي إستنجدت وطالبت ببعض الطعام...

"تفضل فل تأكل، وأنهه بالكامل..."

وضع العجوز طبق أمامي وبخاره مازال يرتفع، رائحته أفضل حتي من سابق، ببطء أخدت رغيفا من خبز وأخدت لقمة من طبق...

توهجت عيناي وتوقف عالمي للحظة، كل غدد التدوق صرخت في فمي بشيء واحد...

"طعام شهي، جيد جداً..."

قلت وأنا أخد لقمة أخري بينما لذته ترسلني في رحلة من متعة...

راقبني العجوز بعيون منتبهة، بينما رسمت إبتسامة صغيرة على وجهه، وكأنه يجلس مع أحد ابنائه...

"شكرا لك كثيرا، سيدي، هذا الطعام هو أفضل بدون منازع..."

إبتسم العجوز وهو يأخد الطبق الفارغ، الذي أنهيته...

"سعيد أنه أعجبك، أخبرني أيها الصغير ماهو إسمك...؟"

"بيل، الإسم الذي ناداني به الجميع.. "

وقف العجوز ليغلق نافدة، وتغرق الغرفة في ضلام، لم يضئها سوي القنديل زيتي على طاولة...

"بيل، إنه إسم غريب، لكن لا عليك، أنت تبدو متعبا وتائها، فل تبت اليوم معي ويمكنك مغادرة عندما تشعر أنك مرتاح، ومتزن.."

وقف العجوز قبل أن أقول أي شيء وصعد لطابق العلوي، وبعد عدة تواني عاد مع بعض أفرشة وأغطية...

"شكرا لك سيدي، أنت لطيف جدا..."

اعطاني الأغطية وأبعد القليل من امتعة لإتاحة المساحة لي...

"جسدك ضعيف ايها الصغير، عليك إهتمام بنفسك أكثر، هالاتك سوداء تغطي نصف وجهك، فل ترتح جيدا..."

إبتسمت دون أن أجيب على كلامه لادع...

"سأفعل سيدي، شكرا لك..."

بمجرد قول ذلك حني رأسه قليلا لي، وصعد لطابق العلوي...

الوقت بالفعل قد تأخر كثيرا، رميت نفسي بين اغطية...

"جسدي ضعيف، أنا أصبحت شبه خالد، كما أني فارس، إذا رأني ضعيفا، فربما يكون رأي شيء أخر ..."

ضحكت بسخرية من كلامه، وأغلقت عيناي للحصول على قليل من النوم، لسبب ما اسئلة حول هوية العجوز او من يكون لم تخطر لي أبدا، لكنني في نفس الوقت لا أهتم...

"ماهو إلا عجوز عادي..."

ذلك صحيح، طريقة كلامه وتعابيره، حتي هالته لم تكن لشخص خطير...

بتلك أفكار حصلت أخيرا على نوم هانئ، نوم بدون كوابيس او رأيى من شخصيات تريد قتلي أو إستغلالي ...

دون أن اعلم أن أعينى العجوز كانت تراقب...

من وفق درج كان عيون العجوز مركزة، سوادها لم يلاحظ مع ظلام في غرفة...

"فل تنم أيها الصغير تائه... "

بتلك كلمات صعد العجوز هو أخر...

....

....

"هيا إستيقظ أيها الصغير..."

كلمات حادة إخترقت أذني، مما جعلني أفتح عيناي بتتاقل...

وأول ما أراه هو العجوز وهو يحدق بي بعيونه السوداء...

"اوووه، سيدي أنا أسف هل أطلت في نوم...؟"

سألت وأنا أقوم من مكاني، وبسرعة طويت فراشي...

"ضع الفراش من يدك وإتبعني..."

لسبب ما هدا العجوز من صعب بدء حوار معه، كلامه قليل، ويعني شيئا محددا على عكس البشر أخرين...

وكأنه لايريد هدم الجدار بينه وبين الطرف أخر...

أنا بالتحديد لا يحق لي قول شيء، أنا أكثر منه من ناحية المشاكل...

أعاد العجوز طاولة لمكانها وأحظر الفطور، الذي كان شهيا بنكهة خاصة...

بعد ان أنهينا الفطور تبعته للخارج، دون أي كلمة...

"أيها الصغير، تعلم إستخدام عقلك وجسدك قبل لسانك، إبدء في جني الذرة، وعندما تنتهي أحظرها للمخزن..."

وكأنه قرأ أفكاري، ناولي بعض أكياس وأشار لمحصول الذرة...

لم أجادله وبسرعة بدأت العمل، كرد جميل على إحسانه سوف أساعده اليوم...

لم تمر حتي ساعة واحدة حتي أتمت قطف كامل الذرة، رميت أكياس فوق كتفاي وأخدتها للمخزن، حيث كان ينتظرني هناك...

"لقد إنتهيت هل هناك شيء أخر سيدي...؟"

من خلف رمى لي ثلاثة سلل متوسطة الحجم...

