"ليونا... "
"نعم سموك... "
بتعبير من غضب على وجهها وضعت الأميرة تقل رأسها على يدها يمني ونظرها نحو جانب
"ألم تقولي أن أرثر خرج لبعض الوقت فقط...؟!"
"نعم سموك دالك هو ما قاله لي... "
تنهدت مونا بقوة بينما رفعت نظرها نحو سقف
"المدة القصيرة لا تصل لسبع ساعات حسب ما أعلم، لقد تأخر دالك طفل كثيرا ... "
تجهم وجه ليونا لتانية، فالأميرة كانت تنتضر لأكثر من خمس ساعات عودة أرثر
في تلك مدة كانت ليونا تطمئنها أنه سيعود عما قريب، لكن يبدو ان تلك كلمات لم تعد تسعفها لتخفيف من غضب مونا الذي بدا يتصاعد كثيرا
"سموك أعتقد أن الأمير ما يزال منبهرا بالخارج... "
"منبهرا..؟!، ما الذي قد يبهره في خارج لآن...؟!"
"سموك، الأمير كان محبوسا في قصر لأكثر من خمسة عشر سنة، وتلك مدة طويلة جدا، عندما حصل على حريته أخيرا كل شيئ في خارج عبارة عن شيئ جديد لم يره من قبل، إنه كطفل خرج للعالم حديثا، مايزال بحاجة لبعض الوقت قبل أن يعتاد على كل شيئ ... " بحترام فسرت ليونا
تلك كلمات ازالت الغضب عن مونا ورسمت بدلها تعبير من إستياء ممزوج بالحزن
في قرارة مونا تعتقد أن بعض لوم يقع عليها لعدم مساعدة أرثر بسرعة
"أعتقد أن كلامك صحيح، سأتكلم معه لاحقا... "
وأخيرا لمدة خمس ساعات شعرت ليونا ببعض إرتياح لإختفاء غضب الأميرة
"على أي حال، أين تلك صغيرة التي قال أرثر انها إبنته، وأيضا تلك فتاة أخري حبيبته...؟!"
"بالنسبة لصغيرة فهي نائمة في غرفة لأمير لآن، أما بالنسبة لسيدة إيرزا فهي في حديقة الخلفية، هل تريدين رأيتها سموك... "
"فل تأخديني لرأية إبنة أخي، سأتكلم مع إيرزا فيما بعد... "
تقدمت ليونا وخلفها مونا، وبعد لمشي لخمس دقائق توقفت ليونا امام غرفة أرثر وفتحت الباب بكل هدوء
نظرت لأميرة لداخل ببعض لهفة لرأية تلك صغيرة
"إنه أنت كازوها... "
قبل دخول لأميرة كان كازوها جالس على كرسي ونظره نحو صغيرة، وفي لحظة رأيته لمونا وقف بهدوء وإنحنا لها بحترام
"مرحبا سموك، إنه لشرف كبير لقاءك... "
إبتسمت مونا بطريقة مشرقة من ترحيب كازوها محترم
"أنت هنا لحراستها إذن... "
"صحيح، قال لي سمو الأمير انها أهم من حياته، لدالك حتي لحظة عودته لن أفارقها... "
بهدوء تقدمت مونا ووضعت يدها على رأس صغيرة نائم دات جمال ملائكي
"أعتقد اني أفهم لم قال أنها أهم من حياته، مجرد رأيتها من بعيد تديب قلوب... "
ببتسامة مشرقة بدأت مونا تمسد على رأس صغيرة، و بطريقة عجيبة بدأ هدوء وسرور كبير ينبعث في قلبها مع كل تانية قربها
لم تكن مونا لتمل أبدا من تمسيد رأس صغيرة خصوصا مع تلك مشاعر جميلة التي بدات تتدفق داخل قلبها
"ب. بابا... "
مع إبتسامة مونا التي كانت تائهة في دالك جمال ملائكي، إستيقدت الصغيرة وهي تنادي على أقرب وأهم شخص لقلبها
"أسفة صغيرتي، بابا مشغول قليلا، ما رأيك في لعب معي قليلا حتي عودته... "
رغم دعوة مونا التي أرفقتها إبتسامة مشرقة وجميلة ، رسم تعبير من حزن على وجه الصغيرة وعيناها بدات ترتجف كانت مجرد تواني حتي بدأت بعض قطرات الدموع نزول من عيناها لؤلؤية جميلة
"بابا، ي.. يكرهني... "
مع دموعها بدأت الصغيرة بلبكاء وكدالك نطق، لم يستغرقها أمر سوي يومين حتي تمكنت من نطق كلمات، وتعبير عما تريد
في أيام التي أمضاها أرثر نائما كانت صغيرة تطلب من ليونا نقلها لغرفته ولم تكن تفارقه أبدا
وفي لحظة التي إستيقدت لآن ولم تجده كان حزن كبير يخيم على قلبها صغير
وأسرع فرضية وضعتها الصغيرة هي أن والدها الذي تحبه كثيرا لايحبها ولدالك غادر وتركها
بسرعة مدت مونا يداها وعانقت الصغيرة التي لم تتوقف عن البكاء
