وسط ضحكة وبهجة واضحة علي وجه بال، جميع الفرسان و المحاربين الذين أحضرهم تعلو تعابير من خوف، وكدالك إستفهام وجوههم
(لم أعتقد أن دالك الشخص يمكن أن يساعدني علي تخلص من أمير، يبدو أن للأمير كثير من أعداء، فل ننتظر ونري ما الذي سيحصل)
"سيدي هل يمكنني سؤالك مادا يفعل العجوز لي هنا؟"
تقدم أحد فرسان المقربين من بال وتعابيره توحي بمدى قلقه وصدمته، وكدالك مدي خوفه من العجوز أمامه
أعاد بال وجهه المعتاد، بينما بدأ يفكر في كيفية شرح أمر بطريقة بسيطة للجميع
"لقد إنظم العجوز لي، لمنضمتنا. من اليوم العجوز لي سيكون فردا مهما ، وسيكون أحد الركائز المهمة في تحصيل ما جئنا من أجله اليوم"
تعابير محاربين لم تكفهم لإضهار مدي صدمتهم بسماع دالك الخبر، العجوز المعروف بالمجنون و خارق القوة يعمل معهم
فوق دالك يعتبر دالك العجوز أحد جنود الكنيسة الشمالية مهمين جدا، مما يعني أنه خان الكنيسة، ودالك ما سيجلب لهم مشاكل في مستقبل
(بتعبير بسيط سأتخلص من هاد العجوز بمجرد حصولي علي تلك أجنحة، لأنه خطير جدا إنه كقنبلة ستنفجر في أي لحظة، إشعال حرب مع كنيسة فكرة سيئة جدا، خصوصا في هاد الوقت)
"سيدي أرجو أنك فكرت مليا قبل إتخاد دالك القرار"
برغم أن لا أحد إستطاع إخراج شكوكه للخارج إلا أن فارسا واحدا تقدم وبدأ يهمس لبال، مما يدل علي موتوقيته و حرصه علي قائده
"لا تقلق، لقد وضعت في إعتباري كل ما قد يحصل"
تلك كلمات كانت كافية لجعل فارس يتراجع، وتختفي جميع شكوكه حول أمر
"حسنا لآن دعونا نتقدم نحو هدفنا، البقاء هنا كثيرا خطير جدا، أيها العجوز لي"
قام العجوز بتفجير أرض تحتهم، بضربة قوية جدا من يده، وسط إندهال و إعجاب الجميع بقوة العجوز، فتح نفق طويل لا أحد يعرف نهايته أو كيف تمت صناعته أمامهم
وغريب أنه مصمم بطريقة مختلفة عن أنفاف العادية
"من لآن إبقو قريبين و حذرين لأقسي درجة ممكنة، نحن لا نعرف ما سنجده في داخل"
وسط إرشادات بال تقدم الجميع، لكن علي غير المتوقع لم يحصل أي شيئ، لم يكن هناك أي وحش أو فخ سحري خفي في مكان
كان المكان أمنا، لدرجة كبيرة تبعت علي حيرة و الخوف من خروج شيئ غير متوقع
"هل نحن حقا في جبل الوحوش؟، ليس هناك أي وحوش"
تساؤلات الفرسان و حيرتهم بدأت تضهر من هالة أمان التي يبعتها دالك النفق الكبير
"إنتضر بال لقد نسيت إخبارك بشيئ مهم جدا"
إستدار بال نحو العجوز وتعابير من قلق بدأت تظهر علي وجهه هو أخر
"أخبرني بسرعة"
"في اليوم سابق قامت الكنيسة بإلقاء تعويدة كبيرة لمعرفة نوع الوحوش ومدي قوتها في جبل، من أجل معرفة عدد الجنود الدين يتوجب إحضارهم"
تنهد بال وهو يسمع دالك كلام، الذي بدي له مجرد هراء، حتي ولو قامو بدالك هناك عدد لا حسر له من وحوش تعيش فوق الجبل، ورتبها تختلف كثيرا
لكن إذا كانت تعويدة من أجل إجاد الوحوش من نوع أسطوري أو خرافي، فهناك فقط هاكان الذي يشكل خطرا كبيرا عليهم، وهو الوحيد الذي سيعترون عليه
"بال لقد تم إستشعار وحشين من النوع أسطوري، واحد لهاكان، كما قلت تماما لقد كان هنا، أما أخر فلم يتم تعرف عليه، إنها أول مرة نري طاقة مثلها، ربما يكون الوحش تاني أقوي من هاكان"
تلك كلمات نزلت كالقنبلة علي بال، فهو لم يعتقد بوجود وحش أقوي من تجسيد الموت هاكان
(م.. ما الذي يقوله هاد العجوز لعين؟، هناك وحش أخر أقوي من هاكان؟ أي مزحة سيئة هاده)
تعابير بال أضهرت مدي صدمته، لكنه تمكن من تهدأت نفسه بالقوة، وإلتقط أنفاسه، ليبدأ تفكير في أمر
