[منظور أرثر]
"اااه. أرثر إبني الحبيب، لقد إفتقدتك كثيرا، لقد كبرت حقا... "
كلمات تلك مرأة ممزوجة بالعاطفة وكثير من مشاعر جعلت عيناي ترتجفان بشدة و نبظات قلبي تتسارع كثيرا
بسبب دالك الشيئ حول فمي وجسدي لم أتمكن من تحرك او حتي تكلم، مما جعلني في حيرة كبيرة، وأود طرح كثير من أسئلة
بدأت المرأة تقترب مني وإبتسامة تحمل كثير من فرحة عليها
"إبني، أنا أسفة حقا لأني تركتك وحيدا كل تلك سنوات، أرجوك صغيري فل تسامح أمك على فعلتها، أنا لم يكن لذي خيار أخر..."
تلك كلمة جعلتني أتنفس بصعوبة بالغة بل جعلتني أطرب كثيرا، أمي هل هاده المرأة هي أمي...؟!،
لقد قالت ليونا أن أمي ماتت بعد ولادتي مباشرة...
بل أكثر من دالك لقد كتب في رواية أنها إتخفت بعد ولادة أرثر مباشرة
لذالك كان أكثر إحتمال ترجيحا أنها ماتت، وبالفعل جميع سكان مملكة يعتقدون أنها ماتت، ومنهم أنا أيضا
مع كثير من أفكار في رأسي لفت المرأة يداها حولي وهي تعانقني بحرقة كبيرة وتعابير من حزن
"أنا أسفة حقا إبني الصغير أرثر، أنا لم أنسك للحظة واحدة، لقد كنت أفكر فيك دائما، ..."
لا أعلم كيف او لم..؟!، لكني شعرت بدفئ كبير في قلبي في تلك لحظة، كان عناقها لي مع كل تلك مشاعر يعطيني إحساسا غريبا لم أشعر به من قبل
إحساسا بأمن وسلام
"إبني، بما أنك لا تستطيع تكلم بعد، فهاد يعني أنك ما تزال ضعيفا، ضعيفا جدا، لذالك لايمكننا لإلتقاء بعد، لكن رغم دالك سعيك في طريقك سيجعلك تفهم كل شيئ ، حول قطعة كنوسس في مكان قلبك وأيضا حول عينك اليسري، وأيضا ستفهم لم تركناك أنا ووالدك كل تلك مدة، مع علمنا بكل ما يحدث معك ..."
وضعت مرأة التي لا يمكنني معرفة حقيقتها بعد، يداها فوق كتفاي وهي تضهر تعبيرا جديا، بينما عيناها تتوهجان بقوة
"إسمعني أرثر، أنت قد ذخلت بالفعل في كثير من مشاكل كبيرة والخطيرة جدا، أنا لايمكنني مساعدتك كثيرا في هاده المرحلة، لذالك سيتوجب عليك تقدم وحيدا بقوتك خاصة... "
غيرة المرأة تعبيرها الحاد إلي إبتسامة جميلة ومشرقة
"أرثر فل تصبح أقوي بني، أقوي بكثير مما أنت عليه لآن فل تصبح أقوي وأقوي، إذا لم تفعل فستخسر كل شيئ وأنت عاجز عن تحرك وستكتشف بعدها ألماً يفوق كل ما مررت به بأضعاف كثيرا، في هاده المرحلة حتي الموت نفسه لن يخرجك من تلك أخطار التي تنتظرك، الحل وحيد لك هو قوة ... "
بحرقة في قلبها عانقتني المرأة مرة أخري وبطريقة جميلة وضعت شفتاها فوق جبيني بقبلت صغيرة
"إليك أخر وصيلة لي قبل فراق صغيري، أنت تغرق في ظلام كثيرا بني، دالك ليس سيئا بضرورة، لكن إياك وإختيار أحد منهما، لا تنظم إلي أي فصيلة منهما، فل تبقى محايدا أرثر، كلا فصيلين الظلام و النور يريدان إستغلالك فقط، أنت مميز أكثر بكثير مما تظن أرثر وستكتشف دالك، أكرر بني لا تنظم لأي أحد منهما كلامها يريدان ضمار و خراب فقط إذا إخترت أحدهما فستندلع تلك حرب مرة أخري، الحرب عملاقة التي محت جنس عمالقة من موجود وأذخلت عالم في حالة من ضمار، جميعهم يريدونك أن تكون قلب إعصار..."
توقفت مرأة وهي تتحسس وجهي بيدها البيضاء
"في مقابل كل دالك عليك إيجادها، تلك الفتاة هي الوحيدة التي يمكنها مساعدتك، فل تجدها أرثر وقم بحمايتها، أرجوك بني فل تقمبحمايتها، إنها أملك وحيد للبقاء خارج كل تلك أمور خطيرة... "
وللمرة أخيرة عانقتني المرأة وهي تضهر تعبيرا من الحزن وإستياء
"فل تصبح أقوي بني، أريد أن تعلم أني أحبك كثيرا أرثر، انت هو فخر حياتي وأثمن ما فيها، فل تتذكر كلامي بني، وداعا.. ."
