"مرحبا بعودتك أيها القائد، أنا أحييك على عودتك من دالك مكان ... "
في إحدي الأروقة الموجودة في طوابق السفلية وتحديدا في غرفة مكتب مجهزة ينحني فارس بحترام ورأسه نحو أسف بتعابير تدل على سعادته
بينما يتقدم من أمامه رجل بشعر أسفر طويل وعيون عسلية بيد واحدة وندبة كبيرة على وجهه
أنزل رجل نظره نحو فارس بهدوء
"إنه أنت غراي شكرا لإستقبالك، وأيضا لا ذاعي لكل تلك رسميات عندما نكون لوحدنا"
وقف غراي قرب باب ببعص الحيرة على وجه، لكنه أزالها بسرعة وركز على قائده
بهدوء غريب على وجهه أجاب بال فارس أمام وجلس فوق الكرسي المكتب، وهو يبدو كأنه يفكر في كثير من أمور
"أيها القائد لقد إلتقيت سيل وعدنا كما أمرت، هل لي أن أسأل ما الذي حدث لدراعك؟!، وأيضا كيف كانت أمور في جبل الوحوش...؟! "
ببتسامة صغيرة على وجه نظر بال ليده اليسري مبتورة تم رفع نظره نحو سقف الغرفة كأنه يتأمل في شيئ من ماض مجددا
"هاها لا شيئ مميز حقا حدث، لكن لقد كانت الأمور فوضوية كثيرا، لا أنا ولا كنيسة حصلنا على سبب ذهابنا لذالك المكان... "
توقف بال قبل أنهاء كلامه ووجه نظره نحو غراي أمامه
"لكن رغم كل تلك الفوضي، فقد حصلت على شيئ مميز حقا من هناك... "
"شيئ مميز...؟!" بحيرة سأل غراي
"للأسف سأخبرك في وقت أخر أحتاج ترتيب أفكاري أولا، غراي أعطني ورقة وقلم من فضلك..."
بهدوء وضع غراي ورقة وقلم أمام بال وهو يترقب منه إكمال كلامه
" غراي أعتقد أن الوقت قد حان لتصرف، لايمكننا إنتظار أكثر ... "
"أيها القائد هل تخطط لبدء الحرب لآن...؟!، لا أعتقد أننا جاهزون بعد، دخولنا في حرب معهم سيعني خسارتنا فقط، وإنتهاء كل ما خططت لفعله... "
أطلق بال ضحكة صغيرة من كلام غراي، وهو يبدو غير مهتم بمدى خطورته كبيرة
وبهدوء غريب بدأ بال يكتب على ورقة
"غراي، هل تعلم..؟!، هاد العالم حقا غريب، وأكثر غرابة و حزنا أن أعمارنا كبشر قصيرة جدا، الفوز وخسارة تفكير في كل دالك يجعلنا نهدر كثير من فرص سانحة ... "
ضهرت علامات إستفهام على وجه غراي وهو يحاول فهم معني تلك كلمات التي لا تبدو منطقية أبدا
"أيها القائد...؟!"
"لا داعي لتحاول فهم معني تلك كلمات غراي، فلا معني محدد لها، المهم عندما يصلني رد على هاده الرسالة منه سنعرف وقتها هل نحن جاهزون أم لا،لكن رغم دالك سنبدأ التحرك من لآن ... "
"أيها القائد هل تقصد بكلامك أمير رابع...؟!"
ببتسامة صغيرة وضع بال تقل رأسه على كرسي والورقة في يده
"صحيح، كلانا يملك نفس العدو، بفضل معلوماته وذكائي وخطتي، أعتقد أننا يمكننا قضاء عليهم جميعا..."
"لكن أيها القائد ألن ينقلب ضدنا إذا علم أننا كنا نحاول قتله...؟!"
"لا تقلق فهو أذكي من دالك، أنا متأكد هو يعلم من العدو ومن صديق في هاده المرحلة..."
