كيت: "أه،هذا صحيح،رِّيْلي،لقد حدد السيد بروكس موعدًا لزيارتك في تمام الساعة السادسة."

بففت

بصقت رِّيْليانا الرشفة التي ارتشفتها من كوب الشاي الذي حظت به كتحلية لها وسألت متعجبة:

ريليانا: "لـ- لماذا؟”

كيت: "لأنه؛ سيصطحبك معه إلى حفلٍ راقص مقام في القصر الملكي مساء الأسبوع المقبل."

فرانسيس بروكس، ذلك الرجل هو خطيب رِّيْليانا المزعوم.

أحب آل ماكميلان ذلك الـ'بروكس' واحتضنوه ضمن أفرادهم لاعتباره ذي ثقة وأصله من عائلة محترمة، عدا ريليانا التي لم تحب تلك التجاعيد التي تظهر قرب عينيه حينما يبتسم.

رُسمت لابتسامة مصطنعة على عينيه كما لو كان قد سمع أغنية 'لحن سوناتا المغري' على مدار اليوم،ابتسامته تلك جعلتها تضغط على كوبها المصنوع من الزجاج بشدة حتى أوشك على الانكسار في يدها.

ذلك الوغد المنافق .

العقل المدبر وراء كل شيء.

السبب الرئيسي في كون حياتها قصيرة الأمد.

الذي حاول التملص من قضية قتله لريليانا ماكميلان!

ريليانا: "سأصعد واستعد."

أرجعت ريليانا كوب شايها على المائدة بعد أن رققت قوتها عليه ومن ثم نهضت من عليها تتجه خارج الغرفة خطوةً بخطوة.

تلى ذلك أسئلة أبويها القلقة لها، "آنتِ على ما يرام؟"، "أتشعرين بالتعب؟"، ما كانت إجابتها الوحيدة إلا قول أنها بخير دون زيادة عليها.

افترض والداها أنها متوترة لأن موعد حفل زفافها قد شارف على الإقبال فحسب.

ريليانا: 'إن رسختِ في ذهنك أنك متوترة، فستظلين متوترة، ولربما تموتين قبل أن يجف حبر قلم عقد زواجك.'

لم تكن ريليانا تلك الصبية التي تجأش بكاءً مالئةً وسادتها بالدموع والنياح متأسية على حالها.

باشرت ريليانا بتحديد النقاط التي لم تتذكرها تماما من الرواية وتدوينها في دفتر ملاحظاتها، ثم حددت علاقات الشخصيات وأدوارها، ما إن أنهت هذا حتى شرعت في التنقيب عن المتسبب بموتها بتفاصيله المملة.

قضت ريليانا نحبها متسممة بسم الزرنيخ، وهو سمٌّ كان ينقطه فرانسيس بروكس لها كل ليلة قبيل نومها منذ توقيعهما على عقد زواجهما.

اكتسب فرانسيس بروكس ثقة آل ماكميلان بعد أن قام بتعزيتهم، وكانت خطوتهم التالية هي توريثه شركة النفط الخاصة أي نجاح خطته بالاستيلاء عليها.

ولكن كل ذلك اخترب واضمحل فور أن أدلت البطلة الرئيسية للرواية بسوء عمله.

كانت بطلة الرواية الرئيسية صديقة ريليانا ماكميلان المقربة، حيث جعلها نبأ وفاة ريليانا تهرع عائدة لمسقط رأسها وسارعت بالتحقيق لحل قضية صديقتها الميتة.

مع ذلك،فإن تسلسلت الأحداث هكذا، فستكون ريليانا في عداد الموتى آنذاك!

ما الفائدة من تسلسل أحداث الرواية إن كانت ستموت فيها، طرأ على بالها فورًا بأن أول خطوة تخطوها هو فسخ خطوبتها

وهذه ليست بالمشكلة العويصة، فجميع أفراد عائلة ريليانا يحبونها، لكن مجرد قولها:

'لقد أمعنت النظر في هذا الأمر، وبغتةً شعرت أني لا أريد الزواج'

لن يفي بالغرض، فالأمر ليس بمثابة التحدث عن حلمها لهم على مائدة الطعام.

