إذا طلب مني رأيي فسأقول بكل صراحة أن:

الحياة غير عادلة حقا، عندما تراك تجمع شتات نفسك لمواصلة طريقة، تحطم ظهرك بثقل أكبر مما سبق، وبمشاكل تصل لعنان السماء لتسقط على أرض وأن ترجو منها أن ترأف بك ولو قليلا

بالنسبة لي، لم تعطني هاده الحياة لعينة وقت لراحة أبدا لم تسمح لي بإلتقاط أنفاسي أبدا، لم تسعفني أو حتي تدعني أستجمع نفسي

أخدت مني كل شيئ تقريبا رغما عني وعما أفعله في مواجهتها، وحتي عندما وجدت بصيص الأمل أخيرا الحياة تتدخل بقوانينها تافهة ومجحفة وغير العادلة، لتحطمني أكثر مما أنا محطمة

"سيرا، لن أسمح لك بدهاب أبدا... "

"النقاش في هاد الموضوع قد إنتهى، سوف أدهب للعثور على تلك الزهرة، ولا شيئ تقولينه سوف يوقفني... "

تقدمت أختي صغيرة أمامي وهي تفرد دراعيها لسد الطريق أمامي بجسدها الصغير، بينما علامات الغضب وإستياء مرسومة على وجهها صغير

"سيرا، لن أسمح لك بالمخاطرة بحياتك من أجلي، فأنت.. "

تحول تعبيرها من الغضب للحزن ودموع تنهمر من عيناها الخضراء الجميلة، ومشاعر الحزن سيطرة عليها

إنحنيت على ركبتي وعانقتها بقوة، بينما هي تبكي فوق كتفي

"ليزا، دالك خيار هو كل ما تبقى لنا، غيره سوف تموتين، وأنا لن أسمح أبدا بدالك، فأنت كل ما تبقى من عائلتي... "

بدموع في عيناها تشبتت ليزا بدرعي بقوة، وهي ترفض تركي

"لكن سيرا دالك المكان خطير جدا، لا أحد ينجو منه، لابد من وجود طريقة أخري... "

"لاتقلقي أختك كبري قوية جدا، سأجد تلك الزهرة وأعود بالترياق لك، فل تنتظريني... "

بلطف حملتها بين يداي ووضعتها في سريرها الذي للأسف كان مهترءا جدا، ولا يليق بجمال أميرتي صغيرة

قمت بتقبيل جبينها مع إبتسامة صغيرة على وجهي

"فل تنتظري عودتي، سأعود بسرعة، وبعدها لن تعاني أبدا من دالك المرض... "

بسرعة توجهة لجبال سوميرو البيضاء على أمل إيجاد الترياق الوحيد لعلاج أختي صغيرة، بعدما فشل كل ما جربته في علاجها

لكن الأمر لم يكن كما إعتقدته، العاصفة ثلجية كانت شديدة وتحتوي على عدد كبير من الوحوش والعبور عبرها كان صعبا جدا وبكاد خرجت سالمة

عندما تجاوزت العاصفة إنبهرت حقا بجمال الثلوج والقمم الجبال البيضاء

رغم خطورة التي يبعتها المكان كان دالك المنظر حقا أيقونيا وجميلا

لكن بمجرد تقدمي قليلا وإبتعادي عن عاصفة ، بدأت أستشعر عدد كبير من الوحوش التي لا يمكنني حتي تصور خطورتها

وحوش فائقة القوة والخطورة، أتذكر أومر بوضوح شديد

لقد حدث بالمح البصر عندما قاتلت قطيع ذئاب البيضاء، دوي صوت زمجرته في مكان مما جعل كل ذئاب حولي تركع وهي ترتجف من الخوف و الرعب

من بين ثلج متساقط الذي أصبح عاصفا فجأة عيونه الصفراء متوهجت ملأت قلبي بالخوف والرعب

صوت خطواته أنزل ثقلا بحجم جبال على صدري، زمجرته وتوهج عيناه سفراء جعل طاقة تتبدد من جسدي، لا أعلم حتي كيف ما أزال على قيد حياة، أو حتي لم تركني دالك الوحش

لكن الأمر كان كمعجزة بالنسبة لي

******

[منظور أرثر]

أريد لإعتراف بأمر وهو أن جسد الأطفال ليس مناسبا لأي شيئ يتطلب قوة جسدية أو قدرة على إحتمال

لقد كان حقا أمرا متعبا، لم أعتقد أن جسد أطفال ضعيف لهاده الدرجة

قتل دالك ذئب الوحيد كان صعبا جدا وتطلب مني تجاوز حدودي، وكداك حمل هاده الفتاة كل طريق لهنا

