في جانب الشمالي من الجبل الوحوش تتقدم مجموعة كبيرة من محاربين مدججين بسلاح بحذر شديد عبر الغابة مليأة بالوحوش، وفي مقدمته رجل ببتسامة كبيرة علي وجه غير أبه بالخطر كبير الذي يشكله المكان
(نحن قريبون جدا، النفق يجب أن يكون أمامنا لآن، أجنحة مقدسة ستكون لي، أيها الرأس الذهبي أنت ميت بعد أن أخدها)
مع تقدمهم عبر الغابة بدأت أصوات الوحوش تقل تدريجيا لتختفي تماما عند وصولهم لقرب منحدر الجبل
"أيها الرئيس هل أخطأنا الطريق؟، لأني لا أري أي شيئ هنا"
لم يكن رئيسه سوي التنين أسود، الذي لم يطلع أتباعه علي محتويات الوثيقة في يده، لدالك كان إرتباك ضاهرا عليهم
لم يكلف تنين أسود نفسه عناء إجابته، وتوجه نحو المنحدر، وهو يتحسسه، محاولا إستشعار أي شيئ يرمز لوجود كهف في مكان
"لقد وجدته، لقد كنت هنا بعد كل شيئ"
(لم أعتقد أن دالك الشخص سيكون صادقا حقا، لكن بما أن كهف حقيقي فأدات مقدسة حقيقية أيضا)
إبتسامة وبهجة تنين أسود أصبحت الواضحة أكثر، لم تزد سوي من تساؤلات وحيرة جميع الجنود الذين لم يفهمو سبب توقفهم قرب دالك منحدر
"فل يتراجع الجميع قليلا للخلف"
إنحني تنين أسود قليلا وسيفه مرفوع عاليا
-عنصر الراياح، إعصار الشفرات-
بدأت الرياح تلتف حول سيفه لتشكل إعصارا قاطعا مليأ بطاقة، بتلويحة مدمرة قام بتفجير مساحة كبيرة في منحضر
بدأت مختلف أسئلة تجول داخل المحاربين، لكن بمجرد إنقشاع الغبار ضهر كهف كبير يقود لداخل الجبل، تعابير محاربين أضهرت مدي إندهاشهم و صدمتهم، وأنهت مع دالك كل شكوكهم وأسئلتهم
(نحن في طريق للحصول علي أدات المقدسة، نحتاج أن نسرع أكثر، من أجل أن أتفرغ لقتل دالك المعتوه)
"فل نتقدم بسرعة لم يبقي كثير للوصول لمكان كنز"
كلمات تنين أسود زادت من عزيمة المحاربين، خصوصا أنهم لم يتوقعو وجود أي طريق أمن في هاد الجبل خطير
حرص التنين أسود علي عدم إخبار الجنود عن أجنحة، بل فقط إستعمل كلمة كنز، معرفتهم لوجود أدات مقدسة كتلك، ستجعل طمعهم يضهر وسيتصارعون في نهاية لإستلاء عليها، مما سيتسبب في مجزرة هو في غنى عنها
بمجرد فتح نفق إرتفعت معنويات الجنود، وأصبح تقدمهم أسرع حتي من أول
الجميع أصبح يرغب في إضهار مدي قوته، من أجل أن ترتفع رتبته داخل المنظمة، وأن يحصل علي إعتراف رئيسه
تقدم المحاربون لمدة ساعة تقريبا بقيادة تنين، دون أي مشاكل، لم يكن هناك وحوش أو فخاخ، شيئ الذي جعل بعضهم يرفع من حذره أكثر، أم بعض أخر فخفض من حذره وإطمأن لمكان
"حسنا فل نقف قليلا هنا و نراجع خطة مجددا"
وضع محاربون أمتعتهم، ليأخدو قليل من راحة
"كوووووووه، كووووووووه"
لكن راحتهم تلك لم تدم كثيرا، إجتمع جميع علي وقع دالك الصوت قوي
"ما كان دالك الصوت؟"
