[منظور أرثر]

"آآآآآه... هوه هوه... أغغغغغغ "

بدأت ألهث بشدة وتنفسي أصبح سريعا و متقطعا.. وجسدي مليئ بجروح الخطيرة، وعظام المكسورة... جسدي كل يصرخ من ألم لا يحتمل

لا أعتقد أن هناك شيئ في جسدي لم يكس بعد بستثناء أدني... نظرت لدماء التي تتدفق من جسدي بقوة

لن أكدب علي تفسي... في لحظة التي رأيت فيها تلك مرأة علمت أن نتيجة قتال ستكون هاكدا

علمت أنها ستقوم بتحطيمنا بمطرقتها، قبل أن تقتلنا

رفعت نظري بصعوبة نحو آياكا قربي التي تعرضت أيضا لمجموعة من إصابات الخطيرة في جميع أنحاء جسدها.. وإستنزاف حاد في طاقتها بسبب محاولتها مماطلة قتال

وأيضا لأنها كانت تحميني من بعض هجمات مميت

كما أن مجموعة من ظلوعها وعضامها قد كسرت، بإضافة لقدمها يمني.... ، لا يمكنها كسب مزيد من الوقت

وأيضا لا أعتقد أنها قادرة علي قتال أكثر حتي... كلانا في حالة مزرية جدا

"لم أعتقد دالك لكن أنتما إثنان لا بأس بكما أبدا، لقد إستمتعت بهاد القتال حقا"

بدأت ملينا التي لم تكن هناك أي إصابة علي جسدها.. أو حتي قليل من إرهاق علي وجهها في تقدم نحون آياكا، وهي تقوم بتدوير مطرقتها في يدها

يبدو أنها تريد إنهاء حياتها أولا بعدها تتفرغ لي..

كانت آياكا ساقطتا علي ركبتيها وهي غير قادرة علي حركة كما أنها تلهث بشدة أيضا من إرهاق...

"ت.. توقفي، ت.. توقفي"

حاولت صراخ لكني صوتي خدلني، لم أتمكن من رفعه أكثر... رفعت ملينا مطرقتها وهالة تحيط بها

إذا أصاب دالك هجوم آياكا فسيحطم رأسها، سوف تموت.... علي تصرف بسرعة

ضغطت علي جسدي وأنا أحاول وقوف....

هيا.. هيا من فضلك ياجسدي، هاده مرة فقط

إستجمعت أكثر ما أقدر عليه من طاقة محاولا تحرك... تمكنت من تحريك جسدي بصعوبة بالغة

وقبل أن تصل مطرقة ملينا محملة بطاقة لرأس آياكا التي كانت تضع تعبيرا من الحسرة و ندم علي وجهها

رميت نفسي بينهما ويداي علي شكل حرف إكس أمام صدري... ضربتني مطرقتها مغلفة بهالة، وقدفتني محلقا عدة أمثار

إصطدمت بجدور إحدي أشجار حتي بصقت دم من فمي.. كما أن جراحي قد زادت و دماء تتدفق أكثر

وبطبع حطم هجومها يداي معا، وكدالك عظام قفسي صدري

وأعتقد كما لو أن عمودي فقري قد إنقسم بسبب قوة ضربتها...

بدأ وعيي يختفي تدريجيا و لم أعد أستطيع تحريك أي شيئ في جسدي، وسبب أن كل شيئ قد تحطم فيه حتي أني لم أعد أستطيع فتح عيناي أكثر

هاهاها يالها من نهاية... ضحكت بسخرية علي وضعي

"س...س... سيدي، سيدي. أرثر "

في لحظة وعيى أخيرة سمعت صوت آياكا الذي بدا عاطفيا قليلا

هاها... من صعب تصديق حقا أنها نفس الشخص الذي وضع الرمح حول رقبتي سابقا وقام بتهديدي

