"هاااااه أشعر بالملل يقتلني، أرجو أن يحدث شيئ ممتع... "

تنهدت بقوة بينما تعابير ملل رسمت على وجهي

بعد ما حدث مع دالك مقنع الغريب في زقاق، لم أعد مباشرة للمنزل كنت أتجول هنا وهناك على امل وجود شيئ ممتع لفعله غير تخطيط للحرب

وأيضا على أمل ضهورهم مجددا

لكن مع أسف سقف أمالي مرتفع سقط بقوة محطما جميعا تطلعاتي و توقعاتي

لم تكن ضواحي ممتعة كما تبدو بسبب وجود قتلة ومغتالين ومحاربين متقاعدين و أشخاص الذين طردو من عملهم في عاصمة

بل على عكس سيطر عليها جو من هدوء الغريب، وكأبة على المارة من حولي

لكن مع دالك كنت أتجول بلا هدف هنا وهناك و ملل كبير سيطر على تعابيري

ذخلت بعض محلات أسلحة وأدوية وتجهيزات، وتفاجأة بوجود عدد من محتالين الذين حاولو خداعي بمختلف أكاذيب منمقة لجعلي أشتري سلعتهم مغشوشة

ولايمكن إنكار أن الخداع منتشر بقوة، ومع السرقة

ومع دالك إستمررت في دخول محلات حتي وجدت الشيئ الذي بدى لي مثيرا للإهتمام

"سيدي، دالك سيف مميز جدا يقال أن محاربا خارقا إستعمله لقطع سحلية سحراء معدنية، ولم يتطلب أمر سوي ضربة واحدة فقط... "

نظرت نحو بائع الذي يفرك يديه مع بعضهما ببتسامة مصطنعة لإقناعي

"اووووه، سحلية سحراء معدنية، يبدو أني دخلت متجر متميزا ... "

أمسكت السيف الذي كان متوسط طول بمقبض خشبي ملفوف بقماش أسود من جلد ونصل أبيض لامع وحاد جدا

"بالطبع فعلت سيدي، أنا أظمن لك أنه سيف مميز جدا ومن أفضل السيوف التي جمعتها..."

جمعها..!، لا أعلم حتي منبع تقة كبير الذي يتحدث منه هاد المعتوه نحيل، لكن رغم طريقة كلامه التي جعلتي أرغب في لكمه بقوة، لكن سيف في يدي كان له حقا شعور مختلف، وهالة شرسة وكأنه يريد سيطرة علي وليس العكس

"حسنا إذن، بما أنك تتحدث بتقة كبيرة حول معروضاتك، ما رأيك بختبار هاد السيف قليلا ...؟!"

بعلامة من حيرة سأل صاحب متجر

"مادا تقصد بختبار سيدي...؟!"

غلق برق أرجواني يدي اليسري علي شكل سيف أرجواني لامع وحاد

بهدوء وضعت يدي مغلفة بسيف البرق فوق طاولة بينما أحمل سيف أخر عاليا بيدي يمني

"مادا تحاول أن تفعل أيها زبون...؟!، إذا لمس داك سيف يدك أرجوانية فسيقطعها... "

ببتسامة صغيرة نظرت نحو و بالمعان في سيف الذي بيدي يمني مرتفعة، شعرت حقا بشعور مميز لا يمكنني وصف في تلك لحظة

"إسمع جيدا، إدا قطعت يدي يسري أو خدش سيفي أرجواني، فسأشتري هاد السيف بضعف التمن الذي تريده، وإذا حدث العكس فسألكمك في منتصف وجهك... "

قبل أن ينطق صاحب محل بأي شيئ أنزلت سيف بقوة كبيرة، تصادم سيف أبيض في يدي يمني مع يدي يسري مغلفة بسيف البرق

"ااااااااه، م..ما الذي حدث...؟!"

