38 - وهم الماضي و مشكلة الحاضر

"آآآآآآآآآآآآآآه.. وااااه، أنا أسف.. أنا أسف لأني سخرت منكم سابقا، فل تتوقفو عن ملاحقتي"

إمتلأت عيناي بدموع من رياح التي تضرب وجهي وأنا أركض بأقسي سرعة يمكنني وصول لها..دون إلتفات للخلف بسبب خطر كبير الذي يلاحقني

"آياكا عزيزتي فل تفعلي شيئا ما... سنموت إذا لم تتصرفي"

لم أرفع نظري عن طريق وأنا أصرخ بصوت عالى بتجاهها.... وبطبع كانت تركض بسرعة كبيرة قربي في نفس مسار

"مستحيل.. مستحيل، لا يمكنني تعامل مع هاد العدد كبير من الوحوش بقوتي الحالية.. لدالك فل تركض سيدي بأقسي سرعة... دون إلتفات للخلف"

ايييييه هل تمزحين معي لآن؟ صرخت داخليا وأنا أتفادا أشجار عملاقة التي ملأت مكان... لقد أذهلني كيف أن هاده أشجار كبيرة بما يكفي لحجب أشعة الشمس عن أرض

إنه حقا منظر خلاب يملء العين بالجمال...

منظرها أخضر وطولها أعطها جمالية خاصة... خصوصا أنهار الجارية التي بمنتصفها وبحيرات الجميلة....

بستتناء الوحوش الخطيرة جدا التي تملء المكان....فلهاده الغابة جمال ساحرا جدا

لكن في وضعي الراهن كان تركيزي فقط علي تفادي أغصانها متدلية وجدورها العملاقة التي تملأ المكان....

حسنا لا يمكنني بتحديد تذكر جيدا كيف وصلت لهاد الموقف المخيف الذي أهرب فيه بحياتي مع آياكا...

بعد أن سيطرت تماما عليها، وأدركت أنها تحت سيطرتي... دخلنا أخير غابة محيطة بجبل الوحوش... التي كانت عملاقة جدا لذرجة جعلتني أصاب بدهول شديد

تذكر أحدات الرواية و موقع أجنحة مقدسة لذالك دون تأخير توجهت نحوها.. لكن أمور لم تكن كما خطط لها

لا بل لم تكن بسهولة التي إعتقدتها...

بمجرد تعمقنا قليلا، حاصرتنا مجموعة مكونة من حوالي ثلاتين نمرا فضي...

تلك الوحوش خطيرة التي يبلغ إرتفاعها ثلاثة أمتار بمخالب مثل خناجر و أنياب حادة جدا بفور فضي جميل جدا لكنه يعمل كدرع صلب يحميها من خطر...

إنها أخطر بعدة مرات من أسد أحمر الذي قابلنا في أطلال قديمة...

وبسبب إحتدام المعركة وتدمر مكان تفرق أربعتنا... كازوها و إكليس بسبب قوتهم قاتلو وحوش في دالك مكان....

بينما عزلت أنا وآياكا التي لم تتمكن من قتال بطريقة مثالية بسبب عدم إستعادتها لقوتها

وبسبب ملاحقة سبعة من نمور فضية لنا....

كان ما فكرنا فيه واحدا وهو الهرب حتي يتمكن كازوها و إكليس من تعامل مع الوحوش أخري وبعدها يتفرغون لإنقادنا...

إنه موقف مخزي حقا أن أهرب وأنا أعتبر القائد... لكني في نفس الوقت أعتبر أضغف بينهم جميعا

وبرغم من هروبي إتضح لي في نهاية أني كنت أحمقا كبيرا... هاده نمور معتادة علي صيد داخل غابة.... وتستطيع تنقل بسهولة وبسرعة كبيرة علي عكسنا مما جعلنا في وضع غير موات أبدا

"سقوط.. سقوط.."

أدرت رأسي من فوق كتفي وأنا أهرب لأكتشف موقف الخطير الذي أنا فيه..

إتنان من نمور تتبعنا وهما يدمران أغصان وجدور بقوة كبيرة...

"آياكا"

"علم"

نظرت أياكا أيضا لكن هاده المرة بدلا من هرب أكثر وإستنزاف طاقتنا بدون أي فائدة... إستدرنا لمعالجة المشكلة

سابقا كانت مجموعة كبيرة جدا مكونة من سبعة نمور لذالك أطرننا للهرب... لكن لآن بما أنهم ثلاثة فقط فيمكننا تعامل معهم رغم صعوبة موقف

أخرجت آياكا رمحها وبدأت بتدويره حول جسدها بطريقة متالية.. في حين أخرجت سيفا من سواري وإتخدت وضعية القتال

بطبع بسبب عدم تمكني من إستعمال أي عنصر فرصة فوزي بقتال واحد ضد واحد مع أحد هاده نمور هو صفر

لذالك أياكا ستتولا طليعة بينما أساندها بطريقة ما...

