31 - آياكا و هدف أرثر

[منضور أرثر]

"إييه، إيييه، هل تمزحون معي لآن؟" قلت دالك بصوت متقطع من صدمة

كانت تعابيري غير قادرة علي إضهار مقدار صدمتي، حتي أن وجهي تشنج قليلا، وأنا غير قادر علي إبعاد عيناي عن معركة أمامي

كل من إكليس وكازوها يتدربان بدالك الوحش، لاإنهما يلعبان به فقط

دالك الوحش الذي تمكنت من تذكر تفاصيله من رواية، مقدار خطورته كبير حقا، كل من سرعته و قوته ليستا لمزاح

كان دالك الوحش هو أسد أحمر، قد يبدو إسمه غبيا قليلا لكن مخالبه قاطعة وأنيابه حادة أكثر من خناجر ليست للمزاح أبدا

كما يمكنه تغليف نفسه بلهب أحمر حارق يزيد قوته، وصلابته أكثر بكثير من معتاد، مما يجعل فكرة قضاء عليه صعبة بعض الشيئ

عادة ما يكون هاد النوع من الوحوش في أطراف الجبل الوحوش، لكن يبدو أن شخصا ما أحضره لهنا، ومع ما يحصل يبدو أن شخصا ما توقع وجهتي وجهز لي هاد لإستقبال

أعدة التركيز علي معركة أمامي، وقررت تأجيل شكوكي وأسئلتي لما بعد

الوحش أمام يغلف نفسه بالهب وقيوم بهجمات سريعة بمخالبه وأنيابه

لكن في جهة أخري كل من إكليس وكازوها لم يهجما إنهما يتفاديان هجماته ببراعة، ويقومان بتشتيته فقط، دون قيام بأي هجوم هنائي عليه

"كازوها، يمكنك تراجع لو أردت أستطيع تولي أمر هاد الوحش الضعيف بنفسي" قال إكليس بصوت هادء بينما ينظر تجاه كازوها بنظرات واتقة من فوز بسهولة

"إكليس، أنت تسعى فقط لنيل مديح من مولاي، كما أني أريد دالك أيضا لذالك يمكنك تراجع لو أردت" أجاب كازوها بصوت هادء وبتسامة مستفزة علي وجه

كنت أنظر لهما وتعبير فارغ علي وجهي، هل هما طفلان يتشاجران علي حلوى، كل واحد منهما يريد إثبات قوته وفائدته لي، لذالك أعتقد أنهما سينهيى أمر قريبا، لكن نحن متأخرون يجب أن أتدخل

"أنتما فل تتوقفا عن لعب، وأنهيا أمر بسرعة نحن متأخرون كثيرا"

جفل كل منهما عندما سمعا كلامي، وضهرت تعابير من قلق عليهما

إتخا معا خطوة لأمام و تعابير جدية مرسومة عليهما

"إكليس سأهجم أولا فل تنهي أمر بعدها"

هز إكليس برأسه لموافقة علي كلام كازوها وتراجع للخلف قليلا...

إنحني كازوها قليلا، وعيناه مغلقتان، بدأت رياح تحوم حوله علي شكل شفرات طويلة، ليفتح عيناه التي كانت تضيء بلون أزرق مخيف، تمكنت عيناي من رأيت مقدار قوة التي سيستعملها في هجوم

بدأ أسد أحمر بتقدم بسرعة كبيرة نحوهما ونار تحيط به من كل جهات

"فل تمت أيها الوحش ظعيف"

تمكنت من سماع كلماته التي كانت بنبرة مخيفة، وبنطلاقة سريعة جدا، حتي أن عيناي لم تتمكنا من تتبعه، بدأت أنظر في مكان محاولا إيجاده...

لأجده خلف أسد أحمر وهو يعيد سيفه لغمده بهدوء شديد، وبكل ثقة

لم أعلم حتي ما الذي فعله، هل فشل هجومه؟، أم أنه فعل شيئا أخر؟

تقة مرسومة علي وجهه، وما تمكنت من رأيته لا يتطابقان

رغم محاولتي لفهم لم أستطيع إستيعاب ما فعله، تلك حركات لم أرها سوي في أنمي ومانجا لكن رأيتها في واقع مختلف تماما

في لحظة التي أدرك أسد أن كازوها خلفه حاول إستدارة بسرعة موجها هجوما بمخالبه نحوه، لكن قبل حتي أن يستدير سقطت أقدامه أربعة من مكانها، ليسقط علي أرض وهو يتلوي من ألم

"آآه، كيف فعل دالك؟"

تعابير صدمة إرتسمت أكثر، وصوتي أصبح متقطعا، لم أعلم أنه أصبح بتلك قوة في هاده فترة قصيرة

سحب إكليس سيفه وتوجه نحو الوحش بهدوء وبخطوات واتقه

"لقد تأخر سيدي بسببك، فل تمت"