على وقع تصادم قوي جدا، وشرارات حمراء تتطاير في مكان

فتح رجل عينيه بندهاش كبير، الطاولة تحت يدي يسري قد قطعت لنصفين مع جدار خلفها، بينما سيف يدي أرجواني قطع جزء منه حتي أن نصل أبيض كان قريبا من قطع يدي كان على بعد عدة ملمثرات

ببتسامة كبيرة أعدت نظري مجددا نحو بائع

"هاهاها، يبدو أن كلامك إحتوي على بعض الصدق أيها الهزيل.... "

أخفيت بريقي وأعدت السيف جميل إلي غمضه

"فل تأخد تمتنه وتمن طاولة أيضا... "

بصدمة في عينيه أمسك صاحب المحل القطع الدهبية ودهول مازال مرسوم على وجهه

"أرجو أن تقلل من أكاذيبك في مرة قادمة التي أزورك فيها... "

بتلك كلمات غادرت مكان تاركا البائع في حالة من ذهول

لكن علي إعتراف هاد السيف أبيض ليس عاديا كبقية السيوف، حدته وهالته وشرارة منبعتة منه كانت مختلفه

بسبب تطور قوتي وتركيزي بشكل كبير، أمكنني شعور بختلاف هاد سيف عن أخرين

إنه سيف من نوع خاص ومميز، السيطرة عليه ستتطلب كثير من الجهد و القوة

توقفت في منتصف طريق وأنا قد نسيت شيئا مهما

"كان علي سؤال دالك دجال عن إسم هاد السيف مميز ... "

تنهدت بقوى مكملا مشي، أنا رغم ذكائي كبير فاشل في تسمية أشياء

لكن رغم دالك ربما لن أكون من يستعمل هاد سيف

أنا بالفعل أملك المنجل أسود، كما أني ليس لذيه تجادب نحو السيوف

"م.. من فضلك أعدها، إنها من أجل كولي، سوف تموت إدا لم أعد ببعض طعام لها، من فضلك، اااغغ... "

"تسك، طفل لعين أنا أخد ما أريد، كان عليك تسليمها لي عندما تكلمت بلطق... "

تأملت قليلا في دالك منظر قاسي و القبيح، الذي يضهر أحقر وأقدر ما في صفات البشر

الضلم إستعلاء حب سلطة وسيطرة و الأبشع حب إستعباد الضعفاء بالخوف ، كان إعتداء داكان الرجلان على طفل الصغير الذي لم يتجاوز عاشرة من عمره منظرا قبيحا لعيني حقا

وأكثر قسوة أنهما يضربانه ويبسقان عليه وسط نظرات العديد من أشخاص دون أن يتدخل أي أحد

كان طفل هزيلا و بعض عضام جسده ضاهرة من قلت تغدية، مع شعره أزرق القصير متسخ وعيونه البنفسجية ، كما كانت تيابه ممزقة وقديمة وينتشر غبار في جميع أنحاء جسده

إذا وضعت فرضية قسوة هاد عالم لعين وأذخلت دالك دالك طفل داخلها

ستكون نهايته الموت بطريقة قاسية و بشع جدا، رفقة تلك فتاة التي ذكر إسمها لتو

"أيها الطفل ل...ااااغغغااااه.. "

"أعتقد أن الوقت قد حان لتتوقفو أيها لعينان بشعان... "

قبل أن يلكم رجل طويل طفل أمسكته من دراعه ولويتها خلف ضهر ممسكا بها بإحكام...

بتعبير من غضب نظر رجل أخر نحوي موجها لكمة نحو رأسي دون أن يلفظ بأي كلمة

"اااااغ... "

سحبت الرجل طويل بقوة وجعلت وجهه يرتطم بقبضة صديقه

بسبب ضعفه أو ربما بسبب قوة لكمة رفيقه بدات بعض دماء بتدفق من أنفه وعيناه قلبتا للخلف

"اوووووه، لابد أن دالك كان مؤلما جدا، فل تعد لكمتك تلك مجددا لكن بقوة أكبر... "

بنظرات من سخرية أشرت نحوه، بينما أوردة ضهرت على وجهه من غضب وغيض

"أيها الطفل لعين... "

أفلت الرجل طويل ورميته على رفيقه، في تانية التي أمسك فيها دالك سمين رفيقه

قمت بسطح رأسيهما بقوة وأتبعتها بلكمة في وجهيهما قدفتهما للخلف في حالة من أغماء

"التنمر و طغيان رغم ضعفكم، مجموعة من ضعفاء عديمي فائدة... "

هما حتي غير قادران على إطلاق السحر ومع دالك يتسلطان على أخرين

البشر كائنات غير منطقية أبدا، يعتقدون أن إعتداءهم على طفل صغير سيجعلهم محل رعب وخوف في قلوب أخرين، مما يعزز من قوتهم وسلطتهم على جميع

ودالك هو سبب عدم تذخل أي أحد من مشاهدين، الخوف

الخوف من موت الخوف من تعرض لمدلة وإهانة منهما، خوف تحول من بطل إلي عبد تحت قدمهما، كان دالك سبب كافيا للجميع تقريبا لعدم تدخل

"أ... أيها لعين، أتعتقد أن أمر سينتهي هنا، بعدما فعلته الموت هو ما ينتظرك عندما يعلم رئيسنا ..."

