*من فضلك بيل أنقدها*

إستيقدت بسرعة علي وقع دالك الصوت الغريب

وضعت يدي علي وجهي لإقاف الصداع الذي يحدت داخل رأسي، ربما لم يكن علي قرأة تلك رواية قبل النوم

"علي أي حال ماكان دالك؟ "

صوت طفل مليئ بالحزن والعاطفة يطلب إنقاد

تنهدت وأنا أفكر بالأمر

"أنا أنقد شخصا ما، أنا بنفسي أحتاج من يخرجني من حياة تعاسة هاده فكيف سأنقد شخص أخر"

لم أستطع نوم بعد دالك، توجهة للمطبخ من أجل حصول علي بعض الماء، كان الوقت بالفعل متأخرا جدا ربما بعض تالثة ليلا

"ما الذي تفعله في هاد الوقت متأخر بيل؟ "

صوت ببعض العاطفة قادم من خلفي، تمكنت من تعرف علي صاحبه بالسرعة

إستدرت نحوه من دون أي تعبير علي وجهي

"أريد بعض الماء فقط أبي، هل سبق لك وإهتممت بما أفعل علي أي حال؟ " أجبته من دون أي مشاعر في صوتي

أخدت ما أريد وفي طريقي للغرفة، حصل ما لم أتوقعه

"هل تحتاج إلي أي شيئ؟ لأحظره لك من أجل مسابقات"

بعد كل تلك سنوات من تجاهل ومعانات التي مررت بها، أنت لآن تحاول شراء تسامحي بأشياء لا قيمة لها

"فل تبقي عند كلمتك فقط، غير دالك لا أحتاج لأي شيئ"

تركته خلفي بوجه عليه تعبير غريب، ودخلت لغرفتي،

ما الذي حصل له فجأة؟

"يبدو أنك بدأت تشعر بالذنب أخيرا، أرجو أن يستمر دالك طويلا وألا يختفي أبدا"

الألم نفسي وعقلي أقوي وأخطر بكثير من ألم جسدي، بقاؤه بتلك حالة سيظهر عليه بالمستقبل

لأكون صادقا مع نفسي، أريد رأيتهم يعانون مما عانية منه، ولو حتي قليلا

بعدها دهب تبي في رحلة عمل، لذالك لم أره لمدة أسبوع أو أتواصل معه بأي طريقة، في حين أني أتجنب أمي حتي أنني لم أعد أتناول طعام معهم

بالرغم من أن أمر يعطي شعورا بالوحدة، إلي أنه كان أفضل لي بكثير من سماع إهاناتها وغضبها غير مبرر

في يوم لأحد خرجت لتمشي في دالك صباح لأنه بدا لي من خسارة بقائي حبيسا في غرفتي فقط، دون فعل أي شيئ غير قرأة

"إلي أين تريد دهاب؟"

صوت مليئ بالغطرسة من خلفي، جعلني أريد لعن صاحبه حتي الموت

"لا شأن لك بي أخي، بأي حال أليس لذيك واجبات للقيام بها اليوم؟"

ظهر الغضب علي وجهه مقزز وتقدم نحوي

"متي أصبحت بهدا الغرور بيل؟ يبدو أنك تحتاج لتأديب مجددا، وسأجعلك تقوم بتلك واجبات اليوم"

تنهدت وأنا أسمع هراءه داك، يبدو أنه يريد إفتعال شجار معي مجددا

"إذا وجهت لكمتك بتلك طريقة، فستكسر أسابعك، كما أن موقع قدمك خاطأ ستسقط بتلك طريقة"

أظهر إبتسامة كبيرة وهو يسمع كلامي

حسنا أنا أكدب عليه فقط، لآنه بالفعل منظم لنادي لدفاع عن النفس، كما أنه بارع نوعا في قتال، محاولة مشاجرته هنا تعني أنه سيبرحني ضربا فقط

"متي أصبحت أفضل مني في أي شيئ؟"

في لحظة التي حاول فيها أخي ضربي، إستجمعت نفسي

"الكاريوكي، مطعم بالقرب من مدرستك، فتياة اللواتي خدعنك ليأخدو كل مال الذي أعطته لك أمي، تهربك من حصص، وأخيرا تنمرك علي طلاب متفوقين و إستعمالك للعنف ضدهم "

تجمد أخي في مكانه ولم يستطع إكمال هجومه، كما أن علامات إستفهام ظهرت علي وجهه

"أخي كبير هل تعلم ما الذي سيحصل لك لو علم كل من أبي وأمي هدا؟، أو إذا علم مدير المدرسة حول شجاراتك وتنمرك علي طلاب متفوقين؟ "

تصعد غضبه أكثر من أول وبدأ يتراجع للخلف

"أنت أيها لعين كيف تعلم حول كل دالك؟"

تنهدت وأنا أري غضبه يضهر أكثر

"أخي كبير ما رأيك في إتفاق بيننا من أجل مستقبل أفضل لك"