في عالم النبلاء والارستقراطيين، لا يمكن فسخ خطوبة اتفق عليها آل كلي الطرفين ومن ثم سحب طرف بينما الآخر لا يزال موافقًا، وهذا هو أكبر عائق في قضية ريليانا ماكميلان، أيًا كان مقدار خسارة آل بروكس من مجدٍ وهيبةٍ، فستظل سمعتهم و صيتهم كعائلة نبيلة موجودة، بما أن هناك عدد لا يحصى من العائلات النبيلة المعادية ذات الرتب العالية تستبصر بهم لتأخذ ثأرها منهم.

كما أن وضعها الحالي لن يسمح لها بالاشارة عليه في العلن كطفلة تحاول تقمص شخصية العرافة صارخةً:

'ذاك الرجل هناك! ذاك الرجل يتآمر على قتلي!'

فهو ليس بوضعٍ يمكنها الصراخ فيه حتى.

و لو أنها فعلت ذلك في هذا العالم، الذي يكون العلم فيه أكثر شبهًا بالسحر من المنطقية، فلا تزال الأمراض النفسية واردة، وببساطة يمكنهم إرسالها إلى مستشفى المرضى النفسيين.

حيث إن تنفستِ نارًا من يدكِ فهذا يعتبر طبيعيًا، لذا ما إن تصارحهم بنية خطيبها لقتلها، سيظنون أن بها مرضًا…وهذا واقعٌ محزنٌ للغاية.

احتاجت إلى مبرر، مبررٍ يمكنها من فسخ خطوبتها منه.

لأنها كانت متأكدة من تصميم فرانسيس بروكس على الزواج من ريليانا وأكدت لها أفعاله أنه لن يدعها وشأنها مهما كان ما فعلته.

وهذا جعلها في حاجة إلى إرغامه على الاستشاطة غضبًا عليها ليحاول مسها بسوء أو ضرر.

وسيكون تبريرها لطلب فسخ الخطوبة هو أنها لن تحتمل العيشة مع زوجٍ يحمل هذه التصرفات معه بردة فعله تلك.

وحسنٌ، لدى ريليانا أربع لقاءات مع فرانسيس بروكس.

***

في اللقاء الأول.

لم تكن تفقه شيئًا عن الانفصالات، بحكم أنها عاشت حياتها دون علاقات منذ أن أنجبتها أمها حتى بلوغها ربيعها العشرين - حيث أن ريليانا لم تعر كونه رجلًا وعليها التهذب معه أي اهتمام - وبادرت بفتح الموضوع مباشرة كما لو كانت قد رمت كرة بيسبول مباشرة عليه:

ريليانا: "لننفصل.”

ولكن ما أعطى فرانسيس بروكس من ردة فعل سوى الإشارة على ذلك الغراب الجالس على إحدى أعمدة نور الشارع في الجهة المعاكسة لريليانا حيث كان الغراب يتبرز على العامود، فضحك ضحكةً خرقاء:

فرانسيس: "أهاهاهاها! أرأيتِ ما حصل توًا؟"

ريليانا: "ماذا حصل؟ مهلًا، أكنت مصغيًا لما قلته؟"

فرانسيس: "وما الذي قلتِه؟"

ريليانا: "فالننفصل، يا سيد بروكس."

فرانسيس: "أهاهاهاها! لتلقِ نظرةً على هذا، رِّيْليانا."

ريليانا: "يا هذا، ألم أقل فالننفصل؟"

وظلت تكرر عليه كلمة الانفصال حوالي سبعة عشرة مرة تلي قولها أنها لا ترى شيئًا مضحكًا في الغراب ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد تجاهلها متظاهرًا بأنه لا يسمع ما تقوله.

بعد أن انتهى موعدهما الأول، هرعت ريليانا متوجهة إلى متجر الكتب.

حدقت صاحبة المتجر بريليانا التي أخرجت كتابًا عنوانه 'طرقٌ للانفصال عن الحبيب' بنظرة ثاقبة حتى خرجت ريليانا من المتجر، سهرت ريليانا ريثما كانت تقرأ الكتاب طوال الليل.

وحقًا، كان الكتاب يحوي على علمٍ قيمٍ ليتوارث.

***

في اللقاء الثاني.

اصطحبها معه إلى مطعمٍ راقٍ، وكانت ريليانا قد أعدت ودرست خطةً محكمة لانفصالهم.