"فل تملأها بالطماطم..."

قلت كلامه بدأت تعجبني، هو من نوع مركز على عمل فقط...

أي شيء خارج إطار العمل، عليه إنتظار، تفانيه وإنظباطه شيء قام ببنائه ربما طول سنوات حياته، إنه حقا شيء مثير لإعجاب...

بعد مرور بعض الوقت أحظرت السلل الثلاثة وهي ممتلأة كما اني قطفتها بطريقة جيدة...

وضعتها في مخزن قرب ذرة، وجلست قربه.. منتظرا منه قول شيء أخر...

"يبدو انك تحسنت قليلا..."

"عفوا سيدي..." قلت بقليل من تعجب...

رفع العجوز نظر لتتلاقا أعيننا...

"أنت تستطيع تجاوز أي شيء بشكل سريع وعجيب..."

لم أجبه على فور وأعطيت نفسي لحظة تأمل، لآن كلامه أصبح غريبا فجأة ...

"ما الذي تعنيه بذلك سيدي...؟!"

"أنت غير قادر على رأية نفسك أيها الصغير..."

وقف العجوز ووضع يده على صدري...

"ليلة أمس أنت كنت تائها وضائعا، لكن الآن أنظر لنفسك ، أنت غريب أيها الصغير..."

كلماته إخترقت عقلي كقظيب حديدي يغرس فيها...

"أنا غريب، وماذي يفترض بذلك ان يعني...؟"

"لاشيء تحديدا ، كل شخص غريب من جهة ما، لنأخد مثال صغير حتي تفهم..." إبتعد العجوز عدة خطوات "انت قادر على تجاوز صدمات بسرعة، بينما شخص أخر لا يمكنه ذلك، في نظر شخص طبيعي كلاهما غريبين..."

حككت دقني وأنا أفكر قليلا، هل كلام عجوز له أي معني...؟

"يمكنني أن أري حقيقة أي شخص بمجرد نظر إليه، ويمكنني قول انت مدمر بالكامل مع ذلك ماتزال تتقدم، أخبرني ماهو سبب نظالك..؟، لم تقاوم العالم لهذه الدرجة..."

نظر عجوز لعيناي وهو لا يتزحزح...

"أنت غير مدين لأي شخص، لم يطلب منك أحد تخليد ذكراه، بل أنت لا تملك أحدا ليقف معك، تسقط وتقف وحدك، الجميع ضدك، العالم بنفسه يقف ضدك ويريد موتك، انت تخاف من تعلق بأشخاص لأنهم جميعا سيرحلون، لا بل ستخسرهم، أري كل شيء في عينيك ... "

أخذ العجوز خطوة أخري نحوي وعيناه تتوهج بلون غريب، جعل جسدي يرتجف...

"ما هي فائدة نظالك لو كنت ستبقى وحيدا، من أجل من ستقاتل، انت حتي تكره نفسك، هل حياتك حتي لها معني من الوجود، أخبرني أيها الصغير...؟"

ما الذي يهدي به هذا العجوز، لقد كان قليل الكلام سابقا، والآن هو يتكلم بكل هذا الهراء...

"تبا لك، تبا للعالم، تبا لكم جميعا، وتبا لنفسي أيضا..."

توهجت عيناي بلون قاتم وتوترت قبضتي...

"هل تعتقد ان تلك كلمات ستجدي معي...؟" هاهاها، أنت أيها العجوز لعين، هل تعتقد أنه يمكنك تدمير شيء مدمر من أساس... "

لم يتحرك العجوز، بل لم يرمش حتي من غضبي الذي تصاعد كبركان هدد بإنفجار...

"سأفعل ما أريد وقت ما أريد، وتبا للعالم وكل من يريد الوقوف في طريقي، سأمضي وحدي في دربي، ولا أحتاج لمعني عديم فائدة للبقاء حيا..."

أخرج العجوز نفسا طويلا بشغل غريب ثم تراجع ليجلس على كرسيه مجددا، بينما بدأ في تقشير الذرة وعزل حبوبها...

"أنت ضعيف أيها الصغير، ضعيف جدا، أنت غير قادر على تحمل تبعات كلامك، وخصوصا وأنت ماتزال تشارك الجسد مع تلك الروح أخري..."

كيف...؟، كيف علم هذا العجوز عن روح أرثر...؟

هناك شيء غريب بشأنه، هذا الشخص ليس مجرد عجوز كما يبدو...

"من تكون أيها العجوز...؟"

صمت لعدة لحظات...

لا إجابة إذن، هذا العجوز الغريب...

كان لطيفا البارحة تم أصبح بشكل غريب شخصا خطيرا اليوم...

"إجلس أكمل عملك..."

هذا لعين، بعد ما قاله قبل قليل...

"هل رأيت، كلماتك لا تعكس أي إرادة، إنها مجرد كلمات جوفاء خاوية، لو كنت تمتلك الإرادة لما فكرت كثيرا..."