أعتقد أني سأنام لأربعة أيام مع كل هاد التعب الذي في جسدي

نظرت نحو الفتاة التي تتقلب كثيرا في نومها وهي ترتجف وتصرخ أحيانا، ربما بسبب كوابيس أو ربما شيئ أخر

لكن دالك ليس ما أقلقني حولها، بل جروحها منتشرة في جميع أنحاء جسدها

بسبب حالتي حالية لآن كان من مستحيل بالنسبة لي علاج كل جروحها، بل لقد كانت معجزة أني تمكنت من إيقاف النزيفها، وتضميض ما أقدر عليه من جراح

"ااااه... "

إستيقدت الفتاة أخيرا بفزع كبير وهي تصرخ، بينما تمسك رأسها بكلتا يداها، بسبب صداع الذي أصابها

"أنصحك بعدم تحرك كثيرا و بدالك الشكل مفاجئ، ستفتح جراحك مجددا، ولعلمك لقد عانيت كثيرا في إغلاق تلك جراح... "

برتجاف في عيناها نظرت لجسدها الذي لإلتفت حوله بعض الضماضات الطبية، وببعض الخوف أدارت نظرها نحوي وهي تبحث عن سيفها بيدها

كانت الصدمة والخوف مسيطران عليها، مما جعل تفكيرها مشوشا

"سيفك هناك لو كنتي تسألين...؟!"

أشرت بإسبعي نحو حائط الكهف حيث كان سيفها شبه المحطم معلقا

"طفل..؟!، ما الذي يفعله طفل في هاد المكان خطير...؟! "

جلست في مقابلتها ونظري نحو مدخل الكهف

"حسنا لذي بعض أسباب الشخصية، لكن من جهة أخري، لم فتاة ظعيفة مثلك قدمت لهاد المكان خطير، لو لم أكن هناك في وقت مناسب لكانت حياتك قد إنتهت... "

أنزلت الفتاة نظرها نحو أسفل وكأنها تفكر، لكن لا إهتمام لي حقا بها، وسبب إنقادي لها هو إمكانية مساعدتها لي حتي أستعيد قوتي

"أليس من مفترض أن أطرح أنا دالك السؤال، أنا أقوي منك بكثير، وأيضا أنت مجرد طفل... "

بكلماتها وضعت يداي خلف رأسي وإستلقيت على حائط، يبدو أنها فتاة غبية حقا ولا تستطيع تفكير بطريقة سليمة

"طفل أنقذك من الموت محقق، لكن ربما أنت أقوي مني وأنا بهاد الجسد صغير، لكن عندما أستعيد جسدي أصلي فحتي ألف من أمثالك لن يقدرو على لمسي... "

رمقتني الفتاة بنظرة من التعجب، وتعابيرها توحي بأنها لا تصدق كلامي

لكني تجاهلت كل دالك، وقررت دخول للموضوع الرئيسي

"أخبريني لم قدمتي لهاده الجبال..؟!، لا أحد تقريبا يعود حيا منها كيف ما كانت قوته، عادة الحمقي الذين لا يعرفون حدودهم هم الذين يقومون بختبار قوتهم هنا، وأغلبيتهم لا يعودون... "

أمسكت الفتاة ركبتاها بقوة وتعابير من إستياء على وجهها، لكن رغم دالك لم تجب على سؤالي

"هل للأمر علاقة ب ليزا...؟!"

"كيف تعرف دالك إسم...؟!" سألت وصدمة مسيطرة على وجهها

"لقد كنت تنادين إسمها أتناء نومك، وكنت تتفوهين بكلمات مثل سأنقذك، لن أتركك، وبعض أشياء أخري... "

نظرت الفتاة نحو سقف الكهف بتعبير تائه

"لا أعلم هل ستصدقني أم لا لكن أنا هنا للبحث عن علاج لأختي صغيرة... "

"علاج...؟!، ما الشيئ الذي يمكن إستعماله كعلاج في هاده الأرض مقفرة...؟! "

"زهرة جليد متجمدة، أو كما تسمي في أساطير زهرة حياة متجمدة... "

لم أنفعل من كلامها و لم أضهر أي تعابير من أي نوع، يبدو أن هاده الفتاة حصلت على معلومات خاطأة وغباؤها لم يسعفها لتحليل تلك معلومات جيدا

لذالك قدمت لهاد المكان بأمال كاذبة وهي لا تعرف دالك حتي

"أنا أفهم لآن، لقد كنت أتسأل ما الشيئ الذي يمكنه جعل فتاة ضعيفة تغوص في هاده الجبال خطيرة من أجله، لكن لأسف لم أعتقد أنه سيكون الغباء... "

رمقتني فتاة بنظرة من تعجب و أيضا قليل من الغضب

"غباء؟! مادا تقصد بكلامك...؟!، هل رغبتي في إنقاذ أختي غباء...؟!"

