[منظور أرثر]

إستيقدت من فراشي بكسل شديد وعيناي ماتزالان مغلقتان جزئياًّ، بسبب إحساسي بتدفق غريب لطاقة في مكان وأيضا صوت عدد كبير من إرتطامات وإصطدامات القوية

من لعينان الذين يتقاتلان في هاد الوقت المبكر...؟!

في لحظة التي أردت الوقوف أحسست بتقل شخص فوقي

بسبب ضباب حول عيناي لم أتمكن من معرفة شخص النائم فوقي

"يبدو أنك إستيقذت أخيرا، مارأيك ان تنام ليوم أخر...؟! "

بهدوء أدرت نظري نحو باب على وقع صوت بنبرة من سخرية

"أنا لا أهتم من أنت، لكن من فضلك عشر دقائق أخري، وأيضا أوقف إتنان الذين يتقاتلان... "

دون تعرف حتي على هوية شخص قرب باب أو حتي شخص نائم فوقي

سقطت مجددا فوق سريري بكل كسل، في تلك لحظة كان تفكير هو أخر همي

"عشر دقائق..؟!، أيها معتوه لقد كنت نائما لأربعة أيام... "

ببعض الصدمة وقفت مجددا ومسحت عيناي جيدا لرأية شخص أمامي، الذي يبدو كأنه يتفوه بهراء

"هاااه، أنت كازوها... "

كانت تعبير كازوها ممزوجا بين قليل من تعجب وأيضا لإستفهام، بهدوء أنزلت نظري نحو شخص قربي

كان مشهدا جميلا سيحفر في ذاكرتي لمدة طويلة

كانت الصغيرة تمسك بطانيتي بيدها الصغيرة بينما تغط في نوم عميق، كان جمالها فاتنا في تلك لحظة لدرجة أسر قلوب

بلطف وضعت يدي فوق رأسها وأنا أمسده، لابد أنها متعبة

"إذن كازوها مادا كنت تقول...؟!"

تنهد أخير بقوة وجلس على كرس أمامي

"أرثر لقد كنت نائما لأربعة أيام، ما الذي حصل معك...؟!"

برغم كلامه الذي يوحي بمشكلة ما بي، رسمت إبتسامة صغيرة على وجهي

"الأمر أني كنت متعبا فقط، لقد حصلت الكثير من أمور في دالك مكان مما جعل تعب يتراكم علي، أنا بخير تماما... "

ركز كازوها بنظره نحوي وعيناه تتوهجان، بينما تعابيره توحي بعدم تصديق كلامي

حسنا أنا أيضا قلت أول ما خطر بذهني، لكن ربما يكون سبب هو دالك الحلم عن أمي، او ربما يكون إرتدادا من إستعمالي للقلب أسود

لكن دالك غير مهم لآن، سأبحث عن جواب في وقت أخر

"بمناسبة كازوها أين أخرين...؟! "

تجهم وجه كازوها قليلا، وبعد علامات إستياء و الغضب ضهرت على وجهه

ضرب أخير فخضيه بقوة وإقترب مني

"دالك أمر، في واقع هاكان يقوم بتدريب إكليس، بينما سكارا يدرب آياكا، ودالك هو سبب إحساسك بتدفق طاقة في الجو ... "

"مادا عنك هل تتهرب من تدريب ..؟! يالك من فاشل... "

أدار كازوها نظره لأتجاه أخر بضحكة من سخرية

"في حقيقة ل.. لم يقبلا بي، عندما طلبت منهما تدريبي رفضني إتنان بقسوة... "

إبتسمت بسخرية من كلامه

"ببدو أنك فاشل ليدربك أي أحد كازوها... "

"أرثر أيها لعين، سأتذكر هادا..."

كلماتي لم تجعله سوي غاضبا ومستاءا أكثر، كصديقه يمكنني تفهم إستيائه

بهدوء وضعت يدي فوق كتفه

"على ذكر أمر، كازوها أخبرني هل إعترفت لآياكا بحبك لها في جبل الوحوش...؟!"

بسرعة عجيبة إستعاد هاد معتوه هدوءه وجلس فوق كرسي مجددا

"لقد أخبرتني أنك معجب بها عندما أخبرتك قليل عنها.. ."

"هاااه، حسنا أنا لا أنكر إعجابي بها، لكن لا أعلم هل يمكن تسمية دالك بعتراف أم لا... "

"مادا تعني...؟!"