بتلك كلمات غير مفهومة أبدا، التي جعلتني في دوامة من أسئلة إختفت المرأة من مكان...
وبهلع وفزع كبير جدا إستيقذت بينما جسدي لا يريد توقف عن إرتجاف وصداع قوي يضرب رأسي
وضعت يداي فوق رأسي لإيقاف صداع، كانت مجموعة كبيرة من أفكار وتساؤلات في تجول كإعصار عملاق داخل دهني
لم علي أن أصبح أقوي..؟!، وماهو دالك ألم الذي تكلمت عنه...؟!
وأهم بين كل دالك من يكون فصيل ضوء وظلام الذي تكلمت عنهما...؟! وأيضا من تلك فتاة التي تستطيع مساعدتي وكيف أجدها...؟!
أمي أو مهما كانت هوية تلك مرأة لقد أعطتني كثير من صداع وأدخلتني في دوامة من أفكار التي جعلتني أصاب بصداع كثير جدا
"أمي، فصيلين، الحرب التي محت جنس عمالقة، حتي الموت لن يخرجك من تلك أخطار... "
أضاءت عيناي بلون أسود وبدأت أقبض على أسناني من هول وفضاعة أفكار في رأسي، حتي أن صوت أسناني وهي تقبض على بعضها سمع في غرفة بأسرها
كان جسدي يرتجف، يرتجف بقوة وأيضا بخوف
"ت.. تلك الحرب لعينة ستقام مرة أخري... "
أبشع وأشنع حرب على إطلاق، الحرب التي محت جنسا بأكمله من أقوياء، الحرب التي شملت العالم بأسره وخلفت ضمارا لايمكن تصوره
لا يمكنني تخيل ما سيحدت لهاد عالم إدا حدتث تلك حرب مرة أخري، الجحيم بنفسه سينزل على هاد العالم، لا بل شيئ أسوء من جحيم نفسه
بكثير من صعوبة هدأت نفسي بالقوة، وأخدت شهيقا عميقا لترتيب أفكاري
لكن قبل أن أتمكن من بدء التفكير مجددا شعرت بخطوات شخص قرب باب غرفتي
"هل يمكننا تكلم قليلا أرثر...؟!"
برغم خطورة أمور، أزلت جميع أفكار من رأسي وأعدت تعابيري معتادة مجددا وبالقوة حركة جسدي الدي تجمد من رعب
"نعم لا مانع، فل تدخلي إيرزا..."
فتحت الأخيرة باب بهدوء وبطانية ملفوفة حول جسدها بينما هي غير قادرة على تركيز علي بعيناها
شعرت بتلك لحظة كأنها محرجة قليلا، أو ان لذيها بعض أفكار التي يصعب تفسيرها
"هل أزعجتك بقدومي في هاد الوقت متأخر...؟!" سألت مع بعض علامات الخجل على وجهها
"لا أبدا لقد كنت مستيقدا بالفعل، فل تجلسي وأخبريني بكل شيئ، أعتقد أنه يمكنني مساعدتك في بعض أمور... "
بلطف أغلقت إيرزا باب ووقفت أمامي ببعض إحمرار على وجهها
في تلك لحظة بضبط علمت تقريبا ما ستحاول هاده فتاة غبية فعله
"ه.. هل يمكنك ان تنام معي...؟!"
"هاااااه... "
أزالت إيرزا بطانيتها بينما كانت ترتدي تحتها تياب كاشفة قليلا
ضهرت على وجهي بعض علامات إستياء حقا في تلك لحظة
يبدو ان هاده فتاة تملك كثير من شكوك عني رغم كل ما قلته لها سابقا
"غبية، فتاة غبية حقا..."
وقفت وأعدت بطانية فوق جسدها مكشوف مجددا وجعلتها تجلس فوق سرير
بخجلها أدارت إيرزا وجهها لجهة أخري وعيناها ترتجفان قليلا
"إذن إيرزا هل يمكنك إخباري ما الذي كنت تنوين فعله بإغرائي ...؟!"
"ل.. لقد..."