لقد تغيرت حقا، أرجو أن تتركها ملينا تدهب، فهي تقدر مثل هاده تصرفات

***************

"سيدي... إبقي معي سيدي"

بدأت آياكا تزحف نحو أرثر بأقسي طاقتها، برغم من جروح و إصابات الخطيرة التي تملء جسدها

وكسر خطير في قدمها اليمني.. الذي جعلها غير قادرة علي وقوف حتي

"إنه قائد جيد حقا، لقد ضحي بحياته من أجلك"

تغير تعبير ملينا و ضهر تعبير جدي بدل إبتسامة كبيرة التي كانت علي وجهها من بداية القتال معهما

قد شعرت بقليل من حترام تجاه أرثر علي ما فعله سابقا...

في لحظة أخير تظهر حقيقة مرأ، و يكشف غطاؤه...

لكن دالك فتي رما نفسه برغم ضعفه أمام هجومها فقط لحماية تابعته.... ودالك جعلها تغير تفكيرها قليلا

تجاوزت ملينا آياكا التي كانت تحاول وصول لسيدها بستماتة شديدة ، وتقدمت نحو أرثر الذي فقد وعيه، وبدأ في لتقاط أنفاسه أخيرة

ودماؤه تسيل في مكان

بسبب ما فعله أرثر سابقا قررت ملينا ترك آياكا علي قيد حياة... برغم من أنه قد يسبب لها مشاكل مستقبلا، لكنها إحترمت شجاعته

كما أن أوامرها نصت علي قتل أمير فقط

"إنتظري من فضلك.. أرجوكي فل تقتلوني أنا و دعيه يدهب أنا أتوسل إليك"

إنحنت آياكا ورأسها يصطدم بأرض و هي تتوسل، بنبرة غريبة و كأنها علي وشك بكاء مع كلامها

"ما الذي قلته لآن؟"

إستدارت ملينا وتعبير إندهاش و صدمة علي وجهها

"من فضلك، أنا أعلم أننا في ساحة المعركة.. لكنه مجرد ظعيف لن يسبب لكم أي مشاكل حتي ولو عاش، لذالك من فضلك فل تقتليني بدلا منه، أنا أتوسل إليك"

برغم عدد قتالات ملينا كثيرة لم ترى في حياتها شخصا يتوسل من أجل حياة قائده،.. بل الجميع يختبء خلفه، ويستخدمه كدرع ليعيش

تلك كلمات أتارت دهشتها و صدامها في وقت نفسه..

"يبدو أنكي محظوظة به كقائد، وهو بنفسه محظوظ بكي كتابعة وفية له"

إبتسمت ملينا إبتسامة صغيرة وهي تنظر نحو آياكا التي ما تزال تحني رأسها

"لما؟.. لما تريدين تضحية بحياتك من أجله؟، ما مميز بشأنه لذرجة تضحيتك بحياتك لإنقاده؟ "

رفعت آياكا رأسها قليلا وعيناها تلاقت مع عينا ملينا

*آياكا قد يبدو لك هاد مجرد كلام فارغ، لكن سبب إنقاذي لك هو.......*

*آآه، ه... هل أنت جاد في كلامك؟، دالك مستحيل...*

*هاهاها.. قد يبدو مستحيلا لأني إستخدمت عليكي دالك ألم سابقا.. لكن تلك هي حقيقة.... أنا أرجو حقا أن تصدقيني....*

(عندما أخبرني بدالك كلام في دالك اليوم، لم أتمكن حتي من نوم من كثرة تفكيري في أمر،.... مجرد تفكير شخصا ما بدالك من أجلي أسعدني حقا، لم أعتقد أبدا أن شخصا سيخاطر بحياته من أجلي، أنا التي تخلي جميع عنها.... إنه يستحق كل إحترام وتقدير...)

