46 - مدخل إلي أجنحة مقدسة

[منظور أرثر]

أحسست وكأني قد وصلت لنهايتي، لم أعد أستطيع تحرك أو حتي إبقاء عيناي مفتوحتان، كنت ألتقط أنفاسي أخيرة بالفعل، وأنتضر الموت لمرة تانية

في تلك لحظة التي أيقنت أنها النهاية، شعرت حقا بقليل من ندم

لكن قبل أن يختفي وعيي تماما، شعرت بسائل حلو جدا في فمي ملأ جسدي بطاقة مجددا

وأعاد لي وعيي، جميع ظلوعي مكسورة و عظامي متحطمة، قد أصلحت، جميع جراحي خطيرة و الصغيرة قد شفيت تماما.. لم يعد هناك حتي خدش علي جسدي

أيقنت أن شخصا ما أعطاني إكسير شفاء من درجة عالية جدا

حدث بعض الصداع الخفيف في رأسي و أنا أخاول الوقوف... لكن مقارنة بدالك ألم سابقا فهو مجرد شيئ بسيط جدا

"فل تشربي هاد أيضا"

قبل أن أتمكن من فتح عيناي سمعت صوت رجل عجوز، ببهجة كبيرة في نبرته

مع قليل من قوة تمكنت من دعم النفسي ووقفت، بعد أن تعرفت علي صاحب الصوت

"لقد أتيث أخيرا أيها العجوز غارب"

لم أعتقد أني سأقابله بهاده السرعة، لكن ربما يكون هاد شيئ جيدا

وقفت وتعبير من غضب علي وجهي، في حقيقة قد كنت غاضبا جدا، لكن من نفسي وليس من ملينا التي أبرحتي ضربا

رغم كوني قائد و أمير و أيضا الشخص الذي بدأ واحدة من أسوء معارك علي إطلاق في جبل الوحوش،...

وجعل مجموعة من حمقي يتجهون نحو جبل الوحوش أملين في الحصول علي واحدة من أقوي أدوات مقدسة علي إطلاق

إلا أني كنت ضعيفا.. ضعيفا جدا، لذرجة مثيرة لشفقة... لم أتمكن حتي من حماية نفسي، فكيف سأتمكن من تصرف في مستقبل

قد يبدو تفكير في قوة غبيا جدا نظرا للهدف الذي أريد تحقيقه، لكن هاده المواقف خطيرة جعلت تفكيري يتغير قليلا ، قبل أن أحقق هدفي أحتاج أن أصبح أقوي قليلا، علي أقل لذرجة أتمكن فيها من حماية نفسي

أزحت تلك أفكار من رأسي ، ووقفت علي قدمي، رأيت كل من إكليس وكازوها و أيضا آياكا ينحنون علي ركبت واحدة بحترام شديد

رسمت إبتسامة صغيرة على وجهي وانا أنظر لهم، ثم أعدت تعبير غضب مجددا علي وجهي

تقدمت ووقفت وجها لوجه مع غارب الذي كان شامخا حقا، لقد إختفيت أمامه تماما.... يمكنه سحقي بسهولة حقا

الطاقة متفجرة من جسده جعلتني أقشعر حقا، دخول في قتال مع هاد العجوز لآن سيعني موتنا فقط

"ما رأيك في تكلم قليلا يافتي؟ "

رسمت إبتسامة صغيرة ضهرت فيها أسناني و عيون نقية، وكأن شيئا لم يحدث هنا

"بطبع لما لا، سأجيب علي كل أسئلتك أيها العجوز، بكل سرور"

"هاهاهاهاها، موافقة بسرعة وفرت علي كثير من عناء"

"لا بأس أبد أيها العجوز فقد أنقدت حياتي قبل قليل، ما رأيك بالجلوس هناك و تكلم بأرحية"

توجهت أنا وهو لوحدنا تحت جدع إحدي أشجار، بينما بقي الجميع بعيدا.. تغير الجو محيط بنا، وهواء أصبح أثقل

تعابير العجوز جدية توحي أنه لا يخطط لمزاح في أمر، أو تسرف بستهتار كما يفعل دائما

"إن كنت تسأل عن أدات مقدسة، فهي موجودة بالفعل هنا"

قلت مع تعبير جدي ونبرة واتقة في صوتي

"إذن فأمر ليس مجرد خدعة منك للقضاء علي جميع أعدائك"

إبتسمت قليلا من كلامه، لأن نصفه صحيح

"هاهاهاها، أيها العجوز غارب هل أبدو لك حقا بالقوة كافية لقتل جميع أعدائي؟، لم أكن لأغامر بحياتي وأنا بهاد الضعف من أجل لا شيئ "