هل هو يعبت معي الآن...؟

أخدت شهيقا وأتبعته بزفير، وهدأت قليلا...

بهدوء ودون أي تعبير جلست قربه وأنا أساعده...

لم ينظر لي ولم يتكلم بأي كلمة، وكأنه فقد إهتمامه سابق...

"أنت لست طبيعيا أيها العجوز، أخبرني من تكون...؟"

سألت وأنا أمسك حبة أخري من ذرة...

"لا حاجة لك لتعلم، أنا مجرد عجوز يحرص هذه المزرعة..."

تبا لقلة كلامك أيها العجوز، لكن بوضع كل شيء مكانه...

فهذا العجوز يجب أن يكون شخصا قويا، ليحمي هذه المزرعة...

بنظر لكلامه السابق ومحاولة تحطيمي نفسيا، فيجب ان يكون محاربا مخضرما وجيدا في تلاعب بالكلمات...

مر الوقت ونحن الإثنان نعمل في صمت، حاولت فتح بعض المواضيع لكن العجوز لعين رفض مشاركة...

"هيا فل تتبعني..."

مع كلماته، حمل العجوز قنديل الزيتي وتوجه نحو مكان ما خارج المزرعة، تبعته دون إعتراد...

"هل هناك شيء أخر تحتاج المساعدة فيه...؟"

سألت، السؤال وحيد الذي إستمررت في طرحه اليوم بطوله...

لكن العجوز لم يجبني، و إسثمر في تقدم، غير أبه بأسئلتي و فضولي...

مع تقدمنا لعدة دقائق خرجنا من حدود المزرعة وتوجهنا نحو الغابة صغيرة كانت أمامها...

عندما حلقت البارحة لم ألحظها، ربما لصغرها او ربما لأني كنت تائها...

"إنتظر على الشمس أن التغيب أولا..."

رفعت نظري لسماء بعيون نصف مغلقة، نحن مانزال في وقت ما بعد الظهيرة...

"أيها العجوز مايزال هناك أكثر من ستة ساعات لغروب الشمس..."

متجاهلا كلامي، جلس العجوز على أرض متربعا ووضع قنديله قربه...

ضربت وجهي براحة يدي وانا أتنهد...

ليس هناك ماهو أسوء من بقاء مع عجوز قليل كلام لعدة ساعات دون فعل أي شيء...

"أيها العجوز، أنا لاأريد أن أخرب لحظتك ولكن ما الذي نفعله بالظبط...؟"

"ننتظر..."

قالها بشكل سلس وكأنني لا أعلم...

بشكل كبير هذا العجوز يراني كطفل غبي، أنا متأكد من ذلك ...

مر الوقت ببطء غريب، والعجوز لم يفتح فمه بأي كلمة، مغلقا عيناه وكأنه يتأمل...

ثم، بعد ان أحسست وكأني سأتحول لتمثال، غربت الشمس، وسطع القمر ناشرا ضوء الفضي على غابة الصغيرة أمامنا ...

"لنذهب..."

وقف العجوز وبدأ المش مجددا بكل راحة...

تبعته وسط الظلام الذي خيم بسرعة، وقنديله يضيء بضع خطوات امامنا، وبشكل مثير لشك ضوء القمر كان قليلا ذاخل الغابة، وكان شيئا ما يمنعه من مرور ...

"أيها الصغير، عليك مساعدتي في هزيمتهم..."

قبل أن أسأل من هم، أحسست بدوار غريب، والعالم يتعرج ويتمايل أمامي كأمواج البحر...

"ما الذي يحدث...؟"

سألت وأنا أمسك رأسي، بينما أحسست وكأني سأتقيء ما في معدتي...

"إنهم هنا أبق ذهنك قويا أيها الصغير، إنها مجرد هلوسات، إذا شعرو بأي تغرث لذيك، فسيأكلون روحك وحياتك نفسها... "

تبا لك، والآن أنت تخبرني أيها العجوز...

بسرعة شكلت هالتي على شكل نصل حول إسبعي وجرحت قدمي...

إستعمال ألم لمقاومة الهلوسة...

لكن حتي مع ذلك لم ينجح، وإسثمر جسدي في ترنح...

"الألم لن يجدي، عليك تقوية ذهنك وإبقاء روحك تابثة..."

قبل أن أسأل كيف، لكمة قوية تحطمت على وجهي، قدفت بعيدا وتدحرجت عدة مرات...

رفعت نظري بصعوبة لكن لم أري أي شيء...

"هاهاهاها... هاهاها..."

صوت ظحك غريب بنبرة مجنونة ضرب مكان بقوة وأصابني بالقشعريرة...

"أيها العجوز، م... ما الذي نواجهه...؟"

لم أسمع أي إجابة بينما صوت الضحك يرتفع أكثر حولي...

والآن كيف أخرج نفسي من هذا الكابوس لعين...؟

2025/02/27 · 20 مشاهدة · 2003 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025