"أيها القائد لقد تخلصنا من الجميع" قال أحد محاربين بنبرة مبتهجة، وهو ينظر نحو الجتت متناترة في أرجاء الكهف
تقدم محارب بفأس كبير في يده، ودرعه الحديدي أسود يغطي جسده مليء بدماء أعداء الذين قتلهم، رغم دالك مشهد فضيع إبتسامة كبيرة مرتسمة علي وجهه
"جيد جداً، فل نتقدم لآن، قبل وصول قوات رئيسية لكنيسة" تكلم قائده بنبرة هادأة وتعبير جاد علي وجهه
لم يكن قائده سوى تنين أسود الذي كان يفكر في مختلف مخاطر التي يمكن أن يواجهوها في داخل
قام بمسح سيفه أحمر من دماء وإعادته إلي غمده، وإستدار نحو محاربين الذين كانو مبتهجين ومعنوياتهم مرتفعة بسبب إنتصارهم ساحق قبل قليل
"حسنا أيها الرجال فل نتقدم لآن للحصول علي أدات مقدسة" صرخ تنين أسود في رجاله بنبرة محفزة، وهو يشير إلي أمامهم
وقف الجميع وهم يصرخون ومعنوايتهم في قمتها لتقدم أكثر نحو أمام، والحصول علي كنز
علي عكس المتوقع تقدم المحاربون لنصف يوم كامل في كهف دون أي عوائق
"هاد غريب؟"تمتم محارب الفأس وهو يفكر في أمر
"كلامك صحيح، هاد غريب، لا توجد أي وحوش أو فخاخ، بل لا تو جد أي علامة علي شيئ" قال تنين أسود بنبرة قلقة
لكن فكرة تراجع بعد أن وصلو لهاده المرحلة مستبعدة جدا، لذالك قرر تقدم أكثر
مجرد إحتمال وجود تلك أدات مقدسة في هاد مكان كاف له ليواصل تقدم عبر أي شيئ
"فل نستمر في تقدم" قال تنين أسود وهو يوجه نظره نحو محاربين الذين بدأو يشعرون أن لا فائدة من تقدم
لكن شعور محاربين تبدد عندما وجدو أحد بوابات الحجرية العملاقة تسد طريقهم
"بوابة كيف وصلت لهنا؟"
بدأت مختلف أسئلة تطرح نفسها في أذهان المحاربين، ومن واضح أن شيئا خاطأ يحصل في دالك مكان
من شكل بوابة بدت قوية جدا حتي أقوي هجمات لن تتمكن من خدشها
تقدم تنين أسود وهو يتحسس البوابة، لكن بمجرد أن وضع يده عليها فتحت من تلقاء نفسها، بطريقة غريبة تبعث بشعور خطير
قفز جميع للخلف وأيديهم علي أسلحتهم وحذرهم في أقساه
"فل يستعد الجميع ماهو قادم ليس عاديا أبدا؟" قال تنين أسود بنبرة قلقة وحذر كبير واضح عليه
بمجرد أن فتحت البوابة صدرت طاقة شديدة منها، تجعل أي شخص يقشعر ويعيد تفكير مجددا في دخول
لكن رغم قوة التي تصدرها البوابة لم يخرج أي مخلوق منها أو يسمعو صوت أي وحش في داخل...
مما جعل أسئلة تحوم حولهم مجددا، لم يجرأ أي أحد من محاربين علي إقتراب بتهور، أو فعل أي شيئ من تلقاء نفسه
"فل يبقي جميع قرب، وحذر لأقسي درجة ممكنة"
بمجرد قول تنين أسود لذالك أحس بطاقة غريبة، وشديدة تغلف جسده وكأنه علي وشك أن يسحق من ضغطها
"فل تدخو أيها البشر"
صدر صوت مخيف جدا قادر علي دب الرعب في قلب كل من يسمعه، وبنبرة تحمل قليل من غضب
(م..ما نوع الوحوش قادر علي إطلاق ضغط محطم كهدا بمجرد صوته فقط؟، ربما نحن في مشكلة كبيرة جدا، أكثر مما نعتقد)
تمكن معضم محاربين بفضل قوتهم من تمالك أنفسهم، وتقدم في حين محاربون أقل قوة لم تتوقف أرجلهم وأيديهم عن إرتجاف، وتملكهم رعب شديد وخوف من تقدم
بسبب ضغط محطم أدرك الجميع أن الهرب لا فائدة منه أبدا فالوحش في داخل سيقتلهم في لحظتها، بسبب قوته عجيبة التي جعلت نصفهم يرتعب من صوته فقك...
