[منظور أرثر]
"أرثر إلي أين أنت داهب...؟!"
من خلفي تحدتث سيرا بنبرة قلقة وصوت منفعل قليلا
لكن رغم دالك لم أجب على سؤالها، لم أكلف نفسي حتي عناء نظرها لها
وبخطوات سريعة قليلا واصلت تقدمي عبر الثلوج
في تلك لحظة كنت في حالة مزاجية سيئة، وقد كنت غاضبا لذرجة كبيرة
"نيييه، أرثر على أقل أخبرني إلي أين انت متجه، الجبال في طريق معاكس... "
زادت سيرا من إرتفاع صوتها ونبرتها، وبدي عليها بعض الغضب أيضا
"أنا سأذهب لمكان أولا، لقد أذركت شيئا مهما... "
"شيئا مهما، ماهو...؟!، وأيضا اي مكان..؟!"
"سيرا لقد كنت أحمقا حقا، لقد كنت أحمقا بعتماد على ظعيفة مثلك لحمايتي، لدالك سأتخد إجراءات كبيرة لتفادي تبعات هاده الحماقة... "
توقفت سيرا عن تقدم و صدمة كبيرة على وجهها
"خطأ، حماقة...؟!، مادا تعني بدالك أرثر...؟!"
"أنا أعني أنك أضعف بكثير من أن تتمكني من حمايتي، لذالك يمكنكي مغادرة، أنا ساتصرف بنفسي، لم أعد بحاجة لك... "
بصدمة على وجهها سقطت سيرا على ركبتيها وعينها ترتجف بقوة
كنت أعلم أنها ستصدم، بسبب رفع لأمالها بجعل سكارا يفحص أختها
كان وقع تلك كلمات قاسيا كثيرا عليها
"لا تقلقي أنا عند كلمتي، إذا حدث وبقيت على قيد حياة في طريقك للخروج، فخدي أختك لقصر أمير أرثر سيتكلف أشخاص هناك بكل شيئ... "
بدون أي تعابير من أي نوع أكملت طريقي نحو موقعه، ورأسي ممتلئ بمختلف أفكار
"م.. من فضلك أرثر، أعلم أني ضعيفة، أعلم أني لم أتمكن من مساعدتك، لكن من فضلك إنها كل ما تبقى لي، أختي هي أخر فرد من عائلتي... " قالت سيرا وعيناها ممتلأة بدموع
بينما تحني رأسها لي، منضرها دالك جعلني أقشعر نوعا ما، كرهت حقا توسلها لي كرهت ضعفها...
مصير ضعفاء هو ان يدوس عليهم من قبل أقوياء...
في هاد عالم لا يمكن لضعيف حتي إختيار طريقة موته، أنا أكره ضعف، وفي هاده لحظة أصبحت أشمئز منه كثيرا...
أنا لن اكون لطيفا أبدا، لن اتحلي برحمة نحو ضعفاء مجددا...
"كما قلت الإتفاق سيبقي كما هو، فل تفعلى ما تريدين فعله، أنا لا أهتم... "
بكلماتي مسحت سيرا الدموع عن عيناها وتقدمت نحوي بتعبير من إمتنان
" فل يكن في علمك إتباعي قد يأدي لموتك... "
"دالك غير مهم، إدا كنت ستبقي حيا فقط فدالك وحده كافي، فقط عليك علاجها... "
إستدرت لإكمالي طريقي وبالطبع هي كانت متأهبة لأي شيئ يمكن أن يحدث خلفي، لكن وعلى غير المتوقع لمدة يومين كاملان لم نصادف أي وحوش
بل لم أستشعر أي خطر محتمل، في تلك لحظة تأكد كلام تودوري لي
يبدو انه فعلا تمكن من سيطرة على على الوحوش في هاد الجبل، وأهم يبدو أنه...
"لقد وصلنا... "
لكن مهما كانت قوته وطريقته في سيطرة فمن المستحيل له السيطرة على هاد الوحش
كنت أعلم بالفعل أن هناك خمسة وحوش أسطورية في مكان، لكن الموجود هنا يفوق كل شيئ
"ما هاد المكان...؟!" سألت سيرا ببعض الإندهاش عليها
فقد وصلنا لمنطقة سرية في جبل، منطقة من جليد أزرق شديد الصلابة...
وفي منتصف دالك الجليد كانت هناك حفرة صغيرة تأدي لأسفل...
