54 - رغبة أميرة تنانين

عبر أشجار العملاقة و خضرة الطبيعة التي كانت مبهرة بشكل لافت جدا..،

تتقدم فتاة بوجه ملائكي وتعابير غير مبالية مرسومة عليها .. جعل نسيم الغابة شعرها أزرق غامق يتطاير بطريقة جميلة زاد من جمالها أكثر مبرزا عن قرنين في جانب رأسها

لم تكن تلك فتاة سوي إيرزا التي توقفت وهي تنظر نحو سماء بتعبير حائر

"إذن لقد حدث أمر حقا، هل تخطط لتخلص مني ..."

أعادت إيرزا نظرها إلي أمام وتعبيرها لا يتغير.... من بين أشجار خرج رجلان بهالة هائلة وطاقة كبيرة...

تقدم أول وهو يبدو في منتصف أربعينيات من عمره بشعر أزرق قصير وعيون بنفس لون و بنية جسدية كبيرة، بدرع قتال تقيل مصمم ليناسبه تماما

بينما تاني كان في منتصف عشرينيات بشعر مائل لبياض وعيون سفراء ببتسامة صغيرة على وجهه وبنية جسدية تبدو عادية، بتياب مرنة مناسبة له

"نحن نحيي أميرة"

وضع كلاهما يداه أمامه و إنحنيا قليلا بحترام... لم تغير إيرزا تعبيرها، ولم تتحرك أي خطوة

"ما الذي تفعلانه في عالم البشر؟، دخول تنانين لعالم بشر ممنوع بأمر من ملكة"

لم يزل الرجلان إبتسامة من وجههما.. وتقدما عدة خطوات نحوها

"أسف أيتها أميرة نحن قد حصلنا على إذن بالفعل، لذالك أيمكنكي مساعدتنا في مهمتنا؟"

لم تبدي إيرزا أي ردة فعل أو أي إهتمام بما كانا يقولانه، لكنها علمت بالفعل سبب قدومهما لرأيتها، وإلا أين ستؤول هاده المسألة

"لنختصر أمر على أنفسنا، نية قتل خاصتكما واضحة، هل أرسلتكما الملكة أمي لقتلى؟،أم هو أخي كبير؟ "

نظر رجلان لبعضهما، وإبتسـامـة كبيرة على وجهيهما

أخرج الرجل ببنية جسدية كبيرة مطرقة سوداء كبيرة وتقدم لأمام عدة خطوات

"لأسف أيتها أميرة، نحن هنا لقتلك بأمر من شخص أخر مختلف، لذالك يمكنني إطمئنان أن لاعلاقة لأخيك و ملكة بأمر"

تنهدت إيرزا من كلامه

"إذن لقد قمتم بخيانة ملكة و فصيلتكم كلها"

لم يجب أين منها على تعليقها... ونظىا لخا بتعبير مبتهج قليلا

أضأت يد اليمني لإيرزا وسحبت سيفا أرجوانيا طويل، وطاقة كبيرة تتدفق من جسدها

"إذن، بعد موت الملك قررت خيانة فصيلتكم، وإنضمام لأعداء، ألا تتمتعون بأي شرف، كونكم تنانين"

"هاهاها، يمكنكي إعتبار أمر كتأمين على حياتنا أيتها أميرة، لايمكن للملكة إنتصار في حرب قادمة، وجميع يعلم دالك"

غرست إيرزا سيفها بأرض وهي تفكر في كلامه

"إذن لما تريدون قتلي؟، أليس أمير هو أفضل خيار لكم كونه ولي العهد...؟! "

سحب الرجل في خلف سيفا رقيقا تنبعت منه طاقة كبيرة، وتقدم مع إبتسامة كبيرة على وجهه

"دالك لآن أميرة أنسب منه لتحصل على أجنحة ملك، ودالك شيئ لايمكننا تحمله"

"الجميع يعلم أني لن أحصل على أجنحة الملك، الملكة لن تسمح بدالك"

"نحن نعلم دالك جيدا، لكن وجودك بحد داته خطير، لذالك قرر دالك الشخص إزالة مشكلة من جدورها"

تنهدت إيرزا بقوة وهي تتخد وضعية القتال

"إذن، هل أنتما قادران على هزيمتي...؟! "

سألت إيرزا وكأن إجابة على دالك سؤال هي أكثر شيئ واضح في هاد العالم

نظر رجلان لبعضهما وتم أعادا النظر نحوها مجددا

"بالطبع، نحن هنا متأكدون تماما من النصر، لكن لا تقلقي أنا لن أقوم بقتلك، ليس لآن"

تحول نظرة رجل في خلف لنظرة مقززة وهو ينظر لجميع مناطق في جسدها

"أعلم لآن سبب خسارتكم في حرب أخيرة، يبدو أن معلمي لم يختر سوي حمقي وأغبياء في جيش"

"إسمحي لنا بتعريف عن أنفسنا أولا قبل البدأ ، أنا إيكسيون من تنانين الصخرية"

مع كلامه ضرب أرض بمطرقته كبيرة وهو يضهر هالة قوية.....

