فوق إحدي مباني قريبة من مكان المعركة التي دارت بين، إكليس و محاربي أخرين، وقف رجل بهالة تغطيه لايبدو منه أي شيئ سوي عيون متوهجة، وإبتسـامـة كبيرة، وهو يراق معركة ببهجة كبيرة
"هاهاها دالك الطفل الصغير، لابأس به حقا، ليس سيئا في وضع الخطط، برغم من أنه يحتاج لمزيد من تدريب لإستراتيجي، لكن لم يبقي له كثير من وقت، هل سيكون مناسبا لذالك الحدث"
وضع رجل يده تحت دقنه وهو يفكر، وسرعان ما إختفت إبتسامته، ليبدو جديته عندما شعر بشخص قربه
"لقد إنحضرت كثيرا أيها العنقاء لتختار طفلا صغيرا مثله، هل تعتقد أنه قادرا علي نجاة داخل الحرب قادمة وهو بدالك الضعف؟"
ظهر ظل أخر لرجل، بهالة سوداء شديدة ، تكلن بصوت لا يحمل أي مشاعر
"ما أفعله، وما سأفعله ليس من شأنك، لكن لما أنت هنا؟، أعتقد أن لقاء محظور بيننا؟، هل تريد إشعال الحرب بهاده السرعة"
جلس الرجل مسمي بالعنقاء وهو يبدو غاضبا
في حين أن الرجل أخر تقدم ووقف قربه بينما يرمقه بنظرات غريبة
"لقد أتيت لأخبرك أني قد إخترت الشخص الذي سيقود الحرب من طرفني، وهو متفوق علي دالك الطفل بكل الشيئ، برغم أن خسارتك مظمونة، لكن أنصحك بالبحث عن الشخص أخري بسرعة، علي أقل ليضهر مدي الذي وصلت له قوتك، في أوج عطائك"
(يبدو أن سن قد لعب دوره، ليختار هاد المعتوه طفل متله، يبدو أن نهاية قد إقتربت)
"يبدو أنك تعتقد أن عمري يأثر علي تفكيري صحيح؟، وأنه لا فرصة لنا للفوز"
لم يقل الرجل أخر أي شيئ، بينما ينظر العنقاء للفتي أمامه وهو وسط بركة من دماء، دون أن يجفن أو يرتعب، من المشهد المهول
"دالك الطفل سيكون هو ممتلي في الحرب قادمة، وسيكون هو الفائز فيها، أنا متأكد من دالك علي أقل"
(أحتاج مراقبته لمدة أطول قبل الحكم عليه، لكن يبدو أنه لم يبقي له كثير من الوقت في هاده الحياة، علي أقسي حد سيعيش دالك طفل ثلات سنوات، أو ربما أقل، يجب أن أجعله أقوي بسرعة مطلوبة لبداية الحرب"
وقف العنقاء بينما يفكر، كيف يتصرف
"حسنا هاد سيكون لقلأنا أخير قبل الحدث، من أفضل ألا تكون مجرد عجوز ترتار، لكن تلاثة أشهر، بعد تلاثة أشهر سأختبر دالك فتي بنفسي"
بتلك الكلمات إختفي الرجل صاحب الهالة السوداء، بينما العنقاء كان غارقا في تفكيره، حول ما يجب فعله
"حسنا فل ننتظر ونري ماسيحصل أولا، تلاثة أشهر هاااه، أرجو أن ترتقي لتوقعاتي منك، أنا أعلق أمالا كبيرا عليك أرثر"
إختفي الرجل من فوق المبني وكأنه لم يكن من أساس
*****************
إذن أختي كبيري، من إختطفت ليونا، إذن سؤال مطروح ماهو مبتغاها؟
هاده مشكلة كبيرة، إذا كانت تريد لقائي فقط، فأضن أنها لن تلجأ لمتل هاد التصرف، يبدو أن أميرة تانية تخطط لأمر كبير، ولا يبدو أنه جيد لي بأي شكل
سأدهب لآن لمقابلتها، لكن جسدي لا يتوقف عن إرتعاش، يبدو أن جسد أرثر متأثر كثيرا من إجراء هاد لقاء
لأني لا أحمل أي خوف منها مجرد قلق فقط، لأنها فتاة عبقرية في وضع الخطط وإستراتيجيات، وقد إعترف بها إمبراطور بالفعل مع ولي العهد، لدالك فهي دات تأثير كبير