بدأت رياح تحوم حولنا وجعلت شعرها أزرق يتطاير بطريقة جميلة وعينها تلمعان..كانت قادرة علي جعل أي شخص يقع في حبها إذا رأي دالك منظر..... لكن تركيزي و تركيزها كان منصبا حول وحوش أمامنا

أضأت هالة زرقاء جميلة فوق جسدها وإتخدت وضعية قتال.. بدأت نمور ثلاثة تتقدم بسرعة مدمرين ما في طريقهم للوصول إلي فريستهم

قفز أحدهم عاليا موجها هجوما بمخلبه شبيه بخنجر نحو رأسها، في حين تقدم تاني من أمامها مباشرة وأنيابه بارزة محاولا إختراق بطنها وإنهاء أمرها

تنفست آياكا وأحسست كما لو أن هواء تجمد حولنا... إنطلق موجة من جليد من تحت قدمها جمدت نمر أمامها وكل ما يفصل بينهما من جدور وأغصان أشجار

وبسرعة كبيرة خرجت ثلاث رماح جليدية من أرض متجمدة وأصاب النمر في هواء بإصابة في جانبه أيمن...

جعلته تلك رماح يتراجع مع جرح كبير و نزيف دماء... برغم من جلدها قاسي إلا أن جليد آياكا ممزوج بطاقة سحرية لم يكن طبيعيا

تراجع نمر أول وهو يحاول معالجة موقفه... بينما دمر تاني جليد آياكا بقوته.. لكن حركته أصبحت أتقل وأبطأ من أول

كانت متمكنة تماما برغم من عدم إستعادتها لقوتها كاملة إلا أنها ماتزال تستطيع تصرف بما لذيها.... لكن مشكلة لذيها إذا طال النزال كثيرا فستزتنزف طاقتها، وفي نهاية تموت

لذالك ركزت كل ما تملك علي هجوم تالي من أجل إنهاء أمر

"غرررررر"

توجه نمر ثالث الذي كان غاضبا جدا لسبب ما نحوي وعيناه متوهجتان توحي أنه يريد تمزيقي إربا

"سيدي!"

إستدارت آياكا نحوي وتعابير رهبة علي وجهها

"فل تركزي علي تعامل مع خصميكي أولا...بعدها قومي بمساعدتي"

فهمت آياكا بسرعة معني كلامي وأعادت تركيزها نحو وحشين أمامها

بينما أعدت نظري نحو مخلوق عملاق أمامي

"يوش يوش يوش... قط كبير جيد"

وضعت يداي أمام وإبتسـامـة سخرية علي وجهي بيننا رفعت حاجبي بسبب سوء حضي لأني ضعيف.. ضعيف جداا

وسأواجه هاد المخلوق الخطير..كأول تجربة قتال حقيقية لي

بسرعة جعلت طاقة السحرية تتدفق داخل جسدي لزيادة سرعته وصلابته وحتي قدرتي علي تحمل..

غلفت سيفي الذي يبدو عاديا بهالتي بيضاء التي تشبه بخار الماء مغلي

قفز نمر نحوي ومخالبه في دراعه أيمن ستهدف صدري... رفعت سيفي فوق رأسي وأنا أمسكه بكلتا يداي و بتلويحة بكامل قوتي

تصادم سيفي مغلف بطاقة ومخالبه أشبه بخناجر...

لم أكن بحاجة لهاد تصادم لمعرفة أني لن أقدر علي هزيمته... مخالبه حادة وجلده سميك الذي يعمل كدرع قوي يحميه من أي إصابات خطيرة..وقوته المفرطة تجعل قشعريرة تتسلل إلي عمودي فقري

بينما أنا مجرد بشري وصل لمرحلة مراهقة لتوه لا يجيد إستعمال أي عنصر وليس لذيه أي موهبة خاصة في قتال

بدأت أرفع من قوتي لدفع مخالبه للخلف...

"هل من ممكن أن تتحسن.أمور أكثر من هاد؟ "

إستجمعت قوتي وأنا أعض علي أسنان.. أملت جسدي سيفي قليل نحو جانب من أجل توجيه مخالبه بعيدا عن الوجهي وأتحرر من ضغطه علي

نجوت بطريقة ما من هجومه أول...لكن سيصل حظي لنهايته قريبا...

حاولت إستعمال دماغي بأقسي درجة ممكنة لتوصل لحل، من أجل هزيمة وحش أمام... الذي إرتفع غضبه أكثر وزمجرته أصبحت أكثر حدة

أدرت بنظري قليلا نحو آياكا... وإرتسمت إبتسامة صغيرة علي وجهي

"فل نفعل دالك أيها قط كبير"

أضأت عيناي وبدأت بتقدم بخطوات بطيأت ومليأت بتقة..

