"م.. مولاي، مولاي من فضلك أنا أعتذر عما إقترفته، فل تسامحني من فضلك .. "

في منتصف ساحة محكمة بتعبير من حزن وإستياء وكذالك العجز ، قيد رجل بسلاسل بيضاء من ضوء منعته من تحرك ، وخلفه بدرع ذهبي لامع وأجنحة بيضاء مليأة بقوة...

يقف رجلان وكل واحد منهما يمسك رمحا طويلا في يده، وإستعداد واضح عليهما لتنفيد الحكم

"سيباستيان، نتيجة لم إقترفته، وخطأ الفادح الذي فعلته، أنا أحكم عليك بنفي من عالم الضوء ... "

ملأت كلمات القاضي، قلب وروح سيباستيان باليأس وعلامات إستياء و حزن ملأت وجهه وسيطرت على تعابيره

أدرك أخير في قرارة نفسه، أن خطأه لا يمكن أن يغتفر، ونفيه من عالم علوي، عقاب أقل ما يقال عنه أنه مناسب لجريمته

"مولاي من فضلك، أعطني فرصة أخ..."

قبل أن ينهي سيباستيان كلماته ضربة من حارس خلفه أفقدته وعيه، و بتلويحة برمح في يده قطع لأخير جناحا سيباستيان، وقاما بوشمه كعلامة على كونه عار عليهم

"فل تقوما برميه خارجا، عالمنا لا يحتاج لفاشلين.. "

إنحنا حارسان قليلا، وسحبا سيباستيان معهما

"اخخخ، دالك حلم لعين مجددا... "

في أحدى الغرف إستيقذ سيباستيان الذي كان في جسد أرثر وبعض الغضب وإنزعاج على وجه

أعاد دالك الحلم ذكريات من ماضي له، ذكريات أراد لأخير دفنها عميقا، وعدم تذكرها محددا

"مرحبا صديقي، كيف تشعر..؟!"

رفع سيباستيان نظره نحو مصدر صوت، وإذ برجل ببذلة زرقاء وجسم متوسط طول، بشعر أزرق متدلي فوق قناع يغطي عيناه

بينما إبتسامة صغيرة مرسومة على وجهه

"تودوري، أنا بأفضل حال، لم أعتقد ان هاد الجسد محصن لتلك الذرجة... "

"همم، كلامك صحيح، بالنسبة لمجرد بشري فهو قد فاق توقعاتي بكثير، لكن هاد القدر متوقع منه لأنه الشخص الذي إختاره ملك التنانين، لكن من جهة أخري... "

وضع تودوري يده على دقنه وهو يفكر

"لكنه مجرد بشري، هادا ماكنت تنوي قوله صحيح...؟!"

"هاهاها، بالفعل مهما كانت قوته فنحن أجناس عليا، لابد من أن تتمكن من معرفة شيئ لآن، ما رأيك أن تحاول رأية ذكرياته مرة أخري ...؟!، رغم قوته فلابد أن وعيه قد إختفي لآن، هاد البشري خطير ويعلم الكثير من أشياء، أشياء ربما نحن لا نعلمها، وقد تشكل خطرا علينا في مستقبل ... "

تنهد سيباستيان ووضع يده على رأسه بينما إبتسامة صغيرة إرتسمت على وجهه

"هل تعتقد أنه يعلم طريقة ما ليعود لجسده..؟! رغم أني قمت بختم وعيه، أم ربما أنت قلق من إحتمالية معرفته لمخططنا.. "

"لا، ليس دالك ما في أمر، ورغم دالك بحسم معرفتي لك فمن المستحيل له عودة تقنيتك لم يسبق لها أن فشلت ، و من جهة أخري حتي لو كان يعلم شيئا عن خطتنا فليس بيده شيئ لفعله بعد أن قمت بختمه... "

"كلامك صحيح، حسنا كما تريد، سأبحث في ذكرياته وأستخرج كل ما يعلمه، أنا أيضا أملك فضولا لمعرفة من يكون هاد الشخص... "

بكلمات سيباستيان إستدار تودوري نحو باب المخرج

"جيد جدا صديقي، سأنتظر معلوماتك بفارغ الصبر، أما لأن فعذرني لذي ضيف مهم علي تعامل معه... "

"قبل أن تغادر، أخبرني هل هو لوحده هنا...؟!"

"هاهاها، في الوقت حاضر هو لايزال لوحده، لكن حتي لو كان معه شخص أخر فلذي طريقة لقمعهم جميعا، حاليا لا تشغل بالك به، وحرص على إستخراج معلومات من ذكريات الفتي.... "

"حسنا... "

بخطوات تابة غادر تودري الغرفة مع إبتسامة كبيرة على وجهه، بينما جلس سيباستيان بتربيع قدميه على أرض وهو يفكر

(أجنحة ملك تنانين، عنصر ضلام الذي لايستخدم سوي شياطين، عنصر ضوء أيضا، السلاح أسطوري منجل ضلام، وأكثر رعبا من كل شيئ، القلب أسود الذي ينبض في صدره...)

بدأت أعين سيباستيان بإرتجاف قليلا وبعض الفزع والقلق ضهر على وجه

"من تكون بحق أيها الوحش، كيف لمجرد بشري أن يملك كل هاده أشياء...؟!، حتي أقوي محاربين في أجمح أحلامهم لم و لن يحلمو بمتلاك هاده أشياء، إذن كيف حصلت عليها أنت....؟! "

ببعض الصعوبة عدل أخير جلسته وإستعاد هدوءه، أذرك سيباستيان أن إفراط تفكير في أمر لن يوصله لأي شيئ...

