راقبت دالك المشهد الفضيع دون أي تغيير علي تعابيري، برغم من أني أري دماء تتطاير وصوت صراخ ملأ المكان، لكن لم يحرك دالك أي مشاعر تعاطف أو شفقة داخلي
كل من إكليس وكازوها يقومون بقطع رقاب خدم الذين جعلوني أعيش كمتشرد طوال حياتي، دون أي تعابير علي وجوههم
"من فضلك مولاي الرحمة، آغغغ"
صوت خدم وهم يتوسلون ويطلوب الرحمة، بعدما إنقلب الطاولة عليهم، كان مشهدا مقززا، مثيرا لإشمئزاز، جعلني أرغب في تخلص منهم أكثر
أسامحهم، أتجاهل ما حدث معي، أو ما فعلوه، غير ممكن لقد تخط هؤلاء الخدم الخط لأحمر مند مدة طويلة، لا يمكن لأي شيئ لإنقادم من مصيرهم
في تلك مزجرة كنت أبحت عن إحدي خادمات
"توقف كازوها لا تقتل تلك خادمة"
لقد و جدتكي أخيرا، كازوها الذي كان مغطي بدماء خدم أوقف سيفه وتراجع للخلف، وتعابيره متجمدة
يبدو أن مايحدث قد فاق تصوراته، يبدو أنه لم يعتقد أني سأصل لهاده المرحلة من قسوة
أعدت نظري نحو الخادمة التي كانت واقعة علي أرض
"هل تعلمين لما أوقفته، أو لما أنت مازلت حية لآن؟"
أمسكة الخادمة من شعرها ونضرة خالية من مشاعر علي وجهي، بينما دموع قد ملأت عيناها، وجسدها لا يتوقف عن لإرتجاف من خوف والرعب بسبب ما يحدث
"ل.ل. لا. سيدي"
كان صوتها متقطعا وفمها يرتجف، حتي أني سمعت صوت أسنانها وهي تقبد علي بعدها
"ميلدي، أنت كنت تريدين إرتكاب جريمة عضيمة في مستقبل، أخطر بكثير من ختلاس أموالي، وتعديبي.. هل تعلمين ماهي؟"
تجمد وجهها من رعب وجسدها لا يتوقف عن إرتجاف، سحبت شعرها بقوة أكبر، وتلاقت عيناي مع عيناها مليأة بدموع
يبدو أنها تعلم عما أتحدث، لأنها لم تقل أي شيئ
"أنتي كنتي تخططين لقتل ليونا . صحيح؟. بل أكثر من دالك كنتي تنقلين جميع ما يحدث معي لم مجموعة حمقي لعناء، منتضرين لحضة مناسبة للبدء"
أفلتها وتراجعت قليلا للوراء بينما سقطت هي علي ركبتيها، لم تعد قادرة حتي علي وقوف بسبب خوفها، ورعبها
"أنتي كنت تخططين لجعلي مدنب، في مجزرة التي سيقوم بها ألائك الأشخاص لعناء، تم تأخدين جائزتك علي عملك.. صحيح؟"
تراجعت للخلف وأنا أراها وهي تدرف دموع بمنضر مثير لإشمئزاز، حتي ولو عاقبت الخدم بعقوبة أخري غير الموت، هاده لعينة علي أقل يجب أن تموت، لم أكن لأسامحها أبدا، علي قتل ليونا
"كازوها، فل تقتلع قدميها، ويدها، تم أقتلها"
"أمرك سيدي"
تقدم كازوها بسيفه بيده، وبتلويحة سريعة ومتقنة إقتلع قدميها، ليعيد سيفه بلإتجاه أخر بسرعة ويقتلع يديها، ودماء تتطاير حولها
في موجة صراخ وبكاء التي كانت بها خادمة إقتلع رأسها بطريقة متقنة
حتي أن تعابيرها أخيرة بقية منحوتة علي وجهها حتي بعد موتها
لمدة عشرين دقيقة في دالك المشهد الفضيع، إنتهي أمر أخيرا، تلاثين خادما الذيين ليس لذي حتي ذكرى واحدة جميلة معهم، كانت دماؤهم تملأ مكان ورأوسهم متناثرة في أرجاء المكان
من أجل تجنب مشاكل أخبرت ليونا بما سأفعله، وحبستها في غرفتها، لو أنها رأت هاد المنضر الفضيع، لم أكن أعلم كيف ستنضر لي؟، هل حقا ستبقي معملتها لي هي نفسها؟، أو أنها ستكرهني وستغادر، لكن أنا حقا أفضل لو تبقي كما هي حتي بعد هاد الحادث مخيف