"لا أبدا، دالك تصرف نبيل جدا، لكنك تقومين به بغباء وتهور سيكلفك كثير، هل ذكر في أي من أساطير أن تلك الزهرة تستعمل للعلاج..؟!"

أمالت فتاة رأسها وهي تفكر في أمر لكن يبدو أنها لم تجد إيجابة

لذالك تابعت كلامي

"لقد ذكر فقط أنها تحتوي على قوة عجيبة وخارقة لطبيعة، وتلك حقيقة لكنها ليست للعلاج، وأيضا لا يمكن للبشر لمس تلك الزهرة لأنهم سيتجمدون لأبد... "

يبدو أن الغباء منتشر حقا، تلك الزهرة العجيبة تنمو في أعلا قمم هاده الجبال، ومن مستحيل تقريبا حصول عليها بسبب الوحوش محيطة بها، وأيضا أي بشري سيموت وهو يحاول حتي إقتلاعها

"إذن أتعني..؟!"

"صحيح، لا فائدة من الحصول على تلك الزهرة، لا بل لا يمكنك حتي حصول عليها، لقد كان من غباء عدم تحققك من كل شيئ ... "

أنزلت الفتاة نظرها نحو أسفل والصدمة الكبيرة مختلطة بالحزن خيمت عليها، بدأت عيناها الحمراء ترتجف وقطرات من الدموع نزلت من عيناها

"إ... إذن لن أتمكن من علاج ليزا، أختي صغيرة لن تعالج... "

وضعت فتاة يداها على وجهها وهي تبكي بحرقة و الحزن، وبصيص الأمل الذي كان لذيها قمت بتحطيمه قبل لحظات

"بما أن الأمر مهم لك ما رأيك بتفاق بيننا...؟!، وأنا أظمن لك أنه سيفيدك... "

رفعت فتاة نظرها نحوي ودموع ماتزال في عيناها

"إتفاق..؟!"

"أجل، أنا قد تم لعني من قبل كيان خارق جدا، ولن أستعيد قوتي وجسدي إلي بعد خمسة أيام، أريدك أن تقومي بحمايتي حتي دالك الوقت، وفي مقابل سأجعل أفضل طبيب في عالم يفحص أختك الصغيرة... "

تجمد تعبير الفتاة للحظة ونظرها لا يفارقني

"طبيب..!، لقد دهبت لعدة منهم لكن لا أحد منهم تمكن من معرفة حالتها ففيما سيختلف دالك طبيب عنهم...؟!"

"في حقيقة كلامك منطقي، لكن أنا لم أقل أنه مجرد طبيب، بل الأفضل على إطلاق، لقد تمكن من إيجاد علاج لمرض أستراي أزرق... "

في تلك لحظة وبتلك كلمات التي تحمل وزنا عملاقا تيقنة الفتاة أني أقول الحقيقة

"سأفعل دالك، سأفعل أي شيئ إدا كنت ستنقد أختي صغيرة.. "

مددت يدي لها ببتسامة صغيرة

"نحن سنشكل فريقا إذن، أنا أرثر، سعيد بلقائك... "

صافحت الفتاة يدي وهي تحاول تمالك نفسها

"أنا سيرا سعيدة بلقائك أيضا... "

"سيرا إنه إسم جميل، سأحرص بعد خروجنا من هاده الجبال على علاج أختك... "

إبتسمت الفتاة بفرحة وكأنها أخيرا تري نور في أخر النفق

"هيا لآن عليا مغادرة مكان بسرعة، فالوحوش بدأت تستشعر وجودنا، إذا أحاطو بنا ستكون نهايتنا... "

بسرعة وأيضا ببعض التخطيط مني غادرنا دالك الكهف الصغير نحو مكان قد يكون أمنا حتي إستعادتي لقوتي...

