[منظور بال]

آآه، إييييييه، ه..هل تمزح هاده المرأة لآن؟

أمسكت رأسي وتعابيري قد تعطلت من قوة الصدمة...

سؤال واحد فقط يدور في دهني، كيف لوجود بهاده القوة أن يريدني كتلميذ له؟

مهما فكرت في أمر أجده غير منطقي.. وغير قابل لإستعياب

هاده مرأة قد أكدت أمر بنفسها، هي لست من بشر رغم شكلها... إذن ماد تكون؟

تفكير في أمر حقا يخيفني، لكن علي إستجماع شتات نفسي أولا وتأكد من كل شيئ

"عذرا... هل قلتي لتو أنكي تريدين جعلي تلميدك؟"

حتي أن مناطق إختيار الكلمات في دماغي قد تعطلت... نبرتي قد أصبحت منخفضة وكلامي موزون جدا

كيف لا وأنا أعلم ما قد يحث لي إذا أثرت غضبها

وضعت مرأة يدها تحت دقنها وهي تبدو وكأنها تفكر في أمر لأول مرة...

لكن بعد أن ركزت نظري جيدا عليها، إنها.. إنها حقا جميلة جدا...

حتي ولو بحث في مدينة لا ربما حتي ولو بحث في مملكة كلها لن أجد مرأة بجمالها

بشعر أزرق متدفق، وعيونها الخضراء ببشرة بيضاء ناصعة وقوام متالي.... لاشك أنها أجمل ما رأيت في حياتي، لكن طاقة مهيبة تتسرب من جسدها قادرة على سحقي

ربما تورطت مع كيان التي لا يجب علي تورط معه أبدا

"همممم.. لما أريد جعلك تلميذ لي كاااه؟، لم أفكر في أمر كثيرا"

رغم قوتها وجمالها لكن تصرفاتها وطريقة كلامها، تبدو كطفلة صغيرة لا تجيد بعد تعبير عن نفسها جيدا

أو ربما هي تتضاهر بأمر فقط، لا يمكنني جزم بأي شيئ بعد، علي دراسة وضع جيدا قبل أن أقول أي شيئ أمامها

"إسمحي لي بتغيير سؤال... مادا تكونين؟، أنتِ لست بشرا صحيح؟"

إرتسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها.. لكن هاده المرة شعرت بضغط قوي نابع من جسدها

"حسنا.. أعتقد أن لا مشكلة من إخبارك ربما، أنا أدعي ساليون، هل سبق لك وأن سمعت بمصطلح جنيات؟"

آه. آآآآآه.. هل قالت جنيات؟ هل من ممكن أنها واحدة منهم؟

لا لا مستحيل تلك مخلوقات مجرد أساطير إخترعها قداما، لم يتم عبر زمن رأية أي واحدة أبدا منهم

لدالك جميع مقتنع أنها مجرد قصص يتم إخبارها لأطفال من أجل متعة

"في حقيقة قد سبق وأن قرأت قليلا عنهم في بعض الكتب قديمة، هل من ممكن أنكي....؟"

"أجل. أجل، فل تفتح عيناك جيدا وتذكر هاده لحظة طوال حياتك، أنا ساليون واحدة من جنيات، كما أني جنية رفيعة مستوي أيضا، إعتبره شرفا عظيما لك"

لا لست بحاجة لتأكيد علي مكانتك، قوتك وحدها تتحدث عنك، بخلاف تبجحها كبير وتباهيها، وتكلمها بحماس كبير عن نفسها، فكلامها يفسر سر قوتها غير معقول

لكن يارجل لقد عبث مع مخلوق جميع يعتقد أنه مجرد أسطورة، هل من ممكن أن يصبح حظي أفضل؟

"سيدة ساليون.. أرجوكي أخبريني لما تريدين مني أن أصبح تلميذك؟ أنا مجرد بشري لا يمكنه وصول لقوتك خارقة"

حاولت جعل نبرتي مهدبة جدا، أي خطأ أرتكبه سيكلفني حياتي مع هاد المخلوق

"هيهيه، أنت تعرف كيف تتحدث، حسنا إنه لسببين فقط"

رفعت أسبعين في يدها وهي تتخد تعبيرا جدا، ركزت مع كلامها بشدة، كل كلمة ستقولها سيكون لها وزن خاص

و ربما يمكنني إستفادة من هاده الفرصة حتي

"السبب لأول هو السيف الذي علي خصرك، أنت بشري أحمق حقا، تحمل سيف ضوء القمر أزرق أسطوري، ومع دالك لا يمكنك إستعمال قوته حقيقية، لقد شعرت بأسي علي سيف حقا، لدالك أردت تدخل من أجله"