رغم تساؤلات التي تدور في أدهان الجميع إلي أنهم قررو تقدم لمعرفة ما يحصل
"كوووووووه، كووووووووه"
بمجرد قربهم من نهاية الكهف صوت يبدو أنه لطائر عملاق، دوي صداه في مكان بأكمله، إتخد الجميع وضعية القتال، لأن صوت كان أقوي من أول ويبعت علي شعور بالخطر
يدرك الجميع أن جبل الوحوش لايحتوي علي أي مخلوقات ضعيفة، مجرد إهمالهم لدفاعهم قليلا سيتسبب في موتهم بسرعة كبيرة، خصوص أمام وحش لم يعلمو شكله بعد
مع الصمت الذي ملأ المكان بعد صوت دالك الوحش، بدأ الجميع في سماع صوت خطوات شخص ما تقترب من مكان
كان أنفاس المحاربين معلقة، ونبظاتهم تتسارع، الجميع يحاول تمالك نفسه و إعتماد علي العدد كبير لمحاربين من أجل مد نفسه بأمل من أجل خروج أحياء من دالك الكهف
لكن جميع أمالهم تلاشت بمجرد رأيتهم لمخلوق الذي كان يحلق تجاههم
"كوووووووو، كووووووووو"
"هاااااا، أنتم تمزحون صحيح؟، دالك لا يمكن أن يكون ما أعتقد صحيح؟"
جميع محاربين تشاركو نفس الفكرة منهم التنين أسود نفسه، الجميع في عداد أموات، لا توجد فرصة للفوز، وأيضا لا توجد فرصة للهرب
"العنقاء أسطورية، وحش من درجة الخرافية، ما الذي يفعله هنا؟"
وسط صدمة الجميع، و يأسهم لمح التنين أسود شخص قادما من نهاية النفق، خلف دالك الطائر مهيب
(هل نهاك شخص ما هنا؟، ما الذي يفعله هناك؟)
مع أسئلة التي تجول في رأسه، أعاد إنتباهه لطائر الذي يحلق فوق رأسهم
لم يعد أي أحد يفهم أو يستعب ما يحصل، مجرد رأيت دالك الطائر أصابتهم باليأس، ولأن هناك شخص ما قادم نحوهم
"سأعطيكم فرصة، فل تغادرو المكان، أنا لا أريد قتلكم"
من أمامهم صوت فتاة لا يحمل أي مشاعر علي إطلاق، تعابير وجهها غير مبالية أبدا، لكن جمالها وبهأها قد ملأ مكان، و جدب كل من رأها
"فتاة، ما الذي تفعله هنا؟"
جميع محاربين بمجرد رأيتهما شردو في جمالها، وحتي أن بعضهم قد تجاهل الموقف الذي هو فيه، وخطر عظيم الذي يحلق فوق رأسه
التنين أسود هو الشخص الوحيد الذي علم أن شيئ ما خاطئا في تلك الفتاة
بدأ طائر العنقاء يلتف حول الجميع وفي نهاية إتجه وجلس أمام فتاة بكل طاعة وتعابيره تضهر العاطفة نحوها
بدأت الفتاة تتوجه نحوهم ببطأ، بينما الجميع مازال منصدمين من تصرف الطائر قبل قليل
"فل تغادرو المكان، أنا لا أريد قتلكم"
رغم أنها تتكلم دون مشاعر، إلي أنها أعطت فرصة للجميع ليتراجع، بينما الجميع رفض الفكرة في رأسه، جمالها أخاد جعل الجميع يريدها، حتي أن بعضهم تجاهل الكنز الذي قدم من أجله، وجعل تركيزه عليها
"تلك الفتاة ستكون للذي يصل لها أولا"
تقدم أحد محاربين بتعابير مقززة علي وجه متجاهلا تحذيرها، بمجرد وقوفه أمامها تمكن من لمحهم ليقفز للخلف بسرعة كبيرة، ويده علي سيفه
"قرون؟!، تلك فتاة لذيها قرنين في جانب رأسها"