في نفس الوقت بدأ نمر بتقدم نحوي وهو يكشر عن أنيابه ومخالبه

قفز نمر الذي يبلغ إرتفاعه ثلاثة أمتار وهو يوجه مخلبه نحو رأسي.. إنحنيت قليلا وسيفي للخلف

إستجمعت أكثر ما أقدر عليه من قوة وغلفت سيفي بهالتي ووجهته نحو دراع نمر بعيدا عن مخالب

"إيييييه...! هل تمزح معي؟ أنا في مشكلة كبيرة"

تصادم سيفي مع دراعه يمني التي بدت أشبه بامعدن بالنسبة لي... قدفتني موجة إرتداد من هجومي للخلف...

يداي تخدرتا من وقع تصادم... ولم أعد أستطيع إمساك سيف

في تلك لحظة أيقنت بالفعل أنها نهاية الوحش لم يتوقف ولم يتأثر بأقوي ما يمكنني فعله

وأكثر ما زال هجومه قادم بتجاهي بسرعة وقوة كبيرة....

إذن إنها النهاية لقد أتت مبكرا جدا هاده المرة، إذا أصابني هجومه سيتمزق جسدي...

أغمضت عيناي و إستعددت لملاقات نهايتي..

"سيدي ما الذي تفعله؟"

فتحت عيني علي وقع صوت آياكا التي تضهر وجها فارغا وهي تنظر لي بتلك الحالة مزرية

وجهت نظري بسرعة نحو النمر الذي تجمد في سماء ومجموعة من رماح جليد تخترق بطنه ودمه يسيل...

"هااااه، لما تأخري كل هاده المدة؟"

صرخت في وجهها وتعبير من إستياء علي وجهي...

"سيدي لقد أخبرتك... لم أستعد بعد حتي نصف قوتي لذالك كان تعامل مع هاده الوحوش صعبا بعض الشيئ"

أنزلت رأسها وهي تنظر نحو لأرض، وتعابير من قلق علي وجهها...

نظرت خلفها لأري نمرين ملقيين وسط بركة من دماء ومجموعة كبير من جروح علي جسديهما..

"حسنا.. لا بأس فل ندهب لآن لملاقات كل من إكليس وكازوها.. هاده غابة خطرة جدا علينا نحن إتنان فقط"

هزت آياكا رأسها بموافقة علي كلامي... نحن لا نزال في أطراف الغابة فقط وقد صادفنا وحشا قادرا علي جعلنا نمر بموقف حيات والموت...

لن نكون بخير أبدا إذا تقدمنا أكثر ونحن بهاده حالة....

بمجرد تقدمنا قليلا.. تغير جو الغابة فجأة وضهر ضباب أبيض أحاط بنا...أصبح الضباب كثيفا أكثر و أكثر لدرجة أني لم أعد أستطيع رأية آياكا التي كانت بجانبي قبل لحظات

"آياكا..آياكا أين أنتي؟"

صرخت بأعلا صوتي وأنا ألتف حول نفسي وتعابير من رهبة إرتسمت علي وجهي

فجأة ومن دون سابق إندار كنت أرتدي تياب مدرسية من حياتي لأولي... ودماء تسيل من جسدي

لم أستوعب أومر حتي توجهة ضربة لوجهي جعلتني أسقط علي أرض

"بيل...لقد أخبرتك ألا تحاول تفوق علي أخوك"

رفعت رأسي وأنا أراها... شخص الذي فعلت كل ما أستطيع من أجل حصول علي بعض الحب منه

"آآآآآآآآه....أمي أنا..أ..أسف"

بحزام جلدي أسود في يدها ضربتي علي وجهي بكل قوة... جعلني دالك ألم أستفيق من حلم

"ولد عديم فائد...لما أنت؟"

صوت غضبها وضربات حفرت عميقا في رأسي وقلبي و روحي...إذن لقد كنت أحلم فقط

إذن كل تلك أيام التي عشتها هناك...كازوها وإكليس..ليونا..وأختي

كان كل شيئ مجرد حلم إخترعه دماغي لجعلي أنسي قليلا هاد الجحيم الذي أعيشه

سقطت علي أرض وأنا أعانق نفسي..من أجل تخفيف قليلا من غضبها وضربات التي تركت علامات في جميع أنحاء جسدي ..