"في جبل الوحوش، عندما حاول شقيقها أخدها بالقوة، أخبرته أني أحبها و مستعد للقتال من أجلها... "

"حسنا دالك كافي بالنسبة لي، كازوها سأشرف على تدريبك بنفسي، لكن بشرط واحد .... "

"شرط..؟!، أخبرني به... "

"أنا أظمن لك أنك ستصبح أقوي بمئة مرة، وفي مقابل أريدك أن تقوم بحمايتها بنفسك، آياكا لن تستطيع مواجهة مستقبل بسهولة، لذالك أريد منك أن تكون هناك لأجلها، ما قولك...؟!"

رسمت إبتسامة صغيرة على وجهه وبحترام إنحني لي..

"أرثر أنا أعدك كأعز أصدقائي، سأكون دائما حاضرا من أجلها.. ."

"شكرا لك كازوها، سأعهد لك بحمايتها.. ."

بهدوء وقفت وغادرت سرير تاركا صغيرتي نائمة بسلام

"كازوها هل وصلت أي رسائل لي في هاده أيام أربعة...؟!"

"نعم لقد وصلتك رسالتان، ويبدو أن أمور ليست مطمئنة جدتطا ... "

وضع كازوها يده في جيبه وأخر رسالتان مغلفتان لي

كان إسم أخي أكبر الأمير تالث مكتوب على واحدة منهما بينما أخري مكتوب عليها إسم جعلني أبتسم ببهجة

إذن فهو مايزال حيا،أعتقد أن الوقت قد حان لتصرف

"كازوها فل نأجل تدريب لوقت أخر لذي شيئ مهم لفعله اليوم... "

"مهم...؟!"

"ستعلم ما أتحدث عنه قريبا، فل تعتني بصغيرتي أتناء غيابي... "

بتلك كلمات غيرت تيابي وإستعددت للخروج، بينما لم يسأل كازوها أي سؤال

"تسرني رأيتك بخير سموك... "

قبل مغادرة كانت ليونا تنحني لي بحترام وعلامات الفرح مرسومة على وجهها

"شكرا ليونا لا داعي للقلق أنا بخير.. ."

وضعت يدي فوق رأسها ببتسامة صغيرة لطمأنتها

"حسنا، ليونا سأخرج لمدة، فل تعتني بالصغيرة من فضلك، وإذا إحتجت أي شيئ فكازوها هناك أيضا ... "

"كما تريد سموك..."

بسبب مكتوب في رسالة لم يكن لذي وقت لدردشة مع الجميع، لذالك بسرعة غادرت القصر نحو ضواحي المدينة

لم يستغرقني أمر أكثر من نصف ساعة للوصول للمكان، برغم ما يقال عن ضواحي فهي لم تكن بدالك السوء حقا

الشوارع نضيفة نوعا ما، ومنزال مبنية بطريقة منظمة دون أي أنقاض قديمة

كما أن لا مشردين كثر هنا، والسبب أن جميع هنا أقوياء نوعا ما

تجاوزت كل تلك مشاهد التي تذكرني بالعصور الوسطي وتقدمت نحو أحد حانات موجودة في أخر شارع

"اييه.. "

ملأ وجهي بتعابير صدمة وأيضا قليل من إشمئزاز، برغم كونها حانة لشرب و إجتماع عشاق كحول و تذخين وأيضا محبي صخب وإحتفالات

لكن كان مكان مدمرا أكتر مما تخيلت ورائحة الخمر وشراب تملأ المكان ودخان السجائر كسحابة تحت سقف الخشبي للحانة

بخطوات تابة دخلت وجلست فوق كرسي أمام نادل حانة بينما نظرات الجميع وجهت لي، بسبب قبعة التي تخفي وجهي

"كيف لي أن أخدمك سيدي...؟!"

وقف ناذل أمامي وسألي بحترام بينما يتفحصني بنظره، تجاهلت نظرات الجميع وبدأت أتفحص مشروبات موضوعة على رف أمامي

ولأمانة لم يعجبني أي شيئ منها، ولم يتكن لي رغبة في تجربة شراب و الخمور

"س."

"صديقي صغير هنا، سيأخد كأسا من حليب فقط، وأعطني معتاد من فضلك... "

"كما تريد سيدي..."

ببتسامة صغيرة وعيون متوهجة جلس رجل قربي بيد واحدة بشعر أسفر طويل يعطي شعورا بالهيبة و القوة

في لحظة تكلمه أبعد جميع نظره عني بخوف وقلق واضح

"لقد مرة مدة أيها أمير، أنا سعيد برأيتك سالما مجددا... "

"تفضلا مشروبكما، بصحتكما.. ."