بدأت آياكا تتدكر بعض أشياء التي حدثت معها في أيام التي قدتها مع أرثر

(لكن لقد كان يبكي سابقا بسبب دالك الوهم... أنا لا أعلم نوع معانات التي مر بها، لكنه يستحق بعض الراحة لآن.. وبطبع سأضحي بحياتي من أجل دالك لو أمكن، فقط فعل نفس أمر معي أيضا )

"دالك شخص هو قائدي و سيدي... أي حياة سأعيش لو سمحت بموته أمامي دون أن أفعل أي شيئ"

وضعت ملينا مطرقتها أرضا وهي تبتسم

"هاهاهاهاها... لم أعتقد أبدا أني سأجد أشخاصا مثلكم، في هاده الحالة إسمحي لي بقتلكما معا"

ضاقت عينا آياكا، وبدأ تنفسها يتسارع من خوف

رفعت ملينا مطرقتها وتقدمت تجاه أرثر الذي كان يلفد أنفاسه أخيرة

"إحتراما لما فعلته سابقا، سأقتلك بضربة واحدة"

رفعت ملينا مطرقتها وهالتها إنتشرت حولهما

"توقفي... لا لا توقفي.. أرثر"

بدأت آياكا بصراخ وهي تحاول وصول لموقعهما.... لكن بدون أي فائدة جسدها رفض التحرك

وجهت ملينا مطرقتها محملة بطاقة تجاه رأسه.... حدث إنفجار كبير في مكان حتي أنها تراجعت للخلف.. مع جرح علي وجهها

"من تكون ياهادا؟"

تجهم وجه ملينا و رفعت من حذرها بسبب شخص الذي تصدى لهجومها، بل وجرحها في وجهها ببراعة فائقة

إرتسمت قليل من فرحة علي آياكا وهي تشعر بحدور شخص تعرفه

"أيتها لعينة، لقد تخطيت حدودك كثيرا، هل تعلمين من يكون هاد الشخص؟"

تقدم فتي في تامنة عشر من عمره بتعبير من غضب وهالة محطمة حوله، جعلت هالته قشعريرة تسري في جسد كل من ملينا و آياكا أيضا

"ك..كازوها"

*********

قبل عشر دقائق

[منظور كازوها]

تبا لهاده الوحوش، ليس لذيهم شيئ سوى العددهم كبير

"الرياح، موجة القاطعة"

أطلقة موجة من رياح القاطعة محملة بشفرات تجاه الوحوش التي بدأ أخيرا عددها يقل

لقد إستمر قتالنا لمدة نصف ساعة دون توقف...

وفي تلك لحظة أدركة، أننا غفلنا عن أكثر ما يجب علينا فعله

بسبب عدد كبير من وحوش تحطمت منطقة حولنا و يبدو أن كل من سيدي وأياكا عزلا في جهة أخر

"إكليس، نحن في مشكلة سيدي قد إختفي مع آياكا"

رفعت نظري نحو إكليس الذي كان يقتل الوحوش بستماتة شديدة، يبدو أنه يعلم بختفائه

تجهم وجهه قليلا و ضهر تعبير من قلق و خوف عليه، هو يعلم مدى ضعف كل من آياكا و سيدي... بقائهما معا في هاده غابة خطر علي حياتهما

علينا البحث عنهما بسرعة كبيرة

"فل ندهب للبحث كازوها، وحاول إسراع قدر إمكان"

"إكليس فل نفترق.. أنا أشعر بشعور سيئ حول هادا، سيدي في خطر كبير"

هز إكليس رأسه بموافقة علي كلامي، في موجة من طاقة مشتركة بيني وبينه فتحنا طريق و قتلنا معضم الوحوش التي كانت أماكنا

إنطلق كل واحد منا في طريق محطما كل الوحوش التي في طريقه

"كازوها إذا وجدته قبلي إحرص علي ألا يصبه أي شيئ، سلامته قمة أولوياتك"

"لا تقلق سأفعل"