ما إن مرت عشر دقائق من وصولهما إلى المطعم، كانت ريليانا قد سكبت كأسًا من الماء وكأس خمر عليه، مجمل السوائل التي سكبتها على رأسه هو خمسة، في المرة الأولى والثانية تقمص فرانسيس بروكس هيأة عطوفة، و المرة الثالثة زم شفتيه وعضهما، ثم في المرة الرابعة تنهد تنهيدةً عميقةً حيث بدا منزعجًا، أما في المرة الخامسة طأطأ رأسه وحدق في فخذه بينما تصببت قطرات الخمر من على رأسه مع عرقه ويداه المرتجفتان .

بعدها، أثنت على طباخِيْ المطعم و مهاراتهم في الطهو.

حدق فرانسيس بروكس بها مطولًا ولكنها لم تشأ أن تنهي ثناءها عليهم.

علم أنها لن تستمع له عندما لم ترهق نفسها بالنظر إليه، ففكر بلفت انتباهها له بندائها "أي ريليانا الساحرة" ظنا منه أنه سيجدي نفعًا.

ولكن ما تلى ذلك هو نهوض ريليانا من على الطاولة واتجاهها دون هوادة نحو دورة المياه.

كان الزمن الذي خرجت فيه من دورة المياه هو لما توقف لحن عزف مفاتيح البيانو.

حدقت ريليانا ببنطال فرانسيس بروكس الأبيض بعد أن جفت السوائل التي صبتها عليه،كان مظهره أشبه بمن تبول ببنطاله، لذا كانت متيقنةً من أنه سيبتغي الانفصال عنها.

ومن شدة حيائه من حاله هرع مسرعًا ليعود بعربة لوحده تاركًا إياها.

تلذذت ريليانا كثيرًا بالمنظر الذي شهدته.

'إنني لن احتمل المزيد إن استمررنا على نفس المنهاج هذا الآن، أعني ، أقر أنني ما عرفت امرأة مختلة مثلها قط!'

توقعت ريليانا رسالة كهذه من فرانسيس بروكس تصلها لمنزلها، ولكن للأسف، لم تصل هذه الرسالة باب منزلها البتة.

في اللقاء الثالث.

حُدد موعد لقائهم الثالث في وقت أبعد من الموعدين السابقين، نسبة لنصيحة من فرانسيس بروكس حيث أنها بدت في حاجةٍ إلى بعض الوقت لإراحة قلبها الحساس.

بعد ذلك، اتفق كلاهما على الخروج في نزهة صيد.

والذي حاول فرانسيس بروكس توضيحه بنزهة الصيد تلك، هو تعديل صورته كالـ'الرجل النبيل الواهن' أمامها.

لُقبت ريليانا نفسها بـ'ملكة مناطق الصيد' حيث أنها امرأة متمرسة في الصيد لدرجة استثنائية.

فقد كان الصيد هو هواية والدها جوندين الذي استمتع بممارستها للعقود التي قضاها في حياته، وحذوت ريليانا حذوه لحظة قدرتها على المشي.

على الرغم من أن الروح التي سكنت هذا الجسد قد تغيرت، إلا أنه مازال معتادًا على طبيعة روحه الأصلية، لهذا كانت قادرةً على إمساك البندقية دون تردد.

ولكن فرانسيس بروكس أراد التكبر عليها بشأن مهاراته الضعيفة تلك بتعليمها أسس صيد خاطئة.

بدأ بالبربرة عن طريقة حمل البندقية أولًا، ومن ثم التصويب وسحب الزناد.

حدقت ريليانا بفرانسيس بروكس وحديثه جاعلة عيناها ضيقتان، إنها أول آنسة يصحبها معه في نزهة صيد، وقد ارتكب خطأ فادحًا بأن يعاملها كالرضيعة.

امسكت ريليانا ببندقيتها وأفضت حشوة البارود التي كانت بالبندقية على طرف ثيابه.

ريليانا: "ياللهول، إنني أعتذر."

هذا لأنه أضجرها.

حينئذ ألقت ريليانا البندقية بين يديه بسرعة ومهارة ثم قالت ساخرةً:

ريليانا: "اعتقد أن عليكِ تبديل ملابس يا سيد بروكس، ولتأخذ بندقيتك معك."

في لحظة كتلك كان من الطبيعي أن يخرج عن طوره ويحاول لكمها بقبضته، إلا أن هذا الأبله يفضل المال على كرامته.

