[منظور أرثر]

أريد أن أقول بصوت مسموع للجميع وبأعلي درجة يمكنني وصول لها، تبا لك أيها الطفل وهاج أنت ووالدك لعين داك...

وأيضا تبا لهاده الحياة لعينة غير عادلة...

"سيرا أهربي، لا تفكري أبدا في قتاله، أهربي بأقسي ما تستطيعين... "

صرخت بصوت مرتفع بها وأنا أكافح للهرب بأقدامي الصغيرة بكل ما أوتيت من قوة

وقربي كانت سيرا هي أخري تركض بعلامات من الخوف و الرعب مرسومة على وجهها...

لكن هل نستطيع حقا الهرب..؟! هل يمكننا نجاة حقا بالهرب...؟!

بمجرد طرح لسؤال في عقلي زمجر الوحش بصوت مرتفع وهو يقترب منا ببطء

وبحركة منه جبل من جليد ضهر أغلق الطريق هرب أمامنا أمامنا

إلتفت للخلف وأنا ألهث بشدة حيث كان الوحش يتقدم عبر عاصفة الثلجية بصوته مخيف

"يبدو أن علينا إستعمال الطريقة الصعبة... "

نظرت لي سيرا بستفهام وأنا أتقدم عدة خطوات لأمام

"ما الذي تنوي فعله أرثر..؟! علينا الهرب... "

بخوفها من الوحش القادم صرخت سيرا علي ببعض إنفعال في صوتها

"لايمكننا الهرب، دالك الوحش سريع وقوي جدا، فرصتنا في هرب تساوي الصفر، علينا القتال.. ."

ببعض تردد عليها سحبت سيرا سيفها وتقدمت قربي ونظرها نحو الوحش أمامنا

وبالطبع بحالتي حالية قتال دالك الشيئ يعني الموت، سيرا ليست قوية بالقدر كافي

"هل لذيك خطة...؟! أنا كلي أذان صاغية.. ."

"نعم لذي، إسمعيني جيدا سيرا، أنا سأكسب لك ثلاثين تانية بطريقة ما، في تلك أتناء فل تستجمعي كل طاقة وأهجمي على صدره فهناك تكمن نقطة ضعفه... "

"أرثر أنت مجرد طفل، هل يمكنك حتي وقوف أمام دالك الشيئ دون أن يقتلك ضغطه...؟! "

نظرت نحوها بتعبير فارغ وكأنني لا أعلم حقيقة أني تحولت لمجرد طفل ضعيف

"هل لذيكي خطة أفضل..؟! أنا مصغي... "

صمتت سيرا ونظرها تحول نحو الأسفل

"فل تفعلي ما قلته لك، وتذكري فشلك سيعني موتنا، ونجاحك في هجوم سيعني كسبنا لقليل من الوقت للهرب ... "

"أنت فاشل في تشجيع صحيح...؟!" قالت وهي تنظر لي بتعبير فارغ

"هل هاد وقت دالك الكلام حقا...؟!"

تراجعت سيرا عدة خطوات للخلف وهالة زرقاء جميلة غلفت جسدها وطاقة بدة تتدفق عبرها

بينما أنا وقفت في مواجهة الوحش الذي كان عملاقا مقارنة بي

_أجنحة.._

كما توقعت ضهرت ريشتان في ضهري وطاقتهما تكاد تكون معدومة

وبتوهج من سواري أخرجت المنجل أسود الذي كان تقليلا جدا، وقتال به كان صعبا جدا لا بل شبه مستحيل حتي أني وجدة صعوبة في حمله من أرض

"هيا أيها المنجل لعين، أنا سيدك هنا... "

رغم محاولاتي يائسة لم أتمكن من حمل المنجل الذي كان أكبر مني بضعفين، كما أنه رفض إنصياع لي

"سأتذكر هادا مسقبلا أيها المنجل لعين... "

وبلمعان من سواري أعدته وبدلا منه أخرجت سيفين لا بأس بهما، وبرق أرجواني غلف يداي وسيفاي