صرخ الرجل السمين وهو يستجمع قوته للوقوف

"فل تغادرا المكان أيها السمين، لا رغبة لذي في قتل أي أحد اليوم.."

بنظرات من غضب وحقد عليهما غادر إتنان مكان، ربما تكون فكرة سيئة تركهما

لكن ربما تسلي بتلك مجموعة سيجعلني أضيع بعض الوقت قبل المعركة مع الكنيسة...

"فل تقف أيها الصغير، فل تقمع رغبتك في بكاء وإبق قويا ومتماسكا وإلا ستنهار..."

بدماء منتشرة في أنحاء جسده مصحوبة بجروح وكدمات كثيرة، وقف الطفل وعيناه البنفسجيّة تقاوم بكاء وإنهيار

"ش... شكرا لك على مساعدتي سيدي... "

بصوت متقطع ونبرة منخفضة وأيضا محترمة كلمني الصغير

ربما بدافع الشفقة أو ربما بدافع العطف على حاله التي كانت تشبه حالي وضعت يدي فوق رأسه وبدات بتمسيده وأيصا نفض غبار عن ملابسه

"لا عليك، أخبرني ماهو إسمك..؟!"

ببعض إحراج وأيضا توتر حرك طفل شفتيه

"واندرد سيدي... "

في لحظة سماعي لإسمه تجمد جسدي، وكأن ساعقة أصابتني من سماء

ببعض الصدمة بدأت عيناي ترتجفان ومعها يدي التي وضعتها فوق كته

دالك إسم كان لواحد من أخطر شخصيات وأكثرها قوة وبطشا في هاد العالم

واندرد محارب أسطوري خارق القوة الذي إستعمل البرق وهزم كل من يقف في طريقه

وهو أيضا الشخص الذي سيصبح أقوي بشري على إطلاق، شره وغضبه سيصلان لأقراص أرض

وأيضا هاد الطفل سيكون أحد المسؤولين في عملية لقتل أختي في مستقبل

هل كانت هاده مصادفة أو هو تدخل من قدر، لقائي بدالك المحارب أسطوري وهو مايزال الطفل

هاده فرصة العمر، فرصة لتغيير قدر هاد الطفل وأيضا قدر أختي كبري، أنا لست أحمقا لتضييع هاده فرصة نادرة

"سيدي هل أنت بخير...؟!"

سماع سؤاله جعلني أخرج من حالة تفكير التي كنت فيها، أعدت مجددا نظري نحوه مع إبتسامة صغيرة

"أجل انا بخير، وأن أخبرني إلي أين تريد ذهاب..."

تجهم وجه واندرد وخيم حزن عليه

"سيدي أنا أسف لقول هادا بعدما أنقدتني قبل قليل، لكن هل يمكنك مساعدتي من فضلك ... "

بكثير من حزن وعاطفة في نبرته إنحني طفل لي وهو يترجاني

بالطبع أنا لم أكن متحجر القلب لذرجة تجاهل هاد الصغير الذي يشبهني

"واندرد هل أمر يتعلق بالفتاة التي ذكرت إسمها سابقا...؟!"

هز اخير رأسه بموافقة على كلامي

"حسنا إذن فل نأخد بعض أشياء تم نتوجه لها..."

رسمت إبتسامة مشرقة جدا على وجهه وعيناه أضاءت بحياة مجددا

"شكرا جزيلا لك سيدي..."

