39 - دخول مرحلة الخطر

"هااااه.. هاده الوحوش قوية بعض الشيئ، علي عكس المتوقع"

تنهدت مرأة بصوت جميل يحمل بعض العاطفة... وهي تمسح مطرقتها دهبية كبيرة من دماء الوحوش التي كانت متكدسة كالجبل خلفها... ودماؤها تسيل في مكان

"نائبة قائد ملينا لقد تم إهتمام بجميع الوحوش التي هاجمتنا... لم يعد هناك أي وحوش محيطة بنا... "

تقدم أحد فرسان ونحنا بحترام وهو يقدم تقريره

"حسنا جيد جداً.. فل تعودو لتشكيل، وبقو حذرين جدا"

"أمرك"

أعطت ملينا أوامرها وتعابير من إستياء ضاهرة علي وجهها وهي تنظر لرجل العجوز نائم قرب جدور إحدي أشجار عملاقة... غير مبالي بالوحوش أو خطر الذي كانو فيه لتوهم

"أنت تمزح معي صحيح؟"

إتجهت ملينا نحوه بخطوات تابة وأعادة مطرقتها لسوار في يدها... وقفت قرب الرجل عجوز بلحية بيضاء طويلة وشعر بنفس لون قصير بجسم عضلي كبير...

برغم من تقدمه في سنه و كبره إلا أن جسده ما زال يحتفض بعضلات كبيرة وطاقة سحرية مهيبة... كافية لجعل أي شخص يفكر مرتين قبل إستفزازه

"أيها القائد غارب.. إلا متي تنوي النوم هنا؟"

صرخت ملينا في وجهه وتعابير إنزعاج واضحة علي وجهها جميل...

فتح العجوز غارب عيناه ببطء.. لتضهر عيونه سوداء مليأة بالحياة...

"هاااه.. ملينا الصغيرة!.. لما صراخ، هل حان الوقت الطعام؟ "

برغم تعابير إستياء علي وجهها.. قابلها العجوز غارب ببتسامة كبيرة ضهرت فيها أسنانه.. ونبرة مبتهجة

متجاهلا القتال الذي حدث قرب قبل قليل

"لا تقل لي دالك أيها القائد.. عليك مساعدتنا أيضا، ألا تعتقد دالك؟"

بدأت ملينا بتوبيخه رغم من فارق سن كبير جدت بينهما .. لكنه لم ينزعج أو يقل أي شيئ .. كما أن إبتسامته لم تختفي أبدا

"ملينا صغيرتي.. لقد أصبحت عجوزا كما ترين ... لم أعد بالقوة التي كنت عليها في شبابي... "

تغيرت نظرات الجميع نحو العجوز غارب وتعابير فارغة مرسومة علي وجوههم

وكأنهم يقولون جميعا في تلك لحظة. توقف عن المزاح أيها العجوز....

"توقف عن قول دالك كلام أيها القائد... أنت واحد من خمسة أوائل بالفعل.. تلك مكانة وحدها توحي بمدي قوتك.. أنت فقط كسول جدا علي مساعدتنا "

إرتسمت إبتسامة كبيرة مجددا علي وجهه من كلامها ممزوج بالغضب

"حسنا صغيرتي ملينا... سأساعدكم في تعامل مع خطر القادم.. جميعا فل نتقدم"

أشار العجوز غارب بيده للجميع بينما وقف... كان طوله فوق متران وعضلاته برزت أكثر.... ملينا لم تكن بأي حال صغيرة الحجم لكنها إختفت تماما أمامه

مظهره منحه هيبة خاصة وحضورا مهيبا.. أي شخص سيراه سيعلم أن عضلاته كبيرة بنية عن طريق عدد لا يحصي من معارك و قتالات

"سقوط.. سقوط."

إستدار جميع علي وقع أغصان تسقط وجدور تسحق بخطوات وحش كبير قادم بسرعة كبيرة نحوهم

إستل الجميع سلاحه وإستعد... حتي ملينا التي كانت أقوي شخص هناك بعض العجوز غارب سحبت مطرقتها وإستعدت

"يبدو أن رائحة دماء من وحوش سابقة... جذبت مخلوقا كبيرا.. "

تقدمت ملينا وهي تبتسم بطريقة شريرة لرأيتها مخلوقا فاق بقوته جميع الوحش التي هزمتها قبل قليل

"لقد قلت سابقا أني سأتعامل مع خطر قادم صحيح؟"

قبض العجوز غارب علي يده وتقدم ببتسامة كبيرة..