"إكليس كازوها، أحسنتما صنعا، فل تحرقى جميع الجتت"
تقدم إكليس ووضع حميع الجتت فوق بعضها، وبحركة من يده إشتعلت نار سفراء أحرقت كل شيئ، وأنهت معها عصر لإزدراء، و عيشة المتشردين و العبيد التي كنت فيها ، وبدأت معها عصر قبضة الحديد والنار، التي سأتصرف بها بدأ من لآن
"فل تنضفى المكان من دماء، وبعدها إخترا غرفة ودهبا لنوم، لذينا كثير من عمل غدا"
"أمرك سيدي"×2
إنحنيا لي بحترام وبدأى في تنضيف المكان، أما أنا فصعدت لأعل
تقدمت بسرعة كبيرة وأغلقت علي في حمام
"أووووباععععععع، أح أح، هاااه، هااااااه"
لقد كنت أتقيئ كثيرا، وتنفسي بدأ يصبح أصعب، حتي أن قلبي لم يهدأ، إنه يكاد يخترق صدري من شدة ضربه
لقد إعتقدت أني لن أشعر بأي شيئ حتي بعد قتلهم، إعتقدت أني أخيرا سأرتاح وسأشعر بإرتياح
لكن ما كان يقوله جسدي مخاف لذالك كثيرا، تقيئي، تنفسي صعب
أنا أشعر بشعور غريب، أشعر كأني إقترفت دنبا عضيما، كأنه لم يتوجب قتلهم، وأن ما فعلته خاطئ
تبا تبا لهاد الشعور أنا لست مخطأ، أي شخص مكاني كان ليفعل نفس الشيئ
"أحتاج أن أصبح أقوي من هادا جسديا ونفسيا ، للحصول علي ما أريد، لكي لا أصبح ضحية لهدا العالم قاسي "
ستصبح رأيت دماء و الجتت منضرا عاديا قريبا، كما أني سأجبر علي قتل مزيد من أشخاص في مستقبل، لمحاولتهم إستغلالي
يجب أن أعتاد علي هاد المنضر الفضيع، وأن أتحكم في مشاعري، لكي لاتتحكم هي في قراراتي
رغم محاولتي هدوء، إلي أن دالك منضر، وجميع صرخات، وعويل الخدم ملتسقة برأسي، لا يهم كيف أحاول لكنها لا تفارقني
إستغرقني أمر نصف ساعة تقريبا، من أجل ضبط نفسي، وإعادة جسدي لوضعه الطبيعي
بعدما هدأت مباشرة، دهبت إطمئنان عليها، ربما هي خائفة، أو ربما قد كرهتني، لكني أحتاج إطمئنان عليها
"ليونا هاد أنا هل يمكنني الدخول؟ "
طرقت الباب عدة مرات لكن لم أجد أي إستجابة، دفعت الباب ودخلت غرفتها، التي كانت في حالة مزرية حقا، إنها أسوء من غرفتي بكثير
"ليونا هل أنت بخير؟"
تمكنت من رأيتها وهي تحت بطانيتها لا تريد الخروج، يبدو أنها سمعت صوت صراخهم، لابد أنها تسعر بالخوف
"سموك هل إنتهى أمر أخيرا؟"
داقت عيناي وأنا أسمع صوتها، الذي كان مليئا بالحزن والخوف، كما أنها تبكي، لا بل كانت تبكي مند وقت طويل
"أجل لقد إنتهي أمر أخيرا، نحن أخيرا يمكننا العيش كما نستحق، لم يعد ألائك الخدم موجودين لنعيش تلك حياة قاسية بعد لآن"
رغم كلماتي هي لم تظهر نفسها مما جعلني قلقا قليلا، تقدمت وجلست بجوارها فوق سرير، ووضعت يدي فوق رأسها
"ليونا، أنا أسف حقا، لابد أن سماع ما حدث هناك جعلكي خائفة، وأن ما فعلته معهم كان قاسي جداا، يمكنني تفهم أمر إذا كنت غاضبة مني، لكني لايمكنني تحمل كونكي خائفة مني أو تكرهينني.."
"أنا لن أكره جلالتك أبدا مهما حدث"
"إذن لما لا تريدين رأيتي، إذا لم تكرهيني بسبب ماحدث، إذن مادا؟"
"سموك، أنا..أنا فقط مازلت أحاول إستيعاب أمر."