(وحش أقوي من هكان، أحتاج وضع خطة بسرعة لتجنب دالك المخلوق تواجهنا معه سيأدي لهلاكنا، الخطة أصلية تقتدي إعتناء بهاكان عن طريق تلك أدات مقدسة التي تمتلكها كنيسة لا شيئ أخر غير دالك)
"أخبرني في أي مكان من الجبل تم رصد دالك الوحش؟"
بدأ العجوز بحك لحيته وهو يحاول تذكر مكانه
"في جانب الشمالي من الجبل، لقد أليقت نظرة بنفسي لا توجد أي كهوف ليختبأ بها أو أي شيئ خارج عن طبيعة، ومع دالك لم أتمكن من عتور علي موقعه بالتحديد "
أخيرا تنفس بال وإستعاد توازنه النفسي، في دالك المكان لن يشعر أي وحش بهم مهما كان قويا، أو هادا ما يعتقد بال
(لكن هاد العجوز مجنون حقا، ليبحث عن مكان الوحش)
"جرررررررر، غررررررررر"
مع تقدم بال وفرقته لمدة ساعة كاملة، قررو إستراحة قليلا، لكن بمجرد توقفهم، صوت زمجرة قوية قادم من أمامهم، جعل الجميع بحالة تأهب قصوي
"دالك الصوت، مانوع الوحوش التي يمكنها إصداره؟"
وسط تأهب الجميع، جميع أنواع أسئلة تطرح في رأسهم، وجميع بدأ بتخيل شكل الوحش بسبب قوة زمجرته فقط
"لابد من أنك تمزح"
"هل كان هاد الوحش ينتظرنا هنا؟"
لكن ولا واحدة من تخيلاتهم كانت صحيحة...
بمجرد تقدم الوحش و رأية الجميع له، أصابهم اليأس و العجز، ليس لأنهم ضعفاء بل لأن الوحش أمامهم لم يحلمو حتي بلقائه في أسوء ضروفهم، أو حتي أسوء كوابيسهم
"نحن هالكون، كيف سنواجه وحش كهادا؟"
وسط صدمة الجميع، تقدم بال ووجهه يضهر الصدمة
"دالك الطفل لعين هل كان يعلم بوجود هاد الوحش هنا؟"
(كنت أعلم بوجود شيئ ما في نهاية طريق، لكن لم أتخيل أبدا وجود هاد الوحش)
بال الذي كان دائما ما يحافض علي هدوئه بأوقات العصيبة، تعابير من قلق و الخوف إرتسمت علي وجهه
"إلي جميع، فل تتخدو نمط قتال بسرعة، إدا لم تريدو الموت"
كلامات بال أعادت المحاربين إلي صوابهم، وفي أقل من عشر توان، إتخد الجميع موقعه أمام أكبر الخطر يواجهونه في حياتهم
"دئب الجحيم ثلاتي الرأس، كم سيبقي منا علي قيد حياة بعد هاد القتال؟"
(واحد من أخطر وأشرس الوحوش الذي يشاع أنه حارس الجحيم، الذي تحتاج لشيئ خارق القوة من أجل هزيمته، ما الذي يفعله مخلوق من أساطير هنا؟)
تقدم الوحش مع جسم برتفاع حوال سبعة أمتار، وطول خمسة أمتار، مع ثلاتة رأوس يحتوي كل واحد منهم علي شعلة من نار فوقه بأنياب بطول خناجر وأكثر حدة منها بكثير، مع مخالب طويلة في أقدامه قادرة علي تمزيق أي شيئ
مجرد وقوف أمامه يجعلك أي محارب يصاب بيأس
مازاد خطورته هو جلده سميك جدا، لن يقدر أي هجوم عاد علي إلحاق حتي خدش به نهيك عن قتله
"لآن كيف نتعامل مع هاد الشيئ"
"غرررررررر، غرررررررررر"
بتلويحة سرسعة من قدم اليسري لذئب، أنتج موجات من لهب عملاقة إتجهت نحو فرائسه، جعلت أرض تحتها تتشقق من قوة الهجوم
قفز بال والعجوز بسرعة متفادين الهجوم القاتل، لكن في لحظة التي إنقشع الغبار كان نصف محاربيه ميتا بالفعل، بينما نصف أخر جعلته الصدمة غير مصدق لما يحدث
"تبا بهجوم واحد فقط، قتل نصف"
أخرج بال سيفه أزرق وإتخد وضعية القتال
(لن أسمح لمجرد كلب كبير بمنعي من حصول علي أجنحة، عليك بالموت هنا )
توجه العجوز قربه وبدت طاقة سفراء دهبية تغلف جسده
"لنفعل دالك بال، لا تسمح لنا الحياة بقتال وحش كهدا دائم، فل تبقي حذرا لأقسي درجة"
"أعلم دالك جيدا،فل ننطلق"
غلف بال نفسه بهالة زرقاء بلون السماء وكدالك سيفه، وبنطلاقة سريعة جدا إستهدف قدم دئب اليمني
تصادم بين قدم دئب وسيف بال خلف شرارة في مكان شققت أرض تحتهما
حتي مع هجومه لم يقم الوحش بأي ردة فعل و ما جعل بال متفاجأ أن سيفه برغم قوة هجمة، لم يتمكن من إختراق طبقة الخارجة، ولم يسبب أي جرح