"فل يهدأ الجميع سأتوي أمر هاد الوحش بنفسي"

حتي قبل أن يسمع أي شخص خطوات وحش... شعر غارب بحضوره وعلم أن تعامل جنود معه سيخلف بعض الخسائر...

كلماته جعلت إطمئنان يسري في جميع... كل شخص في تلك مجموعة يعلم جيدا مقدار قوة العجوز وما يستطيع أن يفعله

أعاد جميع أسلحته لمكانها.. وأولهم ملينا التي وضعت يدها علي خصرها وتعبير فارغ علي وجهها، لأن قائدها قرر أخد فريسة التي كانت تريدها

"غرررررر.. غررررررر"

وقف العجوز غارب أمام الوحش الذي جعل الدم يتجمد في بعض الجنود، ببتسامة كبيرة علي وجهه

ضهر وحش قرد الصخر العملاق... مخلوق يشبه قرد بأربعة أدرع عملاقة يبلغ إرتفاعه خمسة أمتار وجلده خارجي يشبه الصخر أسود...

لكن أصلب من حديد بكثير، أدرعه التي تبلغ حوالي متر في طول قادرة علي إحدات دمار كبيرا جدا

كل هجمة منه تعتبر خطيرة جدا... بسبب رتفاعه حصل علي سرعة كبيرة، تتخطي أسرع الوحوش..

رغم وجود دالك الوحش الخطير أمامه.. إلا أن غارب تقدم بتقة بكبيرة دون أي خوف أو رهبة علي وجهه

"هاااه.. مجرد قرد صغير يريد إزعاج راحتي"

تنهد غارب بقوة وهو يري قرد الصخر العملاق وهو يوجه قبدته العملاقة و محطمة نحوه...

حدث أمر بالمح البصر و بسرعة غير مسبوقة، معضم محاربين لم يرو ما حصل....

إقتلعت أدرع إتنان في جانب أيمن للقرد قبل وصول لكمته إلي غارب

بدأت ذماؤه في تدفق من جانبه أيمن بقوة ... قبل حتي أن يدرك الوحش ما حصل كان غارب بالفعل يحلق قرب رأسه

إستجمع أخير قليل من قوة في يده يسري.. وبكمة في عنق قرد إقتلع رأسه من مكانه وسقط جسده العملاق علي أرض محدثا أتار إصتدام قويا جدا

برغم من جلده سميك الذي يعد أصلب من دروع و سرعته إلا أن غارب أنها القتال في ثلاثين تانية

مما بين مجددا مقدار قوته للجنود أمامه

"هاهاهاهاها هاهاهاهاها... يبدو أني أصبحت عجوزا حقا"

صمع الجميع ضحكته مرتفعة وكلامته التي تبين عكس ما فعله قبل قليل.... لم يصدم أي أحد أو يدهش بما فعله غارب

برغم من أنه هزم دالك الوحش خطير بلكمتين فقط... وسبب معرفتهم جميعا لمقدار قوته ومكانته داخل الكنيسة

"إييه، إلي أين دهبت ملينا؟"

وزع غارب نظرته في مكان لكنه لم يجدها.. تقدم أحد مجندين بدرع أبيض وخودة لا يري من وجهه أي شيئ.. ووقف أمام غارب

"أيها القائد... لقد شعرت نائبة قائد بحضور بعض أشخاص لذالك دهبت لتتفقد أمر.. وقالت أنها ستعود بعد تعامل معهم

وضع غارب يده تحت دقنه وهو يفكر.. بسبب أنه كان يركز علي دالك الوحش فهو لم يستشعر أي شيئ خارج عن مألوف

"في أين تجاه دهبت؟"

إستدار جندي وأشار نحو إتجاه مخالف لي مكان قدوم القرد الصخر

"حسن فل تجمع الجميع سنتبعها"

إنحني جندي قليلا تم توجه نحو أخرين لإطلاعهم علي أوامره

"تلك الغبية صغيرة.. ستقع في مشكلة إذا تقابلت مع واحد من ألائك أشخاص"

إتجه غارب و جنوده نحو مكانها بخطي تابة....

