وضعت ساليون يديها على رأسها وعيناها ترتجفان بشدة، وبعض قطرات عرق بدأ تنزلق من فوق جبهتها، صوت مئات لا بل ألاف المحاربين يصرخون من ألم شديد و بحر من دماء ملأ عقلها و تفكيرها في تلك لحظة، مشهد من أفضع مشاهد و أبشعها...
تسللت القشعريرة من رأسها لباقي جسدها وبدأت قدماها ترتجفان وهي تطبق على أسنانها بصوت مسموع... وتعبير من خوف و الرعب إرتسم على وجهها، دالك المشهد كفيل بأن يبدي مدى رعبها من تلك أدات
"لاتقلقي ساليون، لن يكون أمر كالمرة السابقة.. "
وقف سكارا وهو يري مدى رعبها، ووضع يده على رأسها وهو يمسده بهدوء و لطف حتى هدأت ساليون وإستجمعت شتات نفسها مجددا
"لن يكون أمر كالمرة سابقة، لن أسمح أبدا بدالك، لهادا أنا هنا ... "
رفعت ساليون نظرها نحو عينا سكارا التي كانت تتوهج بلون أزرق جميل، وتعبير حازم لا يعرف التراجع
تمكنت ساليون من طمأنة نفسها وهي تري مدي جديته وحزمه على منع كارثة من حدوث مجددا
"لكن سكارا.. لقد قلت أن البشر هنا، لما لم تدهب للحصول على أدات أولا..؟!"
أنزل سكارا نظره نحو ساليون التي سألت بحيرة .... ضهر على سكارا تعبير من غضب وقبض على أسنانه، وعيناه تتوهج
"بمجرد نزوليقمت بالبحث بطاقتي في كامل الجبل و الغابة بأكلهما، ويبدو أنهم هنا أيضا، وقد أرسلو بعضا من أفضل جنودهم"
تجهم وجه ساليون وضهر تعبير من غضب على وجهها... رفعت نظرها نحوه وهي لا تستطيع تمالك نفسها
"سكارا، بما أنهم هنا لم تسرع وتأخد أدات، المهمة تملك أولية على كل شيئ.. لما أنقدتني بدلا من حصول على ناي، وقتل ألائك ملاعين"
جعل غضبها نبرتها تصبح حادة وعيناها غلفت بضلام... نظر سكارا إليها تم أعاد النظر لأمام مجددا
"هادا ماتقولينه بعد مافعلته دالك اليوم، المهمة لذيها أولية على كل شيئ إذن....!"
تجهم وجهها وأنزلت نظرها نحو الأرض وهي لايمكنها إجاد كلمات المناسبة لمجادلته
"حسنا دالك لايهم لآن، سنذهب معا لنأخدها لآن..، أعتقد أنه مايزال لذينا بعض الوقت قبل أن تجدها تلك أسماك لعينة"
هزت ساليون رأسها كعلامة على موافقة، وأيضا كعلامة على عودتها للعمل تحت إمرته مجددا
"إذن سكارا ماهو هدفهم الخامس من القدوم...؟!، لقد أخبرتني بأربعة فقط"
رفع سكارا نظره نحو سماء و تنفس صعداء قبل أن يجيب
"هيورا.. ."
"ااه.. مادا..؟!" فتحت ساليون فمها وصدمة مرسومة على وجهها من سماع دالك إسم
"يبدو أنكي متفاجأة من سماع إسمها...، أمر كما تعتقدين تماما، هيورا في مكان ما في عالم البشر أيضا" شرح سكارا بهدوء
لكن ساليون قربه مازالت الصدمة مسيطرة على تعابيرها... ويبدو أن كلمات قد خانتها لتعبير عن ماتريد قوله
"هيورا..؟!، هيورا في عالم البشر، لما..؟!، ما الذي جعلها تأتي لعالم البشر أيضا..؟!" سألت ساليون وهي منفعلة قليلا من أثر الصدمة
تنهد سكارا وهو يراها منفعلة من كلامه
"بسبب كرهها لهاكان، بعد الحرب نشب بينهما خلاف قوي، وقد وصل أمر بينهما للقتالهما.. فبعد كل شيئ هاكان هو من قتل أخاها صغير كون في ساحة معركة "
وضعت ساليون يدها على جبينها وهي تدعم رأسها و تنفست بعمق
"لكن سكارا الجميع تقريبا يعلم لما قتل القائد هاكان كون في ساحة معركة، لا سبب يدعوها لتكرهه، بل على عكس لقد أنقده"
"قد يكون كلامك صحيح بالنسبة لنا ..، لكنها لم ترد تقبل تلك حقيقة، بعد نهاية الحرب مباشرة غادرة دون ترك أي أثر لها، ودون أن تقول أي كلمة، وقد تبعها هاكان لعالم البشر من أجل شرح أمر... " شرح سكارا بنبرة هادأة وعيناه فارغة كأنه يفكر في أمر من ماضي
ضاقت عينا ساليون و ضهر تعبير من حزن للحظة على وجهها، وهي تفكر في هيورا...
