26 - العباقرة متلاعبين

كانت الطاقة تتدفق عبر جسدي، ويمكنني إحساس بها وهي تمر عبر العروق، وأوردة في جسدي

لقد كان إحساسا رائعا وكأن جسدي يفيض بالطاقة ويوزعها، يمكنني بقاء علي هاده الحالة لمدة طويلة جدا فقط من أجل دالك إحساس جميل

لكن مع مرور الوقت بدأ تدفق طاقة يصبح أبطأ، كما أنه لم يعد يصل لكثير من مناطق في جسدي

"تركيزك بدأ يقل، فل تركز بقوة أكبر"

"آآآه، أي أي"

تلويحة من عصي خشبية في يدها جعلت رأسي ينتفخ، كانت تلك هي ضربة عاشرة وربما أكثر في ساعة ماضية فقط

"حسنا فل تتوقف أنت لا يمكنك إستمرار أكثر"

مع كلماتها وقعت علي ضهري وأنا ألتقط أنفاسي، لم أعلم أن أمر صعب ومعقد لتلك الدرجة

لقد مرت عشرة أيام بسرعة كبيرة وقد حان وقت الدهابي لجبل الوحوش، كان أيام تدريبي مع أميرة مفيدة جدا، ولحسن الحضي قد تمكنت من صنع كل ما أحتاج له، وإتقان بعض أمور التي ستساعدني علي النجاة

تدريب الطاقة قبل قليل كان أخر تدريب لي مع أميرة

"فل تأخد هاده أرثر"

نظرت لأميرة وهي تخرج قلادة غريبة من جيبها، لكنها جميلة حقا، مع بلورة زرقاء جميلة في منتصفها

"قلادة؟ فيما تستعمل؟"

أخدتها وألقيت عليها نضرة فاحصة لكن لم أتمكن من معرفة أهميتها، هل هي مجرد قلادة جميلة فقط؟

مع جميع تساؤلات التي تضهر علي وجهي، تنهدت أميرة وهي تصنع وجها فارغا

"إنها بلورة إنتقال فوري متصلة معي، في لحظة التي تشعر فيها بخطر علي حياتك إكسرها، وسأنتقل لمكانك علي فور"

إرتسمت تعابير من إندهاش علي وجهي، لم أعلم أن أميرة ستعطيني هدية وداع ائعة مثلها

"شكرا كثيرا أختي، سأحرص علي إستعانة بقوتك، إذا ما وقعت في موقف خطير"

كلماتي جعلت فقط قلق يتصاعد أكثر داخلها، فهي مازلت تحمل كثير من الشكوك و مخاوف، إنها تخشي أن تخسر أخوها الصغير بعد أن سنحت لها الفرصة بإقتراب منه هكدا

"أرجو ألا تقلقي أختي، سأكون بخير، بعد ثلاثة أشهر سأعود مع تلك أدات المقدسة، ورأس كل، التنين أسود، والرأس الذهبي، في يدي"

أمسكتها من يدها مع إبتسامة صغيرة علي وجهي توحي أن كل شيئ سيكون بخير، أعادت هي أيضا وجهها معتاد مع إبتسامتها الجميلة التي تخفي مخاوفها

"حسنا، سأنتظر عودتك أخي الصغير، إحرص علي أن تعود"

"سأفعل، إلي لقاء أختي، أحبكي كثيرا"

بتلك كلمات إنطلقة متجاوزا إياها، مع إبتسامة صغيرة، بينما تلوح لي بيدها

بدأت مجموعة من أفكار تدور في رأسي حول ما سيحدث، وما سأفعل

سأنطلق أولا في إتجاه أطلال المدمرة في جنوب، من أجل أياكا، وبعدها سأخد طريق لجبل الوحوش، لابد وأنهما لآن يتواجهان مع تلك الوحوش

ياتري كيف تبلي خطة مع دالك السمين، سأقتله إذا لم ينفد جزأه من خطة، لأنه سيجلب لي مجموعة من مشاكل معه

"إكليس، كازوها، هل أخدتما كل ما أخبرتكما به"

"أجل سيدي، نحن مستعدون"

إستغرق أمر بعض الوقت قبل إقناع ليونا، بمجرد أن قلت لها أني سأدهب في رحلة رفضت الفكرة وعارضتني كثيرا، لخوفها من أن يحصل لي أي، لكني بطريقة ما تمكنت من إقناعها أبقيتها في قصر لتشرف علي أمور إلي حين عودتي

وأخيرا يأتوجه مع إكليس وكازوها لإنجاز أحد أكبر الخطوات في هدفي

"إذن فل ننطلق"

