"سوف يهجم، فل يدافع الجميع"
تقدم الجميع بخطوات تابة علي وقع صوت قائدهم حازم وجاد من أمام، مشيرا لهجوم خطير قادم تجاههم
أحاطت هالة متوهجة بلون أحمر بالجميع، ونشرو دروعهم وسيوفهم، لصد كرة عملاقة من لهب كافية لحرق كهف كله، قادمة من وحش أمامهم
تصادمت كرة لهب عملاقة بدرع الهالة الذي يحيط بدروع وسيوف محاربين، لكن حتي مع عددهم الذي بلغ خمسة عشر شخصا..
قوتهم لم تكفي لإقافها، بدأت الحروق تضهر عليهم وكرة لهب تدفعهم للخلف، بدأ بعض منهم بالفعل بتفكير بستسلام، في كلتا الحالتين سيموتون حرقا حتي ولو صمدو أكثر إذا لم يحدث شيئ ينقدهم
"فل يصمد جميع أكثر، أيها العجوز لآن"
ضرب عجوز قبضتيه ببعضهما و بتسامة كبيرة علي وجه ضهرت فيها جميع أسنانه، هالة بيضاء ناصعة أحاطت بجسده كدرع من ضوء بمكن إستعماله لدفاع والهجوم
"فل نفعل دالك" تمتم العجوز بنبرة تحمل بهجة غريبة
بنطلاقة سريعة وقوية ترك أتار أقدامه في أرض من قوتها، أصبح أمام الوحش الذي يتجهز لهجوم أخر واسع النطاق
_حكم الضوء_
بقفزة عالية أصبح فوق رأس الوحش ويداه متشابكتان لتوجيه لكمة واحدة عملاقة ومحطمة كافية لترك أثار محطمة في كهف
بدأ عجوز بنزول بسرعة ليبدو كشهاب سيضرب أرض...
رفع الوحش نظره لتشتعل النار أكثر فوق جسده ويطلق موجات قاطعة وحارقة من لهب في تجاه العجوز، لكن ضوء الذي يغلف جسد العجوز حماه من إصابات الخطيرة، ليستمر في نزول ببعض الحروق و إصابات متوسطة نحو وحش
بلكمة محطمة من يداه نحو الرأس في جانب أيسر جعل الوحش يستضم بأرض محدتا أثرا كبيرا من قوة لإستضام، حتي أن كهف إهتز من قوة لكمته
في جهة أخري تمكن المحاربون من نجاة من كرة لهب بصعوبة بالغة بفضل هجوم عجوز أخير الذي تسبب في تبدد طاقة هجوم و أنقدهم من الموت
"لآن، فل يهاجم الجميع"
لم يعطهم قائدهم وقت لراحة، في لحظة ضعف الوحش عليهم تسبب في أكبر قدر ممكن من ضرر له لكي يتسنى لقائدهم هزيمته بهجوم نهائي
وقف محاربون وإستجمعو كل ما يقدرون عليه من قوة سحرية، وألقو مجموعة كبيرة من هجمات بعيدة مدى علي وحش
هجماتهم بدت كأسهم رماية سريعة و خطيرة من مختلف العناصر وبأحجام وقوي مختلفة، أصابت الوحش كوابل محددثا إنفجار كبيرا في مكانه، في عادة لن يقدر أي وحش علي خروج حيا من دالك هجوم
سقط محاربون من كثرة إنهاك، وهم متأكدون أن هجماتهم لم تأتر كثير في وحش، وأن أملهم أخير لنجاة هو هجوم الذي سيشنه قائدهم
فقط إستمرت معركتهم معه لمدة يوم كامل، لولا جرع علاج وإستعادة طاقة التي أحضروها معهم لكان الجميع أموات من وقت طويل
حتي قائدهم الذي لم يكن سوي بال لم يتمكن من تأثير علي وحش رغم عدد مرات التي يصيبه بها بأقوي هجماته، كما أن جميع خططه للقضاء علي الوحش بأت بالفشل شديد، وسبب أن الوحش أذكي بكثير مما يبدو عليه، وأكثر صلابة
"بال لآن فل تهجم عليه"
تقدم بال من خلف بسرعة وهالة زرقاء تحيط به وبسيفه
_الماء _
إلتفت قطرات الماء علي شكل دوامة بجسد وسيف بال ليزداد طوله بحوال مترين، إرتكز علي قدمه اليسري وقفز عاليا فوق الوحش الذي مازال يستعيد عافيته من هحوم سابق
"فل تمت أيها الوحش لعين"
بتعبير غاضب علي وجهه، وجه بال سيفه الذي أصبح بطول مترين نحو قلب الوحش وهو ينزل من أعلي بسرعة....
