(أنا لن أنسي ذالك اليوم أبدا، اليوم الذي خنتنى فيه...، اليوم الذي خنت فيه جنسك ووطنك، والأكثر قد خنتني أنا، الذي إعتبرتك من أقرب أصدقائي، لن أسامحك، لا بل لا يمكن لي أن أسامحك أبدا...)
عبر الثلوج المتساقطة بخفقان من أجنحته وغضب عامر على وجه يتقدم سكارا بسرعة كبيرة نحو منتصف جبل...
نحو المكان الذي سيحصل فيه على أكثر ما يبتغيه...
وهو الإنتقام ممن جعل حياته تتظهور، وقلبها رأسا على عقب، وسلبه أكثر ما كان يحب...
كانت الأوردة تضهر على وجهه من شدة الغضب، وقبضته محكمة بشدة، لدرجة أنه على وشك جرح نفسه دون شعور...
"تودوري من أفضل أن تكون مستعدا لترك رأسك لي اليوم.. ."
مع إندفاعه بسرعة وغضب، توقف سكارا، وأبطء من سرعته، بينما يستذكر كلمات أرثر عن نوع الوحوش التي يملكها تودوري وعن مدي خطورتها....
ومع تلك كلمات في ذكرياته أخد شهيقا طويلا وأتبعه بزفير وببطء وضع يده على صدره وهدأ نفسه بالقوة،
بلون أزرق جميل غلفه، تحول جسد سكارا من جسد طفل في رابعة عشر من عمره، إلي جسد شخص يبدو في ثلاثين من عمر، بهالة وحضور مهيب...
وبتوهج من سواره أخرج سكارا سيفه أزرق، وبدأ تقدمه مجددا بكل حذر...
"إسمعني سكارا، أنا أعلم انك قوي، بل من بين أقوي تنانين، لكن في جهة الأخري تودوري أيضا من بين أقوي و الأذكي أيضا... "
ببعض الغضب قدم سكارا شفته وهو يغمد عيناه في حالة من تفكير
"انا أعلم دالك أرثر، أنا أكثر من يعلم مدي قوة ودكاء تودوري.. ."
توقف سكارا و قليل من حزن في عيناه..
"لقد كان تودوري مثل أخي في ماضي، لكن مما انت خائف، أنا أقوي منه بكثير، هل تظن أن بعض الوحوش قديمة ستكون كافية لهزيمتي وجعل كفة تميل لصالحه... "
بتلك كلمات التي صوحبت بالتقة والعجرفة من سكارا قابلها أرثر بنضرة بعينين نصف مغلقتين
"ذالك لأنك لا تعلم نوع الوحوش التي يتحكم بها، وأيضا هناك ملاك يعمل مع تودوري وبفضل مهارته التي تسمح له بلإستحواذ على أجساد أخرين، تمكن دالكما إثنان من سيطرة على ما مجموعه خمسة وحوش أسطورية، لكن في هاد الوقت بالظبط هو لايملك سوي ثلاثة تحت تصرفه، ولابد أنه سيسعملهم جميعا لمواجهتك... "
تنهد سكارا وهو يحاول معرفة الخطر في كلام أرثر
"همممم، إذن خلاصة كلامك أنه، بينما أنا مشغول في قتال تودوري والوحوش الأسطورية ثلاثة، سيكون ملاك قد إستولا على جسدك ، وهادا سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لي، إدا تمكن دالك ملاك من سيطرة عليك قد أطر لقتلك في أسوء أحوال، وهاده ستعتبر مشكلة لكامل جنسي ووطني وليس لك وحدك، هل لذيك أي خطة لمنع دالك.. ."
نظر أرثر ببتسامة صغيرة لسكارا ثم أعاد نظره نحو أرض مجددا
"بالطبع، سكارا صديقي العزيز، سأبدء معركة ستمحو هاد الجبل من وجود...
أدار سكارا نظره بتفاجء وإستفهام نحو أرثر الذي يتكلم بتقة، وقبل ان يقول أي شيئ تابع أرثر كلامه
"إسمعني سكارا، أنا لست نذا لمواجهة دالك الملاك بعد، لكن من جهة أخري، لابد ان أبي علم بقدومي وسيرسل شخصا قويا جدا لتخلص مني وربما منك أيضا، لكن قبل فعلهم لدالك سأحرر وحشا قديما، لايمكن لتودوري سيطرة عليه، وسنقيم حربا مصغرة هنا... "
تنهد سكارا وجلس على أرض ونظره نحو أرثر الذي يتكلم بكل أريحية وتقة عن الحرب
"اااه، بالطبع لقد نسيت تماما، مشاكلك لا تنتهي يافتي، ربما تكون طفل أسوء حظا في تاريخ..." قال ونظرة من خيبة أمل في عينيه ممزوجة بقليل من إحباط..
"لكن من جهة اخرى، مادا لو تعاون أتباع والدك مع تودوري، ألن تكون نهايتنا.. ."
