40 - إنقلاب الموازين 2

(هااااه. نااااه كون أخبرني هل أنت سعيد لآن؟... هل تحققت أمنيتك لآن؟)

"ما أمر هاكان؟ هل وصلت لحدودك بالفعل"

إبتسم تنين أسود بخبت هو يوجه مجموعة من لكمات محطمة لجسد هاكان دون أن يقوم أخير بأي ردة فعل أو يدافع عن نفسه بأي طريقة

لقد مر بالفعل خمسة أيام علي قتالهما وكل من رأي قتالهما سيري أنهما كانا متعادلين في أحس أحوال.. أو ربما سيعتقد أن تنين أسود لذه اليد عليا في قتال

في نصف يوم السادس لم يفعل هاكان أي شيئ، لم يهجم أو يدافع أو يقوم بأي حركة... عيناه تائهتين وكأنه يفكر بعمق في أيام قديمة غابرة.. قد نساها مند مدة طويلة

إستغل تنين أسود تلك لحظة وسدد وابل من لكمات في جميع أنحاء جسد هاكان.. لقد تجاوز عدد لكمات التي تلقاها هاكان ألف لكمة وربما أكثر...

ومع دالك هو لم ينزف أي دم أو يضهر علي أي جرح... وما زال يتلقي لكمات مميتة من تنين أسود دون أي مقاومة

لكن شيئ مأكد أنه يفكر بعمق شديد، ويسترد ذكريات غابرة في حياته

( فل تخبرني من فضلك كون هل هاد حقا ما كنت تسعي ورأه من فعلتك تلك دالك اليوم؟... هل أنت سعيد بستعمال مجرد بشري لقطعة من سلاحك؟)

تعرض هاكان للكمة صدمته بالحائه بقوة شديدة.. لكن عيناه توحي أنه يفكر و يستذكر أياما مع أحد أشخاص

*هل تعلم هاكان.. أنا شخص مقدر الذي سينهي هاده الحرب قريبا *

*بفت هاهاهاهاها أنت؟.. إنها مزحة جيدة حقا كون.. لم أعلم أنك تستطيع إلقاء النكاة بهاده الطريقة *

*توقف عن الضحك أيها.. أنا لا أمزح أبدا أيها القائد سأكون شخص الذي يضع نهاية هاده الحرب*

*لتفعل دالك عليك أن تصبح أقوي مني أولا.. وإلا ستبقي عالقا في تلك أوهام لأبد *

إبتسم هاكان بتسامة صغيرة وهو يستحضر ذكري أحد أشخاص مقربين منه.. الذي شارك ساحات المعارك معه لوقت طويل جدا

لكنه سرعان ما عبس وتغير تعبيره نحو الغضب.. وهو يستحضر ذكري مختلفة جدا.. ذكري مليأة بدماء و دموع و كدالك مأسي

(لما كان عليك تخاد دالك قرار كون؟.. لو أنك فقط بقيت معي لكانت نهاية لتكون أفضل بكثير)

وقف هاكان ونفض الغبار عن ملابس بهدوء وكأن شيئا لم يحدث... بدأ بتقدم نحو تنين أسود بتعبير هادء علي وجهه

"إسمح لي أن أشكرك أيها البشري.. بفضلك قد تجاوزت ذكريات من ماضي كانت عالقة في دهني لمدة طويلة جدا"

عبر هاكان عن شكر بطريقة هادء وكلمات حكيمة... الشيئ الذي جعل تنين أسود يصاب بصدمة قوية لسماعه كلمات لم يعتقد في حياته أنه سيسمعها من مخلوق خطير كهدا

"لا بأس أبدا.. دالك شيئ إعتبره كهدية وداع بيننا، عندما أقوم بقتلك"

إرتسمت بتسامة صغيرة علي وجه هاكان هو يسمع كلام خصمه الذي يبدو مستمتعا بطعم النصر

"أخبرني ماهو إسمك أيها البشري؟"

جمد تنين أسود وهو يفكر في مغزي من كلامه.. لكنه قرر تجاوز تفكير في أمر

"أنا أدعي كليان أيها تنين العظيم هاكان، إنه إسمي الحقيقي.. تدكره جيدا قبل أن تموت"