مع صعوبتها في نطق أدركت حجم حرج الذي خيم عليها
تنهدت وجلست قربها وبلطف لففت يدي حول عنقها وجعلت رأسها فوق صدري
"إيرزا هل كنت تعتقدين أني أحبك لأجل جسدك فقط...؟!، هل أعتقدتي أني سأتخلا عنك إذا لم أنم معك أو أحصل على جسدك...؟!... "
"ل..لا.دالك.. "
رغم محاولتها تفكير كانت تجد إيرزا صعوبة في شرح نواياها بكلمات
حسنا أنا لن أكذب أعتقد أن أي فتاة كانت لتفعل متلها ربما، لقد تم تخلي عنها من قبل جميع، وقد تم تعنيفها حتي مند صغرها
وفي عالم مقدس كان جميع من يراها يتكلم عن جسدها دون إلتفات لشخصيتها أو قلبها أبيض
ومع تراكم كل تلك أفكار داخلها سيطرت عليها وإعتقدت أن طريقة وحيدة لأبقى معها هي عن طريق جسدها، ربما يكون تفكيرا سادجا منها، لكن لا أعتقد أنها إمتلكت أفكار أخري بحكم ضروف نشأتها
"إيرزا سأخبرك بهادا مجددا، أنا أحبك وسأقلب هاد عالم من أجلك، ليس عليك تحامل على نفسك وفعل أشياء لا تريدينها فقط لأبقي معك... "
"ل.. لكن إذا لم أفعل فستتركني وحيدة، ستغادر وتتركني، أنت شخص أول و الوحيد الذي أخبرني بما كنت أريد سماعه، أنا خائفة، أنا خائفة أن تتركني وحيدة، لذالك حاولت إعطاءك سببا لتبقيني معك"
مع كلماتها بعض قطرات دموع بدأت بتدفق من عيناها، وعلامات حزن خيمت عليها، بلطف لففت دراعاي حولها وعانقتها
"بل عكس إيرزا، أنا الذي أخاف أن تقومي بتركي، بعد أن إلتقيتك أخيرا . ."
ببعض دموع رفعت إيرزا نظرها نحو عيناي
"أنت خائف من أن أتركك...؟!"
"صحيح، أنا خائف جدا، أنت جميلة وذكية ولذيك قلب نقي، الجميع سيريدك ، أنا الخائف من أن تتركيني إيرزا، لذالك سأفعل أي شيئ من أجل ألا تقومي بتركي، لذالك ليس عليك تحمل أشياء من أجلي، إذا واجهتي أي مشكلة سأكون أول حاضرين لمساعدتك، إذا إحتجتي أي شيئ سأحضره لك كيف ما كان، ليس عليك قدوم لغرفتي بهاد الشكل مجددا، لأني أنا الشخص الذي يجب أن يتبت حبه هنا، حسنا...؟!"
توهجت عيناها بلون جميع وأشرق وجهها على وقع تلك كلمات، ووضعت رأسها مجددا على صدري
"شكرا لك، أنا لن أتركك أبدا... "
وضعت يدي فوق رأسها وأنا أمسده بلطف
"حسنا إذن أيتها جميلة، فل تدهبي لإرتداء بعض ملابس، فأنت جميلة جدا، وأنا رجل بعد كل شيئ، هل تفهمين أمر ...؟! "
إحمر وجه إيرزا بخجل وأصبح كطماطم حمراء وبسرعة غادرة غرفتي نحو غرفتها، لكن أعتقد أن شكوك في قلبها قد إختفت من جهتي
يمكنني قول أني قد حصلت عليها أخيرا...
لكن مع دالك، مازال وقت مبكرا على إخبارها بالحقيقة، تلك فتاة الحياة التي عاشت حتي لحظة لقائي بها في جبل الوحوش قد كانت مزيفة
لا أعلم كيف ستكون ردة فعلها إذا أخبرتها حقيقة، وأهم لا أعلم كيف ستتصرف شوغن مع هادا
ياتري كيف يجب علي تصرف من لآن فصاعدا...؟!
*********
في إحدي غرف عبادة في كنيسة يقف رجل وهو يصلي رافعا يداه نحو أعلي
"هاد العجوز يحي البابا مبجل... "
ببتسامة على وجه إستدار البابا نحو مصدر الصوت، كان رجل بعضلات كبيرة ولحية متدلية ينحني بحترام شديد
"هاها، مرحبا بعودتك غارب، أخبرني من فضلك كيف كانت أمور... "
وقف غاب وفي غضون عشرة دقائق أخبر البابا بكل ما شاهده في جبل الوحوش
"وأخيرا قداستك، لقد أعلن أمير رابع الحرب علينا، لقد قال أنه سيقتلك وسيقتل كل فرسان وعاملين في كنيسة دون رحمة..."
"هاهاها، دعه يحلم بدالك، نحن نقف في صف إله، وإله يقف في صفنا من مستحيل أن نخسر ضد مجرد طفل..."
بتلك كلمات بدأ الباب يتقدم نحو إحدي نوافد موجودة في غرفة، كانت نافدة تطل على حديقة جميلة وفي منتصفها فتاة في سادسة عشر من عمرها يلعب رياح بشعرها أسود و إبتسامة جميلة على وجهها
"غارب، أعلم أنك قلق بسبب ما حدث لشيوخ، لكن فل تنظر من نافدة... "
أزال غارب قلق من وجهه وإستجابة لكلمات بابا نظر هو أخر من نافدة
"تلك، أليست إبنة قداستك ثالثة، قداستها إلينا... "
"صحيح إنها هي، لقد تحدث مع ملك بالفعل، في غضون شهر واحد ستتجوز إبنتي من أمير رابع أرثر، وسنبدأ في تنفيد خطتنا لتخلص من رمز ظلام "