في إحدي حدائق الزهور متناهية الجمال، تجلس فتاة بشعر فضي يتمايل مع رياح، وسطها بنضرات مبحطة، هي تبدو شاردة الدهن في كثير من أمور

"لقد مرة عشرة أيام بالفعل، ياتري كيف يبلي أرثر لآن؟"

نظراتها المحبطة وجل تفكيرها كان منصب نحو شخص واحد، أخوها الصغير، إذا رأها أي شخص بتلك الحالة سيعلم أنها تعاني من عقدة أخ، وأن جل تفكيرها ينصب حوله

(هل إتخدت القرار الصحيح حقا بسماح له بدهاب لجبل الوحوش؟، هل سيكون بخير حقا؟)

مع مجموعة كبيرة من أسئلة تجول في رأسها، وقفت أميرة وتجهت نحو طاولة في منتصف الحديقة، وقد أعادة وجهها المعتاد

"سموك، بقاء مستيقدة لمدة طويلة سيئ لصحتك، ولمضهرك أيضا"

صوت هادء من خلفها يحمل بعض القلق، قادم من فتاة بتياب خادمة

"أتعتقدين أني سأنام بينما لذي أخ صغير محاط بعدد كبير من مشاكل ومخاطر"

أنزلت خادمة رأسها نحو أسفل، لعلمها بحقيقة ما تقوله أميرة

"لا تقلقي مي، هاد لا شيئ، إذن أخبرني ما الذي حدث؟، بما أنكي عدتي مبكرا فإن أمرا كبيرا قد حدث"

تجهم وجه خادمة قليلا وتعابيرها تغيرة قليلا، وقد لاحظت أميرة دالك، وقد إستنتجت أن كلامها سابقا كان صحيح

"مي، هل حدث شيئ لأخي صغير"

تحولت تعابير أميرة للغضب وصوتها بدى جادا وحازما، مما جعل خادمة تفكر كيف تخبرها بما حدث في قصر، بطريقة مناسبة

"لا سموك، أمير الرابع بخير ولم يحصل له أي شيئ، لكن مافعله.."

"إذن فقد قام بقتل جميع الخدم موجودين في قصر، دون أي رحمة، صحيح؟"

إرتسمت تعابير الدهشة علي وجه الخادمة، لم تعلم كيف وصلت أميرة للحقيقة بهاده السرعة، دون أن تقول لها أي شيئ، لكنها سرعان ما أعادة تعابيرها معتادة

"نعم سموك، قبل ساعة قام أمير بقتل جميع الخدم، واصل عددهم تلاثين خادما، بستتناء خادمة التي أحضرناها سابقا، يبدو أنها تملك مكانة كبيرة لذى أمير"

(برغم من أن أمير مر بوقت عصيب جدا معهم، لكن لم أعتقد أنه سيقتلهم بدون رحمة، إنه شخص مخيف حقا، مثل أخته تماما)

"أخي صغير أحمق، لقد تسرع كثيرا في تصرفه، لو أنه أخبرني لجهزت دليل أولا، وبعدها نعدمهم أمام الملأ ليكون عبرة، لمن بعدهم"

تنهدت أميرة وهي تفكر في أمر

"مي فل تجهزي دليل علي جميع جرائمهم، لقد كانو يختلسون مال ويزدرون شخصا من عائلة حاكمة، تلك أدلة كافية لإعدامهم، وتبرير ما قام به أمير"

(لو أنه فقط إستشارني في دالك أمر، كنت سأتصرف بنفسي بطريقة أفضل بكثير، كنت سأجعلهم يمرون بشيئ أسوء من موت، يبدو أني حصلت علي أخ صغير مثير للمشاكل)

"لا أعتقد أن دالك ضروري سموك"

إرتسمت إبتسامة صغيرة علي وجه أميرة

"إذن فهو قد جهز دليل بنفسه صحيح؟، لا ليس بنفسه بل بإعتماد علي دالك الشخص، صحيح؟ "

"نعم سموك، لقد تأكدت أن أمير قد إلتقي بشخص ما، بعد منتصف الليل، ويبدو أنه من أعطاه المعلومات"

وضعت أميرة يدها تحت دقنها وهي تفكر

"هناك تلاثة أشخاص من يمكنهم حصول علي متل تلك معلومات بسرعة وبطريقة ممتازة ، هناك رأس الذهبي، وتنين أسود، و هناك أيضا دالك الشخص"

"هل تعتقدين أن أمير علي إتصال بواحد منهم سموك؟"