تمكن من إستعادة هدوئه، وبدأ بتركيز مع كلامي

"أي تفاق تعني؟"

"من لآن وإلي نهاية مرحلة لإعدادية ستعطيني نصف مصروفك بسرية عن أبي وأمي، وستتوقف عن تدخل في شؤوني، وبمقابل أنا لن أخبرهما بكل أفعالك صبيانية، مشاكلة في مدرسة"

إعتلت الصدمة وجهه وغضبه ظاهر، يبدو أنه لم يتقبل أمر "

"أيها اللعين لقد قلت نهاية مرحلة لإعدادية، أنت تعني أربعة سنوات من تقاسم مصروفي معك"

لم أظهر أي تعبير أو أي إنفعال من كلامه

"دالك صحيح، تدكر أنت ليس لذيك أي خيار أخر، ستطرد إلي علم مدير شجاراتك، وستعاقب من طرف أمي لمدة طويلة جدا، بتفكير جيدا إتفاق معي يبدو أفضل من بكثير"

رغم كل تعابير إستياء التي تظهر علي وجهه إلي أنه ليس لذيه خيار أخر

"حسنا، سأفعل، لكن إياك وخيانتي"

مع كلامه مددت يدي له

"مادا؟"

لكن يبدو أنه فهم أمر جيدا، صعد أخي لغرفته،وبعد خمس دقائق خرج مع نقود في يده، وعلي غير متوقع لم ينقص منها أي شيئ

لكن نصف مصروفه فقط، يمكن فعل كثير به

"حسنا أخي من جيد عمل معك، من لآن لا تقترب مني"

غادرت المنزل بعدها وتركته يتلوى في غضبه وإحباطه لا يعلم ما يجب عليه فعله

لقد كنت أتجهز لهدا اليوم مند أكثر من شهر، لكن لقد إستحق أمر عناء، جعله يبتعد عن طريقي ويعطيني ماله، نهاية جيدة نوعا ما

بسبب أني كنت في مزاج معتدل اليوم قررت أخد الطريق أطول وإلتفاف من قرب المدرسة

لألمح فتاة في سني بنظارات ودموع تنهمر من عيناها و تلاتة أطفال في نفس سن يضحكون قربها

التنمر وإستعمال العنف ليسا نفس الشيئ يبدو أن أدمغتهم لا تعمل

الفتاة مليئة بالكدمات كما أن أحد كتبها قد تمزق

"حتي ولو فزت فل تستطيعي شفاء أمك من مرض، لذالك فل تنسحبي، ليس بإمكانك فعل أي شيئ "

كلامات الفتي كانت تحمل الغضب والحقد، يبدو أنه يغار من تفوقها، بينما أخران يضهران إبتسامة مقززة

كنت أفكر فيما علي فعله لألمح بعض أشخاص قادمين نحوي

"أليس دالك الزعيم؟"

من خلفي سمعت صوتا مبتهجا، مع إبتسامة كبيرة، تمكنت من تعرف علي صاحبه بسرعا

"إنه أنتم، لقد أتيتم في الوقت مناسب لذي عمل لكم"

قلت دالك وأشرت نحو تلاتة الذي يلتفون حول فتاة

"هل يريدنا الزعيم تعامل معهم؟"

لسبب ما كانو مبتهجين عندما قلت دالك

"لكن حتي ولو ساعدتها فستمر بدالك مجددا"

"لما دالك؟"

"في حقيقة، لقد تخلي عنها أبوها مند صغرها، وأمها مريضة في وقت الحالي، لذالك جميع يستعمل حجة والذها لتنمر وسخرية منها، يمكن إعتبار أمر عادي بالنسبة لها"

عادي متي كان عنف وتنمر غير مبرر شيئ عادي، تبا لهدا الوضع

بالتفكير بأمر يحصل فائز في مسابقة علي جائزة مالية، إذن فهي تريد مساعدة أمها، هدا يفسر سبب تفوقها

رأيته تلك فتاة تمر بدالك لسبب ما يدكرني بما مررت به من قبل

"لا أريد أن يهرب أي أحد، فل تبرحوهم ضربا"

تقدم تلاتة وإبتسامة شريرة علي وجوههم، ومن دون سابق إنظار إنهالو علي أخرين بضرب

لم يتمكن أطفال أخرون من فعل أي شيئ هم فقط يتلقون ضرب، و هم علي وشك بكاء

في غضون خمسة دقائق كانو قد أتمو عملهم بالفعل، وبطريقة ممتازة، كم من جيد أن يكون لذك خدم ليقومو بعملك

تقدمت ووقفت أمامهم بينما فتاة خلفي تبكي

"توقفي عن بكاء فهو لن يصلح أي شيئ كارلا "

برغم من كلامي إلي أن دموعها فقط إنهمرت أكثر

يمكنني فهم دالك، فحتي أنا قد بكيت سابقا حتي جفت عيناي من ماء،، لكن لأسف البكاء لم ولن يصلح أي شيئ