أشرت نحو تابعته التي جعلتني بين حياة والموت سابقا، ببتسامة صغيرة

"بما أنك تدرك و ضعك جيدا، ما الذي تخطط لفعله هل ستقاتلني هنا للحصول عليها؟، أم أنك ستغادر جبل الوحوش؟"

رفعت رأسي عاليا قليلا و كأني أفكر في أمر مليا، بينما أنا قد قررت ما سأفعل مسبقا

"إنها حقا لسخرية قدر، لكن با أن كنيسة قد أرسلتك أنت من بين جميع، فسأغادر مكان لست علي إستعداد لموت بعد"

توقفت قليلا و أنا أري تعبيرا جديا مرسوما علي وجهه

"أخبرني أيها العجوز، هل ستتركني حقا أدهب بهاده الطريقة؟، أنت تعلم ماسيحدث لك لو إكتشف أسقف فعلتك"

أنزل عجوز رأسه نحو أسفل وتعبير من حيرة علي وجهه، يبدو أنه يعيد تفكير مجددا

"إذن فأنت لا يمكنك نسيان ما حدث دالك اليوم، يبدو أنك بدأت تخالف معتقداتك و مثالياتك، التي عشت عليا حياتك كلها، أيها العجوز "

" دالك اليوم؟!، عن أي يوم تتحدث؟"

"إنه اليوم الذي......."

إرتسم تعبير من إستياء و أيضا الغضب علي وجهه، بدكري لما حدث

"أيها الشقي كيف تعلم شيئا كهدا؟ هناك فقط قليل ممن يعلمون تلك معلومات عني"

غيرت من طريقة جلوسي، ووجهت نظري نحوه ببتسامة صغيرة

"دالك لا يهم في هاده لحظة.. المهم هو أني أعلم بأمر.... غارب أخبرني هل أنت نادم علي ماحدث في دالك اليوم؟، هل أنت نادم علي إختيارك؟"

توهجت عيناه قليلا تعبير من إستياء ضهر علي وجهه، يبدو أنه أذرك أن من يتحدث معه ليس طفلا عاديا

"لا حاجة لك لمعرفة ما أشعر به، لذى هاد العجوز كثير ليندم عليه، ودالك اليوم هو جزء من ندمي فقط، لذالك لا حاجة لذكر أمر أكثر"

"بما أنك نادم كثيرا، أخبرني لما ماتزال تعمل معهم؟، أنت تعلم ماينوون فعله، لا ظاعي لأخبرك بعدد مجازر التي إرتكبتها الكنيسة، هل حقا تريد تسليم تلك أدات لهم؟"

لقد شارك هاد العجوز في كثير من مجازر طوال حياته مع كنيسة، وحياته مليأة بندم كثير، أنا أعرفه جيدا هو لن يغير جانبه... لكن سأوضح له بعض النقط التي هو لايريد التركيز عليها

ربما قد أتمكن من حصول علي مساعدته في مستقبل..

تجهم وجهه فليلا ووقف لمغادرة مكان..

"لقد إنتهى نقاشنا أيها أمير... بما أني حصلت علي معلومات التي أريد سأتركك تذهب هاده المرة، في مرة قادمة التي نلتقي فيها سأقوم بقتلك بنفسي"

إبتسمت قليلا وأنا أري تعبيره جاد وهالته دهبية مهيبة

"إذهب لتحت الشلال في جزء الشرقي من جبل الوحوش، ستجد كهفا مخفيا خلفه، وهناك ستجد أدات المقدسة... أنصحك بدهاب وحدك وجود كثير من الرجال معك سيجدب الوحوش ويستنزف طاقتك لحمايتهم، لكن الشيئ الذي عليك حظر منه أكثر هو الوحش حارس، بقوتك أعتقد أنك ستكون بخير "

إستدار غارب نحوي وتعبير غريب علي وجهه

"أنا لم أسألك عن مكانها، لما تخبرني بدالك؟"

رفعت يدي وأنا أشير بإسبعين

"أولا كعربون شكر علي إنقاذ حياتي، وتاني أريدك أن تري بنفسك ما سيحصل عندما تحصل الكنيسة علي أجنحة، حجم مجازر و الحروب ستزداد بشكل كبير، وعدد من ستقتلهم سيتضاعف أيضا"

تقدمت ووقفت قربه بسبب ضخامته فقد كان ينظر لأسفل من أجل رأيتي، بينما كان علي رفع رأسي عاليا

"أنا أنصحك بترك الكنيسة حقا، ربما قد يخفف دالك عليك من ندم دالك اليوم، وخطأ الذي إرتكبته"

