"هل، هل أنتي أختي كبرى؟"

إرتسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها جميل، بينما لم تكفني تعابيري لإضهار مدي صدمتي، بما يحدت

بتفكير بأمر لقد كنت أحمقا، لا بل كنت مغفلا جدا، لقد جعلني قلق زائد وخوفي من لقائها أنسي كيف تبدو أميرة، لذالك لم أتمكن من تعرف عليها سابقا

بشعرها الفضي طويل الجميل، وعيونها الزرقاء بلون السماء، وبشرتها الشاحبة النقية التي تشبه الحليب، وقوامها متناسق الذي جعلها في منتهي جمال وبهاء، إنها حقا ليست كما كنت أتخيلها، إنه جمال من صعب حقا محاولت تخيله

"يبدو أنك متفاجئ أكثر مما ضننت، هل رأيتي جعلتك منصدما، أخي صغير أرثر"

رغم صدمتي وتعابيري حائرة، تكلمت أميرة قربي بصوت هادء، وإبتسـامـة جميلة و دافأة تشعر حقا بأمان، تنفست قليلا، وإستعدت هدوئي بصعوبة

"سأكدب إن قلت أنني لست منصدما أختي، لكن أولا أين ليونا؟، هي بأمان صحيح؟"

جلست أميرة فوق أحد كراسي في مقابلتي، وأشارت لي للجلوس

"هل تريد بعض الشاي؟، إنه معد بعناية شديد، وأضن أنك ستحبه"

تنهدت وأنا أسمع كلامها، ما الذي تخطط له أميرة لآن

"أجل في حقيقة أريد، ولكن قبل كل شيئ، أخبريني أين ليونا خادمتي؟ "

سكبت أميرة كأسين وتعابيرها ضلت هادأة ومتزنة، يبدو أنها جهزت شيئا لما للقائي

"أن تأتي لرأيتي من أجلها، يبدو أنها مهمة لك كثيرا أرثر"

لم أغير تعابير من كلامها، لكنني قررت تكلم بهدوء ورزانة أكثر من أجل تجنب أي سوء فهم قد يحصل

"أجل، إنها مهمة كثيرا لي، أرجو أن أختي لم تفعل أي شيئ لها"

إرتسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها، تم أخدت رشفة من كأسها

"إنها بخير، ولم يصبها أي أدي، أو أي إصابة، لدالك يمكنك إطمئنان"

لا أعلم فيما تفكر فتاة أمامي، مهما حاولت فهمها، أو تحديد سلوكها، أجد نفسي في طريق مسدود، لا يمكنني تنبأ أو حتي معرفة ما تريده إذا لم تقله هي بنفسها، إنها لغز مليئ بغموض حقا

"أيتها أميرة، أخبريني من فضلك سبب ما فعلته اليوم؟ "

رفعت أميرة رأسها نحو السماء وتعبير من الحزن مرسوم علي وجهها الجميل، لتعيد النظرها لي مرة أخري ببتسامة صغيرة، تحمل بعض الحزن

"هل ستصدقني إذا أخبرتك أني فعلت دالك فقط من أجل رأيتك أخي صغير"

هاااااه، مهلا، هاااه، هل هي تمزح لآن؟، رأيتي؟، لابد من وجود خطب ما هنا، كان بإمكانها رأيتي لمدة.خمس عشرة سنة لمادا تفعل كل هاد الهراء؟

مع كل تلك أسئلة في رأسي، تلاقت عيناي مع عينى أميرة، كانت حقا تضهر تعبيرا لم يكن ليكون كادبا أبدا

"في حقيقة من صعب تصديق دالك الكلام أختي، لقد مرت خمسة عشرة سنة، لما قد ترغبين برأيتي لأن؟ ولما عليكي رأيتي بهاده الطريقة غريبة"

فتاة أمامي التي عرفت في رواية، علي أنها عبقرية خطيرة جدا، كما أن قوتها الجسدية وإستعمالها لسحر في مستوي أخر تماما، لقد كان هناك قليل فقط من تمكن من عيش بعد تصادم معها

لكنها لآن تضهر تعبيرا من حزن من كلامي، جعلني دالك غير قادر علي فهمها أو إستيعاب الموقف

"أنا أعلم أنه صعب عليك تصديق كلامي بعد كل تلك مدة، وأني متأخرة جدا، ، لكن أخي صغير، لقد حاولت حقا بكل جهدي رأيتك لكني لم أستطع"

تحول تعبيرا بسرعة للحزن وأضن أنها ستضرف بعض الدموع مع كلامها، لكن مادا تعني بحاولت؟

"أختي أنا ببساطة، غير قادر علي إستيعاب، مادا تعنين بحاولتي و لم تستطيعي؟"

نظرت أميرة نحو سماء الفجر وهي تفكر، لتنزل نظرها نحو أسفل

"ما سأخبرك به قد يبدو مجرد عذر، لكن أرجو أن تصدق ما سأقوله، أنت حقا تعني لي كل شيئ في هاده الحياة أخي صغير، حاولت فعل فعل مستحيل لرأيتك"