لكن أمالي تحطمت وشمس التي كانت تشرق على توقعاتي أظلمت فجاة عندما عصف الثلج فجأة في المكان

"غرررررر، غررررر"

كان الخوف مسيطرا على كلانا، كان جسد سيرا يرتجف وهي لا تقوي حتي على سحب سيفها

ليس سبب ظعفها، لكن قوة المخلوق الذي ضهر أمامنا، حتي أنا ولعلمي بهوية الوحش تراجعت عدة خطوات للخلف وخوف والرعب يسيطر على جسدي

"س... سيرا لنهرب... "

قلتها بصوت منخفض لكن الرهبة كانت مسيطرة عليها ومنعت جسدها من إستجابة لأوامرها

"مشكلة، مشكلة كبيرة جدا... "

_البرق..._

غلف قليل من البرق أرجواني يدي وقمت بسعق جسدها حتي تمكنت من تحرك ونظرت نحوي

"أ.. أرثر... "

"فل نهرب حالا، بسرعة... "

بكثير من الخوف إستجمع كلانا قوته وهربنا بأقسي سرعة يمكننا وصول لها

وأنا أركض كنت أشتم بكل العبارات التي أعرفها والتي لا أعرفها، حتي أني بسبب إرتباك إخترعت بعض العبارات لشتم لم أعلم بوجودها

كل شيئ بسبب دالك الطفل وهاج، تبا لك أيها قزم متوهج أنت ووالدك لعين داك

ولآن هل ستحين نهايتي على يد هاد المخلوق، أم ستحدث معجزة من نوع ما

وأمل حقا أن تحدث

******

"تبا لهاده الوحوش ضعيفة ... "

قرب العاصفة العملاقة في مدخل للجبال، بركة كبيرة من دماء الحمراء ملأت المكان ملونة الثلج أبيض

ووسط تلك البركة جبل من الوحوش بين الذئاب والدببة، حتي مخلوقات أخري في غاية القوة والخطورة

وفوق كومة الوحوش تلك جلس سكارا وهو يتنهد بالقوة وعلامات الإستيلاء على وجهه، وكأن تلك لوحوش لا شيئ

"ما الذي حدث لدالك طفل...؟!، وأهم أين إختفي..؟!"

قفز سكارا من فوق الوحوش لثلج في أسفل وهو يوزع نظره في جميع أرجاء المكان محاولا معرفة أين تجاه ينطلق منه

"ملك الرياح، الأقوي بين الملوك، سكارا إبن الرياح، التنين عظيم... "

لكن قبل حتي أن يتمكن من معرفة إتجاه، صوت عميق دوي في مكان جعل عيونه تتوهج وبعض الصدمة على وجهه

"يبدو أن هاد مكان مختلف كثيرا عن ما كنت أعتقده، أخبرني من تكون..؟!، وأين طفل الذي كان معي قبل قليل...؟!"

ضحك صاحب الصوت قليلا وقال ببعض البهجة

"أنت ستعلم من أكون قريبا، فقد كانت بيننا علاقة قوية جدا في ماضي... "

بتلك كلمات هالة كبيرة غلفت السكارا جعلت الرياح في إطراب شديد، وثلج يتطاير في كل مكان

"أنت هو لعين تودوري صحيح...؟!"

"صحيح أنا هو صديقك القديم سكارا، تودوري.. "

بنبرة غاضبة وحدة كبيرة في صوته قال سكارا

"صديقي القديم...؟!، أنت لا تعلم ما الذي سأفعله بك عندما أمسكك، سأجعلك تتمني الموت ألف مرة على إقترفته في حقي... "

ضحك تودوري وبنبرة من سخرية قال

"تقتلني، أنت شخص فشل في حماية زوجته وأخاه وحتي إبنته، هل تعتقد أن لذيك قوة لقتلي، لا تقلق كصديقك القديم فلذي ترياق الذي سيعالج إبنتك، كما لذي أعشاب التي ستعالج تلك البشرية، لكن سؤال المطروح هل أنت ودالك البشري قويان كفاية للوصول لمكاني والحصول عليها...؟! "

بكلماتي تودوري عاصفة تلجية قوية ضهرت في مكان و أصوات عدد كبير من وحوش تصدر عبرها وحوش أقوي بكثير من الوحش الذي ضهر لأرثر

أخرج سكارا سيفه وهو مايزال في غمده وبتلويحة عمودية واحدة قام بشطر المكان بكل ما عليه من الوحوش لنصفين

وبخطوة منه لأمام إختفت العاصفة وسقطت كل الوحوش الخطيرة ميتة و دماؤها تملأ أرض

"فل تنتظرني تودوري، أنا قادم موتك سيكون مؤلما جدا... "

"هاهاهاهاهاهاها، سأكون في نتظارك في منتصف جبل أكبر، لا تتأخر كثيرا سكارا... "

أعاد سكارا غمده لمكانه ومن ظهره ضهرت أجنحة زرقاء جميلة وتفيض بطاقة، وبخفقان منها حلق بسرعة كبيرة جدا نحو وجهته

متجاهلا كل شيئ حتي أرثر الذي تعتبر سلامته من أقسي أولوياته

فكيف ستكون الأمور من لآن بالنسبة للجميع..؟!

2023/09/27 · 141 مشاهدة · 1965 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025