لدالك قرر تنفيد مهارته خاصة، ومحاولة قرأة ذكريات أرثر، ليحصل على مبتغاه

"لنري ما سنحصل عليه، من هاده الوحش بشري..."

بدأ سيباستيان بتأمل و ضوء أبيض غلف جسده بينما وعيه بدأ يبحث عن ذكريات أرثر

بعد عدة دقائق، بدأت عدة صور ومشاهد تضهر لسيباستيان

مشاهد إحتوت على ارثر رفقة، كازوها وإكليس وبعضها لأياكا، كما مشاهد لكل أشخاص الذي تعرف عليهم أرثر في شهور ثلاثة ماضية

"مهلا، ماهذا..؟!"

من بين كل مشاهد التي ضهرت لسباستيات، كان هناك مشهد واحد فقط الذي لفت إنتباهه بشدة وجعله يذرك حجم وخطر ارثر

كان مشهد عبارة عن حوار بين أرثر وسكارا قبل وصول لجبال سوميرو بيضاء

"أرثر ماهي خطتك...؟! تودوري خصم خطير جدا، لا يمكننا توجه لهناك ببساطة... "

"هممم، سكارا ما سنفعله سيكون على نحو تالي...."

"هممم، من تكون أيها الطفل لتتمكن من تفكير في خطة كهده...؟!"

"سكارا برغم عمرك طويل، أنت ماتزال جاهلا لكثير من الأمور.... "

" ربما، لكن ألا تعتقد أنك تضع في حسبانك اشياء، ربما لن تحصل...؟!"

" طريقة تفكيرك تلك هي التي جعلت الحرب تدوم لمدة أطول من لازم في عالمكم، هاااه، هناك كثير من اشياء في هاده الجبال، أشياء لا يجب أن تكون هنا، فل تفعل ما قلته لك فقط... "

"مفهوم... "

بعد سماع سيباستيان لخطة وكلمات أرثر في تلك ذكري، أصيب ببعض الذعر وعيناها بدات ترتجفان

ومن هول صدمته ابطلت مهارته، وخرج وهو يلهت بشدة، دون ان يتمكن من رأية بقية ذكرياته

"هاهاهاها، بشري شيطان، من كان ليتوقع أنك ذكي لتلك ذرجة، ربما لولا إستيلائي على جسده لكان قد محي هاد الجبل من وجود... "

(اين في هاد الكون فصيح قد تجد شيطانا كهدا...)

وقف سيباستيان بينما إستبدل تعابير دعر والصدمة بإبتسامة كبيرة على وجهه

" إذن حسب خطة التي وضعها، ستأتي أميرة تنانين إلى هنا، وكدالك سيرسل دالك الرجل شخصا ما لهاد المكان... "

"هيهيهيهيهيهييي، سيكون أمر رائعا حقا، سيتسبب هاد البشري بتلك حيلة صغيرة بمعركة ستمحو هاد المكان من الوجود ، هاهاها، فل تأتو جميعا بسرعة أثوق حقا لقتلهم جميعا بجسده... "

وضع أخير يده على وجهه بينما تعبير شيطاني إرتسم عليه

*دوتوري، سيكون لذينا بعض الرفقة عما قريب، سأخرج لأهتم بأمرهم، هل يمكنك إهتمام بأمر هنا لوحدك..؟!*

بمعرفة سيباستيان بما سيحدث قرر بسرعة إتخاد الخطوة أولى

*للأسف، لايمكنك مغادرة مكان لآن، الأشخاص الذي تتحدث عنهم على وشك الوصول بالفعل، بدلا من خروج لهم، لم لا تستقبلهم في داخل، كما أنها فرصة متالية لك لإستخراج كامل إمكانيات دالك الجسد ...*

*هاهاها، حسنا كما تريد...*

أخرج سيباستيان المنجل الأسود وبدأ يأرجحه في مكان، وبخطوات تابتة وإبتسامة كبيرة بدأ يستعد لإستقبال الزوار مميزين الذين سيجعلونه يخرج إمكانيات جسد أرثر بكامل

*********

في إحدي الغرف الكبيرة، يقف تودوري قرب نافدة ونظره نحو الثلج ابيض الذي يتساقط بقوة

كان وجهه فارغا من تعابير، بينما تفكيره ضائع في بعض أحداث الماضي

"سيدي، سكارا على وشك الوصول، كما أن هناك بعض أشخاص في خارج يراقبون المكان ...."

من ظل تودوري ضهر رجل في خامسة وعشرين من عمره،و كلامته كانت مصحوبة بحترام شديد

"همممم، ألا تعتقد انه من سيئ حقا أن يتم مقاطعة لقائي مع صديقي قديم... "

"مفهوم سيدي، سأتصرف حسب رغبتك... "

بدون أي كلمات اخري إختفي الرجل في ظل تاركا تودوري محدقا في ثلج امامه

"حسنا إذن فل نبدء إستعداد، فبعد كل شيئ سألتقي بملك الرياح وأيضا صديقي القديم... "

بدأ تودوري تقدمه لمغادرة مكان بينما صوت وظل ثلاثة وحوش عملاقة تتبعه من خلف

"اليوم هو اليوم الذي أحصل فيه على قلبك سكاراموش، هاهاهاها... "

2023/11/20 · 118 مشاهدة · 1154 كلمة
give up
نادي الروايات - 2025