بعدها تجولت معه في أرجاء بينما قمت بشراء كمية من طعام لهما معا

وبعد نصف ساعة تقريبا وصلنا لبيت صغير مكون من غرفة واحدة صغيرة محطمة كثيرا من جوانب ومن جدران، وأكثر أن نصف سقفها مدمر تماما

فتح واندرد باب أو ما تبقى منه وهناك ضاقت عيناي قليلا وبعض مشاعر مختلطة غلفتني

تقدمت نحو منتصف حيث كانت هناك فتاة نائمة بشعر أخضر قصير وجسم نحيل جدا مع مجموعة كبيرة من ضمادات وكدمات منتشرة في جسمها صغير ، لكن ما أقلقني أكثر حولها كان المرض المنتشر في جسدها

من حالة جسدها ومدي إنتشار المرض، فهاده الصغيرة لم يبق لها كثير

رغم أن أمر متوقع بالنظر لقساوة هاد العالم و وحشيته كبيرة، لكن رأية أطفال صغار يعانون بالتلك طريقة قاسية جعلني أشعر بقليل من الغضب و حقد

بهدوء وضعت يدي على فتاة وقمت ببعث بعض الطاقة لجسدها من أجل أن تستيقد

"هااه..."

بتعابير موحشة وعينان حمراء منطفأة تماما من ضوء حيات نظرت الفتاة نحوي

كانت هي أخري في حالة مزرية جدا تقطع القلب

"فل تأخدي هادا أنا هنا لمساعدتك... "

كان تردد باد عليها كما أني إستشعرت حقدا عميقا منها ممزوج بالغضب و الكره نحو كل شيئ

لا أعلم ما حدث لهاده الصغيرة، لكنه أسوء بكثير من أن يوصف بالكلمات

"كولي، إنه هنا لمساعدتنا هاد السيد الطيب هو من أنقدني، وهو هنا لمساعدتنا.. ."

إختفى ترددها وشكها نحوي بسرعة، وباشرة بأكل لسد جوعها الذي ربما إمتد لأيام

إنتظرت لنصف ساعة حتي إنتهى إتنان من أكلهما وتحول حزنهما كبير إلي إبتسامة مشرقة وجميلة

لكن ولسوء الحظ أنا على وشك تحطيم تلك الفرحة مؤقتة

" كولي، للأسف أنت ستموتين بعد أسبوع، جسدك مصاب بمرض خطير جدا كما أنه في مراحل متقدمة جدا، إذا لم تحصلي على علاج في غضون ثلاثة ايام فلا فائدة منه بعدها و ستموتين بطريقة قاسية جدا... "

كلمات جعلت الرعب و الخوف يتغلغل فيهما وخصوصا واندرد الذي إرتجفت عيناه وهو يحاول بكل قوته منع دموعه من نزول

"لكن أنا سأعطيكما خيارا من إتنان، إما أن تموتا معا هنا بكل قسوة وبشاعة، أو تصبحا أخواي صغيران وتأتيا معي..."

تحولت علامات حزن في إتنان لإشراقة جميلة، وكأنهما وجدا الضوء في أخر النفق بعد طول إنتظار

ببعض إرتجاف في قدمين تقدم واندرد وهو يبكي ودموعه تسقط بغزارة

"أخبرني من فضلك هل يمكنك علاجها، سأفعل أي شيئ تريده، من فضلك، من فضلك عالج كولي ...."

إمتزجت كلماته مع دموعه وهو يتوسل من أجل فتاة خلفه معرضا نفسه لأي شيئ من أجلها

كان دالك سيئا نبيلا حقا وتضحية رائعة جدا يقدمها طفل لم يبلغ عاشرة بعد من عمره

ببتسامة صغيرة وضعت يدي فوق كتفه ولاقيت عيناي مع عيناه

"أجل يمكنني علاجها، لكن في مقابل أريدكما أن تكونا أخواي صغيران، وأنا أعدكما أن أعتن بكما بأفضل طريقة ممكنة... "

من فرط فرحته عانق واندرد كولي وعيناه لا تتوقف عن دمع، بينما كان تعبير الوحيد الذي أضهرته كولي هو إبتسامة صغيرة، مع بعض دموع في عيناها الميتة

لكني تمكنت من فهم تعبيرها، بسبب مرضها هي لم تعد تقوي على كلام أو حتي إضهار تعابير، كل ما يمكنها فعله هو حركات بسيطة فقط

لكن تلك إبتسامة صغيرة كانت مزيجا بين فرحة و السعادة، تلك إبتسامة التي تخفي خلفها حزن عميقا وعذابا لايعرف عنه أي أحد شيئا

"حسنا إذن أخواي صغيران فل نغادر المكان..."

بلطف و بهدوء حملت كولي بين يداي بينما واندرد يمشي قربي

ومرة أخري أنا أغير مجري حياة الكثير من أشخاص...

أتسأل كيف ستكون الأمور في مستقبل...؟!

2023/09/12 · 155 مشاهدة · 1906 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025