يبدو أن أمر يصبح معقدا أكثر فقط، أنا بالنسبة لها أكون أمير لطيف الذي لم يقتل حشرة من قبل، لكن لآن أنا قتلت جميع الخدم، في ليلة واحدة بدون رحمة، أو شفقة، لابد أن أمر كثير عليها لإستعابه دفعة واحدة
"ليونا فل تريني وجهك"
جعلت صوتي حازما وجادا، أحتاج إنهاء هاده المسألة قبل رحلتي، أحتاج جعلها تعود كما كانت من قبل
بعد عدة تواني خرجت ليونا من تحت بطانيتها، وعيونها مليئة بالدموع، كما أنها غير قادرة علي تواصل بصري معي
"ليونا أعلم مالذي تفكرين فيه، لكن صدقيني لقد فعلت دالك من أجلك"
إعتلاها تعبير من إندهاش وهي تستمع
"مادا تعني بدالك سموك؟"
"ليونا أنتي شخص الوحيد الذي أحبني وعاملني بالطف في هاد العالم، لقد رأيتكي وأنتي تعانين مع ألائك الخدم طوال الوقت، لقد كنت غاضبا ومستاءا لأنكي تمرين بدالك لأجلي، لكن دالك ليس كل شيئ، لقد إجتمع بعض الخدم وقررو قتلك، وأنا لم أتحمل تلك الفكرة "
ضهر الخوف و الرعب علي وجهها من كلامي، حتي أن جسدها بدأ بإرتجاف
وضعت يدي فوق يدها التي ترتجف، وأنا أقرب رأسي من رأسها
"ليونا أنا لم أكن أبدا لأسمح بقتلك، لذالك قتلتهم جميعا، إذا قتلتي فلن يبقي أي شخص يحبني، لن يبقي أحد في جواري، و سأصاب بالجنون"
سرعان ما ملأت الدموع عيناها، يبدو أن كلماتي أثرت فيها قليلا، تقدمت أكتر وعانقتها وأنا أمسد رأسها
"من اليوم، سنعيش كما كنا نستحق، وسنحصل علي مانستحق، لذالك فكل شيئ سيكون بخير، لن أسمح بأن تمري بتلك المعانات مجددا، أنا أعدك "
بعد بكائها لبعض الوقت تمكنت أخيرا من هدوء، وأعتقد أنها تحاول نسيان ما سمعته سابقا ، لأنها أعادت إبتسامتها جميلة المشرقة
"كما إعتقدت أني جميلة أكثر بتلك إبتسامة، حسنا ليونا فل ترتاحي، قريبا سنوضف خدما جدد، وسنجعل هاد قصر أفضل، عندها سيكون لذيك كثير من عمل"
"أجل جلالتك، سأبدل جهدي"
غادرت غرفها، وخرجت بإتجاه الحديقة الخلفية، كل من إكليس و كازوها قامو بوقت قصير من تنضيف تلك الغرفة ولم يعد هناك تقريبا أي أثر علي ماحدث
وصلت للحديقة و أنا أري سماء الليل مرسعة بالنجوم، لقد كان مشهدا جميلا حقا
"ياتري كيف سيتعاملون مع لأمر؟ ستكون هناك كثير من مشاكل قريبا، علي إستعداد لملاقاتهم"
لابد أن أختي علمت بما حدث هنا، وكل من ولي العهد، وأيضا دالك معتوه سيعلمون بما حدث لأن، هم لن يدعو هاده الفرصة تفوتهم، لابد أنهم سيفعلون شيئا ما لجعلي مدنبا وتخلص مني
لكن مشكلة أكبر هي ملك، أحتاج فعل شيئ ما، عندما سألتقيه إنه أكبر تهديد لي لآن، علي تصرف بسرعة، والعتور علي أدات مقدسة
"لابد أن بال علم بمعني خفي وراء رسالتي، إنه يراني كعدو له لآن"
لابد أنه يفكر كيف يحصل علي تلك أدات بأي ثمن
"أنا متحمس لمعرفة كيف ستتصرف بال، لقد جهزت جميع قطع لتحرك"
أنا من سيأخد غنائم في نهاية... وأنا من سيشهد علي تدمير كل شيئ بنيتماه
سأكد إن قلت أني لست متحمسا لما سيحدث في جبل الوحوش، ستكون معركة مدمرة
************
في إحدي أزقة يتقدم شخص بعبأة تغطي كامل جسده وكدالك جزء كبير من وجهه
"لقد تأخرت كثيرا أيها المبعوت"