كلامتها تلك جعلتني في حيرة أكثر من أمري، لم أعد أعرف كيف أتصرف معها لآن، شيئ كهدا لم يدكر في رواية

أنا أدرك أن أحداث رواية تغيرت لكن ما شيئ الذي جعل هاده فتاة تقول تلك كلمات لي، برغم أنها لم تدكر في رواية

"أختي هل يمكنك شرح أمر أكثر لي، أنا فقط في حيرة من أمري إذا لم تعطيني تفسيرا، فأنا لن أتمكن من تصديق كلامك حتي ولو أردت"

أميرة تحب أرثر، دالك كاتب لعين لم يدكر شيئ كهدا، هو فقط دكر أنها لم تكره أو تفعل أي شيئ سيئ ضده، لكن هنا إنها تحبه تعابيرها من مستحيل أن تكدب، أحتاج سماع تفسيرها، تبا أنا حقا لم أعد أفهم أي شيئ يحصل هنا

"قد يطول أمر قليلا لو أردة إخبارك بأمر من بداية، هل ستستمع لكل شيئ؟"

"نعم، أنا حقا أريد سببا لفهم مشاعر أختي، وما حصل؟، من فضلك أختي أخبريني كل شيئ"

كلماتي جعلت عيناها تضيء بتوهج جميل، إذا أكدت لي قصتها أن ما قالته سابقا صحيح، فهناك كثير من أمور التي يمكنني فعلها بمساعدتها، لتجنب الموت في حرب القادمة

لكن في نفس وقت سيحدث أمر تغير كبيرا في أحداث أصلية، ودالك سيتركني أمام عالم مجهول لمواجهته

إلتقطلت أميرة نفسها وعيونها تتوهج لإصال مشاعرها و ما حدت معها لي

"أرثر أنا أكبر منك بخمس سنواة، وفي تلك سنواة خمس قد ماتت أمي وأنا في سن تالثة، لم أتمكن من تجاوز موتها بسهولة ، كما أن علاقتي بأخي كبير لم جيدة أبدا، لدالك كنت معضم أوقاتي في غرفتي حزينة ومكتئبة ووحيدة جدا، برغم أن خدم كانو لطفاء، إلا أن لا شيئ تمكن من إخراجي من حالتي مزرية تلك، مرت سنة أخري وأنا في تلك حالة حتي أني قد كدة أموت بسبب مرض وسوء التغدية، إلا أن أتت هي إلي قصر، لقد كانت جميلة ولطيفة بطريقة تبعت علي دفئ وسلام، هل تعلم من هي، أرثر"

لم أجبها، بل لم أتكلم أبدا فقط أعرتها إنتباهي، وأشرت لها لتتابع كلامها

"لقد كانت ملكة إليزابيث، وهي أيضا والدتك أرثر"

إرتسمت دهشة كبيرة علي وجهي، لم يتم دكر أي تفاصيل متل هاده علاقة في رواية،لقد قرأت أنهما تكلما مع بعضها عدة مرات لكن لم يدكر أن أميرة كانت في حالة نفسية صعبة

"لقد كانت إمرأة لطيفة، وجميلة، إعتبرتها مثل أمي وقد أحببتها، وهي من جعلتني أبتسم مجددا، كما أن أبي، ملك، بنفسه قد أحبها كثيرا وإعتني بها جيدا، إلا أن حملت بك"

في لحظة تغيرت نبرة صوتها و تعابير وجهها ليضر حزن عليها مجددا

"مادا حصل بعدها؟"

سألتها بترقب، وعيناي تضهران الحزن، لا أعلم هل أنا حزين علي سماع قصتها، أم أن جسد أرثر هو من تأثر

"رغم كل الحب الذي كان بينهما، إلا أنه في شهر تالث من حملها وقعت مشكلة بينها وبين ملك، ولم تعد تراه، وقد بدأت شائعة أن ملكة قد تخلت عن ملك في إنتشار في قصر، ودالك سبب غضبه كثيرا، ودالك سبب في أنه تخلي عنها في حملها وعند ولادتها، حتي أنه لم يحضر جنازتها، ودالك هو سبب حقده وكرهه لك، وعدم قدومه لرأيتك أو مساعدتك، رغم معرفته لكل ما يحصل من مشاكل وصاعب معك"

أجل أن أتدكر شيئا كهدا، لقد ذكر كاتب أن مشكلة قد نشبت بين ملك وملكة، ولكن بسبب أن أرثر لم يكن شخصية رئيسية لم يذكرها، ولم يتطرق لأي تفاصيل بخصوصها، ليقتل أرثر في نهاية بغير معنا ودون أن يفسر سبب كره عائلته له

"أختي أنا أفهم هاده القصة جيدا لأن، وأنا أفهم عدم رأيت أبي لي، ولكن لما أنتي لم تأتي طوال هاده المدة، برغم أني أخوك صغير، ورغم معرفتك لكل ما يحصل؟، هل لأمر علاقة بأبي؟، أم أنكي كرهتني بسبب تصرف أمي؟"

أنزلت أميرة رأسها نحو أسفل وحزن لا يفارق وجهها، بل حتي أنها توشك علي بكاء، مانوع ذكريات التي لذيها مع ملكة ياتري؟