إبتسم أرثر بسخرية من كلام سكارا، ثم بدأ في فرك أصابعه مع بعضها، ثم بدأ كلامه قائلا
"لا تقلق سكارا كل شيئ يجري فوق يدي، لن يقدر أتباع والدي على تعاون مع تودوري، الأن دالك ملاك منبود، والآن الخطة ببساطة كتالي، نحن سنفترق، وسنتظاهر وكأننا تم تفرقتنا بواسطة وحوش تودوري في هاد مكان، وبعدها انت ستتوجه نحو منتصف الجبل بينما، أنا سأذهب لأحرر واحد من اقوي وحوش أسطورية، ذئب البرق الأسود... "
أضاءت عينا سكارا عند سماع نوع المخلوق، لكن رغم شكوكه وأسئلة قرر تأجيل كل شيئ لحين إكمال أرثر لكلامه
"هناك فقط إحتمالان لم سيحدث في مستقبل سكارا، الأول هو أن أنجح وأقوم بنسف الجبل بأكمله بكل متواجدين فيه، بمساعدة دالك الذئب، وإحتمال الثاني هو أن يتعقبي تودوري ويقوم بإرسال دالك الملاك لسيطرة على جسدي اولا ... "
"وأيهما أكثر ترجيحا في نظرك... "
"الإحتمال الثاني، هو ما سيحصل تقريبا، لكن لا تقلق، سأقوم بتحرير دالك الذئب اولا ، وبما أنه من جنس فخور ودو كبرياء سيرد الجميل بالتأكيد، وبمساعدته ربما يمكنني عودة لجسدي... "
لم يفكر أرثر في أمر كثيرا، وأعطي إجابة في ثواني رغم خطورتها لم يبدو عليه وكأنه قلق او غير مرتاح بتاتا، مما جعل سؤال واحد يدور في رأس سكارا
"أنا أعلم ماتفكر فيه سكارا، لكن لا تقلق، فهاد الجسد محصن، من المستحيل ان يتمكن أي أحد من سيطرة علي، أنا سأهزم دالك الملاك وبعدها سأتوجه نحوك... "
كان سكارا لسبب ما يثق أن أي خطة الأرثر ستنجح بغض نظر عما سيحدث، لدالك دون أسئلة أو إضاعة للوقت هز رأسه بالموافقة...
لكن صراخ أرثر وهلوسته بتلك أصوات قبل إفتراقهما، جعلت سكارا غير مرتاح، هل كان مجرد تمثيل لخداع تودوري أم ان هناك شيئ ما في هاد الجبل ...
مع موجة أسئلة في رأسه أخرج زفيرا طويلا، وبتلويحة بغمد سيفه، قام بتفجير جزء من جبل، ودخل لداخل منشأة تدوري...
"سكارا صديقي القديم تسعدني رأيتك مجددا بعد كل هاده السنوات .. ."
لمعت عينا سكارا، وبنظرت من غضب قابلت عيناه عينا تودوري، الذي كان يجلس على كرسي امامه ببتسامة على وجهه...
"سكارا أعلم ماتفكر به، وانت محق، لا سبب لإطالة كلامنا... "
رفع توري يده وأخرج رمحا طويلا ، و وقف في مواجهة سكارا الذي كان الغضب يجعل دمه يغلي وأوردته تضهر على وجهه..
و بسرعة و قوة تصادم سكارا وتودري في هجوم سريع، وعيونهم متبثة على بعض...
"كما في أيام القديمة سكارا، العواقب صحيح... " قال تودوري وهو يأرجح الرمح حول جسده
أغلق سكارا عينيه، واخرج زفيرا طويلا، وببطء أخرج سيفه من غمده
"كما في أيام القديمة تودوري، القواعد ... "
بهالة كثيفة وكبيرة حولهما، تصادم الإثنان، وكل واحد منهما يريد رأس الأخر...
*********
في أعلي قمة الجبل جلس فتي وفتاة وهما يراقبان كل ما يحدث في منطقة...
"أختي الكبيرة، يبدو أن دالك الذئب قد تحرر وهو يتجه نحو مكان أرثر من تلك الفتاة.... " قال فتي بصوت متوسط نبرة وهو ينتظر رد فعل أخته
"أخي صغير، أخبرني هل تعتقد أن بيل قادر على العودة الى جسده دون مساعدة منا... "
وضع فتي يده على دقنه وهو يفكر في الأمر
"هناك طريقة، لكن يجب أن يكون عبقريا حقيقيا لتحقيقها، وأيضا يحتاج ان يتم إرهاق جسده كثيرا... "
إبتسمت الفتاة ومن ضهرها ظهرت أربعة أيادي أخري، وأصبح لديها ستة أيادي، وكل يد بنقش بلون أحمر غريب وتصاعد الوشم حتي وصل لبطنها وصدرها وضهرها
"أختي هل تخططين لتدخل، لا أنصحك أختي، أنت تعلمين ماسيحدث لهاد المكان لو قررت تصرف دون وجود أختي كبري أولي... "
ضحكت الفتاة وداعبت رأس أخيها صغير بلطف...
"لا تقلق أخي صغير... "
رفعت فتاة أياديها الستة معا، وقام بصفعهم مع بعض
_فن ضلام الأول، البوابة _
مع إطلاقها لفنها قامت فتاة بنقل، الذئب الرعد الأسود وفتاة التي معه لموقع أرثر، وفي جهة أخري، قامت بنقل أربعة من ملائكة لموقعها كانو على وشك وصول لموقع أرثر ....
وببتسامة كبيرة تقدمت عدة خطوات الأمام، وهي ترفع جميع أدرعها بفرح
"والآن دعونا نشهد على بداية جديدة لتاريخ... " قالت وهي تركز بنظرها على ملائكة أربع الذين أمامها
*هيا أرثر من فضلك، لا تخيب أملي وأمل أخوتي، فل تعد لجسدك بسرعة... *
دعت الفتاة داخيا وهي تتقدم لمواجهة ملائكة، الذين مازالو في حيرة من أمرهم