"لا لا، بابا لا يكرهك أبدا هو يحبك كثيرا، لكنه مشغول قليلا لآن، وسيعود قريبا... "
بهدوء بدات مونا تمسد رأسها وتهدأها حتي توقفت أخيرا عن البكاء، لكن مع دالك عيناها كانت قلقة ولم يفارقها الحزن
"بابا يحبني... "
"صحيح بابا يحبك كثيرا، هو لا يمكنه العيش من دونك... "
خلف إبتسامة مونا مشرقة وكلامها جميل لصغيرة كان هناك غضب كالبركان داخلها نحو أرثر
دالك الطفل نام لأربعة أيام ثم غادر دون حتي تكلم مع دالك ملاك صغير
في تلك لحظة عاهدة مونا نفسها بترك عدد كبير من لكلمات في رأسه عند عودته، وخلفها كازوها يفكر في نفس الشيئ
كان تركيزه نحو صغيرة لكن تفكيره نحو أرثر
كيف يمكن لأي مخلوق ترك مثل دالك ملاك صغيرة يبكي أو يحزن، عند عودة أرثر عاهد كازوها نفسه بتلقينه درسا كبيرا
(سأتأكد من تلقين دالك الطفل لعين درسا مؤلما عند عودته...) ×2
"حسنا، صغيرتي هل تريدين تجول معي قليلا حتي عودة والدك... "
بهدوء حملت مونا الصغيرة بين يدها، رغم حزن الكبير داخلها لم تعترض الصغيرة على مونا
"حسنا صغيرتي أنا سأكون أختك كبري حسنا...؟!"
رغم رغبة مونا كبيرة في أن تناديها صغيرة بأختي، إلا أنها إتأكت على كتفها فقط دون كلام
بالنسبة لصغيرة والدها هو كل شيئ، إذا لم يخبرها أرثر بشيئ فل توافق عليه أبدا
منها طريقة منادات مونا .. بخطوات تقيلة قليلا بدات مونا بتجول مع صغيرة في مكان وخلفهما كل من ليونا وكازوها
ورغبتهما عودة أرثر بسرعة، لأن حزن صغيرة يفطر قلوب كثيرا
*********
"هاااتشوووو... "
"سيدي هل أنت بخير...؟!"
"أجل أنا بخير نوعا ما، أشعر وكأن شخصا خطيرا يتكلم عني بغضب كبير في هاده لحظة... "
شعرت بقشعريرة طفيفة تتسلل إلي ضهري وأنا أمشي في طريق
كنت أحمل كولي صغيرة بين يداي، بينما يتقدم واندرد قربي وهو يبدو غير مصدقا لم يحدث معه
خروجه من الفقر وحصوله على أخ كبير يعتني به مايزال يبدو كحلم بالنسبة له
في طريقي للقصر لم أخد الطريق مستقيم وسريع، بل ذخلت عدت محلات لشراء بعض تياب لهما وبعض لوازم التي سيستخدمانها مستقبلا
كان إتنان في حالة مزرية جدا
إستغرقني أمر وقتا أطول مما كنت أعتقد، لم أكن أعتقد أن تسوق يمكن أن يأخد كل دالك الوقت
لم أكن بالطبع أشتري مجرد ضروريات لهما لكن أشياء التي يريدانها، رغم ترددها في بداية لكنها مجرد طفلين في نهاية يحتاجان للعناية وأيضا الترفيه
مع تلك أجواء الجميلة بيننا أدركت أنه يجب علي العود بسرعة وإلا سأقع في مشكلة
تركت الصغيرة نائمة دون قول أي شيئ لها كما اني لم ارها لأربعة أيام سابقة، ربما تكون قد إستيقدت لآن، إذا بكت أو حزنت بسببي سأصاب بدرر كبير ولن أسامح نفسي بسهولة
فصغيرتي ملاك فائق جمال لايجب أن حزن أو يبكي
"توقفو عن إختباء وأضهرو أنفسكم... "
عبر الأزقة بين البيوت مجموعة مكونة من ثلاثين رجلا مسلحين أحاطو بي وتعابير الغضب على وجوههم
"لقد أخبرتك أن نهايتك ستكون الموت إذا عبت معنا... "
من بين رجال تقدم سمين الذي ضربته سابقا وهو يبتسم بغطرسة وبتقة، كانت مجموعة ضعفاء محيطين به تشكل له مصدر غطرسة وغرور كبير
وكدالك الجميع حوله لم يبدو عليهم أي خوف او تردد، كلما كان شخص ضعيفا تنهار تقته بسهولة لكن بستناده على ضعيف أخر وضعيف أخر وتشكيل مجموعة من ضعفاء ستبدأ تقته وغروره يرتفع ويتحول لغطرسة وتعالي
تلك هي عقلية وطريقة تفكير ضعفاء وجبناء، أما أقوياء حقا فليسو بحاجة لأي شيئ لبرهنو قوته وتفوقهم
وسأحرص على أن أكون برهان دالك، سأحفر في عقول هاؤلاء ضعفاء معني القوة والخوف الحقيقي
أنزلت نظري نحو واندرد صغير الذي بدأ يرتجف وهو يمسك سترتي بقوة من كثرة خوفه منهم
"سيدي أ. اااااغ..."