تقدم رجل أخر و سيفه يضيئ بلون أزرق باهت

"أنا فورجون من تانين الرياح"

لم تغير إيرزا تعبيرها لكن عيناها توحي بتقززها شديد منهما، ومن أفكارهما بشأنها

"إنطلق"

لف إيكسيون مطرقة فوق رأسه بسرعة كبيرة، وضرب أرض مرسلا موجة من قوة التي إقتلعت أشجار العملاقة من جدورها، ودمر الخضرة أرض

إتخدت إيرزا وضعية القتال، أضاء سيفها بلون أرجواني جميل و بتلويحة قوية قسمت موجة خصمها بكل سهولة

أدارت رأسها من فوق كتفها لجهة أخري... حيت كان فورجون يستجمع قوته، وأرسل إعصارا كبيرا من الرياح القاطعة

أضاء جسد إيرزا، وبسرعة ضرب البرق قوي إعصار أمامها و أبطله

لم يفلت إيكسيون فرصة و غلف مطرقة بقدر كبير جدا من طاقة، ووجه هجوما ساحقا نحو أضلاع في جانب أيسر من جسد إيرزا

أضأت عيناها و أدارت سيفها بسرعة وتصدت لهجومه لكن قوة إصطدام كبيرة قدفتها محلقتا عدة أمتار للخلف

إنطلق فورجون بسرعة خلفها، ورياح على شكل إعصار من شفرات تلتف حول سيفه، وجه أخير هجوما نحو ضهرها و أصابها بشكل مباشر وقدفها عاليا في سماء مع مجموعة من جراح في ضهرها دماء تسيل

"لآن إيكسيون"

أطلق إيكسيون جناحين من ضهره الذان كانا في لون صخري مائل لرمادي، وقرنين في جبينه

رفرف بجانحيه وفي لحظة أصبح في سماء فوق إيرزا التي كانت من غير دفاع...

رفع مطرقته عاليا و بضربة مباشرة تحت صدر بقليل جعلها تصطدم بأرض بقوة شديدة حتي أن موجة إصطدامها دمرة المكان حولها

وإخترق جسدها أرض بمتر كامل

نزل إيكسيون من سماء قرب رفيقه و إبتسامة كبيرة على وجههما

"لم يكن أمر صعبا أبدا" قال إيكسيون وهو يمسح مطرقته بفخر شديد

"يبدو أن أمر صحيح حقا، لاشيئ مميز في هاده الفتاة غير جسدها" قال فورجون وهو ينظر نحو جسد إيرزا بشهوانية

"بسبب ضعفها هادا، هي مكروهة جدا في عائلة حاكمة، حتي أن ملك و ملكة لم يكونا يكلمها أبدا"قال فورجون وهو يسخر منها

ملأ ضحكهما مكان وهو يبدوان منتشيان بنتصارهما عليها

في حفرة في أسفل كانت إيرزا غارقة في تفكيرها دون إلقاء أي إهتمام كبير لوضعها، أو لجراحها

(هل أموت هكدا فقط؟، حتي ولو إنتصرت لا مكان لذي لأدهب إليه، ربما يجب أن أموت فقط، أفضل الموت على أن أبقي في هاده الحالة إلا أبد)

رغم قوتها كبيرة وقدرتها على قتلهما بسهولة... قررت إيرزا إستسلام للواقع و موت في دالك المكان

مامرت به في حياتها حتي هاده لحظة أعطاهل دافعا أخر لإستسلام، وإختيار الموت

ومعرفتها بما ينتظرها حتي ولو ربحت وقتلتهما، جعلها تريد موت فقط دون أي شيئ

أفلتت إيرزا سيفها و أغلقت عيناها ببطء وهي تنتظرهما لينهيا أمرها وترتاح من هاده حياة التي سببت لها ألما كبيرا جدا

"ما رأيك، هل نقوم بقتلها فقط هاكدا....؟!" سأل إيكسيون وهو ينظر نحو رفيقه

"لا طبعا ياصديقي، فل نستمتع بجسدها أولا، نحن ليس لذينا أي مهمة أخري، لذالك فل نأخد وقتنا في إستمتاع"

بدأت مختلف أفكار القدرة تتدفق نحو رأسيهما، وإبتسـامـة كبيرة مقززة إرتسمت عليهما

أمسكت إيرزا سيفها مجددا وفتحت عيناها و طاقة كبيرة جدا ضربت المكان

(لا مانع لذي من موت، لا بل أصبح موت أمنيتي في هاده لحظات، لكن ليتم إستمتاع بي من قبل حثالة متلهما ثم قتلي كأني مجرد شيئ لاقيمة له، أمر لا يقبل أبدا)

وقفت إيرزا و خرجت من الحفرة بهدوء و طاقة أرجوانية جميلة تغلف جسدها، وضغط قوي جدا نزل فوق خصميها

ضاقت عينا كل من فورجون و إيكسيون وهما يريان تلك طاقة هائلة تتدفق من جسدها، ودالك الضغط هائل

إتخدا الوضعية القتال بسرعة و حذرهما في أقساه

"فل تحترس جي...."