أطلق الوحش نار حمراء حول جسده عندما أحس بخطر هجوم تصادم سيف بال مع لهب لوحش وأيضا جلده قاسي
بدالك تصادم أطر بال لستعمال مزيد ومزيد من قوة حتي أن دماء بدأت تخرج من أنفه وفمه بسبب إفراطه في إخراج السحر
لكن بسبب إنهاك الوحش أيضا لقتاله ليوم كامل دون راحة أصبح ناره أخف وأقل حدة، وفي أخير تمكن بال من إختراق لهب وجلد الوحش، وإستمر حتي تمكن سيفه من تقب قلب الوحش ليخرج سيفه من جانب أخر ويخترق أرض من قوته
كانت حركته تلك هي أخر خطة تمكن من توصل لها لتجاوز الوحش وتقدم للحصول علي مراده
بعد أن إطمأن بال وأحس أن الوحش لن يقوم مجددا سحب سيفه وتراجع للخلف وهو ينزف كثير من دماء، وكثير من حروق علي جسده
"ه.. هل ن. نجحنا أخيرا؟"
صوت محاربين متقطع وحيرة ظاهرة علي وجهوهم، ضهرت كما لو أنهم لم يتوقعو خروج أحياء من كهف..
سرعان ما إنقلبت حيرتهم وشكوكهم لفرحة عندما لم يقف الوحش لمتابعة القتال
"لقد.. لقد فزنا أخيرا علي حارس الجحيم"
بدأت هتافات بينهم وتعابير الفرح تتصاعد، بسبب جروحهم ونفاد طاقتهم، كل ما فعلوه أنهم إستلقو علي أرض في فرح منتظرين إستعادة طاقتهم
"هل تعتقد أننا فزنا عليه بالفعل بال؟" قال العجوز لبال بصوت حائر وتعابير مرتابة
كانت شكوكه في محلها فوحش مثل دئب الجحيم ثلاث الرأس ليس من سهل سقوطه
نضر بال له وهو يمسح الدماء من وجهه
"لا أعلم، لكن أرجو أن تلك هي نهايته لن ننجو إذا ما إستفاق مجددا" أجاب بال بصوت يحمل بعض القلق و أعاد نظراته للوحش مستلقي أمامهم بدماء متدفقة في كل مكان
(لقد إستغرقنا أمر يوم كاملا من أجل هزيمة هاد الوحش، التقدم لآن سيكون خطيرا جدا، هل يجب أن نغادر حتي تشفي جروحنا؟، لا الكنيسة ستأخد تلك أدات، وربما يكون أمير رابع قد أخبر شخصا بوجودها هنا ليجعلنا نتقاتل عليها حتي الموت)
بدأ بال في تفكير في مختلف الفرضيات، وإحتمالات التي يمكن أن تحصل لو تقدمو، أو تراجعو، ووجد أن كل خيار أسوء من أخر
"إذن مادا ستفعل لآن بال؟، هل نتقدم أو نتراجع حتي تشفي إصاباتنا؟"
نظر بال للعجوز وهو يفكر مجددا في جميع إحتمالات، ماكان بال بحاجته هو سبب يدفعه إما لتراجع وستعادة قوته أو تقدم لأمام رغم كل إصابات التي لذيه ولذي محاربيه في خلف
كما أن لا شيئ يظمن له أن لا وحوش مثل هاد الوحش أمام في جهة أخري من الكهف
"أيها العجوز!؟" قال بال بنبرة قلقة ويده علي سيفه في إستعداد
"أعلم!" أجاب العجوز وهو يقبض علي قبضته
أضأت أعين كل من عجوز وبال وإتخدا وضعية القتال تلقائيا
(م. ما هاد إحساس الخطير؟)
بدأت مختلف أسئلة تجول في دهنهما، يد بال علي سيفه وعيناه تحوم في جميع أنحاء الكهف لبحث عن سبب إحساسه غريب بالخطر، وكدالك العجوز قربه الذي لم يبدو هادأ برغم من قوته
"إذن لقد هزمتم الحارس"
"اه، ما؟"
تراجع كل من بال والعجوز بسرعة كبيرة و حذرهما في أقساه، وسبب صوت فتاة بنبرة غير مبالية ضهرت أمامه من عدم
رغم جمالها متناهي قادر علي جعل أي رجل يسيل لعابه، أحس بال وعجوز بشعور خطير ينبعت منها، وكأن أي خطوة يخطوانها ستكون هي أخر شيئ يفعلانه في حياتهما
"فل تغادرو جبل، أنا لا أريد قتلكم"
إستدارت الفتاة نحوهم وتعابير غير مبالية وباردة مرسومة علي وجهها ملائكي، كما أن نبرة صوتها غير مبالية لما حدث قبل قليل في المكان
لكن قرون التي كانت في جانب رأسها جعلتهما يتراجعان للخلف، وهما يعلمان أن ما أمامهما ليس شيئا يمكنهما قتاله
"بال تلك فتاة!" قال عجوز بصوت حذر وتعابير قلقة
"أعلم، إنها خطيرة، خطيرة جدا، أكثر من دالك وحش بكثير" أجاب بال
تعابير قلق أرتسمت عليهما، أعاد بال نضره لرجاله الذين كانو مصابين بشدة..
