35 - مبارزة، وذكاء أرثر

"آياكا عزيزتي، أخبريني مارأيكي في مبارزة بيني وبينك"

إستدرت برأسي نحوها وإبتسـامـة صغيرة علي وجهي، بينما تعبير من حيرة وإستفهام مرسوم علي وجهها

"هل تعني ما تقوله؟ " قالت بنبرة منخفض

"بالطبع، أنا لن أجبركي أو أي شخص علي عمل لذي، إذا تمكنتي من هزيمتي سأرحب بمغادرتك، ولن أقف في طريقك" قلت ببتسامة صغيرة علي وجهي

من تعابير وجهها يبدو أنها تفكر جيدا في أمر، لكن في وضعها الراهن هي لا تملك أي خيار، لذالك ستوافق علي أمر

حسنا، سأمنحها دفعة أخري لتوافق بسرعة، فأنا متأخر

"سأكون صادقا معك آياكا، أنتي أقوي مني بكثر، ربما أقوي مني بعشرة أضعاف أو ربما أكثر، لذالك كفة نزال تتأرجح نحوك"

إعتلتها صدمة من كلامي، يبدو أنها تجد أمر مريبا، في عادة لا أحمق سيكشف عن ظعف لخصمه خصوصا قبل بداية النزال

لكن بنظر لها فعيناها قد أضأتا

"حسنا فل نتبارز، لكن أنا لن أكبح نفسي" قالت ونبرتها جادة،

يبدو أنها لن تتراجع في قتالي، ولن تكبح نفسها، لكن رغم دالك...

"حسنا إذن فل نفعل دالك" قلت

أزالت آياكا رمحها عن رقبتي، وتراجعت للخلف، بينما توجهت نحو كازوها الذي كان يضهر تعابير من إستياء

"كازوها أعطني خنجر الذي تحمله" قلت، وأنا أشير لخنجره

إعتلا كازوها تعبير من صدمة وهو يسمع دالك

"مولاي مع كامل إحترامي، لما فعلت دالك؟، علي أقل دعني أبارزها، تلك فتاة إنها خطيرة، ورغم دالك الملك هو أخر من يدخل إلي ساحة معركة ليس أول" قال كازوها ونبرته توحي بمدي غضبه تجاه ما حدث، وما سيحدث

يبدو أنه يحترمني كثيرا، تقدمت ووضعت يدي علي كتفه

"كازوها عند تشكيل فرق قوي و موتوق، علي قائد إضهار مدى قوته و ذكائه وأيضا حنكته في مواقف الخطر، وهاد ما سأفعله لآن، أنت تستطيع هزيمتها بسهولة ، لكن بفعلك لذالك هي لن تحترمني كقائد، مما سيسبب مشاكل لنا في مهمات قادمة، أتفهم ما أقول؟"

أنزل كازوها رأسه نحو أسفل، وهو يعض علي أسنانه

"أسفل مولاي، تفضل" قال

أعطاني كازوها خنجرا مصنوعا بطريقة مثالية يربطه حول خصره قرب سيفه..

لكن سبب عدم قلقهما على هو أنهما يعلمان ما سيحدث، لكني لم أخبرهما بمبارزة لذالك شعر كازوها بغضب

بنظر لأمر فوزي مضمون من بداية، وآياكا لا تعلم دالك، لذالك سألعب معها قليلا قبل أن أريها مدى خطورتي

"حسنا عزيزتي أياكا فل نتبارو بعدل وإنصاف، وخاسر منا سينفد ما يريده فائز" قلت وأنا أتحسس الخنجر في يدي

غير آياكا نظرها تجاه خنجر الذي في يدي، وتعابير من غضب ضهرت علي وجهها، يبدو أنها تكره أن ينظر لها بستغار

"هل جننت لتبارزني بدالك الخنجر؟، أم أنك مجرد متهور" قالت

رفعت كتفاي وأنا أبتسم من كلامها

"من يعلم؟، هاده مبارزة هي ماسيحدد"

بدأت آياكا بتدوير رمح حول جسدها بسرعة ومهارة متناهية، وإتخدت وضعية قتال

رغم أنها تعلم بأني أضعف منها بكثير لكنها لا تخطط لتراجع مطلقا، أمر يبعث علي حزن حقا