بتلك كلمات أنهى بال كتابة رسالته وغلفها بينما وقف لمغادرة غرفة
"أيها القائد، هل حدث لك شيئ في جبل الوحوش بينما لم نكن هناك...؟!" سأل غراي محاولا وصول لخيط يقوده لتغير تصرف بال بدالك الشكل غريب
أدار بال نظره من فوق كتفه نحو غراي بكل هدوء
"يمكنك قول دالك إذا كان دالك كافيا لفضولك، لكن هناك لقد حصلت على نصيحة التي كنت أنتظرها بشدة، عندما أرتب أفكاري وأستوعب ما حدث سأخبرك، لكن لآن فل تبدأ التجهيز... "
بتلك كلمات غادر بال مكان نحو خارج، لوجهة لا يعلمها أحد غيره
لكن في غرفة في أسفل كانت تعابير قلق وأيضا إستفهام على مرسومة على وجه غراي
كان غراي مع بال مند بداية كل شيئ، ومع دالك لم يره يتصرف بتلك طريقة غريبة، بل لم يره يتخد قرارات بناءا على مشاعره أبدا
لم يكن بال يتحرك دون تخطيط لكل حركة وكل إحتمال ممكن أن يحدث، وإذا لم يكن يضمن فوزه فل يتقدم أبدا
لكن لآن تفوه بال بمجموعة من كلمات غريبة، ليقرر بعدها بدأ الحرب بكل هدوء، وكأن أمر عادي جدا
"يبدو أن شيئاً كبيرا حصل له في دالك مكان، لكن مهما حدث لا شيئ سيغير ولائي لك أيها القائد، سواء متنا أو عشنا فولائي لك إلي أبد.. ."
بتعبير حازم على وجهه، ويد فوق سيف تقدم غراي هو أخر لتجهيز مهماته كثيرة
في خارج مبنى كان بال يتقدم ببتسامة صغيرة ويده في جيبه
*ليو، الطريق الذي تمشي فيه ليس له نهاية أبدا، ستبقي في دوامة من ألم فقط، عليك تغير ومن لآن وإلا سيحدث لك ماهو أسوء مما حدث في ماضي...*
برغم وجهه الذي يبدو وكأنه بلا هموم كانت مجموعة من أفكار وكلمات شخص ما تجول في دماغه بسرعة كبيرة
"علي تغير إذن معلمتي... "بسخرية علق بال
(أسف معلمتي، لن اتغير او أحصل على راحة قبل إبادتهم جميعا، موتهم هو ما سيغيرني ...)
بغضب وحقد كبير توهجت عينا بال بلون أحمر مخيف
(سأجعل أرض تتلون بدمائهم لعينة، إنتقامي لن يكونا بسيطا أبدا ...)
"ولآن فل نبدأ في تحرك، الحرب على أبواب.. ."
******
"لقد أتيت إستجابة لإستدعائك أبي... "
داخل غرفة عرش كبيرة مزينة بطريقة فاخرة جدا، و أشعة الشمس تتسلل من نوافد كبيرة على جانب بساط
كانت الأميرة مونا تقف أمام العرش الفاره وفاخر جدا بحترام وتبات ونظرها موجه نحو رجل الجالس على عرش أمامها
"هل يمكنني معرفة لم إستدعيتني أبي...؟!"
قبل أن ينطق ملك بأي شيئ سألت لأميرة بتعبير جاد وعيون متوهجة
"مونا، سأخبرك بشيئ واحد فقط... "
وقف ملك من فوق عرشه بتعبير بارد بدأ تقدم نحو أميرة
"حفل زفاف أمير رابع قريب، لا أريد أي تذخل، تلك خطوة كبيرة لنا في حرب قادمة ... "
وضع ملك يده فوق كتفها وعيناه تتوهجان بلون أخضر مخيف
"لا أريد أي تذخل خصوصا منك مونا، إذا تدخلتي ستحدث مشاكل كبيرة أنا في غنى عنها، أريد رأيت ما وصل له أمير رابع من تقدم ومن ذكاء، وأيضا ما سيكون علينا فعله في مستقبل معه ... "
بتلك كلمات بدأ الملك مغادرة قاعة بخطوات تقيلة، وكأنه يعطي أميرة فرصة لمعارضته في قراره
"أبي دعني أذكرك، دالك طفل هو أخي صغير، مشاكله هي مشاكلي، فهما كان نوع خصومه فسيبقا خصمي أيضا، إذا حدث أي شيئ له فستكون هناك عواقب كبيرة، وأنا لا أهتم حتي ولو كنت أنت الخصم أبي ... "
توقف ملك وأدار نظره من فوق كتفه نحوها ببرود مخيف في عيناه
"مونا أنت تحبينه كثيرا، لكن للأسف أنت لا تعلمين أي شيئ عنه، و أيضا لا تعرفين أي شيئ عن والدته أو حتي عني، يقال في الحكم القديمة أن الجهل خطيئة... "
توقف ملك ورفع نظره نحو سقف بتعبير هادء وعيون تبدو تائهة قليلا
"لكن مونا في هاده حالة وخصوصا عنه، جهلك للحقيقة أمر جيد حقا، أنا أعلم أنكي تحبينه وغايتكي حمايته، لكن عليك معرفة حقيقة كاملة ورأنا، وأيضا لطمأنتك أنا لا أريد أذيته، بل غايتي إكتشاف ما وصل له فقط..."