توهجت عيناي عندما لمحت يد الوحش الزرقاء تتجه نحوي وفراء أبيض صلب جدا يغلفها

بسرعة قفزت بعيدا لنجاة بحياتي، خلف هجوم الوحش بالفعل الكثير من رماح الجليد في مكان على شكل خطوط متعرجة

لو أنه لمسني فقط سيقوم جليده بتمزيق جسدي، لكن كان هناك أمر غريب في هاد الوحش، أمر لم أتمكن من فهمه

بدأت ألف سيفان حول جسدي وأتقدم بخطوات بطيئة نحوه

بلمح البصر إختف الوحش من أمامي دون أثر، بدأت أدير نظري في مكان، وتانية تالية كان خلفي بالفعل

إستدرت بأقسي ما أستطيع حيث كان لكمته عملاقة متجهة نحوي لتحطمني

رفعت يداي على شكل حرف إكس وتصدية للكمته بكلا سيفاي

"ااااه، اغغغ..."

لكن لكمته حطمت سيفاي رغم البرق الذي غلفهما، ومعها بعض ضلوع في صدري، وقدفني الوحش طائرا لعدة أمثار للخلف

سقطت على ضهري وأنا أبسق الدم من فمي، بالنسبة لي كانت تلك لكمة هي أخيرة لم أعد قادرا على وقوف، وأهم كيف أفعل دالك وأنا مجرد طفل

بقائي على قيد حياة رغم تعرضي لتلك لكمة يعتبر معجزة لي

_الماء، الرمح الأزرق.._

من خلفي تمكنت سيرا من إستجماع طاقتها، وقامت بشن هجوم مركز على الوحش

من تحت أقامه خرج رمح أزرق رقيق لكنه مليء بطاقة، وخطير جدا في نفس الوقت

حدث تصادم قوي مما جعل الثلج يتطاير في مكان، إعتقدت للوهلة لأولي أنها نجحت

لكن أمالي خابت عندما تحطم هجومها من قبل جليد صلب غلف صدر الوحش

وبحركة من يده تجمدت سيرا داخل جبل من جليد، وهي عاجزة فعل أي شيئ

وبخطوات كبيرة تقدم الوحش لمكاني بدلا منها

وأمسكني بيده، بسبب إختلاف في حجمنا كنت بحجم قبظة يده تقريبا

رفعني الوحش حتي أصبحنا في نفس إرتفاع، عيناه الصفراء ملأتني بالخوف حقا و صوت زمجرته مخيفة

أنا لم أكن ممن يخافون الموت لدالك إبتسمت بالسخرية من وضعي ونظري مركز على عيون الوحش

"هل تريد قضم رأسي بأنيابك...؟!، يبدو أن حتي الوحوش تركز على طريقة قتلها لفرائسها... "

لكن رغم قدرته بكل سهولة على قتلي كان الوحش يحدق بي بنظراته تلك دون أن يقدم على أي شيئ

أعلم بالفعل أن هاد المكان غريب ومعقد جدا لفهمه، لكن لم أتمكن من معرفة ما ينوي هاد الوحش عليه

"أنت ضعيف، ضعيف جدا... "

قبل أن أستوعب ما يحصل فتح الوحش فمه وتكلم بصوت خشن ونبرة غريبة

كنت في حالة من دهول جعلت أفكاري تتبعتر

"أنت ضعيف جدا، رغم إمتلاكك لدالك السلاح أسود ... "

"دالك السلاح..؟!، هل أنت تعلم لمن يعود دالك المنجل...؟!"

زمجر الوحش في وجهي قليلا وقال

"دالك غير مهم، أنت ضعيف يجب أن تموت... "

في تلك لحظة أعطتني الحياة فرصة ذهبية لفرار من تلك المشكلة عويصة

"إسمعني من فضلك أيها كيان، أعلم بالفعل أني ضعيف بوضعي حالي، لكن دالك فقط لأنه تم لعني.. "

قبل أن أتابع كلامي قاطعني الوحش

"لعنك..؟!، دالك غير مهم، والسبب هو ضعفك فقط... "

لقد أدركت أن هاد الوحش مختلف، لكن لم أعتقد أنه واحد منهم

"سبعة أيام فقط من فضلك، سأستعيد جسدي أصلي وقوتي الحقيقية بعد سبعة أيام، وأنا أعدك أني سأكون قويا بما يكفي لهزيمتك... "

سمعت قهقهة صغيرة، لم أعلم هل الوحش يضحك من كلامي أم يشعر بالسخرية منه

"تهزمني أنت، هل تعلم حتي من أكون...؟!"