أدرت نظري في مكان، ففي العادة تكون هناك وحوش مختبأة تنتظر ضهور الفريسة
هاده المنطقة سرية وليس فيها كثير من الوحوش، لكن بعضها يصل ويضل مختبأ في إنتضار فريسته
"فل ندهب، من أفضل لك إبقاء حذرك في أقساه... "
وضعت أخيرة يدها على سيف في خصرها وهي متأهبة...
وبخطوات سريعة إنطلقنا، وبدون أي تفكير قفزنا في الحفرة...
كنا ننزل بسرعة عبر ممر كبير قليلا من جليد، وبقوة إصطدمنا بأرض متجمدة في أسفل
"تبا تبا، مؤلم، مؤلم جدا.. ."
وقفت ببعض الصعوبة وأنا أحك رأسي، بينما أمامي كانت سيرا متجمدة من منظر أمامها
كان الكهف جليدي يتلألأ ويلمع بطريقة جميلة جداً...
"سيرا فل تبقي هنا، لايمكن للوحوش قدوم لهاد المكان، سأقوم بعمل سريع ثم أعود... "
نظرت سيرا في عيناي وكأنها قلقة
"ستكون بخير صحيح...؟!"
"دالك سيعتمد على مزاجه عندما أقابله.. ." قلت وأنا أتجاوزها
لم تفهم سيرا ما قلت لكن وفي نفس الوقت لم تجد ما تقوله، لأني بالفعل إبتعدت عنها
في عمق الكهف كان البرد قارس ودرجات الحرارة متجمدة بكثير، حتي مع معطفي وكل ما أرتديه كان البرد يأثر علي
وانفاس بيضاء كدخان سجائر تخرج من فمي..
لكن الحظ لم يكن كله ضدي فقد وصلت بالفعل لبوابة جليدية التي تقود لمكانه
"أنت يمكنك سماعي ورأيتي صحيح...؟!"
قلت بينما وضعت يدي على البوابة جليدية
عم الصمت قليلا في مكان ولم يكن يسمع سوي صوت أنفاسي
"ما الذي يرغب به مجرد بشري من قدومه لمكاني...؟!"
لكن صوتا بنبرة متألمة قليلا ازال صمت مكان
علمت أن من مستحيل لتودوري سيطرة على هاد الوحش، لا بل من المستحيل له حتي إكتشاف مكانه، يبدو أني أملك فرصة...
"أنا هنا لعقد إتفاق معك... "
بتلك كلمات قمت بدفع البوابة جليدية التي فتحت دون عوائق...
وخلف تلك البوابة كانت المفاجأة كبيرة وأيضا الصدمة...
ذئب بفراء أسود وعيون بنفسجيّة بأنياب كبيرة ومخالب حادة جدا، وحجم كبير
بنظر له بالعين فإرتفاعه حوالي ثلاثة أمثار، بسلاسل زرقاء تلتف حول جسده بأكمله وأصفاد تكبل عنقه وأرجله أربعة
برغم هيبة التي تنبعت منه فقد كان ضوء عيناه على وشك إنطفاء، وجسده على وشك إنهيار
نظر ذئب في عيناي بنظرة غريبة تم قال
"مجرد طفل بشري صغير، فل تغادر قبل أن اقوم بتمزيق جسدك.. ."
"لا، لايمكنني مغادرة، أنا بحاجة لك في شيئ وفي مقابل سأعطيك حريتك... "
"حريتي، هل تعتقد نفسك قادرا على فك تلك سلاسل وأصفاد...؟!" قالها ونظره نحو سلاسل منتشرة في مكان
"أجل يمكنني، دالك أمر بسيط في واقع، إذن مارأيك هل تريد عقد إتفاق معي...؟!"
رفع ذئب أسود نظره نحو سقف وهو يفكر، ثم أعاد نظره نحوي مجددا
"مادا تريد مني فعله مقابل تحريرك لي...؟!"
"أنا في مشكلة كبيرة نوعا ما، لدالك أريدك أن تصبح تابعي لستة سنوات فقط...؟! "
"مادا قلت...؟!"