"إكليس فل تكن الحكم، إنها ليس مبارزة حتي موت، الخاسر من يستسلم، أو من لم يعد يستطيع إكمال القتال، ما رأيك في دالك أياكا" قلت

"لابأس بدالك معي" تكلمت بنبرة جادة وتقة كبيرة في فوزها

تقدم إكليس ووقف علي مسافة تمكنه من رأيت كل مجريات وتدخل في وقت مناسب لو حدث أي شيئ غير متوقع

"فل تبدأو"

بكلمات إكليس إنطلقت آياكا نوحي بسرعة كبيرة ورمحا موجه نحو أضلاع في جانبي أيسر

إنها سريعة حقا، لكن مزال بإمكان عيناي متابحة حركتها

أنا لست معتادا علي قتال كثير كما أن تحركاتها كانت سريعة علي عكس أيام تدريبي مع أختي، لذالك أجد صعوبة في تتبع حركاتها و إستجابة لها في وقت مناسب

جعلت طاقة السحرية تتدفق في جسدي وبتلويحة متقنة من خنجري تمكنت من أبعاد رمحاها لكني خرجت مع جرح متوسط حجم فوق يدي يسري

في لحظة التي غيرت تجاه رمحها بخنجري أعادته بسرعة وبطريقة متقنة وتسببت لي بدالك الجرح علي يدي..

إنها حقا ترتقي لإسمها الشبح الجليد...

هاده مرة إنطلقت نحوها ويدي تتحرك بسرعة موجها عدد من هجمات سريعة، لكنها لم تكن بتلك سرعة في نظر آياكا

قامت بتدوير رمحها وتصدت لهجماتي ودفعتني للخلف، وبسرعة وجهت هجوما برأس رمحها نحو صدري، في تلك لحظة لم يكن هناك وقت لتصدي أو تفادي، لذالك إعتمدت علي إرتجال، وأمسكت رمحها بيدي عارية، ودفعتها للخلف

لولا تدفق طاقة في جسدي التي جعلته صلبا لكانت قد إقتلعت أصابعي

مع إصراري صغير دالك علي بقاء في قتال، كانت آياكا تبتسم وهي تراني أتابر بمواجهتها رغم أنها لم تستخدم حتي نصف قوتها

"آياكا عزيزتي أنت قاسية أكثر مما توقعت، علي شخص ليس حتي في مستواك" قلت وأنا أضع إبتسامة متكلفة علي وجهي

لم تكلف نفسها حتي عناء رد على، وتراجعت للخلف بسرعة متخدتا وضعية قتال

"أسفة لكن يجب أن أذهب لذالك سأنهي هاد قتال لآن" قالت

بدأت طاقة زرقاء بلون سماء تحيط بجسد آياكا وبرمحها، وبضربة قوية من رمحها بأرض إتجهت نحوي مجموعة من رماح الجليد بسرعة كبيرة، محملة بطاقة

أدركت علي فور أن على تفاديها بسبب خطورتها

حاولت تفادي قدر إمكان لكن أصابني أحدها بجرح متوسط في فخدي، وأخر بجرح علي وجهي في جانب أيمن

بدأت جراحي تنزف وبسبب إصابت فخدي حركتي أصبحت أتقل وأبطأ بكثير

إكليس راقب وضع، وتعابيره توحي أنه يريد تدخل بشدة وإبراح آياكا ضربا، بينما كازوها تعابير غضب تسيطر علي وجهه، ولولا أوامري ومعرفته لأهمية هاد أمر لكان تدخل بالفعل

أعدت نظري نحو آياكا التي تستعد لشن هجوم أخر، بسبب أني لسبب ما لا أستطيع إستخدام أي عنصر لا يمكنني شن أي هجوم بعيد مدي، ومع دالك إقتراب منها وهي تستطيع إستخدام عنصر درجة لعليا الجليد خطر جدا

لم تتركلي أي مهرب لألتجأ إليه، إستجمعت قوتي، وبدأت تقدم بطريقة متعرجة بأقسي سرعة نحوها، بينما هي تتخد وضعية الهجوم، في لحظة إقترابي حاولت شن هجوم من خلف، لكن عمود من جليد خرج من أرض ضرب معدتي وصدري بقوة كبيرة جدا