خرج سكارا من حالة التفكير التي كان فيها، ووقف وعيناه مركزة على منتصف الغابة، وطاقة الهائلة التي تنبعت منها
"صغيرتي فل نضع كل دالك جانبا، علينا تحرك سريعا، فالملكة قد أعطتني مهلة محددة لتنفيذ المهمة، وإلا ستحدث مشكلة كبيرة هنا...؟!"
تلاقت عينا ساليون مع عينا سكارا الذي حمل بعض القلق
"مادا تعني بدالك..؟!"سألت ساليون بتعبير حائر
"الملكة مستميتة جدا لتدمير دالك الناي أو إخفائه عنهم بأي طريقة ، لدالك عارضت الملكة فكرة أن أذهب أنا لتنفيد هاده المهمة، لقد كانت تخطط لإرسال إثنان من الياكشا لهنا، من أجل حصول عليه ...؟!"
وضع ساليون يدها على رأسها في تعبير من دعر الذي إرتسم عليها
"ياكشا لابد من أنها مزحة صحيح..؟!" يبدو أن ملكة خائفة جدا من حرب القادم، لكي ترسل أحد ألائك أشخاص لعالم البشر، لا بل تريد إرسال إثنان... "
هز سكارا رأسه على تفسيرها
"كلامك صحيح، وهي محقة في مخاوفها من حرب، لدالك أعطتني ثلاثة أشهر، إذا لم أعد للعالم مقدس بأدات في تلك مدة سترسل ملكة إثنان من الياكشا لهنا للحصول عليها.. "
"لو أنها أرسلت أحدهم في مكانك، لكان قد محى الجبل و غابة لآن، من أجل الحصول على أدات.. لكن إرسالها لإتنان منهم، هل تخطط لمحو هاده المملكة من خريطة..؟!" فسرت ساليون
"دالك صحيح إتنان كانا كافيان ليحدثا دمارا هائلا .. لقد شعرت بقليل من القلق على هاد المكان، لذالك تقدمت لتنفيد المهمة... ومن حسن الحظ أن ملكة متفهمة، لذالك قبلت طلبي"
"أليس علينا تحرك بسرعة، حصول ألائك ملاعين على دالك الناي مجددا فسيعني دالك نهاية كل شيئ... "
ضهر إنفعال ساليون مجددا ممزوج بالقلق، وهي تتذكر كل تلك مشاهد الفضيعة التي حدث بسببه
"فل تهدئي ساليون، أولا فل تخرجي دالك البشري من هاد المكان لأنه سيكون عائقا كبير لنا في قتال .. ودعينا نتوجه نحو منتصف غابة، لابد أن هاكان هناك يقاتل أشخاص الذين يحاولون أخد أجنحة ملك، ودالك هو مكان الذي سيضهرون فيه أنفسهم"
"يضهرون أنفسهم..؟!، سكارا هل تعني أن ألائك لعناء قد وصلو لهاد مكان بالفعل..؟!"
"دالك صحيح..، لذالك علينا إسراع في تصرف، كل دقيقة مهمة جدا... إذا حدث و عثرو على أذات قبلنا، فسنكون في مشكلة.. "
وقفت ساليون وهي تنظر نحو بال الذي بدأ يستعيد وعيه، بنظرات دافئة و إبتسامة صغيرة على وجهها، وفي لحظة أعادت تعبيرها حازم مجددا، لعلمها بمدى خطورة الوضع الذي هم فيه
"حسنا، سأكون هناك في غضون ساعة تقريبا، فل تسبقني من فضلك سكارا، سأخرجه من غابة أولا، ثم ألحق بك" قالت وهي تظهر تعابير حازمة ووقفة مهيبة
هز سكارا رأسه مع إبتسامة صغيرة
"يبدو أن ساليون الصغيرة قد كبرة أخيرا... أنا سعيد لأني إلتقيتك قبل فوات الاوان.. ." قال سكارا وهو يضع يده فوق رأسها بتعابير دافأة كأنه أب إلتقى ببنته
"أنا أيضا... أنا سعيدة جدا لتمكني من عودة لخدمتك مجددا رغم ما فعلته.. شكرا لك، حق شكرا لك " إتسعت عينا ساليون و بدأت تتلألأ وكأن دموع ستنزل منها
"حسنا صغيرتي فل تدهبي بسرعة، خدي هادا إذا قابلتي أي أحد منهم يمكنك تواصل معي بهادا، وسأكون في مكانك... "
أخرج سكارا بلورة زرقاء على شكل قلادة تستعمل لتواصل
أخدتها ساليون و نحنت قليلا، حملت بال في يدها وكأنها تحمل كيسا ورقيا خفيفا، وإنطلقت بسرعة نحو مخرج الغابة...