"في حقيقة أمر سيكون صعب التصديق جدا، أمير الرابع الذي عاش بزدراء طوال حياته، يحصل علي تعاون واحد من ألائك أشخاص الغاية في الخطورة،حتي أطفال سيضحكون لو أخبرتهم بدالك، لكن يبدو أن دالك هو أمر"

(يبدو أن أرثر أكثر ذكاءا و دهاءا مما أعتقد، دالك الشخص لن يتعاون معه مهما فعل، لذالك هدا يترك لي إحتمالان، الرأس الذهبي، أو تنين أسود، واحد منهما علي إتصال بأخي، إذن كيف فعل دالك؟، كيف حصل علي تعاون مع واحد منها؟، إنه ليس مستحيل لكنه صعب جدا علي شخص في موقع أرثر، ما الذي يخفيه أخي صغير عني ياترى؟)

في موجة أسئلة، داقت أعين أميرة، وتعابير صدمة إرتسمت علي وجهها

(كيف لم ألحض أمر من بداية، لقد كنت مستهترة حقا، في أمر أرثر)

"مي، العبد المهزوم قد تم رصده في مزاد سفلي، وقد أحضره أحد نبلاء، وتنين أسود لم يحضر مزاد بحسب جواسيس الذين زرعتهم هناك، وبحسب ما يحدث لأن، فلابد أن رأس الذهبي هو من قام بشرائه"

إرتسمت تعابير الصدمة علي وجه الخادمة، وهي تفكر في كلام أميرة

(أخي صغير يعبث مع دالك الشخص الخطير، يجب أن أتصرف بسرعة، وأن أقتلع مشكلة من جدورها، سأقوم بقتله بأسرع وقت ممكن إنه خطير، خطير جدا)

"لكن سموك، لا أحد يعلم كيف يبدو الرأس الذهبي، يمكن أن تكون فرضية خاطأة"

"ليس هناك شيئ خاطئ، بل دالك هو تفسير الوحيد، مي، فل تحضر لي أرثر في صباح باكر"

"أمرك"

إنحنت الخادمة وغادرت المكان، بينما أميرة رفعت رأسها نحو سماء الليل، بتعابير محبطة

(كيف تمكنت حتي من إقناعه بالعمل معك أرثر؟)

تنهدت أميرة من مجموعة مشاكل التي أصبحت متراكمة حول أرثر

"لما كان عليك ملاقات دالك الشخص أرثر، سأطر لآن لتعامل معه قبل الموعد المحدد"

أمسكت أميرة كوبا من شاي

"لن يبقي ملك هادأ عندما علم بأمر، يبدو أن دهابه لجبل الوحوش سيكون أفضل حل، حتي أقوم بحل جميع مشاكل التي سببها"

(أمل فقط ألا يكون قد فعل شيئ خطيرا أخر)

******************

"هاااشوووووه، تبا هل هناك من يتكلم عني لآن"

بعد أن هدأت، وفكرت في خطتي، توجهت لغرفتي لأرتاح قليلا، لابد أن أختي ستستدعيني غدا من أجل مناقشة ما فعلته اليوم

ومن شخصيتها لن تتنازل حتي تعلم كيف فعلت كل شيئ ومن أين حصلت علي أدلة والمعلومات

بنظر لذكائها ربما قد تكون علمت أني أعمل مع بال، أو قد تكون قد وصلت لإستنتاج مشابه

مع مجموعة أفكار في رأسي خلدت لنوم، محاولا تناسي ما حدت و ما فعلته، ولأكون صادقا لقد كان أمر صعبا جدا

"سموك، سموك فل تستيقد، سموك"

صوت جميل ورقيق قربي يحاول إقادي من نوم، بسبب كوني نصف نائم إستغرقني كثير من وقت لتعرف علي صاحبه

"عشر دقائق أخري من فضلك ليونا"

كان صوتي خمولا، وسرعان ما عدت لنوم مجددا

"سموك، لقد أرسلت أميرة رسالة لك، إنها تريد رأيتك"

كلماتها أشعرتي بقليل من قشعريرة في أسفل ظهري، لقد علمت أنها سترغب بلقائي، لكنها ستكون غاضبة علي أغلب مني، فكرة لقائها بهاده السرعة تبت الخوف في جسدي

وقفت، وإرتديت ملابسي ونزلت لأسفل، سمعت صوت كل من إكليس وكازوها وهما يتدربان في حديقة الخلفية

"كم هو شيئ رائع أن يكون مرء مليأ بنشاط"

توجهت لها في لحظة التي رأياني فيها إنحنيا لي

"فل تتجهزا سندهب لقصر أميرة لآن"