قبل أن ينهي جملته لكمته بقوة على رأسه وأنا مستاء جدا
"سيدي ل.، اااااغ.."
مجددا بستياء لكمته على رأسه حتي إنتفخ، سقط واندرد على أرد وهو يمسك رأسه بتعابير من ألم على وجهه
"لم لكمتني...؟!"
"إسمعني جيدا واندرد، أنت وكولي أخواي صغير لآن، إياك تم إياك أن تناديني بسيدي، فل تناديني بأخي كبير فقط، أي شيئ أخر غير دالك سألكمك بقوة، هل فهمت...؟!، ولأمر نفسه بالنسبة لكولي... "
بلمعان في عينيه وقف الأخير وهو يمسك سترتي
"إسمعاني أنا هنا معكما، لذالك لا داعي للقلق أبدا، لا مخلوق في هاد الكون سيتجرء على لمسكما، ومن يفعل سيكون هناك عقاب وخيم ينتظره... "
بكولي بين يداي وواندرد خلفي، تقدمت عدة خطوات لأمام
"إسمعوني جيدا أيها حثالة مقززون، سأعطيكم فرصة للهرب فل تغادرو لآن، ولن ألمس أي شخص منكم... "
رغم كلامي لطيف والفرصة الذهبية التي أعطيتها لهم، أخرج جميعهم أسلحة ممزوجة بين من يمسك سكينا وأخر سيف وهناك من يستعمل رمح او سلسلة
ولا تبدو عليهم نية مغادرة أبدا
"عليك أن تموت أيها الطفل لعين..."
بدون أي مقدمات إنطلق خمسة رجال نحوي وهم مصممون على قتلي
"واندرد كولي اغلقا أعينكما ولا تفتحاهما أبدا حتي أخبركما... "
إستجاب إثنان لكلامي و أغلق كلاهما عيناه وإستعدا لما قد يحدث
_الضلام، الأرض السوداء.._
بسرعة كبيرة إنتشر ظلام من تحت قدماي على مساحة كبيرة، وقبل ان يري أي شخص ما قد يحدث أمسك ظلامي بالجميع وقيدهم دون أن يتمكن أي أحد من فعل أي شيئ
لذي لآن أكثر من مئة طريقة لقتلهم، لكن أريد إستمتاع لاحقا
من بين الجميع تقدمت بهدوء وتجاوزت ثلاثين رجلا، بعد أن إبتعد عنهم مسافة لابأس بها قررت تغيير رأيي
هاؤلاء حثالة مقززون إعتدو على طفل صغير بالضرب وحاولو إستعلاء على أخرين وإستعبادهم بالخوف
لايحق لمثل هاؤلاء حثالة بقاء على قيد حياة
_الظلام، الرماح السوداء..._
"أهه، أين د.. ااااغغغغ"
نتشر صوت صراخهم في مكان وأرض تلونت بدمائهم حمراء، الثلاثين رجلا الذي كان مبتغاهم قتلي سقطو جميعا موتا برمح أسود عملاق في منتصف صدورهم
أنا لا أحمل أي شفقة تجاه ضعفاء و مجرمين
"يمكنكما فتح أعينكم لأن، كل شيئ بخير... "
فتح واندرد عيناه وبدأ يلتفت حوله بدهول كبير
أنا بطبعي لم اكن غبيا قبل أن أقتل الائك لعناء وضعت حاجزا صغيرا حولنا لمنعهما من سماع صرخاتهم ، لم رأد منهما رأية أو سماع أي شيئ مما حدث
"حسنا أخواي صغيران فل نذهب للمنزل... "
بخطوات سريعة قليلا تقدمنا، أحسست في طريق بمدي ضعف واندرد وأنه لايستطيع تقدم أكثر
لقد كان دالك طفل متشردا من عمر سابعة تقريبا ومن حالته يبدو عليه مرض وأيضا سوء تغدية مجرد قدرته على وقوف تعتبر شيئا مذهلا
"واندرد فل تصعد... "
إنحنيت على ركبتي أمامه وأشرت له لركوب على ضهري، كنت قادرا على رأية تردد في عيناه
يمكنني رأية أنه لا يريد أن يكون عائقا او متطلبا كثيرا
"واندرد لا تجعلني ألكمك مجددا، فل تصعد.. ."