لمعت أعين ذئب وغضب كبير ضهر عليه
"فل تهدأ، كبرياؤك داك كوحش مقدس سيأدي لموتك، فل تفكر في أمر جيدا، لقد كنت محتجزا لأكثر من خمسة ألاف سنة في هاد مكان، ما يتطلبه تحريك هو تضحية بستة سنواة أخري فقط، بالطبع سأصلح جوهرك، وقد تتمكن من عيش لمدة طويلة، مدة طويلة جدا... "
أغلق الذئب عيناه وهو يفكر في كلامي، بالطبع لم يكن إتفاقا سيئا له ونفس الأمر بالنسبة لي، لكن هناك جزء من إتفاق لم أذكره ولن أفعل...
هاد الوحش مقدس سيصبح حيواني أليف، كل ما أحتاج له هو فقط موافقته بسبب حالتي الحالية، لايمكنني إجباره...
"لك ذالك أيها الصغير، إدا تمكنت من تحريري سأصبح تابعك لستة سنوات... "
تلك كلمات جعلتني أبتسم داخليا، وأنا أشعر ببعض السعادة..
إقتربت من الموحش وعيناي مركزة على عيناه
"سأقوم بتحريرك لآن... "
من حسن حظي أني أعلم ما علي فعله، ولولا دالك فلا فائدة حتي من القدوم
من سواري أخرجت خنجرا صغيرا، وقمت بجرح يدي يسري وبدماء متدفقة بدأت أرسم
لمدة ساعة كاملة وأنا ارسم بدماء يدي، دائرة سحرية كبيرة مع بعض تحسينات عليها
بعد إنتهائي من رسم وقفت أمام الذئب وأنا الهث بشدة من تعب
"ما هادا الذي فع...؟!"
"لا تتحرك ولا حتي إنشا واحدا، سأبدء في تفعيل دائرة السحرية التي ستحررك، ومطلوب منك هو عدم التحرك فقط... "
تنفيدا لكلامي تبت الذئب مكانه دون حراك وهو يركز علي بعيناه
_فن الأختام مقدسة، تحرير..._
"اااغغغغغ... "
بمجرد تنشيط دائرة السحرية، سقطت على أرض وانا ابسق الذم وأتلوي من ألم
كنت اتوقع دالك، لكن لم أعتقد أنه مؤلم لتلك الذرجة...
لكن من جهة أخري بدأت السلاسل تتحرك وأصفاد الذئب كدالك
لن يمضي وقت طويل حتي ينكسر ختم وسيتحرر دالك الوحش
"أنت جيد حقا أيها الفتي بشري، لكن حظك هو سيئ... "
"اااغغغغغغ..."
في موجة ألم تلك توقفت دائرة السحرية عن العمل، وركلة قوية ضربت معدتي جعلتني أصطدم بجدار الكهف بقوة...
فتحت عيناي ببطء، ورجل طويل بتياب خفيفة رغم البرد، يتقدم نحوي ببطء وهو يضحك بصوت منخفض قليلا
كان شعره أسود، و ندبة على شكل عرف إكس في وجهه..
"لم اتوقع منك حقا ان تكون بتلك مهارة وذكاء، أيها البشري أرثر... "
أمسكني الرجل من يدي ورفعني عن أرض حتي تساوت قاماتنا
"أ..أنت، ما الذي يفعله ملاك ساقط هنا...؟!"
سألت بصعوبة بسبب دماء التي تتدفق لحلقي
لكن أمامي كان المعتوه يضحك وهو يمسك بوجهي بيده أخري
"رائع حقا، أنت تملك معرفة كبيرة جدا، لكن لا داعي للقلق أرثر، من الآن أنا سأكون أنت.. "
برغم رغبتي في تكلم لكن دماء أغلقت حلقي وعجزت عن تحريك لساني
"بما أنك تعلم هويتي، فأنت تعلم ما سأفعله بك صحيح، سأقوم بختم وعيك عميقا جدا حتي لا تستيقظ مجددا... "
بهدوء وضعني الرجل على أرض ووضع يده على رأسي، بينما هالة بيضاء تغلف جسده
إبتسمت بصعوبة وقلت بينما دماء تتدفق من فمي
"أ..أحمق... "
تجهم وجهه قليلا، لكنه تمالك نفسه وقال بنبرة مبتهجة
"وداعا أرثر، جسدك قد أصبح لي لآن، لن تري ضوء مجددا ... "
بكلماته تلك خيم ضباب على عيناي وفقدت وعي دون قدرة على فعل أي شيئ
*******
في كهف جليد، بعد غياب أرثر عن الوعي بلحظات فقط، سقط الرجل طويل على أرد و دماء تتدفق من فمه..