"أنا أسف....أسف لن أفعل أي شيئ مجددا...لدالك من فضلك"

سرعان ما ملأت عيناي بدموع ودماء تسيل من جروح في جسدي

"طفل عديم فائد.. لم ولدت من أساس؟ أنت عار علي هاده عائلة "

رفعت رأسي علي وقع صوت خال من مشاعر ومن أي عاطفة ...لا يمكن قول أن صاحبه بشري حتي

"أبي...أنا..أ"

صفعة من يده علي وجهي جعلتني أرتجف في مكاني دون إنهاء جملتي حتي

"لقد كنت عديم فائد دائما...وستبقي كدالك طول حياتك... أيها أخ صغير متير لشفقة"

هاده مرة تقدم ليو أخي كبير ووضع قده يمني فوق رأسي وهو يبتسم إبتسامة مقززة، وكأنه ينظر لكيس من قمامة بدل إنسان

"أ.. أنا حقا أسف... لن أفعل أي شيئ مجددا"

برغم من دموع التي تتدفق كشلال من عيناب ودماء التي تسيل من جراح.. لم يفعلو أي شيئ غير نظر لي بشمئزاز وتقزز

وإطلاق إهانات وشتائم التي لا تنتهي علي

تلك لحظة قد عشتها مرارا وتكرارا علي مضار عشرة سنوات... وفي كل مرة كان ألم تلك لحظة أكثر من مرة التي قبلها

مرارا وتكرارا... حتي وصلت لمرحلة فقدت فيها قدرة علي إظهار تعابير و مشاعر من أي نوع

جعلتني تلك لحظات أتسأل دائما ما خطأ الذي إرتكبته في حياتي.... لما أنا؟ فقط لما أنا الشخص الذي يجب أن يمر بكل تلك معانات؟

لقد توصلت بالفعل لإجابة في دماغي قبل مدة طويلة، لكن تلك إجابة ألمتني أكثر من أي شيئ أخر

خطأ الوحيد الذي إرتكبته في حياتي هو أني ولدت في هاد العالم

لا أحد يمكنه تخيل حجم ألم ومعانات التي حصلت عليها من دالك خطأ....

لم أعطي نفسي وقت لراحة... لم أفكر في أمر مرتين حتي

"أنا أفضل الموت علي عيش هاده حياة.... أنا أفضل أن أحصل علي نعمة الموت بدلا من جحيم الحياة... "

كنت أمشي بتقل شديد.. وجسدي لا يريد حتي إستجاب لي من كثرة ضرب الذي تعرضت له

أمسكت سكينا من مطبخ وتحسست جيدا.. رفعته عليا وأنا أمسكه بكلتا يداي.. ودموع تسيل من عيناي

"أتمني أن تلعنو إلي أبد"

في لحظة التي كان سكين علي وشك إختراق جسدي ليوصلني لنهايتي

"سيدي توقف... سيدي"

صوت فتاة رقيق و يد ناعمة أمسك يد قبل أن أقتل نفسي...

فتحت عيناي ببطأ... بسبب الدموع التي كانت تملء عيناي.. رأيتي كانت محدودة قليلا لكني تعرفت علي شخص الذي أوقف يداي

"سيدي إستجمع شتات نفسك سيدي.... كل شيئ هنا مجرد وهم"

صرخت أياكا في وجهي وهي تبعد سيف الذي كان علي بعد شعرة من إختراق جسدي

"مجرد وهم إذن!"

لقد كان حقيقيا جدا بنسبة لي... لحسن حظ تمكنت بسرعة من تعرف علي مخلوق الذي يستخدم هاده حيل

"قزم الضباب"×2

نظرت أنا وآياكا لبعضنا في نفس الوقت... و تعبير من إندهاش مرسوم علينا

"بما أنكي تعلمين نوع المخلوق فدالك سيسهل علينا أمر.. آياكا فل تقتليه"

"لقد فعلت دالك بالفعل سيدي أنظر خلفك"

بطبع فعلت... ففي نهاية هو مجرد مخلوق ضعيف يعتمد علي خلق أوهام لإخافة الوحوش كبيرة

لكن في حالتي لقد أراني ذكريات وليس أوهام بل أنه جعلني أعيش أحداث من حياتي سابقة...

هل هناك أمر خطير يجري هنا، علي إكتشاف ما يجري بسرعة... أمور لا تبشر بالخير أبدا

"أرا.. لقد أحسست بطاقة غريبة في مكان، لكن لم أعتقد مجود أي بشر هنا"

تجمد الدم في عروقي..و هواء أصبح أتقل بكثير، قدماي أحسست كما لو أن طاقة تهرب منهما عند سماع صوت إمرأة

حتي آياكا تجمدت في مكانها برهتا من وقت.. وتعابيرها توحي برهبة

أدرت رأسي لرأيتها... تمكنت من تعرف عليها بسرعة كبيرة بسبب شارة علي ملابسها

"نحن في مشكلة كبيرة جدا، عليا الهرب بسرعة"

2023/06/21 · 325 مشاهدة · 1984 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025