جعلت طاقة تتدفق في جسدي وإستخدمت عنصر الراياح لتقليل مقاومة مع الجو من أجل إنطلاق بسرعة أكبر... مع كل خطوة أخطوها أشعر بشعور سيئ

"غررررر"

غلفت سيفي بهالتي و إنطلقت بلا توقف كل وحش يأتي في طريقي ينتهي أمر... لا أريد تظييع أي وقت مع هاؤلاء ضعفاء

بعد التقدم لعشرة دقائق في مكان شعرت بطاقة لابأس بها تنفجر أمامي

إستجمعت حواسي لأقساها و ركزت علي مصدر طاقة... أضأت عيناي لكن قلبي ملء بالقلق وخوف في نفس الوقت

"إنها طاقة آياكا"

من حدتها لا بد أنها تقاتل شيئا كبيرا... مع إقترابي بدأت رائحة دماء تملء الجوي

إستخدمت كل قوتي لتقدم... لقد تأخرت في دالك اليوم ولم أتمكن من إنقادهم، لن أسمح لنفسي بتأخر مجددا مهما حصل

لن أسمح بأن يصيبه أي مكروه كيف ما كان....

رأيت جليد منتشرا في مكان ومجموعة من رماح أرض.. أثار معركة كبيرة كانت هنا

وهناك رأيتها كانت تلك مرأة بتياب راهبة زرقاء تحمل مطرقة وتوجهها نحو سيدي الذي كان في حالة مزرية جدا

إشتعل غضب عارم في صدري من دالك منظر.... إنطلقت طاقة في جسدي وتوجهت نحوها بأقسي سرعة لذي

تصديت لمطرقتها بسيفي وأبعدت الخطر عن سيدي... أدرت سيفي بسرعة ووجهته نحو وجهها

أمالت رأسها بوقت مناسب وتجنبت هجومي مع جرح صغير في وجهها

"من تكون ياهادا؟"

لم أكلف نفسي عناء إجابتها..، أدرت نظري نحو السيدي الذي لم يكن هناك عظم في جسده إلا وكسر، تحطمت يداه و قدمه يسري

ولديه كثير من إصابات الخطيرة في جميع أنحاء جسده... إذا لم يتلق علاج سريعا فسوف يموت علي هاده الحالة

مجددا لقد وصلت متأخرا مجددا... لقد أصبح في تلك حالة بسبب ضعفي

"سيدي أنا أسف لتأخري سيدي... أنا أسف لتخيب أملك"

في تلك لحظة رأيت شفته تتحرك، وكأنه يريد قول شيئ ما

"ل..لقد أ.. أتيت في. وقت.. مناسب ه.. هاده... المرة"

رغم حالته مزرية إبتسم لي، لقد كان صوته متقطعا ونبرته منخفضة جدا

لقد خسر كثير من دم... لكنه رغم دالك ركز على مشاعري بدلا من حالته

أنا حقا أسف أرثر...

"سأهتم بأمر من هنا سيدي، أنا أعدك أنك ستكون بخير "

أغمي عليه سريعا بعد تلك كلمات... أخرجت جرعة شفاء من حقيبتي وأعطيتها...

بحالته ستبقيه تلك جرعة حيا فقط، عيله خدوع لعلاج من أجل تحسن

حملته بين يدي و وضعته تحت جدور إحدي أشجار بعيدة قليلا من مكان

"آياكا فل تشربي هاده جرحة و إبتعدي من هناك... سأقتل تلك لعينة بأبشع طريقة ممكنة"

رميت لها جرعة شفاء.. و أطلقت هالتي وغضب عارم بحرق صدري

"يبدو أن أقوي فرسان أمير قد وصل، دعنى نري هل ستستطيع حماية سيدك؟"

أطلقت مرأة أمامي هالتها..، وإنطلقنا نحو بعضنا بأقوي ما نملك

2023/06/26 · 293 مشاهدة · 1652 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025