"أنت تعلم كثير حقا أيها أمير... لكنك لا تعلم كيفية تفكير و مشاعر أشخاص الذين تخاطبهم، عليك دراسة مزيد حول هاد أمر"

فكرة في كلامه قليلا، وما قاله كان صحيحا، أنا لا أعلم عنه سوي ما أتذكره من رواية.... حتي ولو كنت أعلم عنه كل شيئ فمشاعره و معتقداته شيئ لايمكنني معرفة كيف أأثر عليها

حتي في حياتي سابقة لم أكن أتكلم مع أي أحد إلا وأنا أضع خطتا محكمتا لجعله ينفد ما أريد... لو أني فقط ركزت قليلا علي مشاعره لكان أمر أقل صعوبة بكثير

بدأ العجوز غارب في سير لمغادرة مكان، في لحظة التي وصل فيها لملينا و كانا علي وشك إختباء تقدمت لأمام

"أيها العجوز غارب، أنت ستندم على تركي حيا هنا....، في مرة قادمة التي سنلتقي فيها سيكون رأسيكما تحت قدمي، تذكر دالك جيدا"

إبتسمت عجوز قليلا، بينما ملينا أضهرت تعبيرا من غضب من كلامي

"هاهاهاهاها، أنا أتطلع لذالك حقا، لا تقلق سنلتقي مجددا أنا متأكد"

بتلك كلمات إختفي إتنان ولم أعد أشعر بوجودهما.... إستدرت للخلف وكان ثلاتة واقفين خلفي وتعابير من قلق على وجوههم

"ما أمر جميعا؟"

تقدم إكليس وإنحنا علي ركبة واحدة و تعبير غريب علي وجهه

"سيدي، لقد واجهة موقف خطيرا جدا بسبب إهمالي و ضعفي، من فضلك عاقبني، سأقبل أي عقاب تقره بشأني حتي ولو كان موت سأشق بطني لآن"

أخرج إكليس سكينا حادا جدا ووضعه أمامي كتعبير علي أنه يريد تلقي عقاب علي تقصيره

"أنا أيضا سيدي، سأقبل بأي عقاب تقرره بحقي بسبب تقصيري في حمايتك"

تقدم كازوها أيضا قربه و تعابيره جادة أيضا

"هاهاهاها، برغم من أن أمر كان خطيرا، لكن لا يمكنني تمني أن يكون وضع أفضل مما هو عليه لآن، فل تنسو أمر ولندهب"

تجهم وجه ثلاثتهم وتعابير توحي بأنهم لم يفهمو أي شيئ

"مادا تقصد سيدي؟"

سأل إكليس وهو يحاول تفكير في أمر....

"كازوها لقد أيقضت عيناك صحيح؟"

رفع رأسه نحوي وتلاقة عيناه مع عيناي...

"أجل سيدي، لكن عيني يسري فقط، لسبب ما لا يمكنني إيقاض العين أخري"

"لاتقلق ستفعل أمر قريبا، آياكا أيضا إستفادت كثيرل وسأخبركم لاحقا بكل شيئ، المهم لآن فل ننطلق"

إستدرت دون تفسير أي شيئ لهم.. لكن دالك هو أمر صحيح لفعله، إخبارهم بكل شيئ سيكون إهدارا

في هاد لقاء قد إستفدت كثيرا حقا، أنا لآن بحاجة فقط لأخد أجنحة، و ستنتهي هاده المهزلة

تقدم ثلاثنا بتجاه منتصف الغابة، برغم الوحوش التي أحاطت بنا، كل من ثلاثة الذين معي كانو متمكنين هاده المرة

لم يتمكن أي وحش من الوصول لي،.... و بعد نصفيوم كامل من تقدم بسرعة قد رأيتها أخيرا

"أحسنتم جميعا لقد وصلنا أخيرا"

أشرت نحو الشجرة الخضراء كانت أصغر من جميع، موجودة في منتصف الغابة بضبط

"سيدي ما الذي يوجد هنا؟"

سأل كازوها من خلفي بتعبير حائر... إبتسمت قليلا و أنا أتقدم نحوها

"إنه المدخل للوصول إلي أجنحة، تلك الشجرة الصغيرة هي المدخل"

تقدمت نحوها ووضعت يدي عليها و قمت بضخ كل طاقتي نحوها، أضأت الشجرة بلون بنفسجي جميل جدا، وبعدها بعدة تواني فتح الباب

الباب الذي سيقودني إلي أجنحة مقدسة

"هاهاهاهاها، لقد فتح الباب، فل ننطلق، سوف نحصل عليها"

2023/06/28 · 272 مشاهدة · 1475 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025