" بيل ما رأيك في تفاق بيننا"
جعلني كلامه متفاجأ قليلا، شخص الذي لم أره مند تلات سنوات يريد عقد إتفاق معي، نحن حتي لم نخض حوارا من قبل
لابد من شيئ خاطئ يحصل هنا، أو أنه يريد مني فعل شيئ ما
"لما تقول شيئ كهدا فجأة الآن"
كانت كلماتي تحمل نبرة جادة، ووجهي خالي من تعابير قابلها رجل أمامي ببتسامة صغيرة علي وجهه
"من نبرتك تلك، أنت قد رأيت ما بداخل صندوق صحيح؟"
أصابني فزع قليلا وشعرة بالقشعريرة في جسدي، كيف يقول دالك كلمات بتلك تعابير، بل كيف علم بدالك أمر حتي
هدأت نفسي قليلا وإستجمعت أفكاري
"أجل لقد فعلت، هل أنت من وضعه هناك؟"
محاولة كدب في هاد وضع ستكون مجرد مضيعة لذالك قول حقيقة سيوصلني لما أريد، هو لم يجب علي سؤالي، فقط يبتسم بتلك طريقة
"هل تلك حقا هي حقيقة؟"
"أجل تلك هي حقيقة، لابد أنك مستاء منا صحيح؟"
لا أعلم هل هو بالقلب أم لا، ليقول تلك جملة بوجه لا تظهر عليه أي تعابير حزن أو إستياء
" لا أنا لست مستاءا من أحد "
لأول مرة ظهرت عليه تعابير دهشة، يبدو أنه لم يتوقع كلامي
"مادا قصد بكلامك داك؟ ألست تكرهنا بسبب ما حصل معك علي مظار سنين ماضية"
كلامه داك حمل بعض إنفعال، و كأنه كان يريد مني أم أكرههم
"أنا لا أكره أي أحد، لا. أنا ليس لذي مكان في قلبي لكره أو حب أي شخص، أبي وجودكم من عدمه لا يعني لي أي شيئ"
كلاماتي تلك جعلته يضهر تعبيرا من إستياء، يبدو أن كلامي ليس ما أراد سماعه
"يبدو أنك تجاوزت مرحلة كراهية، لتقول دالك كلام"
لم أكلف نفسي عناء إجابته
"إذن مدا عن إثفاق الذي تريد عقده معي؟"
سرعان ما أعاد وجهه معتاد وهو يظهر توهجا غريبا في عينيه
"لقد سمعت أن هناك تلات مسابقات تقام في مدرستك كل سنة"
لم أقل أي شيئ وأشرت له ليتابع كلامه
"بتعبير بسيط أريدك أن تفوز فيهم جميعا"
تنهدت وأنا أسمع ما يريده، بالرغم أني أستطيع فوز فيهم ببدل بعض الجهد لكن
"لما تريد مني فعل دالك؟ أنت لم تلقي لي أي إهتمام من قبل"
"حسنا، كلامك صحيح لكن هاده مرة ستكون مختلفة لانك لو فزت بهم سأخبرك بالحقيقة كاملة"
داقت عيناي قليلا وأنا أسمع دالك كلام، بينما هو أظهر إبتسامة صغيرة علي وجهه
"هل فوز هو كل ما يهم؟"
حرك أبي رأسه بالموافقة
"الفوز لن يكون مشكلة كبيرة، لكن إذا علمت أمي بأمر ستغضب مجددا"
"لا تقلق لقد تولت دالك أمر وتكلمت معها لذالك فل تأخد حريتك في إظهار عبقرية كما تريظ "
رغم كلامه داك، لكن إلي أي حد يمكنني تقة في كلماته؟ هل حقا سيخبرني حقا إذا فزت؟ أنا فقط لم أستطع وتوق بكلماته
شخص لم أحضا بأي حوار معه طوال حياتي يخبرني أن أعقد إتفاق معه، أي شخص سيحمل مجموعة كبيرة من شكوك
"أنت لاتتق في كلامي صحيح؟"
يبدو أنه يستطيع معرفة ما يخبأه أخرون عنه، لأنه تمكن من نعرفة ما يدور في رأسي بظبط
"بالطبع أنا لا أستطيع دالك، كم مرة حضينا بحوار مثل أي أب وإبنه؟ من أجل وضع تقة بيننا"
أظار أبي وجهه لجهة أخري وهو ويحك رأسه
"حسنا. فل تفعل ماتراه مناسبا، إذا فزت سأخبرك بالحقيقة، أنا لن أخلف كلمتي أبدا"
وقف و بدأ بلمشي لمغادرة غرفة
"مادا سيحصل إذا خسرت؟ أو أنني لم أحرز المركز لأول فيهم جميعا؟ "
أضهر إبتسامة صغيرة وغادر غرفتي دون قول أي شيئ
هل هو متأكد أني سأفوز؟ أم أنه ينوي علي شيئ أخر
لا يمكنني فهم شخص كهدا أبدا مهما حاولت
ظللت تلك الليلة أفكر في ما قاله لي
" الحقيقة. هااا، أي حقيقة تلك، علي أي حال سيكون وقعها قاسيا على، لدالك لن أرفع أمالي عاليا "
في يوم تالي أخدت طريقي إلي مدرسة، لأجد تلاتة من أطفال يتنمرون علي فتاة صغيرة
تنهدت وأنا أرا دالك مشهد، دالك لم يكن مجرد تنمر، بل وصل بهم أمر لإستخدام العنف...