في هاده أتناء كانت ملينا تتقدم بسرعة كبيرة وتعابير من بهجة علي وجهها

"سابقا قد أحسست بطاقة لا بأس بها هنا لابد من أن قتالا ما يجري لآن.. ."

بدأت بتقدم بخطي تابة وتركيزها في أعلاه، تفادي أي وحوش أو أي خطر محتمل

"سيدي إستجمع شتات نفسك.سيدي"

سمع ملينا صوت فتاة يحمل قلق وهي تخاطب شخصا ما...

بعد تجاوز بعض أشجار تمكنت من لمحهم... فتاة بشعر أزرق باهت بتياب قتال سوداء ورمح طويل في يدها..

وقربها فتي بشعر أسود طويل، وعيونه مليأة بدموع.. بتياب قتال بنية لون وسيف قرب قدمه

إتسعت أبتسامة أكثر علي وجهها.. عندما تمكنت من تعرف علي فتي... وهناك خطرة لها فكرة تصرف

"أرا. لقد أحسست بطاقة غريبة لكن لم أعتقد رأية أي بشر هنا"

فكرة واحدة كانت تجول في دهنا، في تلك لحظة

(يبدو أن معلومات كانت صحيحة... أمير رابع أمامي لآن، إذن فكل معلومات أخري صحيحة.. لقد وفر علينا عناء بحث عنه)

*****

[منظور أرثر]

"نحن في مشكلة كبيرة عليا الهرب بسرعة"

من بين كل أشخاص لما كان عليا إلتقاء مع هاده المرأة... نحن في خطر كبير جدا

تجمدت عضلاتي بسبب خوف، وتفكيري أصبح مشوشا... فرصة خروجنا أحياء أمام هاده المرأة صفر...

لكن أمل أنها لم تتعرف علي بعد... وقتها سأستطيع إختلاق عذر ما للخروج من هاد الموقف..

"ما الذي تفعلونه هناك؟.. ألم تسمعو أن هاده غابة خطيرة جدا؟"

بدأت مرأة في تقدم وإبتسـامـة صغيرة علي وجهها.. قد يعتقد أي شخص أنها تحاول مساعدة أو مراعات موقفنا

لكن ما تفكر فيه تلك مرأة مختلف تماما... إنها ألة قتال مخصصة للقتل و إغتيال...

حتي هاده لحظة لم تفشل مطلقا في أي عملية لها... مما يوضح لي مجددا سوء حظي

لكني أعرف طريقة ربما قد تمكننا من تجنب هاده مشكلة

"جميلة جداً"

حاولت جعل صوتي متعجبا قدر إمكان و تعابير وجهي توحي بصدمة و إندهاش... لكن رغم إنخفاض نبرتي فهي قادرة علي سماع كلامي جيدا

"ما الذي قلته أيها فتي؟"

وضعت يدها فوق فمها.. وهي تتضاهر بعدم سماع كلامي

"أسف.. أنا فقد مندهش من رأية إمرأة بمتل جمالك في هاد المكان"

حسنا برغم من أني أحاول فقط إبتكار طريقة للهرب.... فأنا لم أكدب في جزء جمال فقد كانت هاده مرأة واحدة من حسناواة التي قد يفعل رجال أي شيئ من أجل حصول عليها... أو ربما حتي قضاء ليلة معها

"حقا!.. من أي ناحية تعتقد أني جميلة؟"

أجل جيد جدا كنت أصرخت داخليا في تلك لحظة... لقد إبتلعت طعم علي فقط مماطلة قليلا حتي يجدني كازوها و إكليس

وأمل أن يجدوني بسرعة..