"ما هدا؟"
(جلده قاس و سميك جدا سيفي لا يتحرك)
إشتعلت نار بقوة فوق رأس الذئب أوسط، ليحدت أنفجار كبير من لهب، وبال داخله
تقدم العجوز بسرعة وبلكمة قوية جدا لرئس الذي في جانب أيسر جعل الذئب يتراجع للخلف، قبل أن يصبح إنفجار أكبر
"بال هل أنت ماتزال حيا؟"
"بطريقة ما"
خرج بال من وسط لهب مع بعض الحروق كما أن بعض تيابه قد إحترقت
(تبا لذالك، لو أني لم غلفت نفسي بعنصر الماء قبل إنفجار لكنت قد إحترقت حتي الموت)
بدأ الذئب بتقدم نحوهم بسرعة كبيرة، ولهب يحيط به من كل مكان
"أيها العجوز فل ننطلق"
بدأت سيل من مياء يلتف حول سيف بال، وضوء أبيض ساطع حول أدرع العجوز
- الماء -
-الضوء -
بنطلاقة سريعة وجه بال سيفه الذي أصبح بطول خمسة أمتار بسبب عنصر ماء نحو رقبة رأس أوسط، بينما وجه العجوز لكمته المحطمة قادرة علي تحطيم أي شيئ نحو الرأس في جانب أيمن
إشتعلت نار بقوة أكبر من بداية فوق رأوس ثلاثة، ليبعت بتلاثة أشعت من الهب الحارق نحوهما من فمه
وأتبعا بموجات حارقة
قفز العجوز عاليا تصادمت قبضته بشعاع أول وإستمر بختراقه وتقدم حتي مع الحروق التي بدأت تضهر علي جسده
بينما بتلوحة جمع فيها بال جميع قوته قام بقطع شعاع الموجه إليه لنصفين، وإستمر في تقدم حتي أصاب هجومه الرأس أوسط، لكن لم يترك عليه سوي جرح صغير بغير المتوقع
وفي لحظة إهمال أصابته هجوم حارق قدفه بعيدا ليصتدم بحائط الكهف بقوة كبيرة
في حين أن العجوز بلكمته محطمة متوهجة قد تسبب في تحطيم أحد أنياب الرأس أيمن ، لكنه لم يخرج سالما تماما، بل تعرض لمجموعة من الحروق في جميع أنحاء جسده
بضربة قوية من قدم دئب يمني جعل العجوز يحلق بعيدا بجرح متوسط حجم فوق صدره
أزال بال بعض حجارة التي سقطت فوقه وتقدم نحو العجوز، ببعض الجروح منتشرة في جميع أنحاء جسده
"أكره إعتراف بهدا لكن نحن في مشكلة كبيرة، سنموت قريبا لم إستمر الوضع هاكدا "
هز بال رأسه بالموافقة علي كلام العجوز، لكن كيف سيخرجون، من دالك موقف، حتي ولو أرادو الهرب سيتبعهم دالك المخلوق، ويقوم بتمزيقهم
الوحش أمامهم لم يترك لهم فرصة لراحة، بسرعة كبيرة أرسل مجموعة من هجمات لهب قاطعة بقدم يمني وأتبعها بشعاع كبير من أنفاسه الحارقة
-الهالة الزرقاء-
إنحني بال قليلا وسيفه في غمده في لحظة التي سحبه بها كانت دوامة صغيرة تحيط به، وبسرعة كبيرة قام بإبعاد هجمات القاطعة لتصتدم بحائط الكهف مسبب تصدعات كبيرة جدا
ضرب العجوز قبضتيه مع بعضهما، وبلكمة قوية جدا، ممزوجة بعنصر الضوء، قام بإرسال شعاع الموجه إليهم ليستدم بحائط بعيدا
"هل لذيك أي خطط بال؟، نحن نحتاج واحدة لآن"
وضع بال يده تحت دقنه وهو يفكر
(حتي مع أقوي هجوم لي لم أتمكن من إختراق جلده قاس، نحتاج لتغير إستراتيجية)
"أيها العجوز لذي واحدة بالفعل، سنتجه لقتل دالك كلب كبير لآن"
مع إبتسامة التي رسمت علي وجه بال والعجوز تقدمو معا مجددا لإطاحة بالوحش أمامهم
*******************
في جانب الشمالي من الجبل الوحوش، في منتصف إحدي الكهوف الكبيرة، حيث الدماء منتشرة في كل مكان، وجتت حوالي خمسين محاربا منتشرة في مكان
(تبا لهدا كيف وصلنا لهدا موقف حتي؟)
كان الندم يتملك أخر شخص بقي علي قيد الحياة، من فضاعة وسوء موقفه
(أنا التنين أسود كيف سأموت بهاده الطريقة مهينة)
"أنتم مجموعة من البشر حمقي، لن أسمح لكم بأخدهم أبدا"
رفع التنين أسود رأسه علي وقع صوت فتاة تقترب منه، بسيف يقطر بدماء رجال الذين أحضرهم
"كيف إنتهى بنا أمر بواجهة هاد الوحش؟ "