تقدمت مونا نحو ملك بتعبير بارد على وجهها، متجاهلتا تعابيره مخيفة وتحذيره لها
"أنا أعلم دالك بالفعل، أعلم بالفعل أني لا أعرف أي شيئ عنه، لكن رغم دالك ما أريد معرفته في وقت راهن لم تكره أرثر لتلك ذرجة أبي...؟!، أخبرني ما سبب كرهك شديد لطفل لم يفعل أي شيئ لك...؟!"
رغم أن أمر لم يضهر على وجهه لكن تلك كلمات جعلت الملك في حالة إطراب خفيف حتي أن نبضات قلبه تسارعت قليلا، وعيونه إتسعت بسرعة
"هل للأمر علاقة بقول رئيس كنيسة أنه رمز ظلام...؟!، أم بسبب تلك مشكلة بينك وبين والدته...؟!، أخبرني أبي..؟!."
تنفس ملك وإستدار نحو مونا بجسده ورياح تلتف فوق يده يمني على شكل كرة، و بحركة خاطفة من يده قسم ملك كرة وبدات الرياح تتدفق في غرفة بأسرها
"مونا، سأخبرك بهادا قبل أن تسقطي أرضا، حبي لأرثر لم ولن يوجد أبدا ، أنا لا أملك في قلبي ذرة حبه له، بل على عكس أنا أسعي أنا أكرهه بشدة وأريد قتله، بل غايتي نهائية هي قتله، مونا أنت ضعيفة جدا وأيضا جاهلة كثيرا، أنصحك بعدم تدخل... "
سقطت مونا على ركبتها وتنفسها بدأ يصبح أصعب وهواء محيط بها يقل تدريجيا
رأيتها أصبح ظبابية وكانت تجد صعوبة في بقاء صاحية أمام الملك الذي يشع منبر من حقد وكره في عيناه نحو أرثر
"مونا أنت لا يجب أن تتورطي معه، إنه ليس لمصلحته، بل لمصلحتك، أرثر قد تورط في فوضا كبيرة جدا فوق إذراكك مونا ..."
بتلك كلمات إستدار ملك وغادر غرفة عرش، تاركا مونا ساقطة على أرض في حالة من ضعف وعجز
*لم تكره أرثر أبي...؟!*
بعد مغادرته مباشرة تلك كلمات تدفقت لرأسه مما جعل عيناه ترتجفان قليلا
"لم أكرهه هاااه...؟!"
إستند الملك على أحد جدران ورفع نضره نحو سماء الزرقاء التي كانت صافية بطريقة تبعت على سلام و سرور
"غايتي وحيدة في هاده حياة هي قتل أرثر، لا شيئ سيمنعني من دالك أبدا..." بعيون متوهجة وتقة كبيرة تمتم ملك لنفسه
(بابا لقد حاولت من أجلي مجددا، شكرا لك حقا بابا، لكن أعتقد أن عليك توقف، كلانا نعلم نتيجة أمر...)
بصداع في رأسه وبعض ألم سقط الملك على ركبته وهو يتنفس بصعوبة، بينما صورة شخص ما مرسومة في مخيلته
ضحكته إبتسامته صوته رائحته طريقة كلامه، كان ملك قادرا على تذكر كل شيئ بستثناء وجه وهوية الطفل
مهما حاول لم يتمكن الملك من تذكر ملامح الطفل الذي ناداه ببابا بكل حب ورأفة بينما يعانقه بحرقة كبيرة وأيضا حب فوق حدود
"لم..؟!، فقط لم لا أستطيع تذكرك....؟!"
بعيون حزينة جدا، بعض قطرات الدموع خرجت من عيناه، وقلبه ينبض بقوة كأنه سيخترق صدره نحو خارج
"م.. مهما حاولت، لم أشعر أني فقدت أثمن ما في حياتي...؟!"
(بابا، في مرة قادمة لا داعي لتخاطر من أجلي، إبنك يستطيع تكفل بكل شيئ، فل تعتني بنفسك فقط، حسنا...؟!)
"فقط لم لا أستطيع تذكرك...؟!، لم لا أستطيع تذكر أثمن شخص في حياتي....؟!، فل تخبرني لم....؟!"
بتلك ذكريات مبهمة، سقط ملك وسط موجة من بكاء بحزن وأيضا لوم نفسه لعدم إستطاعته تذكر الطفل في ذكرياته
بعد نصف ساعة من بكاء بحرقة، وقف الملك وكل تلك ذكريات مبهمة قد مسحت من دماغه وكأنها لم تكن أبدا
"فل نبدأ بتجهيز أمور لآن، موت أرثر وإعداد للحرب، كل شيئ سيعد بعد عشرين يوما من لآن... "
بهدوء وتوهج في عيناه توجه ملك لبدء تنفيد خطته
التي ستحقق له أكبر رغباته
***********
هل يمكنكم إخباري برأيكم...؟! رأيكم يهمني وشكرا