إنطلقنا نحن ثلاثة، الرحلة لتلك أطلال ستستغرق ثلاث ايام تقريبا بسرعة عادية لذالك أحتاج لإسراع، نحن سنستغرق يوما ونصف فقط مع حبة طاقة التي أعطيتها لهما، ومع الرياح التي يتحكم فيها كازوها

لقد مرة الرحلة حقا بسلاسة علي غير متوقع

في لحظة التي وصلنا فيها لأطلال كان حقا منظرا فضيعا كل شيئ مدمر، لا علامة علي أي حياة

"سيدي من فضلك تراجع للخلف، نحن لذينا مشكلة، مشكلة كبيرة جدا"

تقدم أمامي كل من إكليس وكازوها ونضرات من قلق مرسومة علي وجههما

"غررررررر، غغررررر"

صوت زمجرة قوية قادمة من أمامنا، لكن الوحش الذي ظهر أمامنا جعلني أرتجف قليلا

"ما الذي يفعله دالك المخلوق هنا؟"

بال، كان هو الشخص الوحيد الذي فكرة في إحتمالية فعله لشيئ مثل هادا

لكن مستحيل كيف علم وجهتي؟، وفوق دالك كيف جلب وحشا كهدا لهنا؟

مع كل تلك أسئلة في رأسي، بدأت المعركة بين إكليس وكازوها ضد دالك الوحش الخطير

**********************

قبل سبعة أيام من إنطلاق أرثر لأطلال، إتجه رجل سمين جدا في إحدي أزقة بعد منتصف ليل، مع ثلاثة من الخدم خلفه، وإبتسـامـة كبيرة علي وجهه

(دالك طفل لعين، لقد أخد مني عشرينا فارسا ممتازا، لكنه أعطاني معلومات مفيدة جدا وكدالك خطته إنها محكمة حقا ، لآن سأصبح الرئيس منضمة وسأتخلص من الجميع)

سرعان ما تجهم وجهه وهو يتذكر محتويات الوثيقة التي في يده، ونوع الخطط التي سينفدها

في اليوم الذي أرسل فيه نبيل السمين، كبير الخدم مع كازوها، لإحضار إكليس، تم قتل الجميع وعاد كبير الخدم بوجه متورم جدا من كثرة ضرب الذي تعرض له مع يد مبتورة، مما جعله غاضبا جدا وقد فقد سيطرة علي نفسه

لكن مع دالك كانت هناك وثيقتان في حوزة كبير الخدم

مع تعابير غضب الذي إعترته جراء تلك خسارة إلا أنه لم يتجاهل الوثائق، وقرر إستماع لمحتوياتها وبعددا سيقرر ما سيفعله

أمسك أحد الفرسان الوثيقة أولى لقرأتها، وكانت محتوياتها كتالي:

* أحم أحم أيها السمين، لابد من أنك غاضب لآن بسبب خسارتك لفرسانك ولمال أيضا، لكن لاتقلق، وحاول ألا تغضب كثيرا فدالك مضر لأطفال الذين في معدتك كبيرة، أحم أحم، أيها السمين فل تضع الطعام أرضا وإستمع لي جيدا إذا لم ترد من تنين أسود أو أميرة تانية قتلك بسرعة، دون أن تحقق أي شيئ *

(دالك لعين هل يسخر مني لآن،؟ سأتأكد من قتلك في مستقبل)

رغم ما يعتريه من غضب، إلا أنه بقي هادأ وسرعان ماتغير تعبير، وضهرت الجدية علي وجهه من دالك كلام، فلا أحد كان يعلم بعمله لذي تنين أسود، أما إذا علمت أميرة بعمله لدي دالك شخص فستقتله دون رحمة

*أيها السمين بعد ثلاثة عشرة يوما سيدهب الرأس الذهبي إلي جبل الوحوش من أجل الحصول علي قطعة مقدسة، وما ستفعله أنت سيكون كتالي..........، تذكر دالك إفعل ما قلته لك بحدافيره، وإلا ستكون نهايتك، أما بنسبة للوثيقة أخري لا تفتحها وأعطها لتنين أسود بعد إتنا عشرة يوما وهو سيعلم مايفعله، وبعدها أنت تعلم ما ستربحه، صحيح؟ *

سرعان ماتغير تعابيره ليضهر الرعب والخوف علي وجهه حتي أنه أفلت الطعام من يده، لكن بتفكيره بما سيحققه من تنفيد الخطة، ضهرت علي وجهه إبتسامة من أذن إلي أذن