جعلني دالك هجوم أطير عدة أمتار للخلف وأنا أحس كأنني أتقيأ، بينما عدة ضلوع قد كسرت في صدري، وأضن أن بعض العظام كسرت أيضا

سقطت علي أرض وأنا أنزف دماء من جراح التي سببتها لي، بينما بدأت هي بإقتراب بخطوات واتقة

بدأت أفكر لما يجب علي خوض كل هاد ألم؟، هل هاد ما يعنيه أن تلعب دور ظعيف الذي يتعرض لضرب؟، لكن كل هاد لغرض محدد يجب أن أثابر أيضا

"أنصحك بإستسلام أرثر أنت لا يمكنك هزيمتي" قالت بنبرة جادة، لكنها تنظر لي بستسغار شديد لآن يتلك نظرات

"هاهاهاهاها واهاهاهاهاها"

تسربت تلك ضحكت من فمي، دون أن أشعر بها حتي، أنا حتي لم أعلم لما ضحكت

"أستسلم، ياله من كلام جميل تقولينه آياكا"

وقفت مجددا علي قدماي، بينما تعابير حيرة ضاهرة عليا ربما بسبب تلك ضحكت قبل قليل

بدأت أتقدم نحوها ببتسامة كبيرة علي وجهي، بينما هي شعرت بقليل من رهبة قبل أن تستجمع شتات نفسها وتتخد وضعية قتال

بنطلاقة سريعة منها خلفت غبار خلفها وجهت رمحها نحو رقبتي يبدو أنها تعزم علي إنهاء أمر، ليس نزال، بل حياتي لأني أعلم بدالك إسم ربما

توقف هجومها قبل وصول رمحها لرأسي ببضع سنتمترات فقط

"جسدي لا يتحرك" قالت بنبرة متقطعة ورهبة في صوتها

"ما لأمر آياكا ألا تستطيعين حركة" قلت بنبرة مبتهجة

رفعت يدي يمني وإسبع سبابة فوق إسبع الوسطي، وأنا أبتسم

"م. ما الذي فعلته لي؟" قالت

إعتلت إبتسامة كبيرة وجهي، وأنا أقترب منها بينما هي غير قادرة علي حركة

"عزيزتي آياكا هل تعتقدين أني غبي لأدخل في نزال خاسر؟ " قلت

أزلت رمحها من بين يدها، بينما هي تصارع من أجل تحريك جسدها، لكن دون جدوي هو لن يتحرك

"مند لحظة التي وضعت عيني عليك، لم يعد لكي خيار سوي إتباعي، وفعل ما أقوله لك"

أبتعدت قليلا منها وفرقعت أسابعي، لتسقد آياكا علي أرض، ورهبة وحيرة ضاهرة علي وجهها لعدم تمكنها من إستجماع طاقتها مجددا

"أخبرني ما الذي فعلته لجسدي؟" سألت بنبرة مرتفعة وقليل من غضب

"إجابة بسيطة" رفعت إسبعي وأنا أشير لها

"إنه شيئ وضعته في طعام الذي كنت تأكلينه"قلت مع إبتسامة صغيرة

يبدو أنها تحاول قدر إمكان معرفة ما يوجد في طعام وقادر علي إقاف حركتها، ومنع طاقتها من تدفق

"ه..هل قلت طعام؟، أخبرني ماهو؟"سألت

"إنها حبة طاقة مصنوعة من عشبة طاقة خضراء، قمت بإضافتها لطعامك، تحسبا لخيانتك لي"قلت

يبدو أن صدمة قد تملكتها من كلامي، ومع دالك علامات إستفهام ضاهرة عليها

"تلك عشبة نادرة تستعمل لأغراض طبية،وصنع عبات علاج وجرع الشفاء رفيعة مستوب، من مستحيل أن تكون سببا لما يحصل معي" قالت بصوت يحمل إسفهام ونبرة مرتفعة

وضعت يدي تحت دقني وأنا أبتسم

"بما أنكي ستعملين تحت إمرتي فلا مانع لي من إخبارك، إنها ليست عشبة تحديدا، بل حشرة صغيرة تكون ملتصقة بجدورها، في عادة الجميع يلقي جدور ولا يستخدمها لأن فوائد طبية موجودة في أوراق"