"بسبب تلك مشكلة بينهما،و علاقتي مع والدتك، منعني أبي من رأيتك او تكلم معك بأي شكل من أشكال، كما منعني من مساعدتك،، وإلا ستكون عواقب وخيمة لكلانا معا، لقد أخبرني أنه لوشك في تواصلنا سيقتلك ببساطة، ولدالك و لمدة خمس عشرة سنة وأنا أخطط لكيف يمكنني لقائك"

يقوم بقتلي ببساطة هااه، أي أب هادا الذي يقتل إبنه بسبب خطأ لم يرتكبه حتي

أيها الملك سأتذكر دالك جيدا، سيكون حسابك معي بعد حصولي علي تلك أذاة

"لكن لما قررت رأيتي لأن؟، لا يزال الخطر قائما علينا معا، وقد يقوم بأديتكي أختي"

إبتسمت أميرة قليلا من كلامي، أنا لا أريدها أن تموت حقا

لا داعي للقلق أخي، لقد وضعت خطة لذالك، وفي لحضة التي عدت مع عبد المهزوم إكليس و كازوها خادم دالك نبيل سمين وجدت أنها فرصة لقلب أحداث، وأن نتصرف معا لتجنب كارتة "

إذن فهي كانت تراقبي في كل خطوة أفعلها، أحتاج تكلم معها عن بال وعن حاجتي له في وقت حالي

"أنا أسفة حقا أرثر لأن أمر إستغرق كل دالك الوقت لمقابلتك"

بتعبير بسيط هاده فتاة، قد كانت في مواجهة أخطر وأذكى رجل في مملكة كلها فقط من أجل رأيتي، دالك فقط يمكنه أن يتبت لي مدى صدقها، ومدى جهد الذي بدلته

"آآآآه، ماداا"

تحسست عيناي لأجد دموع تتدفق منها، كم تمنيت لو كان دالك حب نحوي أنا وليس نحو أرثر، إذن ما فعلته اليوم تسبب في تغير احدات وضهور بعض مشاعر التي كانت مختفية في رواية

"أرثر أعلم أنه مجرد عدر لكني لم أستطع حقا فعل أي شيئ، أنا أسفة حقا علي ماحدث معك، تأكد أني سأعوضك عن كل ما حدث"

فتاة التي إعتقدت أنها شيطان في جسد ملاك، تضع يدها علي وجهه ودموعها لا تريد التوقف

كم شعرت بالحسد والغيرة من أرثر في هاده اللحظة، لقد كان لذيه شخص فعل مستحيل من أجل رأيته، شخص أحبه من غير شروط ولا قيود، ليواجه أخطر شخص يمكن تصوره فقط من أجله، كم تمنيت لوكان دالك الحب والدفئ نحوي، إنها تذكرني نوعا ما في إلينا

وقفت من مكاني وتوجهت نحو أختي التي كانت تبكي أمامي، تذكرت شيئا واحدا يمكن أن يجعلها تهدأ

لففت يدي حولها ووضعت رأسها فوق صدري، وأنا أعانقها، برغم أنها كانت توصف بقاسية و عديمة الرحمة في رواية، بسبب تصرفاتها وذكائها، إلا أنها لأن تبكي بين فوق صدري، مثل طفلة صغيرة

"شكرا لك أختي، لم أعتقد أن هناك من يحبني ، لدالك شكرا"

بعد حاولي تلاث دقائق هدأت أخيرا ومسحت دموعها، وأعادت تعبيرها الجميل من جديد

"أرثر لقد قلت أني سأعوضك، أخبرني بأي شيئ تحتاجه وسأحضره لك كيف ما كان شكله"

وضعت يدي تحت دقني وأنا أفكر في أمر

"أختي في حقيقة أريد أمرين، وأعتقد أنها سيكونان صعبان بعض الشيئ"

لم تغير من تعابيرها، وأشارت لي لأتابع كلامي

"في حقيقة لقد هاجمني دالك النبيل السمين سابقا، وقد أراد قتلي، ولا أريد من أختي تعامل مع أمر لأنكي ستدمرينهم جميعا، وأنا بحاجتهم لأمر ما"

"في حقيقة لقد خططت لتعامل معه، لكن إذا كان دالك ماتريده، أنا لن أسألك حول ماتريد فعله بهم، لكن فقط توخ الحدر، ويمكنك إستشارتي في أمر، تلاعب بمجموعة أغبياء تلك ليس صعبا أبدا"

لقد علمت أنها ستقول دالك، إنها حقا عبقرية، لو أخبرتها أني أريدها تعامل معهم، ففي أسبوع علي أكثر ستقوم بمحوهم جميعا من وجود، إنها مخيفة حقا

"إذن ماهو أمر أخر؟"

"أريد دهاب لجبل الوحوش في جنوب، وأريد بعض المعدات"

إرتسم الغضب علي وجهها بسرعة كبيرة من كلامي ، وأخرجت رمح طويل من سوار في يدها ووضعته فوق رقبتي

"أرثر، أخي صغير هل تريد الموت؟"

2023/05/27 · 673 مشاهدة · 1692 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025