"أخبرني كليان.. لما تعتقد أن معركة بيننا قد طالت كل هاده المدة،برغم من أني كنت قادرا على قتلك في عشرة توانى أولي من قتال"

فرد هاكان يده لأمام وهو يسأل ببتسامة صغيرة ... رفع كليان حاجبه ورسم إبتسامة كبيرة علي وجهه

وكأنه يعلن أن كلام هاكان مجرد هراء و كدب فقط لأن قتال قد طال لخمسة أيام

"ببساطة لأنك لا تستطيع هزيمتي وأنا بقوتي حالية.. أنا لآن أقوي منك بكثير، لهدا المعركة قد حسمت لصالحي بالفعل"

تجهم وجه هاكان قليلا لكنه أعاد إبتسامة مجددا

"ههههه... هل تعتقد دالك حقا؟"

أطلق هاكان ضحكة صغيرة

"أغغغغغغ.. آآآآآآآه"

بلمح البصر أصبح هاكان قرب كليان.. وبلكمة قوية جدا في معدته.. جعلته يتقيأ الذم ويحلق للخلف بسرعة كبيرة مصتدما بالحائد الكهف محدثا أثارا إصدام قوي جدا

أي بشري عادي كان ليموت من قوة تلك لكمة.. وربما لا يبقي منه شيئ

"ك... كيف دالك؟، كيف ما تزال قويا لتلك درجة؟"

عالج الحجر أسود إصابة كليان ووقف مجددا وتعابيره توحي أنه غير مصدق لما حدث

برغم من أنه سدد مئات لكمات مميتة لهاكان... وبعدم رد أخير للهجوم إعتقد كليان أن معركة قد حسمت لصالحه بالفعل

" بما أنك ستموت لآن، دعني أخبرك لما طالت المعركة بيننا كل هاده المدة "

وقف كليان وحذره في أقساه بسبب ما حدث قبل لحضات... لم يعد يستطيع تأكيد أي شيئ حول معركة

"كليان صحيح؟. دالك الحجر الذي تستعمله لقتالي هو قطعة من سلاح أحد أصدقائي. لا بل أعز أصدقائي، الذي شاركت معه ساحة المعركة لوقت طويل جدا "

توقف هاكان وهو ينظر نحو أعلي بتعابير تحمل قليل من عاطفة

"قطعة من سلاح أعز أصدقائي، الذي قتلته بيدي في دالك اليوم مشؤوم"

قبض هاكان قبضته وهو ينظر نحو كليان، الذي تجمد الدم في عروقه وهو يسمع تلك كلمات، التي أضأت له ما كان مظلما أمامه

وأضهر له أكثر ما كان يخشي حدوته

"بما أني قتلت شخص الذي صنع سلاح وهو شخص لايمكنك أن تحلم حتي ببلوغ قوته وهزمت قوة سلاح نفسه مكتملة.. هل تعتقد أن مجرد بشري قادر علي هزيمتي بقطعة منه وهو لا يجيد حتي إستخدام طاقتها بطريقة صحيحة"

*هاكان.. أعز أصدقائي و قائدي أنا لست نادما على قراري أبدا.. أرجوك فل تعتني بها من فضلك، سوف تكون حزينة عندما تعلم أمر *

*تبا تبا لك أيها لعين... لما فعلت دالك؟، ألم تعدني أنك شخص الذي سيوقف هاده الحرب*

وضع هاكان يده علي رأسه، وعيناه توحي بألم كبير جدا يحترق في قلبه من وقع ذكريات دالك اليوم التي عادت له دفعة واحدة

أعاد هاكان وجهه معتاد بالقوة، بنظرات غير مبالية.. وبدأ بتقدم بخطوات تابة مليأة بالقوة والهيبة نحو خصمه

"حسنا لقد طال أمر كثيرا... سأعطيك فرصة.. أعطني الحجر وسأسمح لك بمغادرة مكان، ولن أقوم بقتلك"

فرض هاكان يده لأمام وهو يشير نحو باب صخري عملاق وأيضا حجر أسود

"فل تتوقف عن تفوه بالهراء أيها العجوز لعين.. أنت لا يمكنك هزيمتي بوجود هاد الحجر"