توقفت قليلا لألتقط أنفاسي

" بسبب حماقة جميع يتخلصون من جدور، بل حشرة صغيرة ملتصقة بجدور، بإضافة طاقة سحرية لها وتعويدة سحرية معينة يمكنني جعل تلك حشرة متصلة بقلبي، وإستعمالها لسد مجري طاقة في جسم من يبتلعها، وفي نفس الوقت يمكنها سد مجري الدم أيضا" قلت

"أ..أنت كيف فعلت دالك؟" قالت بتعابير صدمة وإندهاش

"لقد تطلب أمر كثير من جهد، لكن ببساطة لأني عبقري منقطع النظير" قلت ببتسامة كبيرة

وضعت مجددا إسبع سبابة فوق إسبع الوسطي، وهنا كانت صدمة الحقيقية، وأكثر شيئ مرعب في إستعمال تلك حشرة

"آآآآآآآآآه، توقف توقف،آآآآآآه، آغغغغغ"

سقطت آياكا في موجة من ألم الذي لا يحتمل وهي تتلوي أمامي

ليس هناك أي كائن يمكنه تحمل دالك ألم، سد مجري طاقة يصيب جوهر ويبدأ جسدك يتضرر من داخل، مهما كانت صلابة مخلوق من خارج، ألم داخلي يبقي لا يحتمل، وخصوصا ألم متعلق بطاقة وأيضا مجري دم

"إذن آياكا عزيزتي، لنري كم يمكنكي تحمل دالك ألم، قبل أن تعلني عن ولائكي لي، وبمناسبة، أنتي لن تموتي مهما طال ألم لأيام أو أسابيع أو حتي شهور ستعانين من دالك ألم دون حصول علي نعمة الموت أو راحة حياة"

"أرجوك توقف، توقف، سأعلن عن ولائي، أقسم أني سأكون سيفك وضرعك، ولن أعارض قراراتك، لدالك من فضلك أوقفه، أوقف هاد ألم" قالت بينما تمسك رأسها و تتلوي من ألم

أنا حقا لم أكن أريد لجوء لهاده طريقة، لكن ليس هناك خيار، الضعيف سيتم دوس عليه من قبل قوي هاد هو قانون هاد العالم، وفي هاده لحظة كانت هي طرف ضعيف

أوقفت ألم الذي يصيب جسدها وتوجهت لها، بمجرد رأيتها لي قادم أصابتها رهبة، دالك ألم جهنمي كافي لجعل أقوي وحوش تخضع لي، فما بالك بأسماك صغيرة

"فل تنحي لي، وأخبريني من أكون بالنسبة لك" قلت بنبرة جدية، وتعبير مخيف علي وجهي

تقدمت آياكا وتعابير رهبة علي وجهها، وإنحنت لي ورأسها لأسفل

"من هاده لحظة أنتي سيدي الوحيد، أتعهد بولاء لك، وبتباعك وتنفيد أوامرك" قالت

"جيد جدا، مجددا مرحبا بك في الفريق بشكل رسمي ، شبح الجليد، آياكا....."قلت ووضعت يدي فوق كتفها

"إياك وتخيب ظني آياكا، وإلا فأنتي تعلمين ما سيحدث" قلت لها في أدنها

طاقت عيناها، وأنزلت رأسها نحو أسفل

"س.سأعمل بكامل طاقتي للوصول لتوقعاتك سيدي" قالت بنبرة تحمل قليل من خوف

لم يقل إكليس أو كازوها أي شيئ، تعابيرهم توحي أنهم لم يتوقعو أمر، لكنهما يعلمان ماهو ضروري

تقدما هما أيضا قربي، بتعابير جدية علي وجهيهما

"حسنا جميعا، فل ننطلق لجبل الوحوش"

لقد حان وقت لأتدخل في هاده لعبة شخصيا، لقد تأخرنا بعض الشيئ لكن دالك لن يشكل أي مشكلة

بمجرد حصولي علي أجنحة، سأتوجه نحو هاكان، وبعدها سأتعامل مع أشياء الدخيلة

2023/06/16 · 324 مشاهدة · 1748 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025