هل إكتشفت سيفي بنظرة واحدة فقط، يفترض أن يكون هاد السيف أسطوري سريا ولا يعلم بأمر سوي عدد قليل

كيف تمكنت من تمييزه حتي؟، يبدو أن هناك كثير مما نجهله حول هاد العالم

أعدت تركيزي نحوها لسماع سببها التاني

"السبب تاني هو فقط لمجرد نزوة شعرت بها، لأنه ليس لذي ما أفعله "

هااااه هل تريد تلميذا فقط لمجرد نزوة، هل هي طفلة أم مادا؟

يفترض أن تكون هاده مخلوقات حكيمة وذكية لغاية، ولا تفعل شيئا إلا وهم يخططون لكل شيئ محتمل وقوعه

لايمكنني فهم هاده المرأة هناك شيئ ما خاطء بشأنها، تتكلم في لحظة بمنتهى جدية.. وفي لحظة أخري تصبح مثل طفلة تستمع لرغباتها فقط

علي إكتشاف طريقة لإبتعاد عنها، إنها تخيفني حقا... هي لم تضهر أي عداء تجاهي لكنها مع دالك تخيفني

"سيدة ساليون، مادا لو رفضت أن أصبح تلميذك؟ مادا ستفعلين؟ "

إذا لم تكن هناك أي عواقب، لا أريد تورط مع هاد مخلوق أسطوري، أفضل مغادرة مكان لآن

"هيهيهيه، ما رأيك يافتي؟، هل تريد تجربة شعور أن ينتزع شخص ما قلبك بيده؟، هل تريد تجربة تلك عملية؟"

لم يتغير تعبيرها جميل وهي تشير نحو قلبي بيدها، ربما لم يكن علي سؤالها

حتي لو إجتمع أقوي أقوياء مملكة فل يتمكنو من ترك علامة واحد عليها، يمكنني تأكيد هاد أمر بمجرد رأيتها

من أفضل أن أفعل ما تريد، وإستماع لكلامها إلا حين أن تقرر بنفسها تركي أذهب

"لا شكرا سيدتي، أريد إحتفاظ بقلبي في مكانه لو أمكن"

إرتسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها وهي تسمع كلامي، أعتقد أن ليس لذيها شيئ أخر تضيع عليه وقتها

جلست علي أرض محاولا إلتقاط أنفاسي، فقد تدررت كثيرا من قتال

تذكرت فجأة سيل وأخرين الذين كانو في وضع الصعب

أدرت رأسي و رأيتهم كان الجميع ملقيا علي أرض ودماء تسيل من جراحهم، يبدو أنه لم يكن قويا بما يكفي لصمود أمام الخونة

وبدوري أنا لم أذهب لمساعدته بعد قدوم هاده مرأة

"هل تريد أن تنقد شخصا منهم؟، بصفتي معلمتك سأقدم لك هاده الخدمة كهدية"

فكرة جيدا في كلامها، إنقاذ سيل هنا سيساعني مستقبلا، لكن هل هناك حقا مستقبل ينتضرني بوجود هاده المرأة بجانبي؟

"من فضلك معلمتي فل تعالجي جروحه"

أشرت بيدي نحو السيل الذي كان يلفض أنفاسه أخيرة، ودماء اسيل بدون توقف من جراحه

"هوهو، لقد ناديتني معلمتي، كنت أخطط لضربك مرة أو مرتين حتي تقولها.. لكن يبدو أني إخترت شخصا ذكيا جدا"

لمعت كرة زرقاء جميلة من طاقة فوق يدها وتوجهت نحو سيل، بمجرد وصول كرة فوقه إنفجرت وبدأت قطرات من ماء تنزل فوق جسده

بدأ جسده يضيء بالون أخضر جميل، وفي لحظة واحدة توقف نزيفه وشفيت جراحه كلها

كنت منبهرا من دالك مشهد، لا أعتقد أني رأيت شيئا مشابها لذالك في حياتي

"سيبقي فاقدا الوعي لبعض الوقت، و لآن تلميذي عزيز أخبرني ما الذي كنت تفعله في هاد المكان الخطير؟"

ضهرت إبتسامة علي وجهها جعلت قشعريرة تسري في عمودي الفقري، لسبب ما أحس كأني سأموت لو كذبت عليها، أشعر كأن عيناها تستطيع الرأية خلالي...

لا فائدة مت كذب علي أي حال، سأخبرها حقيقة وأنتظر ردة فعلها، فقط نجوت من موت قبل قليل علي أي حال

"لقد أتينا للبحث عن أداة المقدسة مدفونة في جبل..."