كانت القرون بلون أسود، وشعرها أزرق غامق الطويل قد جعلها غير ضاهرة من بعيد
"لقد أعطيتكم فرصة، لكن أنتم لا تريدون المغادرة، لذالك سأقتلكم جميعا"
غلف قليل من برق يدها اليسرى ليخرج سيف بلون أرجواني جميل جدا كما أنه طويل، ومقوس قليلا من قمة
بفعلها لدالك، تعابير من غضب ضهرت علي طائر خلفها، لكنها أشارت له ليبقا في مكانه، وعدم تدخل
في لحظة التي أدرك الجميع أن طائر لن يقاتل إعتلتهم مجموعة من أفكار الغبية حول الفتاة، إعتقد الجميع أن بتفوقهم العدديّ سيتمكنون من هزيمتها بسرعة، سيحصلون عليها
"فل ينطلق الجميع"
تراجع التنين أسود للخلف وهو يراقب الوضع، أذرك أن الوضع ليس كما يبدو أبدا
(فتاة بقرون، تستعمل البرق، طائر العنقاء يطيع أوامرها، مهما نضرت لأمر هناك شيئ خاطئ يحصل هنا)
حاول تنين أسود بكل ما لذيه تحليل الموقف و معرفة ما يحصل، لكن لم يتمكن من دالك، ورغم دالك فكرة تراجع غير واردة لذيه
الحصول علي أجنحة مقدسة، سيغير كل شيئ بالنسبة إليه، حتي لو مات الجميع يجب أن يحصل عليهم،كانت تلك هي فكرته الوحيدة
تقدم أحد الجنود الذي يبدو أنه أقوي وأكثر مهارة من بقية، وفكرة واحدة تدور في رأسه
(فل يأخدو دالك الكنز لعين، أنا سأحصل علي هاده فتاة، هزيمتها لن تكون صعبة)
كما أن تعابيره منحرفة ضهرت علي وجهه، غلف نفسه بهالة حمراء وسيف طويل في يده، وإنطلق بسرعة كبيرة نحو فتاة التي تعابير لامبلات مرسومة علي وجهها
"مجموعة من بشر الحمقي، لقد حضرتكم"
بسرعة كبيرة أصبح المحارب خلف الفتاة التي بدا للجميع أنها لم تتحرك من مكانها، وتعابيره مقززة لم تختفي
"هاد سهل جدا، هل كنت تحاولين خداعنا فقط؟"
في لحظة إستدارته لمتابعة هجومه سقطت يداه و قدماه معا في نفس لحظة، ودماء تتدفق في كل مكان
"آآآآآه، مؤلم، آآآآآه، يداي، قدماي "
وقفت فتاة أمامه، مما جعل تعابير الخوف و الرعب تضهر علي وجهه
"لقد حضرتكم، فل تمت"
"آآآآآآآآآآه"
بهجوم سريع من سيفها إقتلعت رأسه من مكانه، وسط ذهول وصدمة الجميع
"م..ما الذي حصل أمامنا لأن؟"
محاربون المخضرمون لم يتمكنو حتي من رصد تحركات فتاة أمامهم، حتي تنين أسود أقوي شخص بينهم تعابيره تحولت بسرعة للخوف
"كيف فعلت دالك؟، عيناي لم تتمكن حتي من رصد تحركاتها"
تقدمت فتاة نحوهم، بينما الجميع أزال جميع أفكاره الغبية عنها، بدأ جميع في تفكير بطريقة لمواجة المخلوق أمامهم، وتوصل الجميع لفكرة واحدة، هجوم جماعي من جميع نواحي
حتي ولو أرادو الهرب، العنقاء ستقتلهم قبل حتي قطعهم نصف الطريق
تسعة وأربعين محاربا إنتشرو علي شكل دائرة وفتاة في منتصفها، وهالة ضخمة إرتسمت في مكان
كان هدفهم هو هجوم من جميع إتجاهات في نفس الوقت
"آآه، آآآآآه، ف..."