إشتعلت هالة سوداء فوق جسد كليان وغضبه تصاعد أكثر، بسبب وقع كلمات هاكان عليه.. حتي أن أرض تحطمت تحته بالفعل ضغطه هائل وقوته كبيرة

"بشري أحمق لقد أضعت فرصتك وحيدة لنجاة و خروج حيا من هنا"

إنطلق كليان بسرعة كبيرة مخلفا دمارا كبيرا خلفه. جمع أكبر قدر يمكنه من قوة في يده يمني وهو يوجه هجوما نحو وجه هاكان

"فل تمت أيها لعين"

صرخ كليان بقوة وهو علي بعد عدة خطوات من وصول إلي خصمه الذي لم يفعل أي شيئ

"أغغغغغغ.. آآآآآآآه. ك.. كيف؟"

وجه هاكان لكمة قوية نحو أمعاء كليان قبل أن تصل لكمة أخير له.. مما جعله يبسق كثير من دم، وطاقته سوداء كثيفة تبدد من جسده

"لقد أخبرتك.. كنت أستطيع قتلك في عشر توانى أولي من بداية قتال "

_سلسلة لهب _

إشتعلت نار حمراء حول جسد هاكان وغلفت جسد كليان أيضا... تحولت تلك نار لسلسلة من لهب إلتفت حول جسد كليان من كل جهات وقيدته بإحكام شديد

"م.. ماهدا؟"

حاول كليان إستجماع طاقته وتدمير سلسلة لهب لكنها لم تتزحزح.. بل علي عكس كلما قوام بقوة أكتر أصبحت أكثر إحكام على جسده

"لا يمكنك إفلات من سلسلتي.. هل تعلم حتي نوع مخلوقات التي قيدتها وحبستها بتلك السلسلة"

أضلم أعين كليان وهو غير قادر على تدمير السلسلة لهب.. بل حتي أنها أحكمت عليه أكثر

"دعني أولا أستعيد دالك الحجر.. وبعدها يمكنك الموت ببطء"

توهجت يد هاكان بلون أحمر ولهب يغلفها

"آآآآآآآه.. توقف نوقف.. آآآآآآآه"

دوي صراخ كليان محمل بألم كبير في كهف، ويد هاكان مغلفت بلهب تخترق صدره....

لم تستمر العملية سوي عشر تواني.. لكن في نظر كليان الذي عاش ألما لايمكن تصوره فقد كان أمر وكأنه سنة من عداب مستمر

أخرج هاكان يده وحجر أسود بسواد ليل فيها، يقطر بدماء حمراء خاصة بتنين أسود الذي كان يلفض أنفاسه أخيرة من جرح كبير في صدره

*كليان الطريق الذي تمشي فيه ليس فيه سوي ضلام... أنصحك بصفتي صديقك بالعودة*

*هاهاهاه الضلام وكأن ما نعيشه لآن ليس ضلاما.. فل تأتي معي سنتربع علي كل شيئ سنحصل علي كل ما نريد.. سنتمكن من علاج مرضك أيضا *

بدأت أعين كليان تغلق ببطء لكن تعبيره أخير يوحي وكأنه يتحصر علي شيئ كبير في حياته

(أنا أسف ياصديقي لأني لم أستمع لك في دالك اليوم... أنا لم أرد أن أبقي في حياة التشرد و الفقر فقط... لكن بسبب مال بسبب نقود تحولت لقاتل تم إلي ماهو أسوء بكثير.... بينما أنت قد مت بعد شهر واحد من إفتراقنا بسبب مرض)...

تحول تعبير كليان من حصرة إلي إبتسامة صغيرة.. لكن ورأها ألم كبير جدا

(أنت لم تعلم حجم ألمي وحصرتي عندما إكتشفت موتك، لقد جنيت أخيرا مال كافي لعلاجك، لكني مع دالك وصلت متأخرا جدا... لو أنك فقط رافقتني كما كنت تفعل دائما لكت بخير لآن، لكنا منزال معا كما كنا دائما... لكني أعلم جيدا طيبة قلبك كبيرة. أنت لن تقتل أي شخص أبدا من أجل مال أو من أجل أي أحد... لذالك أحببتك كثيرا كأعز أصدقائي)