"عن أي أدات تتكلم؟"

تغير تعبيرها وإستفسرت بسرعة كبيرة وبنبرة مختلفة

"نحن ندعوها أجنحة الرعد المقدسة"

تجهم وجههاقليلا، وداقت عيناها عندما سمع إسم أدات، بل شعرت وكأن رعب قد تغلغل في جسدها

"إذن، فكلامه صحيح.. البشر مجرد حمقي في نهاية، من أحمق الذي سيجلب عداء شوغن و أمير له بسرقة أجنحة الملك، لا بل سيجلب عداء فصيلتهم أكملها"

بدأت تتمتم لنفسها وتعابير خوف ضاهرة علي وجهها...

لم أتمكن من سماع معظم كلامها، لكن سمعت فقط أجنحة الملك، وعداء أمير... هل لهاده الجنية علاقة بتنين الرعد المقدس، ومن يكون هاد أمير؟

يبدو أنها تعلم كثير من أشياء التي نجهلها عن تلك أجنحة، علي إكتشاف طريقة ما لجعلها تخبرني بكل شيئ

"معلمتي؟!.."

كانت سارحة في تفكيرها حتي أنها نسيت وجودي تماما

"أيها البشري أحمق، أنصحك بنسيان أمر أجنحة، حصول أي بشري كيف ما كان عليها سيجلب دمار و خراب علي هاده أرض، أنتم البشر جميعكم لا تساوون شيئا أمامهم"

بدأت بصراخ بوجهي بتعبير غريب من قلق وغضب في نفس الوقت.. لكنها تتكلم بطريقة غريبة جدا

أمامهم؟، دمار وخراب عن مادا تتكلم هاده مرأة لآن؟، لما أصبحت بهادا الخوف عندما ذكرت كل تلك أمور؟

مهما فكرة في أمر، أجده شيئا يفوق تصورنا كبشر... من هم أولائك الذين ذكرتهم قبل قليل

آآه أكره أشخاص الذين يتكلمون بألغاز

"أخبرني هل هناك سبب أخر لقدومك لهنا غير أجنحة؟"

إسترجعت هدوئي بعد أن دفنت كل أسئلة في زاوية رأسي

"لقد قدمت لملاقات تنين دماى هاكان"

"آه.. إييه، هاكان هل قلت هاكان لتوك... لما بشر حمقا لهاده ذرجة، أخبرني لما تريد مقابلة هاكان؟"

برغم صدمتها من كلامي.. إلا أنها لا تكف عن نعتي بأحمق عن كل كلمة أقولها

بأي حال كيف تعلم هاده الجنية بأمر دالك تنين؟

إستجمعت شتات نفسي رغم كل أسئلة التي تدور في دهني، قررت حشر كل شيئ في زاوية رأسي وتركيز علي إجابة تساؤلات هاده المرأة أولا

"قبل عشرين سنة حرق هاكان قرية بغابتها في موجة غضب منه لم يعرف سببها، وفي وسط كل دالك دمار وخراب، أخد هو بنفسه حجرا كان يعطي لقائد قرية، كان رمزا لقوة قرية.. حتي أن أعتي الوحوش ومحاربين لم يكونو يستطيعون إقتراب منها"

"حجرا؟!.. ما نوع الحجر؟"

" بعد البحث لمدة طويلة تمكنت من إكتشافه.. نحن ندعوه بحجر أسود، وهناك من يدعوه بحجر شر أسود.. إنه حجر سحري أسود تنبتق منه طاقة سوداء مشؤومة وقوية جدا، يقال أنه يستطيع إعادة مستعمله من موت... "

وضعت ساليون يدها تحت دقنها قبل أن أنهي كلامي، وعيناها توحي أنها تفكر بأمر بعمق شديد

"حجر أسود. حجر أسود... طاقة سوداء مشؤومة، غير ممكن هل من ممكن أنه؟"

داقت عيناها وهي تضع إفتراضية في رأسها وتعابيرها توحي أنها تتمني أنها مخطأ.

"هل تمتلك جزءا من دالك الحجر؟"

تغير تعبيرها مجددا و كدالك نبرتها

"أجل أنا أملك جزءا من دالك الحجر"

"أعطني حجر الذي معك، إذا كان أمر هو نفسه ما أفكر فيه، فأنت معلق بين حياة والموت يا فتي"

مع كل كلامها سابق ونبرتها التي تحمل كل من قلق وخوف،.. فهي لن تأخده وتهرب،

أعتقد أنها ستوضح لي مجموعة من نقاط و غوامض حول هاد الحجر....

وضعت يدي في سواري وأخرجته، كانت تنبعت منه طاقة سوداء مشؤومة جدا، رغم صغر حجمه.. إلا أنه يفيض بطاقة سوداء

"هااااه، إنه حجر من سلاحه حقا.. هل قدم لهنا للبحث عن قطع"

إرتسم تعبير من صدمة وإندهاش علي وجهها وهي تمسك الحجر في يدها...