وضع ناذل كأسين أمامنا وإبتعد بهدوء، أمسكت كأس في يدي ونظري نحو أمام

"لايمكنني قول أنها مدة طويلة جدا، لكن أنا أيضا سعيد برأيتك بال، يبدو أن أمور لم تكن جيدة حسب ما أري ... "

أخدت رشفة من كأس وأدرت نظري نحوه ببسامة صغيرة

"هاهاها، ربما يمكنك قول دالك، لقد كانت أمور هناك خارج المألوف تماما، وبسبب دالك فقدت هاده دراع، لكن من جهة اخرى يبدو أن أمورك كانت جيدة جدا... "

"هاهاها، ليس لتلك درجة لكن لقد حصلت على كل ما أريد، ومنها أيضا تلك أجنحة التي ذهبت لأجلها.. ."

أخد بال رشفة من كأسه ببتسامة صغيرة

"أنا لم يعد لي أي إهتمام بدالك الشيئ، إذن ما رأيك أيها أمير..؟!، هل يمكنني إعتبار قدومك لهاد مكان كموافقة منك على تحالف...؟!"

"بال عادة أنا لا أتخد قراراتي بناءا على مشاعر أو أحاسيس، أنت تتوق لإنتقام كثيرا بال، يمكنني رأية أمر في عينيك... "

بكل هدوء أخد بال رشفة من كأسه، ورفع نظره نحو سقف الخشبي للحانة ببتسامة

"أاااه،هاهاها أيها الأمير كلامك صحيح حقا، أنا فعلا أتوق لا بل أتوق جدا لإنتقام أكثر من أي شيئ أخر في هاده الحياة، وأعتقد أن الوقت قد حان للحصول عليه... "

كلمات بال كانت مليأة بالكره و الحزن وأيضا الحسرة، هو في هاده لحظة يريد خنقهم حتي الموت، و جعل أرض تتلون بدمائهم لعينة لكن...

"بال، الكره الحب لإنتقام السعادة الفرح و حتي الغضب لم أتخد أي قرار في حياتي بناءا عليها، إنها مشاعر مظللة وكاذبة توصل لنهاية مسدودة لا تحقق حتي غاية منها، وأسوء أنها تعطي أسباب كاذبة للعيس، وأعتقد أنك بالفعل وصلت لمفترق طريق في خط حياتك... "

"ربما دالك صحيح إنها مشاعر كاذبة، لكن أيها أمير بدون تلك مشاعر لا سبب لنا لمواصلت العيش، بالنسبة لرجل مثلي خسر كل شيئ بسبب طمع بعض لعناء ، فالغضب والكره ودافع إنتقام جعلني أواصل العيش، تلك مشاعر التي تولدت في تلك لحظة جعلتني أعيش سنوات من عداب فقط لهدف واحد، وهو قتلهم جميعا دون رحمة ... "

فقدان كل شيئ إذن، دافع إنتقام لمواصلت العيش هاااه، إنه عالم قاس وموحش جدا

"نحن نملك تفكيرا مشابها بال، لكن لكل واحد منا رؤيته خاصة لأشياء، دالك أمر مشوق حقا... "

ببتسامة أفرغ كل منا كأسه لإستعداد لمناقشة لأمر أكثر أهمية

"إذن أيها أمير، هل أنت معي أم أنك لست كدالك...؟!"

رفعت إسبعي مشيرا نحوه بنظرات حادة

"هل أنت تعلم ما الذي ستخطو داخله...؟!، إذا نشبت حرب بينكم فقد يتذخل الملك، وحتي المملكة مجاورة قد تتذخل، ستكون حربا عملاقة، بسبب إنتقامك ستأخد معك كثير للموت بال... "

بنظرات كأنه يتأمل كلامي نظر أخير نحوي بتعابير كأنه مستعد

"لا مشكلة، أنا وجميع أتباعي مستعدين للموت بالفعل، لكن علينا قتلهم فقط تلك هي غايتنا، إذا قمنا بقتلهم جميعا فلا مشكلة لذينا في موت ، بعد سماعك جوابي هل أنت معي...؟!، أنا متأكد أنك تريد قتلهم أيضا بسبب ما فعلوه معك ... "

مد بال يده لمصافحتي لإنشاء تعاون بيننا

"هاهاها، لا بأس بدالك معي نحن قد تشابكت طرقنا، ونملك هدفا مشتركا ... "

وبقوة تصافحنا معلنين عن واحد من أقوي تحالفات ، الأخطر مع لأذكي معا في نفس الفريق

"بال أعتقد أنك جهزت خطتا ما بالفعل لكن أنا وأنت سنغير كل شيئ، لن نعطيهم حتي فرصة لمعرفة أننا نتحرك، سيمر كل شيئ بسرعة ودقة ... "

"إذن هل لذيك شيئ تريد أن تطلعني عليه أيها أمير...؟! "

"هممممم..."