قبل أن ينهي فورجون جملته حتي جمعت إيرزا طاقة في قدمها وركلته بقوة في معدته حتي بسق الذم من فمه، وأرسلته محلقا للخلف مصطدما بقوة ببعض أشجار

ضاقت عينا إيكسيون و جمع طاقته في مطرقته، ووجه هجوما نحو رأسها، أملا في إنهاء أمر

إختفت إيرزا من أمامه، وضهرت بجانبه بسرعة كبيرة جدا...، بتلويحة من سيفها مغلف بطاقة قطعت يده اليسري، إنحنت قليلا و بسرعة كبيرة قطعت قدمه اليمني أيضا

سقط إيكسيون على أرض ودماؤه تتدفق، وتعابير الرعب ملأت وجهه

"لو أنكما إستخدمتما عقلكما جيدا، ما كنتما لتصلا لهاده الحالة"

"أيتها أميرة، أنا.. أ..."

إقتلعت إيرزا رأسه بتعبير بارد على وجهها، و دماؤ إيكسيون تتدفق في مكان

إستدارت إيرزا بهدوء و بدأت في تقدم نحو فورجون الذي كان مازال مصدوما من المشهد أمامه

(هاده الفتاة إنها وحش، لايمكننا هزيمتها، لايمكن لأي شخص بينهم هزيمتها، لقد خدعنا دالك لقيط، تبا تبا )

في موجة الهلع والرعب التي أصابته، فكر فورجون في شيئ واحد فقط الهرب، إذا لم يهرب فسوف يموت

(يجب أن أهرب بسرعة، لايمكنني فعل أي شيئ أمامها...)

إستجمع طاقته في قدميه و رياح تلتف حول جسده لتقلل مقاوة الجو، و في لحظة التي كان على وشك الهرب

إقتلعت إيرزا قدمه اليمني، و تقدمت أمامه بتعابير غير مبالية على وجهها

"هل تذكر، تنانين البرق هم أسرع، وأيضا أقوي"

بكلاماتها وضعت سيفها تحت رقبته

"ااااه اغغغغغ"

لكنها إقتلعت يده يمني بطريقة متالية

"إذن فما أنا إلا جسد لتلهو به، صحيح فورجون..؟!، أميرة تنانين العالم المقدس، ماهي إلا لعبة لتتسلي بها، صحيح....؟!"

تجمد وجه و تعابير فورجون من الرعب الذي تغلغل في جسده، لم يعلم بما يجيبها، لأن دالك ماكان يفكر فيه بأصل

"أيتها أميرة، انا لم أق... اغغغغاا"

سحب إيرزا سيفها وإقتلعت يده اليسري من كتف قبل أن ينهي كلامه

كانت عيناه تنظر له كشخص ينظر لسلة من قمامة، نظرات من تقزز و إشمئزاز

بسرعة إقتلعت إيرزا رأسه، ودماء تتدفق في مكان

إبتعدت إيرزا قليلا و جلست قرب جدر إحدي أشجار وتعابيرها توحي بحزن شديد، وألم كبير يحترق في قلبها

"إذن فكلامك صحيح حقا أخي، عندما ينظرون لي لايرون سوي جسد لإشباع رغباتهم، لاشيئ أخر أبدا"

بدأت عيناها تضيئ و تتحرك في مقلتاها و كأنها على وشك البكاء

عانق ركبتها و دفنت رأسها بينهما في محاولة منها لإقاف الدموع التي قد تتسرب للخارج

بعد عشرة دقائق على دالك الحال، تمكنت إيرزا من إستجماع شتات نفسها، وإستعادة رباطة جأشها

أعادت بالقوة تعبيرها غير مبالي و بدأت في تقدم نحو منتصف الغابة

(أمل من كل قلبي أن يكون الشخص الذي حصل على أجنحة، قادرا على تخليصي من معاناتي، أتمني حقا أن يقتلني و يريحني من كل هاد العذاب)

"أنا حقا لم أعد أستطيع تحمل بعد لآن، من فضلك فل تكن شخصا قادرا على تخلصني من كل هاد ألم الذي لا يحتمل"

2023/07/03 · 189 مشاهدة · 1502 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025