أدرت نظري لجهة أخري وتقدمت نحو الفتي الذي كان سبب في كل شيئ

"ما.. ما. الذي تريده؟ نحن كنا نتكلم معها فقط"

وجهه أصبح مليئ بكدمات، ونظرات تحمل الخوف

"أي نوع من كلام سيجعلها تبكي لتلك درجة"

أنزل فتي رأسي نحو أسفل

"إنها تريد ربح مسابقة من أجل حصول علي مال لمساعدة أمها بسبب تخلي والدها عنها"

"إذن مادا في دالك؟ أين هي مشكلة؟"

لم يستطع إجابة علي سؤالي، مجموعة من حمقي يريد فوز عن طريق تهديد أخرين، يرون كل شيئ من منظور واحد فقط

"فل تنزله لأرض"

بتلك كلمة جعله لي أحد أشخاص معي وقد كان زعيمهم سابق يقبل أرض بسرعة كبيرة

"ما. مالذي.."

قبل حتي أن يكمل كلامه وضعت قدمي فوق رأسه وأنا أدعسه بقوة

"ما هو شعور أن يتم تنمر عليك؟ أخبرني ماهو شعور أن يتم نضر إليك بحتقار شديد هكدا؟ هل هو شعور جميل؟"

برغم من أنه كان يبدو صلبا في بداية إلي أنه بدأ بالبكاء وصراخ كفتاة صغيرة

"هيا أخبرني ماهو شعورك لأن؟"

تجاهلت كل صراخه وبكاءه وركزت فقط علي شعوره

"أنا.. أنا أسف لن.. لن أفعلها مجددا"

"أنا لا أريد أسفك أو إعتدارك، أخبرني ماهو شعور عندما يتم دوس عليك كحشرة؟"

إزداد بكاؤه أكثر

"إنه..إنه شعور فضيع و سيئ جدا، أنا..أنا لن أفعل دالك مجددا،أنا أسف"

صوته مختلط مع دموع جعله يبدو صادقا قليلا

إعتلا خوف أخرين الذين كانا معه، ولم يعرفا مدا يفعلا

"أنزلاهما لأرض"

بتلك لحظة بدءا هما أيضا بالبكاء وإعتدار، برغم من أنه متأخر وعديم قيمة، إلا أنهم أداقو نفس الشعور، لذالك لن يفعلو دالك مجددا

"حسنا أنتم ستة ستشكلون مجموعة، وستبقون معا من اليوم، في الوقت الذي سأحتاجكم سأناديكم، هل فهمتم؟"

هز الجميع رأسه ليبدي موافقته علي أمر

"حسنا فل تدهبو لآن"

غادر الجميع المكان، بينما إستدرت للفتاة خلفي،التي كان بعض الخوف علي وجهها

"فل تعودي لمنزلك سأحضرك لك كتابا جديدا مكان الذي تمزق"

عندما كنت أريد مغادرت رأيتها غير قادرة علي أن تستجمع شتات نفسها، بينما دموعها تنهمر ورأسها لأسفل

"شكرا..شكرا جزيلالك علي مساعدتي.. أسفة لتسبب لك في مشاكل"

رأيتها بتلك حالة محطم حقا للقلب، تقدمت ووضعت يدي فوق رأسها

وقعت في رأسي أكثر كلمات التي كنت أريد سماعها في متل دالك الوضع

"لا عليكي، أنتي لست مخطأة في أي شيئ، كل شيئ سيكون بخير لآن"

كلماتي جعلتها فقط تبكي أكثر، لقد كانت تلك كلمات هي أكثر سماعه في حياتي، وشخص واحد من قال لي تلك كلمات

في حين أن كارلا التي كانت تمر بوضع صعب،ربما لم تجد من يقول لها دالك

"يبدو أنكي هدأتي أخيرا، حسنا فل تعودي لمنزلك"

وقفت كارلا وبدأت ترمقني بنظرات غريبة، لا أعلم مالذي تريده

"شكرا لك مجددا لمساعدتي"

حسنا فل تتجهزي جيدا من أجل منافسات، سيكون عليك إحراز المركز لأول من أجلها صحيح

حركت كارلا بموافقة مع كلامي، يبدو أن هاده السنة ستكون مجددا لها

إتجهت كارلا في طريقها بينما توجهت في طريقي

في يوم مقبل أول شيئ فعلته هو أن توجهت نحو مكتب المدير

"مرحبا بيل لم تأتي إلي مكتبي من قبل، هل تحتاج لشيئ"

كانت إبتسامة هي نفسها، رغم أنه يملك بعض دوافع الخفية، إلا أنه كان مراعيا وحنونا جيدا في تعامل مع طلاب

"أريد إنسحاب من مسابقات"

رغم أنه كان قراري وبإرادتي، إلي أنني لم أعلم أنه سيكون أسوء قرار في حياتي وسبب نهايتي

2023/05/14 · 860 مشاهدة · 1595 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025