لكن ماهو كل دالك الهراء الذي تتفوه به هاده مرأة... إنها تتمتم لنفسها كثيرا

و تتكلم بتكتم شديد و لا تبرز أي شيئ في كلامها، مما يجعلني غير مستوعب لأي شيئ بخصوص هاده محادثة

"معلمتي، هل هناك شيئ ما بخصوص الحجر؟"

أعادت ساليون وجهها معتاد وهي تنظر في إتجاهي...

"لقد قلت أنك تبحث عن هاكان، صحيح؟، سأساعدك بنفسي في دالك، بستخدام هاد الحجر وإختيار جيد للكلمات، يمكننا تكلم معه دون خوف من أن يقتلنا"

يقتلنا هل هاده مرأة أضعف من هاكان، رغم أنها من جنيات...

لكن لما قد ترغب في مساعدتي، يبدو أنها غيرت خططها بعد أن رأت الحجر

مع دالك هناك سؤال في دهني..

"معلمتي هل أنت أضعف من هاكان؟، رغم كل قوة التي أضهرتها سابقا"

إبتسامت بسخرية وهي ترفع حاجبها عاليا...

"بما أنك تلميذي عزيز سأخبرك بهادا فقط.. لقب هاكان هو تنين الحرب أحمر، دالك إسم وحده كاف ليخبرك بمدي قوته"

كلامها يجعلني أتسأل مجموعة من أسئلة، إجابتها تقود لسؤال لأخر.... كل شيئ حولها يوحي بالغموض

رغم تكلمنا لأكثر من عشرين دقيقة، إلا أني خرجت دون إستيعاب أي شيئ تقريبا

إنها تتكلم بطريقة غامضة ولا تريد إضهار أي شيئ بخصوصها... إنها خطيرة جدا

رغم تكلمها بطفولية في بعد أوقات.. لكن هاده مرأة إنها ذكية جدا، وإنتقائية في إختيار كلماتها... هي لم تقل مباشرة أنه أقوي منها بل أعطت معلومة خارجية تجعلني أدور في دوامة من أسئلة أخري

بتعبير بسيط هي لا تريدني أن أعلم أي شيئ بشأنها..

لكني سأذفن كل شيئ لوقت أخر، حصول علي مثل هاده القوة في جانبي حتي وصول لهاكان مساعدة كبيرة جدا

سأستغل هاده الفرصة لتحقيق هدفي، لا أعتقد أني سأحصل علي فرصة أخري مثلها أبدا...

**********

[منظور ساليون]

لم أعتقد أن حظ سيبتسم لي مجددا أبدا...

لقد أردت فقط إمضاء بعض الوقت في عالم البشر، بتدريب هاد الشخص الذي يحمل سيف ضوء القمر أزرق

لكن لم أعتقد حصوله علي قطعة من سلاح نائب القائد كون... إذا أعطيت هاده القطعة للقائد هاكان فربما قد يغفر لي خطئي في دالك اليوم و يزيل عقوبتي...

أنا أرجو دالك من كل قلبي... أنا لا أريد عيش في خزي دالك الخطء طيلة حياتي

أنا أرجو أن يستمع لكلامي مع وجود هاد حجر لذي

لايمكنني أن أكون شاكرتا أكثر لهاد البشري.... بفضله قد حصلت علي فرصة لتكلم مع قائد

وقد يتم مسامحتي علي أكبر أخطاء حياتي حتي...

"فل ننطلق ياتلميذي عزيز، فل تترك رسالة مع دالك شخص هناك... تخبره ما عليه أن يفعل عندما تأتي قواتك، وأنا وأنت سننطلق"

كلماتي جعلت وجهه يتجهم قليلا، ويرفع من حذره أكثر.. لكنه يعلم أن هاد هو خيار أمثل في مثل هاد الموقف

وجةد عديد من أشخاص سيبطء حركتنا و يجدب الوحوش نحونا.. لذالك سننطلق نحن إثنان فقط

لا يمكن لأي وحش في هاد العالم أن يقف في طريقي... لذالك سنصل بسرعة

لكن في نفس الوقت يمكنني تفهم خوفه وحذره شديد مني، فأنا أعتبر مخلوقا أسطوريا بالنسبة له... وربما يعتقد أني سأقتله إذا إقترف خطأ ما

لكن أمر عكس دالك تماما، مند بداية القتاله مع دالك العجوز أثار هاد البشري إهتمامي... قتاله مستميت سابقا ذكرني بقتالي مع رفاقي في ساحة الحرب أخيرة

أرجو أنهم بخير جميعا بعد أن إقترفت دالك خطأ

"فل ننطلق معلمتي"

"حسنا فل ندهب"

فل ندهب لرأية ما يخبؤه القدر لي.. هل هو غفران، أو موت

2023/06/25 · 255 مشاهدة · 2042 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025