رأيتهم يسخرون ويظربون تلك فتاة أعاد لي بعض دكريات مؤلمة
"من فضلك أعد إلي حقيبتي"
تمكنت من تعرف علي فتاة بسرعة كانت إحدي زميلاتي في فصل، كما أنها عبقرية حقا ، معاملتها بقسوة من قبل مجموعة من أغبياء لهو أمر مؤلم
"صاحبة الشعر الغريب"
برغم أني أحب تدخل وإبراح ألائك أغبياء ظربا، لكن أمر سيكون مجرد حلا مؤقتا، فور مغادرتي سيقومون بمدايقتها مجددا
أحتاج لفعل شيئ ما يجعلهم غير قادرين علي تصرف بتلك طريقة مجددا
في لحظة التي حاول فيها أحدهم صفعها وهو يضحك تلك ظحكة مقززة، ومع كل دموع التي ملأت عيناها
تدخلت بسرعة وأمسكت يده ودفعته للوراء
"دالك مؤلم أيها الوغد من تكو.."
في لحظة التي رأى فيها وجهي تجمد مكانه وعلت صدمة عليه
"ب.ب..ب...بيل مدا تفعل هنا؟"
تراجع تلاتة للخلف وخوف ظاهر علي وجهه
حسنا سبب دالك أنهم حاولو تنمر على من قبل، و قمت بإبراحهم ضربا جميعا
"يبدو أنكم لا تتعلمون مهما قمت بضربكم"
أنا لم أكن أبدا من نوع الذي يحل مشاكله بالعنف، هم فقط إختارو يوم خاطأ لمدايقتي سابقا
تقدمت نحوهم، والخوف ظاهر علي وجوههم
"بيل دالك..إنه فقط"
مهما حاولو تبرير سيبقي كل شيئ كما هو
"أنظر هناك"
أشرت بإصبعي نحو مدرسة، إستدارو جميعا لكن يبدو أنهم لم يرو أي شيئ
"مادا لا يوجد أي شيئ هناك"
"مجموعة من حمقي، هناك كميراة للمراقبة في كل مكان في مدرسة، لسوء حظكم هناك واحدة تقوم بتصوير هدا المكان"
إعتلت تعابير إستفهام وجوههم، ويبدو أنهم لم يفهمو أي شيئ
"مدا في دالك؟"
"أحمق، إذا دهبت معها إلي مدير وقلنا له ما حصل هنا سيري مقطع من كمرة مراقبة، وسيري ما فعلتموه هنا، وهل تعرفون ما سيحصل"
يبدو أنهم بدأو يعرفون موقفهم
"سيتصل مدير بأهلكم و سيخبرهم بما فعلتم، تم سيقوم بطردكم من المدرسة، ولن تقبل أي مدرسة أخري تعليمكم بسبب سلوككم سيئ، بعدها ستطرون للعمل في وظائف شاقة وخطيرة بسن صغير ولن يبقي لكم وقت للعب وأو تنمر علي أي شخص"
ربما بالغت قليلا أنهم علي وشك بكاء أمامي
"من فضلك بيل، سنفعل أي شيئ فقط لا تخبر مدير..من فضلك"
يبدو أن خطة قد نجحت
"حسنا.. لكن أولا فل تعتذرو عما فعلتموه لها "
إنحني تلاتة في نفس الوقت
"نحن...نحن أسفون جدا لن نفعل دالك مجددا " ×3
"حسنا جيد جدا..من يوم ستفعلون ما أقوله لكم دون أي إعتراض، هل فهمتم"
يبدو أنهم لم يفهمو ما أعنيه
"مدا تعني بدالك؟"