"لا حاجة لي بدالك، أعلم بالفعل أنك لست من عالم البشر، أنت مخلوق قوي من جزء المتجمد في عالم أزرق، عالم حوريات النجوم صحيح...؟!"

"أنت تعلم كثير حقا، رغم ضعفك أيها البشري، لكن بمعرفتك لهويتي هل ماتزال تعتقد نفسك قادرا على هزيمتي...؟! "

لم أجب ولم أرد على سؤاله، وإكتفيت بنظرة جادة على وجهي

"لك دالك أيها الطفل البشري، سنلتقي مجددا بعد خمسة أيام وليس سبعة، إدا لم تكن قويا وقتها فسأقتلك بطريقة بشعة جدا... "

"لابأس بدالك معي، هزيمتك ستكون بعد خمسة أيام... "

وضعني الوحش أرضا وإستدار لمغادرة المكان وهو يضحك

يبدو أن هناك الكثير مما يجري هنا

وسؤال المطروح ما الذي أحظر دالك الوحش لعين لهنا...؟!

تمكن دالك الشيئ من تغيير هيئة جسده بطريقة متالية، ليشبه تماما شبح جليد المنتشر هنا

لولا معرفتي مسبقة برواية لم أكن لأعلم هويته، او من أين هو

لكن حتي لو إستعدت جسدي وقوتي أصلية، هزيمة دالك الشيئ صعبة، صعبة جدا

بتلك أفكار متنوعة منتشرة في ذهني إستدرت نحو سيرا التي كانت ساقطة على ثلج ببعض الجروح صغيرة

تقدمت نحوها ووكزتها قليلا بيدي حتي فتحت عيناها

"اااه، نحن أحياء... "

"نوعا ما، هيا علينا إنطلاق، لا يمكننا بقاء في هاد المكان.. "

إنطلق كلانا في عكس طريق الوحش وهاده المرة من حظنا الجيد كانت الطريق خالية تماما من وحوش

"مرحبا بوصولك ياخليفة الملك... "

في منتصف طريق ضرب صوت رجل بنبرة مبتهجة في مكان وتمكنت من سماعه بوضوح، أدرت نظري نحو جميع إتجاهات محاولا تحديد مصدره

"يبدو أنك تعاني بدالك الجسد صغير أيها الطفل البشري... "

"من تكون..؟!، لا إجابة واضحة جدا، أنت تودوري أليس كدالك..؟!"

"إجابة صحيحة أيها الطفل البشري، لم أعتقد أنك ذكي لتلك الدرجة... "

تنهدت بقوة وتعابير جادة إرتسمت على وجهي

"إذن هل تملك ما أتيت من أجله...؟!"

سمعت صوت ضحك تودوري وهو يرتفع في مكان

"بالطبع أملك، ترياق تلك طفلة التي أشلتها من ضواحي ، وترياق إبنة سكارا، وأيضا تلك الزهرة جليدية.. ."

"جيد جداً إذن، سأكون في مكانك بعد خمسة أيام وبعدها سأقتلع كل جزء من جسدك وأطعمه للكلاب متشردة... "

ضحك تودوري من كلامي وبنبرة من سخرية قال

"يبدو أن بشر مسلون حقا، أنت قد عانيت أمرين مع حيواني أليف قبل قليل، فكيف تخطط للوصول لمكاني...؟!"

"توقعت دالك، أنت توصلت لطريقة لسيطرة على وحوش، هل وحوش ثلاثة أسطورية مسجونة هنا تحت سيطرتك أيضا..."