بدافع خوفه من لكمتي أسرع الصغير وركب على ضهري و تمسك بي بقوة
أعتقد أن الخوف تحفيز جيد لن أطر لشرح او إطالة كلام كثيرا
في غضون عشرين دقيقة وصلنا أخيرا لقصري، كانت الصدمة وإندهاش واضحة عليهما
"حسنا مرحبا بكما في منزلكما الجديد... "
"أ..أخي. ."
"لا داعي لصدمة واندرد كولي ستعتادان على عيش في داخل بسرعة... "
رغم تكلمي بطريقة عادية لم يتمكن واندرد من تحمل منظر وأعتقد أن تعابيره تعطلت لتانية
تقدمت متجاوزا البوابة وأمام باب قصري كانت ليونا تنظر لي بقلق
أنا حتي لا أعلم كيف علمت بوصولي، ربما هاد بسبب إحساس المرأة،
هناك كثير لتعلمه حقا، هاد عالم كبير حقا
"مرحبا بعودتك سموك، هل يمكنك إخباري من يكونان.. ."
"ليونا هادان إثنان، هما أخواي صغيران، لا أعتقد أني بحاجة لمزيد من شرح... "
"لا سموك سأعتني بهما بأفضل طريقة ممكنة، سموك أنا أسفة لقول هادا لكنك في مشكلة كبيرة... "
"مشكلة..؟! ليونا إذا لم يتعلق أمر بصغيرتي أو بك فهي لا تسمى مشكلة، على أي حال فل تس.. "
"سموها الأميرة مونا تنتظرك في داخل لأكثر من ستة ساعات، كما أن إبنة جلالتك قد إستيقذت وهي حزينة جدا ... "
إستدرت نحو ليونا بفزع كبير على وجهي
"ليونا أنا في مشكلة كبيرة حقا، لكن أولا فل تستدعي لي خادمتين لآن ، وأخبريهما بتجهيز حمام وأيضا الأكل.. ."
"بأمر سموك... "
بسرعة كبيرة إنطلقت ليونا بينما دخلت لداخل القصر ووضعت كولي فوق سرير ووندرد بجانبها
"فل تبقي معها، سأعود بسرعة، سأجلب الشخص الذي سيساعدها ... "
وضع واندرد كرسيا وجلس قربها، بينما أغلق باب خلفي متجها نحو مكان سكارا
"أنظرو من قرر العودة أخيرا... "
"ب.. بابا.. "
في ممر خارج الغرفة كانت مونا وكازوها ينتظرانني بغضب كبير عليها بينما الصغيرة تبكي بين يدى أختي وحزن كبير يسيطر عليها
"مرحبا صغيرتي، لقد إشتقت لك كثيرا... "
بهدوء أخدت الصغيرة من أختي وعانقتها بينما بدأت تبكي فوق صدري ودموعها تتدفق
"أنا أسف لترككي وحيدة صغيرتي، لن أبتعد عنك مجددا... "
عانقتني الصغيرة وهي تمسك بي بقوة بيداها صغيرة
"كازوها، أخبرني أين سكارا هناك مسألة خطيرة أريد مناقشتها معه... "
"سأنادي عليه لآن... "
إستدار كازوها وبخطوات سريعة توجه نو مكان دالك طفل لعين، بينما وقفت في محادات أختي
"أختي هل يمكنك تأجيل غضبك لوقت أخر، هناك شيئ مهم أريد منك رأيته... "
أشارت لي أختي لأقود طريق، فتحت الباب أمامها نحو كولي وواندرد
بمجرد لمحة واحدة منها نحو كولي، ضاقت عيناها وتعبير من فزع وأيضا الصدمة ضهر عليها
"تلك فتاة، هل من ممكن...؟!"