أحتاج وضع خطة ما لتجنب المشاكل في لقائها
"إكليس، كازوها إستعدا، فسننطلق لآن"
تقدمنا نحن تلاثة لمدة نصف ساعة تقريبا من أجل وصول إلي قصر أميرة، لم يكن كما تخيلته أبدا، لقد كان جميلا، وبديعا حقا، لقد حرصت أميرة كثيرا علي جعل قصر مناسبا لدوقها
عند وصولنا رأيت حارسان عند البوابة أمامية،
بسبب مقعي كشخص مكروه في عائلة حاكمة، لن يسمحى لي ببساطة بالمرور، لمقابلتها
ستكون مشكلة كبيرة معها إذا قتلتهما، لذالك فل نستعمل أسلوب لطيف، ولنمر بكل هدوء من بوابة
"إكليس لا تقتلهما، فل تجعلهما يفقدان الوعي فقط"
"لا حاجة لفعل دالك أيها أمير أرثر، فأميرة تنتضرك في داخل، مند مدة"
في لحظة التي كان إكليس علي وشك الهجوم صدر صوت من أمامنا بلهجة غريبة، كأنه ينضر لي تحديدا بحتقار ، تقدم فارس بدرع أزرق مزين وسيف في يده مع تعبير غير مبالي علي وجهه
برغم من أني قرأة هاده الرواية لعينة عدة مرات إلا أنني لم أتمكن من تميز هاد الشخص
"سموك ألا تعتقد أنه يتخطي حدوده لتكلم معك بتلك لهجة عامية"
تقدم كازوها قربي وهو لا يضهر أي تعابير علي وجهه، بينما تحكمت في نفسي ولم أضهر أي تعبير
لم أجبه وتقدمنا نحن تلاثة لقرب البوابة، تلاقت عيني مع عيني فارس، لكنه لايضهر أي إحترام
"أنت، ذكرني من تكون مجددا"
رأيت بعض أوردة تضهر علي وجهه من كلماتي، يبدو أن مكانتي منخفضة حقا، لينضر لي مجرد فارس وضيع بتلك نضرات
"أنا أكون أحد فرسان مرافقين لأميرة، وقد أرسلتني، لإستقبالك"
بدأت أفحصه بعينان وبتسامة صغيرة علي وجهي
"لم أعلم أن لذي أختي كبرى فارسا وضيعا ضعيفا مثلك لحمايتها، سأحتاج لتكلم معها في هاد الخصوص فأنا لا أريدها أن تكون في خطر"
أنا لأهتم حقيقتا لأي منكما، لكن أحتاج وضع بعض الخطوط الحمراء، فأنا لذي كرامة وكبرياء كأمير أيضا
"أيها أمير أنت تهينني كثيرا بتلك كلمات، ربما لست قويا متل قائد، لكنني من فرسان مخدرمين لذي أميرة، لدالك لا حاجة لأمير أن يقلق علي أي شخص سوي نفسه"
"أجل أجل، أين يكن، فل تقد طريق لمكان أختي كبيرة، لأن إطالة حديت مع فرسان ضعفاء مؤلمة لأدني"
رغم أنه حاول قدر إمكان إخفاء غضبه إلا أن هالته واضحة فضحت أمره
"أيها أمير من هاد الطريق ستجد أميرة تنتضرك في نهايته"
تجاوزته وتعابير لم تتغير، لكنه منع كل من كازوها وإكليس من مرور، يبدو أنه يريد موت مبكرا، للوقوف في طريقهما
"ما الذي تخال نفسك تفعله؟ غير مسموح لغير أمير بدخول هاده أوامر أميرة"
أخرج فارس أختي سيفه في وجه إكليس، الذي كان ينضر لي للحصول علي أوامر، ويبدو أنه يريد قتله حقا
"فل تنتظرا هناك فقط، لا أريد من أختي أن تغضب مني جراء قتل أحد فرسانها ضعفاء، إياكما وتسبب في أي مشاكل للفارس، كأن تقتلعا قدمه أو يده فقط إنتظرا عودتي"
تراجع إكليس للخلف وتعابير وجهه هادأة، بينما أزال كازوها يده عن سيفه
لكن مشكلة كانت في فارس الذي لم يستطع التحكم في غضبه، أرجو ألا يستفز إكليس لأنه سيقتله ببساطة
تجاوزة تلك مهزلة وتقدمت نحو حديقة في قصر، كانت جميلة حقا، بكثير من أنواع أزهار، جعلني دالك المنضر أتأمل مكان قليلا