"ثلاثة، يبدو أن معلوماتك خاطأة هناك خمسة وحوش، وهي تحت تحكمي، كما أني أملك رفيقا أقوي منهم جميعا يقف معي، أنا أريد معرفة ما ستفعله عندما نلتقي..؟!"

ضحكت بسخرية من كلامه

"أيها معتوه، أنا أملك سكارا معي، وأيضا هناك شخص أقوي منه بكثير بكثير جدا يقف في صفي، سأستمتع بقتلاع رأسك ورأس حيواناتك أليفة تلك... "

"تهديد جيد أيها الفتي، فل تأتي لجبل في منتصف، سأكون في إنتضارك، وتذكر جيدا حياة تلك طفلة على وشك إنطفاء من أفضل أن تسرع... "

"أنا في طريق، وتمنى أن لا أصل لمكانك لأنك ستعاني كثيرا..."

بتلك كلمات توجهت مع سيرا نحو موقع رغم ما يحمله من مخاطر، لكني مازلت بحاجة لثلاثة أيام فقط

إذا كان كلام دالك طفل وهاج صحيحا، فسأستعيد جسدي بعد أقل من ثلاثة أيام

وأرجو ألا أصادف أي شيئ قبل دالك الوقت

"أ. أرثر... "

"أرثر... "

إستدرت للخلف على وقع صوتها مرتفع بسبب تشتت أفكاري لم أكن أصغي جيدا..

"مادا هناك...؟!"

رمقتني سيرا بنظرة غريبة وتعبير أغرب

"هناك خطب برأسك، صحيح...؟!"

"أعلم دالك فعل، لم تذكرينني بأمر لآن...؟!"

"أنت لا تنكر أمر حتي، كيف لمجرد طفل أن يهدد بتلك طريقة بينما لا يستطيع حتي إستعمال سلاحه... "

أعدت تقدم مجددا

"عندما أستعيد جسدي، ستعلمين سبب تهديدي له بتلك الطريقة، حتي الوحوش أسطورية ستنحني تحت قدمي حينها.. ."

بدون أي كلمات أخري تقدم كلانا في طريق، وقد كنت أعد دقائق وتواني من أجل إستاعدة جسدي

فأنا أكره الضعف كثيرا

وكدالك كان هناك نوع من غضب دفين في قلبي عندما أفكر في تودوري، سأجعله يعاني ببطء قبل أن أقوم بقتله

*******

فوق أحد الجبال البيضاء حيث تلج يتساقط بقوة ورياح الباردة تعصف في مكان

ضل لشخصين ضهر في مكان وهما غير متأثرين بقساوة الجو

سمعت قهقهة صغيرة من أحد ضلال الذي كان لإمرأة، وعلامات إستمتاع كانت واضحة من صوتها

تقدم ضل أخر وجلس أمامها ونظره نحو أفق

"هل تستمتعين بما يحصل أختي...؟!"

تكلم الشخص جالس وصوته كان صوت طفل

تقدمت المرأة ووضعت يدها على رأس طفل الذي كان تعبير من حزن على وجهه بعكسها وبدأت تمسده

"لا تقلق أخي صغير، أنا هنا لإصلاح أمور، لا داعي لتلوم نفسك، سيستعيد بيل جسده بعد ثلاثة أيام، وسأقوم شخصيا بتذخل لمساعدته من الخطر العضيم القادم نحوه... "

هز الطفل رأسه قليلا ونظره لا يفارق أفق

"أختي، هل والدنا سيعود حقا...؟!، لقد مرة مدة طويلة جدا على غيابه، وشك بدأ يسيطر علي... "

جلست الفتاة ومدت يدها حول عنق طفل وعانقته بقوة، بينما رأسه مستند على صدرها

"سيعود حتما، بابا هو الأقوي على إطلاق.. ."

وقفت الفتاة وسحبت الطفل من يده ليقف قربها

"فل ندهب لآن أخي صغير لذينا مهمة حماية دالك الطفل بشري ... "

"حاضر... "

بتلك كلمات إختفي إتنان من مكان متجهان لوجهتهما دون ترك أي أثر خلفهما..

2023/09/29 · 113 مشاهدة · 1718 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025