دخول في قتال مع هاده فتاة التي تفوح رائحة موت منها ستعني نهايتهم فقط
"أنت!، من تكونين؟" سأل بال بصوت متردد ونبرة توحي بقلقه شديد منها
لم تعره فتاة أي نتباه، تقدمت نحوهما عدت خطوات، في حين تراجع كل منهما للخلف بسبب إحساسهما بالخطر منها
لكنها نظرت لسقف الكهف قليلا و هي تبدو كأنها تفكر في أمر
"معرفة من أكون غير مهمة في أي شيئ، فل تغادرو الجبل قبل أن أغير رأيي، وأقتلكم هنا" أعادت نظرها نحوهما ونبرتها أكثر حدة بقليل من سابق
(بوجود هاد الوحش هنا حتي الكنيسة، أو أي شخص أخر لن يتمكن من حصول علي تلك أدات مقدسة، فل نتراجع مأقتا، سأجهز خطتي لمقاتلتها، وأعود من أجل ما أريد أخده)
"أسف علي سؤال ، نحن لن نتقاتل، سوف نغادر الجبل بهدوء، ونعدك أننا لن نزعجكي مجددا"
أبعد بال يده عن سيفه و أضهر تعابير إرتياح بالقوة علي وجهه..
تمكن العجوز قربه من تنفس بسهولة أخيرا، بسبب خبرته طويلة تمكن من معرفة ما سيؤول له أمر لو أن بال قرر قتال
(لم أعتقد أني سأقول هاد لكن أنا أشعر برتياح لأن بال قرر عدم قتال، قتال تلك فتاة لا دالك الوحش خطير ستقودنا لموتنا فقط، يمكنني معرفة دالك من خلال نظر لها فقط، فوزنا مستحيل)
"فل تنتظرو"
تجمد الدم في كل من بال والعجوز عندما أوقفتهم الفتاة بنبرة حازمة قليلا
"مادا؟، هل تحتاجين شيئا ما منا؟" سأل بال ببتسامة متكلفة علي وجهه، محاولة منه عدم إظهار قلقه من بقاء معها في نفس المكان
"أخبرني سبب قدومكم لجبل الوحوش؟" سألت فتاة بصوت هادء
بدأ بال في تفكير بأمر، أدرك أن قول حقيقة سيجعلها دالك تقتله فقط
"لقد وصلتني معلومات عن وجود وحش نادر، يمكننا إستعمال بقاياه لصنع أدوية وبعض أسلحة، لدالك قدمت مع رجالي للبحث عنه" أجاب بال
بطبع كانت مجرد كدبة لإخفاء سببه الحقيقي، وضعت فتاة يدها تحت دقنها وهي تفكر في كلامه ورغم دالك تعابيرها غير مبالية توحي أنها ستتركهم يدهبون حتي ولو قالو شيئا كبيرا غير دالك
"حسنا يمكنكم دهاب، لكن إذا وجدتكم مجددا في هاد المكان فسأقتلكم" حذرتهم بصوت و نبرة حادة
إستدار بال مع العجوز وبدأو في مغادرة الكهف
"أيها العجوز هل تلك أدات معك؟" تمتم بال للعجوز
"نعم، فيما تريد إستعمالها؟" سأل العجوز بحيرة علي وجهه
"لا تقلق، سنستعملها لتجاوز هاد الوحش في مرة قادمة التي سنأتي فيها"
(سأعيد وضع خططي لتصرف، دالك أمير قد أخفي كثير عني)
غادر جميع الكهف وهو ممتنون لخروجهم أحياء من دالك القتال، وعدم دخولهم في قتال مع تلك فتاة
بعد مغادرة جميع كانت الفتاة تتحسس دئب الذي تم إختراق قلبه
ونظرات غير مبالية علي وجهها
"لقد كنت أقل من مستوي مطلوب فقط، لو كنت أقوي لما حدث لك هاد"
هي لم تحمل أي تعاطف تجاه دالك الوحش، هي فقط شعرت أنهكان ظروريا لحماية أجنحة الرعد
"سيعودون مجددا، من مستحيل علي أي أحد مقاومة أجنحة أبي" تمتم لنفسها
(هل كان من صواب حقا تركهم يدهبون؟)
بدأت مجموعة من أسئلة تحوم في رأسها، لكنها جلست ونظرها موجه لسقف الكهف، لكن بتعابير حزينة علي وجهها