لدالك تقرر أن عليهم الدخول، والقتال من أجل النجاة
"أيها القائد مادا تعتقد أن علينا فعله؟"سأل أحد محاربين بنبرة قلقة ووجهه يضهر مدي خوفه وحذره مما هو في أمام
نضر تنين أسود له ببتسامة متكلفة رفع فيها إحدي شفتيه بصعوبة
"سندخل لذاخل، فل يستعد الجميع للقتال" حاول تنين أسود قدر مستطاع جعل نبرته هادأة من أجل إخفاء خوفه ورهبته
تقدم الجنود وأنفاسهم محبوسة في أحلاقهم، ودقاة قلوبهم تتسارع بشكل كبير مما يوضح مدي رهبتهم و خوفهم
تجاوز الجميع بوابة الحجرية، ليدخو لغرفة كبيرة مصنوعة بطريقة مدهشة...
غرفة عملاقة ببعض سواري وعارضات لدعم السقف حتي أنه إحتوي علي بعض الشقوق في سقف ليصل ضوء الشمس للمكان
"م..ما هادا؟" تمتم تنين أسود، وعيناه تكاد لا تصدق ما يراه
تعابير صدمة و إندهاش إرتسمت علي جميع دون إستتناء، فلا أحد يتوقع من وحوش صنع شيئ مشابه لما يرونه أمامهم
"إذن أنتم هم مجموعة البشر الحمقي الذين قاطعو نومي"
صدر نفس الصوت مجددا لكن هاده المرة أكثر حدة و إرعبا من قبل
بدأ الجميع يبحث في مكان عن مصدر الصوت لكن دون فائدة مهما فعلوه لم يعترو عليه، حتي الذين إستعملو طاقة السحرية للبحث لم يتمكنو من رصد أي أحد، أو أي وحش في مكان
"م.ما الذي يحصل؟"
من خلف محاربين البوابة الحجرية العملاقة أغلقة بقوة محتجزتا إياهم في داخل
تقدم محارب الفأس الذي هو تاني من حيث القوة بعد التنين أسود.
غلف نفسه بهالة رمادية وإنحنى قليلا ويداه علي فأسه، وبضربة قوية حدت إنفجار كبير جعله يحلق للخلف عدة أمتار، بشق صغير فوق فأسه
"هل تمزحون معي؟" تمتم محارب لنفسه، وهو يري بوابة الحجرية لم يصبها أي خدش أو حتي تصدع صغير، رغم قوة كبيرة التي ضرب بها، بينما فأسه التي غلفها بطاقته تشققت، وكان من ممكن أن تتحطم
بهجوم محارب الفأس يأس الجميع في حال من محاولة تحطيم بوابة و ركزو علي إجاد مخرج أخر، أو حتي صاحب الصوت التي كلمهم
بدأ الجميع في سماع خطوات قادمة نحوهم بسبب شكل الهندسي فريد لمكانهم فقد كانت خطوات مسموعة جدا وواضحة، وتحدث صدى في مكان
"فل يتجهز الجميع" قال تنين أسود بصوت واضح و نبرة محذرة من خطر
"سواء تجهزتم للقتال أو لا دالك لن يغير من حقيقة أنكم ستموتون جميعا هنا" قال رجل بنبرة هادأة
ظهر من أمامهم رجل في ثلاتينيات من عمره بشعر أحمر طويل يشبه ألسنة لهب و عيون سفراء دهبية ببشرة بيضاء وندبة صغيرة فوق عينه يسري، بعضلات جسم مبنية بطريقة متالية ليست عضلات عملاقة لكنها منحوتة وواضحة بطريقة مدهشة، لكن ما زاد من رعبهم هو هالة الموت التي يبعتها، وطاقة كبيرة التي تتفجر من جسده
بملابس حمراء مصنوعة بحترافية ببعض رسومات عليها وبعض مجوهرات في قرب عنق وعلي أكمام، ملابس فاخرة لا يرتديها سوي أصحاب مكانة رفيعة، وأغنى أغنياء
قبل حتي أن يتحرك أو يدرك أي شخص ما يحصل، ألسنة من لهب حمراء حارقة توجهت نحوهم وهي تدمر أرض تحتها بقوتها
قفز تنين أسود وأربعة محاربين أخرين بسرعة مبتعدين عن هجومه، تمكنو من إستجابة في وقت المناسب بفضل قوتهم
"هل تمزح معي؟، من يكون هاد الوحش" تمتم أحد محاربين بنبرة خوف، وتعابير من صدمة إرتسمت علي وجهه عندما وجه نظره للخلف
حتي أربعة أخرين كانو كدالك عندما لم يجدو أي شخص أخر غيرهم
بهجوم واحد فقط، قام بقتل أحد عشر محاربا متمرسا دون أي عناء، وترك دمارا كبيرا جدا في في كهف،لن يستطيع أي شخص خروج حيا لو أصابه دالك الهجوم