*كليان أنظر أنظر كم جنيت ليوم.. لن نقلق علي طعام ليوم أو ثلاثة هكدا *

في أخر لحظاة كليان نزل قطرات من دموع من عينيه وهو يتذكر إبتسامة وكلمات أعز أصدقائه الذي لم يكن يتركه أبدا

"أ..أنا أسف ياصديقي، ف..فل تسامحني م..من فضلك.. لأني تركتك.. "

سمع هاكان كلمات كليان أخير و دموعه التي كانت تحمل ألم وحصرة.. لكنه تجاوزه وهو يمسك حجر أسود في يده

لم يبلغ كبر الحجر سوي أربعة سنتمترات.. لكن طاقة صادرة منه مخيفة وهائلة جدا

" برغم من ما فعله في دالك اليوم، فهو قد كان أعز أصدقائي، من مستحيل أن أترك قطعة من سلاحه في يد مجرد بشري ضعيف"

توهج جسم هاكان بلون أحمر جميل وإختفت معه كل أوساخ وغبار الذي كان علي ملابس وجسده

وبدأ في توجه لمغادرة مكان بعد حصوله علي شيئ لم يكن يتوقعه إجاده في دالك مكان

"لا تفكر في أمر أندرو فل تغادر المكان، فل تدهب وعش ما تبقي من حياتك في هدوء"

إستدار هاكان وعيناه تلتقيان مع عينا أندرو الذي كان مليأ بجروح و إصابات خطيرة في جميع أنحاء جسده

"أنتم البشر لا تملكون العمر طويل أو حتي القوة كبيرة لتسعو نحو إنتقام أو سعي نحو ما هو أبعد، فل تذهب لآن وعش بهدوء بين بني جنسك"

إستدار هاكان وبدأ في مغادرة

"صحيح أننا لا نملك أين مما قلته.. لكن هناك أشياء لا يمكننا نسيانها أو تجاهلها حتي مع هاد العمر قصير الذي لذينا ومع قوتنا ضئيلة جدا التي لا ترتقي لقوتكم"

صرخ كليان ويده علي صدره بينما عيناه تشعان

"أنتم البشر لا تعلمون كم أنتم محضوضين، لمتلاككم هاد السلام حتي مع قليل من مشاكل.. لكنكم تستطيعون عيش بهناء لو أردتم، لو كنت مكانكم لم أكن لأهدر لحظة واحدة من هاد السلام"

توقف هاكان وهو ينظر نحو سقف الكهف الذي سلل منه شعاع لطيف من ضوء الشمس.. ليضيأ مكان أمامه

"ما قلته لك لآن هو كلام شخص أمضا سنوات أطول من أعماركم في ساحات المعارك و الحروب المستمرة.. ما تعيشونه وترونه لايمكن إعتباره سوي سلام وإزدهار، مقارنة بما عشته ورأيته أنا... أنصحك بالعودة، لسبب ما أنا لا أريد قتلك"

تنهد هاكان وهو يغادر مكان... بينما تعابير إستياء ضاهرة علي وجهه

(برغم كل شيئ، الحرب قادمة قريبة جدا.. سيتوجب علي عودة للعالم مقدس قريبا... أرجو أن القائد العنقاء قد وجد شخص مناسب ليقود أمر، وإلا ستكون هناك مشكلة كبيرة....)

*هاكان فل تعتني بها من فضلك *

أمسك هاكان رأسه وهو يتذكر كلمات صديقه أخيرة

(فقط أين إختفيتي؟.. أنا حقا أريد شرح أمور لكي عن ما حدث في دالك اليوم)

لم يقل أندرو أي شيئ وهو يري هاكان يختفي من مكان.... بل ظل في مكانه يعيد التفكير مرارا وتكرارا في كلمات هاكان التي كان لها وقع قوي عليه

"سنوات أطول من عمرنا في ساحة المعركة... ما نوع فضائع التي مر بها وعاشها دالك تنين ليقول كلاما مثل داك؟"

قرر أندرو توقف عن التفكير في أمر ومغادرة مكان... كلمات هاكان فتحت عيناه علي شيئ مختلف تماما عن ماكان يعتقده

****************

إذا كانت هناك أي ملاحظة حول رواية المرجو ذكرها و سأحاول عمل عليها

2023/06/24 · 308 مشاهدة · 1853 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025