(دالك طفل لعين هل هو شيطان أم مادا؟، يريد تدمير منضمة كبيرة كتلك بهاده الطريقة البسيطة، هاهاهاها إنه حقا عبقري جداا، فل نفعل دالك)

"فل تحرق تلك الوثيقة وأعطني أخري"

في وقت الحاضر تقدم السمين وهو يفكر فيما قد تكون محتويات الوثيقة، لم يجرأ حتي علي فتحها، مع علمه أن لا شيئ سيحصل، لكن بتفكير بالشخص الذي وضع تلك الخطة مخالفته ستنتج مشاكل كبيرة هو في غنى

بالعودة للوقت الحاضر، وقف السمين أمام أحد الحانات السرية التي لا يعلم بأمرا سوي قليل من أشخاص

أظهر السمين بطاقة صغيرة، و سرعان ما فتح الحارس الباب وأفسح الطريق، تقدم ليجد عشرة أشخاص مجتمعين حول طاولة كبيرة

وهالة من هيبة والقوة تحيط بهم، كل واحد منهم يبعث بشعور من قوة

(إستمتعو بمكانتكم، لم يبقى الكثير وسأقتلكم جميعا )

"ما الذي أتى بك اليوم، لا أعتقد أني دعوتك"

تكلم من أمامه شخص بهالة مخيفة، وقميص مفتوح برز عضلاته وصدره المنحوت، بشعر بني طويل وعيون زرقاء بندبة صغيرة علي وجهه تحت عينه يمني

إنحني السمين له بسرعة كبيرة، بل هو لم يجرء علي نضر في وجهه

"سيدي، لذي لك معلومات غاية في أهمية حول، الرأس الذهبي"

تلك كلمات جعلت الجميع يوجه نضره نحوه، في ترقب متجاهلين كل وتائق، وأوراق أمامهم، الرأس الذهبي هو عدوهم لدود، حتي أبسط معلومات عنه ستكون مهمة

(دالك فتي كان محقا، فور ذكر دالك إسم سوف يستمعون لما لذيك كيف ما كان، مهما كانت مكانتك)

"فل تتكلم أخبرني ما تعلم بسرعة"

بدأ سمين يتصبب من عرق بسبب هالة محيطة به، لكنه تدكر دوره وهدفه من قدوم، لدالك حاول إستجماع شجاعته، وتكلم بطريقة مفهومة

"سيدي، الرأس الذهبي سيدهب لجبل الوحوش بعد يومين، وهو يسعي نحو أدات مقدسة قديمة موجود هناك، وهي أجنحة الرعد أرجوانية"

فور ذكر سمين لتلك أدات أسقط التنين أسود سجارة كانت في فمه، وتعابير من صدمة إرتسمت عليه وعلي كل من في قاعة

"ه.هل تلك معلومات صحيحة؟"

أعاد جميع وجهه المعتاد، أدركو أن معلومة كبيرة كهاده ليس شيئا بسيطا للحصول عليه

"من أين حصلت علي تلك معلومات؟"

مع صوت صراخ الذي وجه له بسبب الصدمة، وضع يده في جيبه وأخر لفافة ورقية

"تفضل سيدي فل تقرأ هاته الوثيقة من فضلك"

أخد تنين الوثيقة وفور قرأتها إتسعت عيناه و إبتسامة كبيرة من أذن إلي أذن إرتسمت علي وجه

(هاااااه، إذن مايقوله هاد السمين صحيح، لا أعلم من تكون لكن أنا أشكرك حقا، من أجل قتل دالك لعين أنت مستعد لتسلمني تلك أدات مقدسة وطريق أمن لها ، لا تقلق سأقتله مهما كلف أمر، وبعدها سأتفرغ للبحث عنك)

"فل تقومو جميعا إجمعو الرجال، سندهب لجبل الوحوش غدا صباحا"

بتلك كلمات إنطلق الجميع بسرعة لفعل ما أمرو به، حتي مع أسئلة كثيرة لذيهم، هم يدركون أن سيدهم لا يخطئ

توجه تنين نحو السمين ووضع يده فوق كتفه، وإبتسـامـة لا تفارق وجهه

"أحسنت أيها السمين، سأحرص علي أن تكون من ضمن طاولة في إجتماع القادم، لكن أولا فل تتجهز ستدهب معنا"

(بحسب كلام دالك الشخص، فهاد السمين، عائق في لي للوصول إلي أدات مقدسة، لكنه جهز إستخداما مناسبا حقا )

"أمرك سيدي، سأفعل ما بوسعي لأكون عند حسن ظنك"