قبل الحدث بيوم، جاء فرانسيس بروكس لزيارة قصر آل ماكميلان دون تحضير، حينها التقت ريليانا به في المرر الأمامي وسألت بتعبيرٍ منزعج:

ريليانا: "سيد بروكس؟ ما الذي جاء بك اليوم في هذه الساعة؟ لم يصلني خبر أنك ستأتي لزيارتي صباح اليوم."

فرانسيس: "بربك، ريليانا، أليست خطوبتنا بمثابة علاقة وطيدة؟"

قالها بابتسامته المصطنعة تلك التي تظهر فيها التجاعيد قرب عينيه.

ريليانا: 'اعه، ياللقرف.'

ريليانا: "كلما أشتدت وطادة العلاقة، زاد الاحترام لخصوصيات كلا الطرفين، لتعد أدراجك حالًا”

ربعت ريليانا ذراعيها محاولة نسيان قرفها والتفت معطيةً ظهرها لفرانسيس بروكس، ومن ثم راح هو ليجرها من معصمها.

فرانسيس: "ريليانا، إني أجهل سبب تغير معاملتك لي دون سابق إنذار"

ريليانا: "ما الذي تخال نفسك فاعلًا يا هذا”

فرانسيس: على الرغم من أن خطوبتنا قد رتبتها عائلتينا، إلا أني حسبت ما بيننا يأخذ منحنًى أعمق من هذا، أم أنني وحدي من جاز له ذلك؟"

بات صوته يائسًا.

على خلاف بارك أونها، كان قلب ريليانا سهل المنال، أي ريليانا مالكة هذا الجسد الأصلية، حيث أنها أحبت فرانسيس

لربما اختارت الخطبة الخاطئة التي ستتطلب وقتًا لكي تُفسخ، إلا أن آل بروكس لها سمعة وصيت أعلى كعائلة نبيلة من آل ماكميلان الذين يُعايبون على كونهم حديثي الثراء.

ثم إن فرانسيس بروكس هو الابن البكر لأسرته وخليفها، وهذا وحده يجعله أعلى سلطةً.

صحيح أنه يخطط لتسميمها، ولكن مظهره الخارجي ومكانته قد أغشيا على هذا، لا عجب أن قلب ريليانا الأصلية قد أحبه حينما كانت أمنيتها بالعيش في سلام وحب قرب منزل زجاجي تكاد تتحقق.

ولهذا رحب آل ماكميلان بآل بروكس عند باب بيتهم بصدر رحب.

ريليانا: 'ألازالت مشاعر المالكة الأصلية موجودة؟'

ابتسمت ريليانا ابتسامةً مريرة.

وإن كانت كذلك، فمالكة الجسد الحالي ذاتها، وفرانسيس بروكس سيسعى لإتلاف جسد ريليانا من وراء ظهرها.

ونهايتها ستكون مسممة بالزرنيخ المنقط في شايها الأسود.

ريليانا: "ما أنت بخادع لأحدهم إلا نفسك بالفعل."

عوضًا عن إصدار ضجة بالمكان، قالت ريليانا جملتها بصوتٍ كمن كَظِم غيظه ولجمه.

ثم قالت بصوتٍ أجشٍ آمر صدر من تلك الشفتان الصغيرتان جاعلةً كتفاه ترتعشان:

ريليانا: "لتفلتني."

آنذاك قد أدرك، أن هذه ليست ريليانا التي اعتاد على تكليمها.

تلك المرأة الخجولة التي ترغمه على المبادرة بالحديث أولًا، التي تحمر وجنتاها أثناء حديثه معها، وأحيانًا كانت تحادثه بصوت منخفض يكاد أن يصل إلى مسمعيه.

بعد أن استسمحته العذر بتأجيل موعد لقائهما لأنها شعرت بشيءٍ من المرض، عادت له وكأنها كيانٌ آخر.

بعد أن باءت محاولات فرانسيس بالكلام الطيب، أخذ فرانسيس بذراع ريليانا بعد جعله يفلت يدها، حاولت التملص منه ولكن قبضته كانت أقوى، قال بنبرة خبيثة:

فرانسيس: "ريليانا، لتستمعِ إلي ولتنصتِ جيدًا لما أكلمك فيه."

ارتفع حاجبا ريليانا إثر تفاجئها.

فرانسيس: "لا أعرف ما المقصد من تغليك هذا، ولكنه بدون جدوى."

ريليانا: "ما هذا الذي تهذي به فجأةً؟!"