لم بضهر إكليس أي تعابير عكس كازوها الذي جفل وجهه قليلا

يبدو أنه يضنني في مشكلة بسبب ما حدث، في حقيقة دالك أقل ما يقلقي بخصوص هاده الزيارة

إستغرقنا أمر ساعة كاملة من أجل تجهز و الوصول لقصر أميرة

علي عكس مرة سابقة، هاده المرة أرسلت أميرة، خادمتها أكثر موتوقية لإستقبالي

"مرحبا بك أيها أمير، سمو أميرة تنتضرك في حديقة"

"شكرا"

أجبتها ببتسامة صغيرة علي وجهي، بينما تعابيرها لم تتغير، وضل وجهها من دون أي تعابير

تقدمت لتجاوزها، وكما ضننت لقد منعتهما من دخول

"أسفة لهدا، لكن أمير هو مسموح له بدخول، مرجو تفهم أمر و إنتظار، سأرشدكما لمكان أخر"

توجهت نظراتهما معا لي، يبدو أنهما ينتظران أوامري

"فل تدهبا معها، ولا تسببا أي مشاكل"

إستدرت لدخول حديقة الزهور، وقد كانت جميلة حقا كما أتذكرها

"مرحبا أختي كبري، لقد إشتقت لكي حقا في أيام سابقة"

توجهت نحو أميرة وإبتسـامـة بريئة علي وجهي، بينما قابلتني بتعابير غريبة

"فل تجلس أرثر"

كان صوتها جادا وحازما، مما جعلني قلقا قليلا وغير واتق من كيفية تصرف معها

"أرثر هل تعلم لما أردت رأيتك اليوم؟"

"لأن أختي إشتاقت لي كما فعلت أنا"

ضهرت علامات صدمة وإندهاش علي وجهها، لكنها سرعان إتخدت موقف جدي مجددا

يبدو أن أسلوب أخي صغير مدلل لم يفحل معها

"أختي، يبدو أنكي علمت كل شيئ من تعابير وجهك، أنا أسف حقا، لقد أردت إخبارك..لكن"

"لكن مادا؟"

"لقد قلتي سابقا أن تورطكي معي سيجلب معه معاناة و الحزن لك، لذالك أردت التصرف بنفسي وإصلاح أمور، من أجل ألا تقلق أختي من أجلي مجددا"

رغم كلماتي ممزوجة بقليل من عاطفة لم يتغير تعبير وجهها

"أرثر، أنا لا أتكلم عن ما فعلته البارحة، أنا أتكلم عن علاقتك مع دالك الشخص، لما لم تخبرني أنك متورط معه؟ إنه شخص خطير جدا"

أخدت كوبا كن شاي كان أمامي، وأنا أفكر في طريقة لإقناعها

"في تلك فترة لم تكن أختي بجانبي، لذالك تصرفت لحماية نفسي من خطر محدق بي، أنتي تعلمين دالك جيدا أختي"

كلماتي جعلت تعابير من حزن تضهر علي وجهها، رغم أني لم أرد وصول لهاده النقطة لكن يبدو أن علي تقديم هاده محادتة لأمام

"أرثر أخبرني كيف تمكنت من جعله يقف معك؟"

تعابيرها وصوتها جاد لا يترك مكان لخلق أكاديب، لكن مع دالك أنا لن أخبرها حقيقة

"أسف أختي لكنني حقا لا أستطيع إخبارك، لكن أنا أعلم أنكي تشعرين بحزن لأني لم أعتمد عليك للخروج من مشاكلي، وأنكي تعتقدين أني سأموت علي يد دالك الشخص بسبب خطره كبير، لكن أمر عكس دالك تماما"

أميرة معروفة بذكائها، تضهر علامات إستفهام وإستفسار من كلامي

"ما الذي تعنيه بدالك بدالك أرثر؟"

"أختي في جبل الوحوش، سأقوم بقضاء علي الرأس الذهبي، والتنين أسود، وسأحصل علي أدات مقدسة، بعدها سأتفرغ لمواجهة الكنيسة الشمالية"

كلماتي جعلت صدمتها واضحة، وتعابيرها تضهر كثير من حيرة، لابد أنها لم تتصور أبدا أني سأقول شيئ كبيرا كهدا

"أنا لذي خطة محكة لدالك، هل تريدين إستماع قبل الحكم"

"فل تخبرني أخي صغير، أنا متحمسة لسماع خطتك"

2023/06/01 · 508 مشاهدة · 1433 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025