وبعدها بتواني قليلة طفى جسد أرثر في هواء وبخفة كبير نزل على أرض...
لكن المختلف في أمر، أن قامة أرثر وطوله قد إختلف
جسده عاد لطبيعته بقامته طويلة قليلا، و عضلاته منحوثة، وأهم طاقته هائلة عادة إليه
_الضلام..._
رفع أرثر يده يمني وضلام كبير يغلفها وبهجوم أحدث عدة تشققات عملاقة في مكان
_أجنحة..._
خيم إستياء على وجه أرثر بسبب عدم ضهور الأجنحة أرجوانية...
وبصوت مرتفع أعاد
_أجنحة..._
لكن نفس النتيجة حدثت مجددا...
"اوووه، افهم لآن، أنت تقاوم صحيح أرثر..؟!، رائع حقا، لكن إلي متي يمكنك دالك...؟!"
تنهد أرثر بقوة وحول نظره نحو ذئب امامه الذي كان يستعيد وعيه، بسبب فشل دائرة سحرية
"من تكون أيها الشخص...؟!" سأل ذئب أسود وعيونه تتوهج ببعض الغضب
"ما الذي تقصده بدالك كلام...؟! أنا ارثر الشخص الذي سيحررك لآن... "
زمجر الذئب بغضب وكشر عن أنيابه ومخالبه
"قد تكون في نفس جسده وبنفس رائحته وطاقته، لكنك مختلف عنه تماما، هيا بسرعة أخبرني من تكون...؟!"
أضهر شخص إبتسامة من أذن إلي أذن وهو يضحك بطريقة هستيرية...
"رائع حقا، لم أعتقد أن هناك من يمكنه كشف تلبسي، أنت حقا رائع أيها الوحش مقدس... "
تقدم الشخص عدة خطوات لأمام وإنحني قليلا
"يؤسفني إخبارك أن أرثر مالك هاد جسد لن يعود مجددا، فقد قتلته، أنا الملاك الساقط، مستحود أجساد سيباستيان... "
"إذن فقد إستحودة على جسد دالك الطفل... "
"صحيح، من لآن هاد الجسد ملك لي، ولأسف يجب ان تموت أيها ذئب... "
من سوار في يده أخرج سيباستيان المنجل الأسود، وبهجوم كاسح أغرق جسد الذئب أسود بعدد كبير من جراح خطيرة
وبسبب جزء من الختم الذي مازال يكبله لم يستطع ذئب رد هجوم او حتي تفادي
_المنجل الأسود، دوامة ظلام..._
بتلويحة من منجل أرسل سيباستيان دوامة عملاقة من شفرات كبيرة، التي جعلت الذئب أسود يصطدم بحائط كهف وجراح كبيرة وخطيرة جدا على جسده
بسبب دالك هجوم سقط ذئب وسط بركة من دماء وهو يحتضر، بعيون على وشك إنطفاء
"هاهاهاهاهاهاها، هاد الجسد، هاد الجسد رائع بحق، الضلام، الضوء، البرق، وأيضا سلاح أسطوري، هاد رائع جدا... "
عانق سيباستيان نفسه وهو منتشي ويضحك بطريقة هستيرية
"حسنا لقد حققت هدفي، وداعا أيها الوحش مقدس، فل تمت وأنت مطمئن... "
بتلك كلمات غادر سيباستيان مكان، بينما ترك ذئب ومكان في حالة من ضمار كبير
"أرثر... "
عبر البوابة جليدية ذخلت سيرا وقلق يسيطر على وجهها، لكنها سرعان ما توقفت والصدمة ملأت وجهها من منظر أمامها
"أ.. أنت حليفة لدالك الطفل بشري صحيح...؟!"
أخرجت سيرا سيفها وتقدمت نحو الذئب الجريح الذي كان يلفظ أنفاسه أخيره
"صحيح، أين هو...؟!"
تنهد الذئب ونظره نحو جسد سيباستيان الملقي في منتصف كهف
"لقد مات، لقد تم قتل دالك الصغير.. ."
تلك كلمات نزلت كساعقة على سيرا، وبدون شعور سقطت على ركبتاها وهي غير مصدقة لما سمعته
"م..مستحيل.. "
"فل تسمعيني فل تقومي بتحريري، أعرف طريقة لإنقاده، لكن علينا إسراع... "
بدون أي تأخير مسحت سيرا دموعها وبدأت بتنفيد ما يقوله لها الذئب أسود