بهدوء أدرت نظري نحو الخلف، كان هناك عجوز بطول متران تقريبا بعظلات كبيرة وشعر أبيض قصير قادم نحونا

"دالك إنه... "

إبتسم بال وتوهجت عيناه بلون مخيف بينما يده يمني فوق غمد سيفه

بدالك غضب ومشاعر حقد وقف بال وهو مستعد للقتال، رسم الرجل عضلي إبتسامة كبيرة بينما ضوء أبيض براق غلف يده يمني

توهج سيف بال بلون أزرق وهالة قوية غلفته...

_جدار ظلام...._

بسرعة غلفني الظلام وإنتشر في حانة بأكملها

بسرعة قفز إتنان نحو بعضهما بتصادم قوي جدا كان كفيلا بمحو مكان من وجود

برغم خطورة موقف كان إتنان يبتسمان وطاقتهما تتصاعد أكثر وبذرجة أكثر خطورة وحدة

"يبدو أنه يوم حظي، لم أعتقد أن واحد من أقوي أعدائي سيكون هنا... " ببتسامة مخيفة علق بال

"هاهاهاهاها، عليك فعل ما هو أفضل من دالك لتهزمني أيها الصغير... "

بنفجار صغير بينهما تراجع إتنان للخلف، وهالتهما تتصادم في منتصف

"تصفيق 👏، تصفيق 👏، أعتقد أن هادا يكفي أيها الرجلين، لا أريد حماية هاد مكان أكثر من هادا... "

قبل أن ينطلق إتنان مجددا ضهرت في منتصف مسافة بينهما لمنعهما من بدأ مجددا

"ظلام، متي غلف هاد ضلام مكان...؟! هل هاد من فعلك أيها أمير " ببعض الحيرة سأل بال

"كلامك صحيح، لا أريد منكما تدمير هاده ضواحي بأكملها، حسنا أيها الرجلين حان وقت لوضع خطة.. ."

بفرقعة من أسابعي أزلت ظلام عن مكان من دون وجود أي ضحايا او خسائر في حانة بستثناء التي كانت قبل وصولي

"أيها أمير، هناك بعض أشياء التي أريد إخبارك بها... "

بهدوء تكلم غارب بينما إختفت إبتسامته

"غارب هل حدث ما أخبرتك به...؟!"

هز غارب رأسه بتأكيد على كلامي

"الكنيسة تجمع قواتها بالفعل لإستعداد، وألائك ثلاثة سيكونون حاضرين، بختصار إنه كما قلت مجزرة كبيرة على وشك حدوث... "

سحب بال كرسيا وبتلويحة من سيفه حطم إحدي جهات من حانة، وبكل خوف ودعر خرج الجميع مسرعا خوفا على حياته

"حسنا، فل تخبراني بكل شيئ، وخصوصاً أنت أيها أمير ماهي خطتك، وأهم ما الذي يفعله غارب هنا ... "

سحب كرسا أيضا وجلست بهدوء

"العجوز غارب أحد أتباعي وهو شخص جدير بتقة يسعي لإبادة الكنيسة أيضا مثلنا..."

تجهم وجه بال قليلا وبعض الغضب وحيرة ضهرت على وجهه

"كيف دالك...؟!، غارب من قدماء وأكثر مخلصين الكنيسة... "

شابك غارب قبضتيه وأنزل نظره نحو أسفل

"ليس بعد لآن، الأمير أعطاني فرصة لتصحيح أخطائي، وسأقاتل معكما بكل قوتي في حرب مع كنيسة... "

"حسنا إذن جميعا، نحن ثلاثة سنكون سبب نهاية الكنيسة ... "

في تلك لحظة كنا جميعا نفكر في نفس لأمر وبخطة واحدة فقط

بعدما ناقشنا كل شيئ تقريبا نظر غارب نحوي

"لقد نسيت إخبارك أيها أمير، لقد تكلم بابا مع الملك وستتزوج أنت وإبنته إلينا بعد عشرين يوما، هل حضرت أي شيئ لدالك حدث... "

"هااااه، زواج...؟!"

2023/09/09 · 131 مشاهدة · 1915 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025