"إنها جميلة صحيح؟"
إستدرت لأجد فتاة في عشرين من عمرها، في منتهى جمال تبتسم في وجهي، إبتسامة جميلة جدا، لم أعتقد أن هناك فتاة كهاده تخدم أميرة
"صحيح، لم أعتقد أني سأري شيئا جميلا متلها في حياتي، أنا منبهر ببساطة من جمالها"
تقدمت فتاة ونحنت قليلا لتلامس أزهار بيدها
"يمكنك مجيء في أي وقت لرأيتها، إن أردت دالك، سأكون سعيدة بإرشادك داخل الحديقة"
إبتسمت قليلا من كلامها، كنت أحقا لأفعل دالك كثيرا، لو قالت لي أميرة دالك
"أتمني حقا لو أتي لرأيتها كثيرا، لكن أضن أن أميرة لن ترغب في دالك"
رأيت فتاة تبتسم، إبتسامة صغيرة، لكن سرعان ما تغير تعبيرها، وهي تنضر إلي وجهي
"لما تعتقد أن أميرة لن تسمح لك؟، ألست أخوها صغير؟"
وضعت يدي علي رأسي وأنا أتأمل كلامها
"قد أكون أخوها صغير، لكن دالك ليس معناه أنها تحبني، فأنا لم أرها من قبل، ولا أعرف حتي كيف تبدو، فكرة مقابلتها لآن تجعلني قلقا قليلا، وخائفا في نفس الوقت مما يجب فعله"
وقفت فتاة ورياح تداعب شعرها فضي جميل وعيونها مليأة بالتوهج غريب
"قد يبدو ما سأخبرك به لأن غريبا، لكن أميرة تحبك كثيرا، وأنها فعلت مستحيل، من أجل رأيتك، أرجو أن تضع دالك في حسبان عندما تراها"
تعابير وجهي لم تتغير وأنا أسمع كلامها، أنا فقط أفكر في مدي كون دالك كلام صحيحا
في رواية، لم يتم ذكر أن أميرة قد كرهت أرثر، أو أنها فعلت أي شيئ ضده، هي فقط وضعت جواسيس في قصره، وراقبت وضعه دون أن تتدخل بأي شكل من أشكال، حتي عندما تم خداعه ليموت في نهاية، هي لم تفعل أي شيئ لإنقاده
هل من ممكن أن أحداث رواية قد تغيرت؟،سيكون هاد هو تفسير الوحيد لأمر، لكن ما شيئ الذي سيجعلها تغير مشاعرها لتهتم بأرثر؟
"إذا كان ماتقولينه صحيح، فأنا سأكون سعيدا جدا، لكن أعتقد أن دالك غير صحيح، شكرا لك علي تلك كلمات، أحتاج أن أدهب رأيت أختي لآن، إلي لقاء"
إستدرت لذهاب، فأنا لا أريد جعلها تنتضر كثيرا، من أجل عدم دخول في أي مشاكل
"أرجو أن تكون مقابلتك مع أميرة جيدة، أرجو أن تتأكد بنفسك مما قلته لك لأن"
لوحت لها بيدي وتقدمت، إستمررت في طريق لمدة عشر دقائق أخري، لأجد طاولة في وسط حديقة عليها بعض أكواب الشاي، لكن لم يكن هناك أي أحد في جوار
"هل جعلتني أتي لهنا من أجل لا شيئ؟"
إستدرت قليلا، وأنا أفكر في ما يجب أن أفعله بمجرد ضهورها، إذا كان كلام تلك الفتاة سابقا صحيح، سيمكنني إعتماد عليها في كثير من أمور، وسيمكنني نجاة في حرب قادمة
لكن إذا كان العكس فأضن أني سأحتاج لتوخي كثير من حضر فيها سأفعل مستقبلا، وربما سيكون موتي علي يدها
"نحن نتقابل أخيرا، أخي صغير أرثر"
صوت جميل قادم من خلفي أخرجي من تفكير، إستدرت، وما رأيته جعلني أتجمد للحضة، وتعابيري غير قادرة علي إضهار مدي صدمتي
"أنتي، هل كنت أنتي أختي كبري؟"
يبدو أن معلومات حول هاده الرواية لم تعد تعمل، لقد تغيرت كثير من أمور.....
أنا لآن أواجه عالما مجهولا تماما، كيف يجب أن أتصرف لآن