"هل سيتم إعتراف بي حقا إذا ما حميتهما من أي أحد؟، هل سيكون لي مكان هناك مجددا؟"
بدات فتاة تشرد في تفكيرها وتعابيرها توحي وكأنها علي وشك البكاء من تقل ما فوق كتفها
*إريزا أنتي لست أكثر من مثيرة لشفقة، فل تغادري لا ماكان لكي هنا *
"اه،اه، دالك حلم مجددا، تبا" تنهدت وهي تستيقد من حلم سيئ
بعد مغدرة بال والعجوز، غفت فتاة، هي لم تكن متهورة لتفعل شيئا كنوم بين أعدائها، لكن ذكرياتها وتفكيرها زائد جعل جسمها يطلب الراحة، كما أنهم أظعف بكثير من أن يسببو لها مشاكل
"يجب أن أحصل علي أعترافهم، وإلا.... " تمتم فتاة وتعابيرها تغيرة للامبالات مجددا
تقدمت لمغادرة مكان وفي تلك لحظة شعرت بطاقة كبيرة تنفجر في جانب أخر من جبل، طاقة كافية لجعل أي شخص يتجه في إتجاه أخر بمجرد إحساس بها
"لقد إستيقدت إذن أيها العجوز" تمتم فتاة لنفسها وهي تفكر
"بما أنك ستهتم بمجموعة حمقي هناك، إذن فسأنتضر أنا عودة ألائك أشخاص لهنا"
*****************
في جهة أخري من جبل الوحوش، مجموعة محابين التنين أسود كانت متفوقه بشكل ساحق جدا
سبعين محاربا تابعين لكنيسة إنتشرت جتتهم في مكان، بينما محاربون تنين أسود لم يقتل منهم حتي نصف عددهم رغم قساوة وطول القتال بينهم
"نيكو، ريو علينا هرب من هنا لآن، سنموت لو قاتلنا أكثر"
تقدم قائد فرسان كنيسة بسيفه أسفر، وهالت ذهبية تحيط به، بتلويحة قوية منه شققت أرض مرسلا شفرات قاطعة عملاقة نحو تنين أسود
لم يعد هدفه قتال بل فقط هرب وتبليغ كنيسة بما حدث
لكن جميع أماله تحطمت عندما أخرج تنين أسود سيفه، وأطل هجوم دون أي جهد يذكر
في جهة أخري كل من نيكو، وريو يواجهان وقتا عصيبا لسبب كثرة أعداء وقوتهم
بتلويحة سريعة من تنين أسود مرسلا هجوما من شفرات كما فعل خصمه قبل قليل، حاول قائد فرسان كنيسة صدها بسيفه لكن قوتها كانت أكبر بكثير مما يمكنه تحمله
قوة هجوم قدف ليستضم بحائط الكهف بقوة كبير تاركا أثار كبيرة في مكان صدمة
حتي درعه متين تعرض مجموعة من شقوق، ليخرج بجروح في جميع أنحاء جسده
لم يعطه تنين أسود وقتا لراحة بهجمات سريعة منه قام بقطع دراعه أيمن وقدمه اليسري، لتبدأ دماء في تدفق
فارق قوة بينمها كبير جدا، كطفل صغير يتعلم مشي، ورجل بالغ
في جهة أخري، رغم مهارات ريو في رمح وقوته إلي أنه قتل بسبب طعن في صدره، لم تكن موازين قوة معهم من لحضة التي بدأ القتال
"أيها القائد عليك هرب، أغغغ" صوت نيكو الذي كان يصارع من أجل وصول لقائده لكن قوته لم تكن كافية تحقيق هدف
ليتعرض لطعن في جانبه أيسر، ويسقط ميتا
حاول قائده قدر المستطاع هرب من مكان لكنه لم يستطع دماء التي فقدها وإصاباته خطيرة لم تساعده حتي علي وقوف
"يبدو أن كنيسة قد إستهانت بي لترسل شخصا ضعيفا متلك"
بتلويحة من سيفه قام تنين أسود بقتلاع رأس خصمه بسهولة، بالنسبة لهم لم تكن تلك معركة حتي، بل مجرد بداية لما هو قادم
لكن مالم يعلموه أن معركتهم تلك تسببت في إستيقاد، واحدة من أكبر كوارت التي عرفوها