(أحمق، عندما نعود سأكون أنا الرئيس هنا، سأقوم بقتلكم جميعا هناك، خطة دالك طفل محكمة ولا يمكن أن تفشل، لقد تنبأ بكل شيئ حقا، حتي ما ستفكر به لآن"

"ستكون أنت مسؤول عن مؤونة الرحلة، فل تجمع كل شيئ يمكنك جمعه وتأكد من أنه كافي ليصمد لثلاثة أشه، من طعام وجرعات شفاء"

(آآآآآه، لن أكون شاكرا أكثر من هادا لك، دالك الطفل إنه عبقري إنه عبقري جداا، دالك أيضا ضمن خطته، موتهم لآن سيكون سريعا، سأتربع علي كل شيئ بمجرد عودتي من جبل الوحوش)

"أمرك سيدي، سأحرص علي إرتقاء لتوقعاتك"

إستدار التنين أسود، وهو يفكر في شيئ ما

*بمجرد إنتهائك من الرأس الذهبي، وقتل دالك السمين بعد إستعمال أمواله لجمع المؤونة والجرح الشفاء و أسلحلة، أريدك تسليمي منجم الذهب الذي يقوم بحيازته *

كانت تلك هي رسالة الخفية التي تركها شخص في وثيقة، وتمكن التنين أسود من فهمها بسرعة

(دالك الشخص، كيف حصل علي كل تلك المعلومات؟، وأهم هل هو شخص أعرفه أم لا؟، بحسب رسالة السمين نفسه لايعلم، ولن يتكلم حتي لو كان يعلم، مع من أتعامل ياتري؟)

توجه تنين أسود نحو مستودع، ومجموعة كبيرة من أسئلة تدور في رأسه

"أحتاج وضع خطة مضاضة بسرعة، تحسبا لأي شيئ قد يحصل، أنا أتعامل مع عقل مدبر خطير جدا"

الجميع بدأ العمل و وضع الخطط ولا أحد يذرك أن هناك شخصا يتلاعب بالجميع دون فعل أي شيئ

*******************

في إحدي الغابات حيت أشجار عملاقة تملأ المكان، ويمكن سماع زمجرة و صوت مجموعة كبيرة من مخلوقات و الوحوش قادم من جميع إتجاهات

يتقدم حوالي خمسين رجلا مدججين بسلاح وعتاد، غير أبهين بالخطر كبير للمكان الذي هم فيه

"سيدي هل أنت متأكد أن هادا هو طريق صحيح؟"

رفع رئيسهم رأسه وهو يبتسم لم يكن رئيسهم سوي بال الذي يتقدم ببتسامة كبيرة مليأة بالتقة

"أجل أنا متأكد، نحن قريبون من مكان"

رغم خطورة مكان و هالة موحشة والخطيرة التي يبعتها، تبع الرجال قائدهم دون شكاوى

(بحسب معلوماته الكهف الخفي يجب أن يكون في مكان ما هنا)

"حاولو إستشعار أي تدفق لطاقة سحرية من أرض أو أشجار أو من جرف صخري قربنا"

إنتشر الرجال في كل مكان ولم يمض سوي عشرة دقائق، حتي وجده بال

"أوووه، أنت هنا إذا"

إبتسم بال أبتسامة من أذن إلي إذن وهو يتحسس أرض تحته، قد يبدو عادي لأي شخص، لكن هناك طاقة سحرية كبيرة تنبعت من أرض

"فل يأتي جميع لهنا"

تجمع الجميع خلفه وهو ينضرون للمكان

"إذن لقد وجدت المكان، أيها الرأس الذهبي"

صوت رجل قوي قادم من خلفهم، بمجرد أن أصبح علي مرأى الجميع، أصيبو بالرعب والخوف الشديد

في لحظة سحب الجميع أسلحته وإستعدو للقتال

"القبضة الحديدية، العجوز المجنون، لي، كيف وصل لهنا؟"

صوت الفرسان بال الذين أصابهم الخوف من شخص واحد

"فل تهدأو إنه معي"

كلماته زادت من صدمتهم أكثر فقط، وفكرة واحدة تجول في دهن الجميع

(كيف أصبح هاد المجنون في صف الزعيم)

"أيها العجوز لي هل فعلت ما طلبته منك"

تقدم العجوز وهو يحك رقبته ببتسامة كبيرة علي وجهه

"لقد فعلت، لقد رميت دالك الوحش في أطلال الجنوبية، مع أني لا أعلم الغرض من دالك"

إبتسامة بال و بهجته أصبحت ظاهرة للجميع

(لآن فل نري كيف ستخرج حيا أيها أمير، أنت تلعب فوق يدي بالفعل)

2023/06/04 · 421 مشاهدة · 1951 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025