غلفت هالة حمراء جميلة جسد وسيف إكليس، وبهجوم يحتوي علي كثير من طاقة، قام إكليس بقطع جسد أسد أحمر لقسمين كما أن من قوة هجومه ترك أثار وتشققات كبيرة علي أرض

لا أعلم هل أمر بسبب حبة علاج التي أعطيتها لهما أم لسبب أخر لكن قوتهما قد إرتفعت كثيرا عن أول لقاء لي معهما

وجميل في أمر أن تطورهما ما يزال في بدايته، القوة التي سيصبحان عليها مستقبلا، لا يمكن مقارنتها مع قوتهما حالية

لا يمكن إنكار أني أتطلع لرأيت قوتهما في حرب التي ستقوم قريبا، لكن أرجو من كل قلبي أن أحقق هدفي قبل دالك الوقت

"تسفيق تسفيق، لقد أحسنتما، مع أننا تأخرنا بسبب لعبكما مع دالك الشيئ" تكلم بصوت هادء وبتسامة صغيرة علي وجهي

تقدم كل من إكليس وكازوها ونحنيا لي

"نحن أسفان سيدي، سنحرص علي عدم تكرار تلك أفعال مجددا"

تكلم إكليس بصوت متردد قليلا ورأسه نحو أسفل

"حسنا فل ندهب ليس لذي وقت لأعاتبكما"

تقدمنا عبر أطلال التي كانت رائحتها مقززة حقا كحليب قديم، بنايات مدمرة وحشرات في كل مكان، يمكن إعتبارها مدينة أشباح حقا، إنها تبعت بدالك الشعور حقا

لمدة عشر دقائق وأنا أبحث عن مكان قلعة قديمة التي تحتجز آياكا داخلها، لابد أن حالتها مزرية لآن،

وإذا تغيرت أحدات رواية مجددا قد أكون متأخرا جدا، ربما قد تكون ميتة بالفعل، وربما أخدها أحد أخر

مع كل تلك شكوك قررت تفاؤل، فآياكا واحدة من قلائل الذين يمكنني إعتماد عليهم لتحقيق هدفي، أرجو أنها ما تزال هناك

"لقد وجدتك أخيرا" بصوت مليء بالبهجة أشرت نحو القلعة

بعد مدة من بحث أضأت عيناي عندما لمحث القلعة

"إكليس، كازوها، إبقيا متيقدين لأي شيئ يمكن أن يحصل" نظرت نحوهما وجعلت نبرة صوتي جادة

"أمرك سيدي"×2 أجاباني معا بصوت واحدة

تقدمنا عبر قلعة مدمرة التي يبدو أنها ستنهار في أي لحظة، رائحة أعشاب قديمة وحشرات تملؤ مكان، مما جعل أمر أسوء علي أي شخص يريد دخول، بل دالك سبب لأي شخص لعدم الدخول

مررنا عبر الغرف جميعها وفي جميع أنحاء القلعة لكن دون جدوي، لم يكن هناك أي أثر لها

هل يمكن أن شخصا ما أخدها؟.... بدأت مختلف أنواع أسئلة تجول في دهني، هل يمكن أن؟

في لحظة تفكير ضربت فكرة كلبرق في رأسي

"إكليس كازوها دمرا أرض تحتنا" تكلمت بنبرة مسرعة وكأني إكتشفت كنزا مخبأ

تراجعت للخلف من كازوها، حيت قام إكليس بتدمير أرض بلكمة قوية من يده، لتبدأ أرض بتشقق تحتنا، بعد عدة تواني كنا ننزل لأسفل بسرعة

في رواية كانت أياكا مسجونة تحت أرض في سجن القلعة، أنا لأملك وقت للبحث عن باب، لذالك كان أفضل شيئ هو فتح واحد بنفسي

تقدمنا عدة خطوات فقط لتتمكن عيني من لمحها حتي مع قليل من ظلام الذي ملأ مكان

إقتربت أكثر، وهناك كانت مفاجأة، فتاة في حوالي تاسعة عشر من عمرها في نفس عمر كازوها، بشعر أزرق باهت وبشرة بيضاء، لكن مع مجموعة كبيرة من خدوش وكدمات في جميع أنحاء جسدها، حتي أنها هزيلة جدا وعظامها ضاهرة من قلة أكل

"فل تدمرا القفس" كانت نبرتي تحمل قليل من غضب، وعيوني مظلمة

تقدم كازوها بسرعة أخرج سيفه بأرجحة سريعة قام بتدمير قفس الحديدي

"م..من تكون؟" صوتها الذي بالكاد يسمع وعيونها التي علي وشك إنطفاء، سألتني

"لا تقلقي أنتي ستكونين بخير من لآن، أنا أعدك" أجبتها بصوت هادء وبتسامة صغيرة لطمأنتها

بمجرد سماع كلماتي سقطت آياكا فاقدة الوعي

تقدمت ووضعت رأسها بين يدي، بمجرد أن لمستها كانت بشرتها باردة، كما أمكنني إحساس بعضامها