"من يوم ستصبحون خدم لذي ستفعلون أي شيئ أريده منكم"
"هاااا. لما سنفعل دالك؟"
ظهر غضب بسرعة عليهم، يبدو أنهم نسو ما حدث هنا
"هيا بنا أنتي، سنخبر مدير بما حصل يوم"
أمسكت فتاة من يدها وتوجهت نحو مدرسة
"حسنا حسنا سنفعل كل ما تريده من يوم، لدالك لا تخبر مدير"
أشرت لهم ليدهبو، يبدو أني قد حصلت علي بعض ألعاب لإمضاء وقت قبل مسابقات
" ش.. ش.. شكرا جزيلا لك علي مساعدتي"
قبل مغادرة تدكرت فتاة التي كانت خلفي
صوتها خجول ومظهرها يوحي أنها كانت تمر بهدا مند مدة طويلة
"فل تتعلمي كيف تدافعي عن نفسك"
بتلك كلمات إتجهت نحو مدرسة، كان كل شيئ ممل حضور دروس، وطريقة تدريس لم تعجبني كثيرا
بعد نهاية دوام وقبل مغادرة فصل
"بيل هل يمكنك دهاب لمكتب مدير؟، يبدو أنه يريد تكملم معك"
صوت أستاد الذي جعلني أجيب علي أسئلة في مرة سابقة
يبدو أنه تكلم مع مدير عني و سيجعلني بطريقة ما أشارك
"حاظر"
حملت حقيبتي وإتجهة لمكتبه، طرقت باب عدة مرات قبل أن يجيب
"تفضل بدخول، لقد كنت في إنتظارك"
شعره أبيض ولحيته التي في نفس لون جعلته يبدو حكيما بعيون خضراء وجسم ممتلئ قليلا
"في ما يمكنني مساعدتك أيها مدير؟"
أظهر إبتسامة صغيرة
"بما أنك مستعجل، سأختصر كلام، هل ستشارك في أي مسابقة هاده سنة؟ سمعت من معلمك أنك تتمتع ببعض الموهبة"
لقد فهمت ما يريد وصول إليه
"يبدو أن معلمي يدكرني كثيرا أمامك، لكن أنا لست عبقرا أو دكي أكثر من أي أحد هنا. لكن لما تريد مني مشاركة بشدة"
"مهمتي كمدير هي دعم مواهب صاعدة مثلك، من أجل أن يبرزو، ويصبحو شيئا كبيرا نفخر به في مستقبل"
ما يقوله ربما يكون صحيحا، لكن جزء مهم هنا لم يأتي بعد، الفائزون من مدرستنا سيشاركون في مسابقة وطنية ، وفائز فيها ستأخد مدرسته دعما ماليا كبيرا،
كما ينظر في جميع مشاكل التي تعاني منها، يتم إصلاح أغلبها
لدالك هو مستميت جدا لجعل تلاميذ يشاركون
أنا لا أرغب في مجادلته أكثر لدالك
"أجل.. سأشارك أيها مدير لدالك لا تقلق.. إذن إلي لقاء"
وقفت من مقعدي محاولا مغادرة
"هل تعلم ما تكسبه مدرسة شخص فائز صحيح؟"
إذن فدالك ما كنت تريده من بداية
"أجل، لا تقلق أيها مدير المركز لأول من نصيبي"
"لقد أعجبني كيف تعاملت مع أطفال في صباح، يبدو أنك عبقري كما يقول معلمك تماما"
"لا لست كدالك.. إذن إلي لقاء"
الفوز في هاده مسابقات تلات سيكون فرصتي لمعرفة حقيقة كاملة