إستدار سكارا وتعابير من غضب على وجهه وهو ينظر نحو قمة جبل
"أرجو أني لست متأخرا، مصير كثير يقع على إيجادي لتلك أدات قبلهم"
مع مجموعة من ضغوط التي نزلت فوق كتفه، إستجمع سكارا شتات نفسه وبدأ التقدم نحو منتصف غابة
******************
[منظور أرثر]
هاااااه.. هاده أجنحة مذهلة أكثر يكثير مما كنت أعتقد، يمكنني الشعور حقا بطاقة وهي تسري في عروقي، إنه شعور رائع حقا
_أجنحة _
بمجرد ذكر إسمها يمكنني إضهارها، ويمكنني تحكم في عنصر درجة العليا البرق، كما أنه برق أرجواني الذي كان يستعمله تنين الرعد
إنه شيئ لم أكن أحلم حتي بالحصول عليه، ومستوي لم أكن حتي في أفضل أحلامي أطمح للوصول له...
بنظر لنفسي لآن، ممهما حاولت تفكير في أمر لايمكنني تخيل القوة التي بلغها دالك التنين... لقد كان واحد من أقوي ثلاثة مخلوقات في هاد العالم.... قوته فوق خيال بكثير
من مؤسف حقا أن مخلوقا بكل تلك القوة قد مات..
تنانين في عالم مقدس ستواجه مشاكل كبيرة جدا في حربهم القادم، بدون وجود قوة الملك
لكن دالك لايعني لي شيئا لآن...
أعدت التركيز على نفسي ودفنت كل تلك أفكار بعيدا.. فبعد كل شيئ لا شيئ سيربطني بالعالم مقدس، بل لايمكن دالك
بعد عشرة دقائق من حصولي على أجنحة و في محاولت مني لسيطرة تامة عليها، أضأت عيناي وأنا أشعر بطاقة كبيرة خارج البوابة
وإحداها حملت غضبا كبيرا، وقد كانت هائلة ومحطمة جدا
من طاقته محطمة يمكن إفتراض سريعا أنه هاكان، هو من سيغضب بدالك الشكل لآني وضعت يدي على أجنحة ملكه....
يبدو طاقة ملك النقية قد تدفقت من أجنحة إلي غابة، لابد أن هاكان و غارب، وبال و حتي تنين أسود قد شعرو بها.. سوف يأتون لهنا لمعرفة مصدر طاقة هائل
يبدو أن معركة ستحدث هنا...، لكن هادا إذا لم يكن هاكان قد قتلهم جميعا... لكن بما أن كل شيئ تغير عن أحادث الرواية، لايمكنني إطمئنان أبدا
لذي شعور قوي أن شيئا سيئا جدا سيحدث في هاد الجبل، وكأن هناك كارثة قادمة وأنا لا أدري..
وضعت يدي على قلادة الزرقاء الجميلة حول رقبتي، التي أعطتها لي أختي
"عندما أقوم بكسرها ستأتين لمكاني لإنقادي، كااه"
رفعت رأسي نحو سقف وأنا أبتسم بسخرية... أسف أختي لكن حتي ولو عني أمر موتي من مستحيل أن أستدعيك لمساعدتي خصوصا في هاد المكان لعين..
أعدت التركيز على ما يوجد في جانب أخر من البوابة، وقد سمعت كثير من إنفجارات و تصادمات... لابد أن ثلاثة يقومون بعمل ممتاز ضده...
لكن مع دالك نحن مجرد بشر في نهاية، لايمكننا هزيمة كائنات خارقة القوة مثل تنانين في قتال... ليس بدون تخطي الحدود الطبيعية لنا كبشر
سأدعهم يقاتلونه حتي يعلقو بين حياة و الموت تلك الحالة وحدها من ستمكنهم من تخطي الحدود، وستمكنهم من لبشر خارقين لطبيعة....
دائما في مرحلة التي يعلق فيها إنسان بين الحياة والموت سيبحث داخله أو خارجه بأقسي ما يملك من أجل الخروج من تلك حالة على قيد الحياة....
وكازوها خير دليل على دالك، عندما قاتل تلك راهبة لعينة سابقا، قد تمكن من إيقاض عينه يسري بالقوة من أجل تعديل كفة القتال، ولآن هو سيحتاج مجرد دفعة صغيرة لإيقاض قوته كاملة...، وأمر نفسه بالنسبة كل من إكليس و آياكا..