"حسنا في حقيقة، إنه شعرك ذهبي متدفق وعيناك عسلية واسعة.. عند نظر لهما، أري جوهرة جميلة تحمل جمالا خاصا وساحرا"

توقفت قليلا لأري ما يمكنني أن أضيفه أكثر في هاد الوصف معقد، علي جعل هاده المسرحيّة أطول قدر إمكان من أجل حياتي

"مادا أيضا؟"

لمعت عيناها وتحدت ببعض الحماس في نبرتها

لما هي حتي متحمسة جدا لسماع كلامي؟... هي تسمع دائما كلاما مشابها من الرجال الذين يحاولون تقرب منها.. و حتي الرجال الذين تقوم بغتيالهم

"إنه شكل جسمك متناسق، صدرك كبير ومع قوامك وخصرك نحيف قليلا، وأيضا تياب راهبة زرقاء التي ترتدينها كلها ساهمت في بروز جمالك أكثر.. ببساطة أنتي تمتازين بكل من جمال متل دمية و إثارة تجعل جميع يريدك لنفسه، يمكنني قول أنك واحدة من أجمل نساء التي رأيتها طوال حياتي"

تبا تبا تبا... لا يمكن أن تنفد أفكاري لآن.. علي كتشاف شيئ ما... حاولت إستعمال دماغي بأقسي ما أستطيع لكن لا شيئ

لأول مرة في حياتي أكتشف أني لا أجيد وصف شكل خارجي لأشخاص أخرين..

لو كان هناك رجل ما هنا لأعطها مجموعة من أوصاف كافية لملء عشرة مجلدات كاملة... في حين أني وصفتها عشرة كلمات فقط

أنزلت رأسي لأسفل وأنا أحاول تفكير

"هيهيهيه.."

رفعت رأسي نحوها وأنا أسمع ضحكتها مكتومة.... تلاقت عيناها عسلية مع عيناه، ورأية إبتسامة صغيرة علي وجهها

"هوهوهو... إذن أنت تعتقد أني جميلة لتلك درجة.. صحيح؟ "

برغم من أن نبرتها كانت منخفضة إلا أني تمكنت من سماع كلامها جيدا..

من فضلك تجاهلي وجودي فل تغادري... لا يمكنني موت في هاد المكان بهاده الطريقة

"أيها أمير.. ربما كنت لتحصل علي كثير من فتيات بكلامك معسول، لولا ملاقاتك لي هنا"

تبا تبا... يبدو أن هاده المسرحيّة قد إنتهت وأنا لم أكتسب أي وقت

ومشكلة كبري أنها إكتشفت هويتي... مادا يجب أن أفعل لآن

"حسنا لقد إستمتعت كثيرا بمدحك لي أيها أمير... ولآن فل تمت من فضلك"

ظهرت هالة حمراء غامقة حولها، وبضربة من قدمها لأرض إتجهت موجة من رماح أرض نحونا أنا وآياكا

"سيدي يبدو أنك مكروه من فتياة"

بطبع أنا كدالك.. من فتاة التي تريد مصادقة مكتئب مثلي

تقدمت آياكا أمامي وهالة زرقاء تحيط بها.. وبضربة من قدمها إتجهت موجة من جليد نحو ملينا

تصادم هجومان في منتصف وأبطلا بعضهما... لكني أعرف نتيجة هاد القتال بالفعل

ملينا نائب القائد غارب رابع أقوي شخص في كنيسة... إذا كانت هاده مرأة هنا فيعني دالك أن دالك العجوز هنا أيضا

مشكلة كبيرة جدا... يبدو أن كنيسة شاركة أيضا في هاده مهزلة... ومشكلة أكبر أنه أرسلو غارب من بين جميع أشخاص

ربما كان علي أن أتأخر يوما أخر... مع كل تلك أفكار في رأسي

رفعت نظري نحو ملينا المرأة الخارقة.. إنها قوية.. قوية جدا... حتي إكليس ربما لن يملك فرصة ضدها

"آياكا فل تركزي علي مماطلة قتال فقط... سوف تموتين إذا إشتبكتما بطريقة مباشرة"

"أنا أدرك دالك تماما سيدي... ما رأيك في تقديم بعض المساعدة؟"

وقفت وأنا أحمل سيفي بقرب من آياكا وتعابير توحي بمدي قليلي

"فل ننطلق"

يبدو أننا دخلنا مرحلة خطر مبكرا جدا

********

ياجماعة التفاعل معدوم مع الرواية.... لن تستمر الرواية دون دعمكم

2023/06/22 · 306 مشاهدة · 1781 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025