"هل من ممكن أن يكون؟، لا دالك غير ممكن!" تمتم تنين أسود لنفسه وتعابير خوف واضحة علي وجهه
"أيها القائد مادا بك؟، هل تعلم من يكون دالك الشخص؟" تقدم أحد محاربين برمح طويل في يده وتعابيره لا توحي بأنه خائف أو حتي قلق مما يحصل أمامه
نظر تنين أسود لشخص وعيناه ترتجفان في محجرهما
" دالك شخص أعتقد أنه هاكان تنين الدمار، وتجسيد الموت " قال تنين أسود وهو ينضر لرجل أمامهم
إرتسمت تعابير من صدمة علي جميع محاربين، بستتناء محارب الرمح الذي كان يبتسم بطريقة غريبة، وهو ينظر لرجل
"وأخيرا رأيته، وأخيرا نلتقي، تجسيد الموت و دمار، هاكان" قال محارب رمح بنبرة توحي أنه كان ينتضر هاد اليوم طوال حياته
"أيها القائد، لذيك خياران، هل تريد قتال من أجل نجاة؟، أم أنك تريد جلوس وإنتظار أنفاسه لتقوم بإدابة عظامك؟" سأل محارب رمح بنبرة جادة وهو ينظر لقائده
نظر تنين أسود له،تم أعاد نظراته تجاه هاكان الذي بدأ يتقدم نحوهم
"إذا كنا سنموت، فل نمت ونحن نقاتل" قال تنين أسود وهو يستجمع شتات نفسه ويقف من أجل قتال
(رغم كل دالك فرصة فوزنا ضده ستكون صفر، نحتاج خطتة ما للهرب،وإلي سنموت)
أخرج تنين أسود سيفه أحمر، ودماغه يعمل بأقسي قوته لإجاد خطة تمكنه علي أقل من خروج حيا من دالك مكان
"مجموعة من بشر حمقي، أرجو أنكم مستعدون لتحمل نتائج أفعالكم" قال هاكان بنبرة غضب، وتعابيره توحي أنه منزعج من ما يحصل
إستجمع محاربون خمسة طاقتهم وهالة قوية تحيط بهم
بدأ هاكان بتقدم نحوهم و هالة حمراء مهيبة تحيط بجسده، بتلويحة من يده أرسل هجمة قاطعة من لهب مدمرتا أرض تحتها من قوتها وهي تتجه نحوهم
تقدم خمسة وأسلحتهم تتوهج، وطاقة سحرية كبيرة تتدفق في أجسامه
بسبب سرعة هجمة، حتي ولو حاولو تفاديها سيتأثرون بئصابات خطيرة
"لن أموت هنا" تمتم تنين أسود لنفسه وهو يري هجوم محطم يقترب منهم
في لحظة سريعة حدث تصادم بين محاربين وهجوم هاكان محطم
رغم قوة محاربين وتمرسهم إلا أنهم لم يتمكنو من إبطاله ومازولو يحاولون بكل قوتهم قهره، وإبعاده لجهة أخري ليصتدم بالحائط الكهف
"فل يزد الجميع من قوته" تكلم تنين أسود وهو يرفع من طاقته لأقساها
رفع جميع محاربين خمسة طاقتهم لأقسها وتمكنو من قهر الهجوم، ببعض إصابات الصغيرة
بدأ جميع يلهث ويحاول إلتقاط أنفاسه بسبب طاقة كبيرة التي أخرجوها
في جهة أخري كان هاكان يتقدم بهدوء، وكأنه يريد منهم وقوف مجددا
"ليس سيئا بالنسبة لمجرد بشر وضعاء، لآن فل نتابع" قال هاكان وهالته تحيط بالمكان
بتلويحة من يده يمني أرسل هاكان كرة عملاقة من لهب بتجاههم
إجتمع الجميع، وهالة في أقساها..
تقدم محارب الفأس، إنحني قليلا ويداه علي فأسه وهالة رمادية تحيط به
_أرض_
بهجوم قاطع مليء بقوة ترك أثرا كبيرا من قوة ضربة علي أرض، تمكن من قطع كرة لهب عملاقة لنصفين...
وفي لحظة حسم تلك تحول أحد نصفين لمجموعة من أشعة لهب الحارقة وخطيرة، قام بصد بعضها ولكن بسبب سرعتها كبيرة قام أحدها بختراق جسده....
"أغغغغغ"
نظر محارب لبطنه ليجد تقبا كبير، شعاع لهب إخترق درعه أسود مثين وهالته، وفي أخير إخترق معدته وخرج من جهة أخري
ليسقط علي أرض وهو يبسق الدماء، بسبب سوء إصابته لم يكن هناك أمل في علاجه، حتي أنه لم يصمد طويلا
"لقد مات بتلك بساطة" تمتم تنين أسود لنفسه وهو يري أحد أكثر أشخاص مقربين منه يموت بتلك الطريقة
بدأ هاكان بقتراب منهم، وتعابير من غير مبالات مرسومة علي وجهه
"لقد مات لأول لنرى كم يمكن لبقيتكم الصمود"