أغلقت عيناي و ركزت مع كل خطوت من قتالهم، من أجل أن أعلم نتائج التي حققوها، وأيضا حالتهم الجسدية، لايمكنني أن أدعهم يموتون من أجل لا شيئ
بعد عشرين دقيقة من قتال محطم توهجت عيناي وأنا أري نتائج التي حققوها...
لكن من جهة أخري لن يتمكن أي أحد منهم من مواصلة القتال أكثر، لقد وصلو لحدودهم، وهناك من تخطاها حتي، يمكن إعتبار أمر كفوز بقتال كبير داخل الحرب عملاقة....
حسنا لقد حان وقت دخول و إنهاء ما بدأه أتباعي صغار...
وضعت يدي على البوابة الحجرية، التي أضأت بلون أرجواني وبدأت تفتح ببطء
"فل تتوقف، أيتها السحلية لعينة"
خرجت من بوابة بهالة أرجوانية كبيرة حول جسدي، وعينا يضيأن بلون بنفسجي داكن، وشعري أسود طويل يتمايل مع الرياح التي هبت في مكان...
أنزلت نظري نحو آياكا التي ملأت الصدمة وجهها عندما رأتني وقد تغيرت كثيرا، يبدو أنها ستواجه وقتا عصيبا في تعرف علي
بينما هاكان قد كان مصدوما من حقيقة أن بشريا ما قد تمكن من حصول على أجنحة ملكه، وإندمج معها، وهاد أمر الذي يعتبر مستحيلا بالنسبة له
قبل أن أقول أي شيئ.. جمعت البرق أرجواني فوق يدي اليمني، وأطلقته في هجوم سريع كسهم، أصاب صدر هاكان وقدفه ليصطدم بالحائط كهف بقوة
تقدمت نحو آياكا وتعبير هادء على وجهي....
"أنظري لنفسك، لايمكنكي إعتناء بنفسك لخمس دقائق من دوني" قلت ممازحا آياكا التي كانت تنظر لي بدهشة شديدة
"اه، من تكون أنت...؟!"
إبتسمت بسخرية من كلامها الذي كان ممزوجا بحيرة وصدمة ، وكأنها تراني لأول مرة في حياتها
"هوهو، هل نسيت شكل سيدك بهاده السرعة عزيزتي آياكا إنه شيئ يحزن قلبي صغير حقا... " قلت بنبرة من سخرية
رفعت آياكا إسبعا وهي تشير نحو وجهي
"أ.. أنت أرثر..؟!، كيف..؟!"
لقد توقعت دالك، لابد أن عددا لا يحصي من أسئلة يجول في دهنها في هاده لحظة...، لكن هاد ليس الوقت مناسب لإجابة على كل شيئ، علينا خروج من هاده المشكلة التي نحن فيها أولا
أدرت نظري نحو هاكان الذي وقف وتعبير من غضب على وجهه، بطبع سيكون غاضبا عندما يضربه أحد ويدهب لممازحة شخص أخر، لكن ما جعله غاضبا كان حقيقة أني أمتلك أجنحة ملكه
لابد أنه تحقق من أمر بوقوفه أمام هجومي دون حراك..
"ها أنتي دا عزيزتي... "
"هااااه، اييه، مادا تفعل ارثر...؟!"
وضعت يدي اليمني تحت رقبة آياكا، ويدي يسري تحت ركبتيها وحملتها بين يداي، كطريقة التي يحمل بها أمير أميرته في أفلام، أمر الذي جعلها ترتبك قليلا
لكني إبتسمت لها بلطف و أخدتها بعيدها، مع كازوها الذي كان مليأ بالحروق و الجراح، وتوجهت نحو إكليس الذي كان نصف عظام جسده محطمة، أخدته أيضا ووضعته قربهما بكل هدوء
"آياكا فل تشربي هادا، وأعطي واحدة لكل من كازوها و إكليس، وأيضا راقبي فقط"
بكلمات توجهت نحو هاكان الذي راقبني وأنا أبعدهم دون أن يفعل أي شيئ...
ليفعل دالك لابد أنه أعجب بقوة هؤلاء ثلاثة... مما يعني أنه إعترف بإمكانياتهم
توجهت نحوه بتعبير هادء على وجهي، يوحي أني لا أريد أي مشاكل... قابلني هاكان بنظرة قاتلة و هالة محطمة جعلت أرض تتحطم تحته
ضهر برق أرجواني فوق يدي يمني وغلفها، بينما ضهرت نار حمراء شديدة الحرارة فوق يده يسري
وفي لحظة واحدة إنطلقا لتسوية أمر