توقف الشخص أما رجل بعابأة في منتصف تلاتينيات من عمره بشعر أسفر وعيون عسلية ببشرة بيضاء مع ندبة صغير علي وجهه
"أسف سيد بال لقد حدثت بعض المشاكل"
(هاد الشخص هو العبقري الخطير بال، علي حضر مما أقوله أمامه )
"أخبرني يا مبعوث الكنيسة الشمالية، هل حصلنا علي إتفاق، أنا وأنتم نريد جميعا التخلص من داك الفتي"
"نعم سيد بال نحن نريد تخلص من أمير معادي، لقد وافق أسقف علي إتفاق، وسننفد الخطة التي أخبرتنا بها"
(هاد الشخص إنه واحد من أذكي وأخطر أشخاص علي إطلاق، خطته تلك متالية لدرجة مخيفة جدا)
"حسنا جيد جدا، تذكرو جيدا دالك فتي خطير إلتزمو بجانبكم من خطة، وأحضرو تلك أدات معكم ستكون مهمة جدا في نجاح الخطة"
"حسنا إذن فل يكن سنلتقي في الوقت المحدد في دالك المكان، لكن أخبرني هل أنت متأكد أنه سيتجه لجبل الوحوش؟"
ضهرت إبتسامة كبيرة علي وجه بال من كلام المبعوت، وكأنه يقول له أنت لا تعلم أي شيئ
"أجل أنا متأكد جدا، لذالك عرضت تلك الخطة عليكم، سأتحمل المسؤولية إذا حدث ولم يذهب أمير لجبل الوحوش"
"حسنا، إذن إلي لقاء"
(بحسب كلام هاد الرجل في جبل الوحوش سيحدث شيئ خطير، وسابق من نوعه، عن مادا يتحدت؟ وكيف يعلم كل دالك؟ إنه حقا رجل خطير يجب تخلص منه)
إختفي مبعوت الكنيسة من مكان بسرعة كبيرة بعد إكمال إتفاق، وإعتلت بال إبتسامة خبيثة بعد مغادرته
"هاهاهاهاها، مجموعة من حمقي، لم أعتقد أني سأستخدم كنيسة بهاده الطريقة"
تقدم بال لمغادرة مكان، لكنه سرعان ما أزال إبتسامة وأعاد وجهه المعتاد عندما أحس بحضور أحده قريب منه
"مرحبا سيدي"
إستدار بال ليجد فارس ينحني له علي ركبة واحدة بحترام ووقار
"لقد عدت غراي، فل تخبرني كيف كان أمر"
تجهم وجه غراي قليلا هو يتذكر
"سيدي لقد قام أمير بقتل جميع الخدم دون أي رحمة بمجرد عودته"
(لم أعتقد أبدا أني سأري فتي صغيرا مثله، يقوم بعمل مجزرة دون أي رحمة، ما الذي عاشه دالك فتي بحياته؟)
"إذن فهو لا يريد إضهار رحمته، عندما يقوم بقلب طاولة"
"سيدي هل ستقوم بقتله بهاده السرعة، معلوماته ستكون مفيدة لنا في مستقبل"
أظهر بال إبتسامة صغيرة وهو يفكر
"لا حاجة لكلب سيعض رقبة سيده في نهاية، مهما كان مفيدا في بداية، دالك فتي إنه يخطط لقتلي أيضا إنه يعلم كثير عني ويعلم مدي خطورتي"
"مادا تقصد بدالك سيدي"
إبتسم بال إبتسامة صغيرة مهو ينظر لغراي
"الشيئ الذي في يدي هو طريق أمن بنسبة تسعين في مئة، وهاد يترك عشرة في مئة من خطر، دالك فتي أذكي من أن يفعل شيئ كهدا، إنه يخطط لشيئ كبير"
(لم أعتقد أنه سيجبرني علي تغيير خطتي بدكره لتلك أدات، إنه ذكي، لا، بل إنه عبقري خطير، إنه سبب أخر يجعلني أرغب بقتله)
"إذن كيف ستتصرف سيدي"
"لا تقلق لقد جهزت خطة جيدة، سنجعلهم يصارعون، وسنأخد نحن غنائم في نهاية، غراي فل تجهز كل شيئ لرحلة سننطلق بعد خمسة أيام من لآن"
"علم سيدي"
(يجب أن أحصل علي تلك أدات مقدسة مهما كان الثمن، لم أعتقد أني سأكون متحمسا لشيئ يوما كما أنا متحمس لرأية ما سيحدث في جبل الوحوش)
"إذن كيف ستتصرف أيها أمير، لقد جهزت كل قطع بالفعل، أنا من سيأخد غنائم في نهاية"