لتبقي حية رغم كل شيئ هنا، إنها فتاة قوية حقا

"أنا سعيد حقا بالوصول لك قبل فوات الاوان"

"سيدي هل تعرف من تكون هاده الفتاة؟" صوت إكليس من قربي الذي كان مترددا وحذرا كثيرا

"هاده الفتاة هي سبب قدومنا لهاده أطلال لعينة، ستكون مفيدة جدا لنا في مستقبل" أجبته مع نبرة حادة في صوتي

"فل نغادر المكان أولا، نحتاج أن نجعلها تستعيد وعيها، وبعدها نناقش خطتنا"

غاد أربعتنا مكان كنت أنا من يحمل آياكا بين يده في حين كل من إكليس وكازوها منتبهان لمكان وهما في أقسي إستعدادهما لقتال

"آآه أغغ"

بعد مغادرتنا لأطلال، توقفا قرب إحدي أشجار، وسبب أن آياكا خاصتي قد إستعادت وعيها

"لقد أفقتي أخيرا، هل أنتي قادرة علي أكل" تكلم بنبرة هادءة وبتسامة صغيرة علي وجهي توحي أني لست خطيرا

"م..من تكون أنت؟، كيف وصلت لهادا المكان؟" كانت مترددة وتضع يدها علي وجهها لإقاف الصداع الذي يضرب رأسها

"حسنا، بتعبير بسيط أنا أرثر، أنا من أنقدك من أطلال قديمة، لكن أولا فل تأكلي أنتي مريضة قليلا وجسمك يحتاج طاقة، ستفقدين وعي مجددا لذا فل تأكلي، حسنا"

مددت وعاء من حساء، وبتسامة علي وجهي توحي أنه ليس لها خيار سوي قبول

"ش..شكرا لك"

"فل تأكلي ببطء، وهناك مزيد لو أردتي"

بعد عشرة دقائق تمكنت أياكا لأول مرة مند أربع سنوات من إشباع جوعها بأكل حقيقي غير حشرات التي كانت في زنزانتها

"كيف تشعرين لآن؟"

"ب..بأفضل حال، شكرا جزيلا لك" أجابتني بصوت متردد وقليل من حذر

"أنتي لست مظطرة لحذر مني، لأنكي من اليوم ستعملين معي"

أدارت أياكا رأسها بسرعة نحوي وتعابير من إندهاش علي وجهها

في أحداث الرواية هي سترفض، وسبب هدفها الذي تسعي إليه، لكن عليها مساعدتي أولا في هدفي

"أعلم أنكي متفاجأة من كلامي، لكن أنا فعلا أحتاجك، شبح الجليد، آياكا...."

ضاقت عيناها وتعابيرها أضهرت الحذر..

يبدو أنها تعتقد أني خطر عليها بسبب معرفتي لدالك إسم...

لكن بسبب جسدها الهزيل وعدم إستعادتها لقوتها، لم تتمكن من فعل أي شيئ

"ك..كيف تمكنت من معرفة دالك إسم"

صوتها متردد وعيناها حذرتان، يبدو أن ذكريات الماضي تعود لها

"آياكا عزيزتي، أنتي ستساعدينني في تحقيق هدفي، وبعدها أنا أظمن لك أني سأساعدك في تحقيق هدفك"

"أخبرني ماهو هدفك؟"

إنحنت قليلا، وفمي قرب أذنها

"هدفي هو.........."

ضاقت عيناها، وتعابير صدمة وإندهاش ضهرت علي وجهها، يبدو أن تصديق أمر صعب

"ه..هل أنت جاد حقا في دالك؟"

"صحيح، دالك هو هدفي وحيد من قيام بكل هاته المخاطر"

أنزلت آياكا رأسها نحو أسفل وهي تفكر

"أنا لا أعلم ما مررت به لتريد شيئا كالذي قلته، لكن هل تعتقد أني شخص مناسب لذالك؟"

"لا أعلم بعد، ربما تكونين، وربما لا، أحداث القادمة هي من ستحدد" توقفت قليلا ووضعت يدي فوق كتفها

"أرجو ألا تقلقي أنا سأساعدك بكل تأكيد فيما تريدين فعله، لذي فل تعلني عن ولائك لي لآن"

كانت تعابير توحي أنها ليس مطمئنة، حسنا أنا أتفهم دالك، ليس هناك أي أحمق سيريد ما أريده أنا

"أرثر، لا سيدي، أنا أعلن عن ولائي لك هنا ولآن، سأعمل بكل قوتي من أجل تحقيق هدفك"

أضهرت إبتسامة صغيرة من كلامها

"مرحبا بك في فريق آياكا، سيكون لذينا الكثير من عمل في مستقبل، لذي أنا أعتمد عليك"

"حاضرة"

و لآن هل ندهب للحصول علي تلك أجنحة، لابد أنهم تسببو في ستيقاد هاكان لآن

سيكون حصول علي أجنحة أسهل لآن بعد كل ما فعلوه في جبل الوحوش

2023/06/10 · 363 مشاهدة · 1568 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025