لكن قبل حتي إطلاق هجومهم كانت بالفعل قد قتلت خمسة أشخاص، دون أن يتمكن أخرون من لمح تحركاتها
"فل تموتي"
بهجوم بعيد مدي من محاربين باقين، حصل إنفجار كبير جدا تسبب في تدمير أرض تحتهم
"لابد أنها تحول لغبار لآن"
وسط بهجة وسرور محاربين لإعتقادهم بنهاية المخلوق
"أغغغغغ"
صوت محاربين واحدا تلو أخر يسقط علي أرض، ودماء تتناتر في كل مكان
هي لم تنجو من دالك هجوم خطير من دون أي إصابة فقط، بل قامت بقتل عديد منهم في لحظة إهمالهم لدفاعهم
لم يستغرقها أمر سوي عشر دقائق، وقد كانت جتث خمسين محاربا ملقية في كل مكان، ودماء متناترة
بينما فتاة لم يتغير تعبيرها أو تضهر أي مشاعر لما حدث
(تبا لهدا، كيف حدث هدا، من تكون تلك فتاة علي أي حال)
كان تنيت أسود في خلف وتعابير من ندم، وخوف مرسومة علي وجهه، لقد تم قتل خمسين من أفضل محابيه في عشر دقائق، وقد جاء وقته ليلحق بهم
"قبل أن أقتلك، أخبرني لما قدمتهم لجبل الوحوش، هل هو من أجل أجنحة الرعد؟"
رفع تنين أسود رأسه، وعيناه تلتقي مع عيناها حمراء التي تشبه مجوهرات
حاول تنين قد إمكان تفكير في طريقة، للخروج من دالك الموقف الخطير
(مادا على أن أخبرها؟ أنا لا أعلم ما الذي تريد سماعه)
"نعم لقد أتينا من أجلها، تم إبلاغي أن أجنحة الرعد مقدسة في جبل الوحوش لذالك أردت رأيتها"
رغم جميع الشكوك التي فرأسه، إلا أنه قرر قول الحقيقة وإنتظار ردة فعلها
لكن مع سماع كلامه الفتاة تقدمة وتعابيرها لا تتغير، بهجوم بسيفها إقتلعت يده يسري
"أغغغغ يدي"
تراجع بسرعة للخلف وهو يمسك بيده، التي بدأ دم يسيل منها
"مجموعة من بشر الحمقي، أنا لن أسمح لكم أبدا بأخد أجنحة أبي"
داقت أعين التنين أسود وهو يسمع كلامها الذي إمتزج قليلا بالغضب
(هل قالت أبي لتوي، هل هاده فتاة إبنة تنين الرعد مقدس، تبا من بين كل وحوش لما إلتقينا معها، فقط لما)
"فل تمت، ولا تقلق سأتعامل مع أشخاص الذين في جانب أخر من جبل بعدك"
كلماتها جعلته يبتسم داخليا
(جانب أخر لا بد من أنه الرأس الذهبي، ستقتلنا معا إذن، إنه أفضل من أن تقتلني وحدي)
رفعت فتاة سيفها وهجوم سريع إقتلعت رأس التنين أسود ودماءه تتناتر في كل مكان
"فقط لما كان عليك وضع أجنحتك في عالم البشر أبي، أنت لا تعلم كم قتلت من شخص للحفاض عليها"
إستدارت فتاة وتعبير من حزن مرسوم علي وجهها
"كووو، كوو"
وقفت عنقاء أمامها وتعبير من عاطفة مرسوم عليها، لم ترد رأيت سيدتها بتلك الحالة
"لا تقلق أنا بخير، فل ندهب لإهتمام بأشخاص في جانب أخر"
تقدما معا لمغادرة الكهف تاركين ورأهما مجموعة من جتت و دماء في كل مكان، ومتجهين لقيام بنفس أمر في مكان أخر