"ما أعنيه هو أن تكفِّي عن ألاعبيك، لأن؛ آل ماكميلان في حاجةٍ إلى لقب الماركيز الخاص بآل بروكس، أتحسبين أن حديثة ثراء مثلك ستقدر على إيجاد خطبة مربحة أفضل من هذه؟ سيتم عقد قراننا عاجلا غير آجل، حري بكِ تعلم احترام وتوقير زوجك المستقبلي قبل ذلك."

ارتسمت عيناه على شكل أعين الجرذ، مما جعلها تعتصر يديها حتى غُرست أظافرها داخل جلدها الحساس.

***

قد يكون الزواج به خيارًا، ولكن كيف ستتجنب قدر موتها، إن علمت الطريقة لذلك، ستتمكن من حل عقدتها، وإن هربت فسيكون طريقها محفوفًا بالمخاطر التي تجهلها، وحياتها لن تكون سهلة العيش، حيث لن تتمكن من تناول الطعام باسترخاء، أو لربما تنجوا من الموت هنا لتلقاه بمكان آخر.

أيمكنها ذلك أصلًا؟ أحقًا يمكنها العيش في هذا العالم الذي لا تفقه عنه شيئًا؟

جلست ريليانا على حافة سريرها لتعيد ترتيب ذهنها المشتت.

ريليانا: 'آهٍ كم أتمنى أن أستيقظ من نومي في الصباح التالي لأسمع خبر موت فرانسيس بروكس.'

نعم، لأقتلنه أنا، لأقتلنه أنا قبل أن يفعل هو، ظلّت تُتمتم هذا دافنةً لرأسها في وسادتها.

إذا استعملت السكين أو السم فسيكون هناك احتمال مروع بأن تُكشف، فبدلًا من الجريمة الواضحة عليها بارتكاب .جريمة صغيرة لكن شنيعة ليستحيل الاشتباه بها

قد سمعت في ذات يومٍ، أن رجلًا قد توفي مريضًا بالتهاب النخاع الشوكي جراء قلعه لشعرات أنفه.

ريليانا: '...علي بقلع شعرات أنفه.’

بعد أن تقلع شعرات أنفه ستكتم نفسه، ثم تكون بذلك قد أقدمت على جريمةٍ لا أدلة لها.

ريليانا: 'جيد، خطة مثالية، سأختار الأداة'

وظلت ريليانا تسبح في مخيلتها طوال الليل مما سبب لها السهر ولم تنم منه إلا قليلًا.

ثم جاء وقت الظهيرة، كانت الخادمات منهمكات يجهزنها للحفل الراقص.

مشطت الخادمات شعرها المموج بكل سلاسة ورفعنه للأعلى ليصففنه على تسريحة الكعكة، حينها بان كتفاها ورقبتها البيضاء، ثم ألبسنها ثوبًا أحمر غامقًا جعل بشرتها البيضاء تبرز.

بالرغم من المدح والثناء الذي تلقته منهن على مظهرها الساحر كالوردة الحمراء، إلا أن ثمة شيء آخر أشغل ذهنها وزمّ لها فاهِهَا.

بعد أن وصلت ريليانا إلى القاعة مرافقةً لفرانسيس بروكس، جلست قرب مائدة امتلأت بأحاديث النساء النبيلات وضحكاتهن المزيفة، التصقت ريليانا بالقرب من طاولتها كما لو كانت مكعب ثلج يأبى الخروج من القالب.

حتى أقبل ' ذلك الرجل' بدخول القاعة.

وفجأةً، امتلأت القاعة المزعجة بهمسات حاضريها،

أعين بشتى أنواعها حدقت في مكان واحد.

وهاهو ذا الرجل الذي وقعت عليه كل تلك الأعين.

سحر مظهره شد انتباه جميع زوار الحفل الذين قد لبوا الدعوة لأجله ، إضافة لهالته العظيمة التي غطت القاعة بأكملها كما لو أن الفراغ كان عنوانها.

تلقى بتهذيب جميع تحيات النبلاء الذين اكتظو حوله ومنحهم ابتسامة الرجل النبيل.

اسم ذلك الرجل هو نواه بوليستيار وينايت.

دوق المملكة، والبطل الرئيسي لهذه الرواية.

ترجمة: @em.ema1814

تدقيق وهواش: @kiri.chan.12

2022/04/25 · 1,860 مشاهدة · 2158 كلمة
نادي الروايات - 2025