الفصل الرابع: "بوابة الأسرار"
كان القمر معلقًا في السماء، ينير الغابة بضوء خافت، بينما كانت آيرا تسير برفقة فاجار عبر المسارات الملتوية. شعرت أن الهواء من حولها أصبح أكثر برودة، كأن شيئًا غير مرئي يراقبها. لم تكن متأكدة مما ينتظرها، لكنها عرفت أن الرحلة الحقيقية لم تبدأ بعد.
بعد ساعات من المشي، وقف فاجار فجأة. رفع يده مشيرًا إلى صخرة ضخمة مغطاة بالطحالب. نظرت آيرا إليها بتعجب، فلم يكن هناك شيء مميز بشأنها.
"ما هذا؟ مجرد صخرة؟" سألت آيرا وهي تعقد ذراعيها.
ابتسم فاجار قليلاً، ثم لمس الصخرة بأطراف أصابعه. للحظة، لم يحدث شيء، لكن فجأة بدأت النقوش القديمة على سطحها تتوهج بلون أحمر باهت. اهتزت الأرض قليلًا، ثم انشقت الصخرة إلى نصفين، كاشفة عن ممر حجري مظلم.
"هذا هو المكان الذي ستجدين فيه الإجابات." قال فاجار وهو يشير إلى الداخل.
آيرا ابتلعت ريقها ببطء. لم تكن واثقة مما ستجده هناك، لكن جزءًا منها كان متلهفًا لمعرفة الحقيقة.
دخلت آيرا الكهف بحذر، وخلفها فاجار. كان الممر ضيقًا في البداية، لكن كلما تعمقت بدا كأنه يمتد بلا نهاية. الجدران كانت مغطاة برسومات غامضة، بعضها كان مألوفًا بالنسبة لها، وكأنها رأتها في مكان ما من قبل.
"هذه النقوش…" تمتمت وهي تلمس أحد الرموز.
"إنها تحكي تاريخ القوى التي تحملينها." أجاب فاجار، صوته يتردد في الكهف.
تقدمت آيرا أكثر، حتى وصلت إلى قاعة واسعة، في منتصفها كانت هناك بوابة حجرية ضخمة مزينة برموز متوهجة. أمام البوابة، كان هناك تمثال ضخم لكائن غريب، عينيه من الأحجار الكريمة الحمراء.
"ما هذه البوابة؟" سألت آيرا وهي تقترب منها.
"بوابة الأسرار،" قال فاجار بصوت هادئ. "خلفها ستجدين ماضيكِ الحقيقي… لكن فتحها ليس سهلًا."
اقترب فاجار من التمثال، ومد يده ليشير إلى تجويف صغير في قاعدته. "لفتح هذه البوابة، تحتاجين إلى تقديم جزء من دمكِ."
آيرا تراجعت قليلاً، غير واثقة. "لماذا؟"
"لأن دمكِ يحمل القوة التي تفتح هذه البوابة. هذه ليست مجرد بوابة حجرية، بل ختم قديم لا يمكن كسره إلا من وريث حقيقي للقوة."
شعرت آيرا بقلبها ينبض بقوة. لم يكن لديها خيار آخر، فهذه كانت فرصتها الوحيدة لمعرفة الحقيقة.
أخذت خنجرًا صغيرًا من حقيبتها، وجرحت طرف إصبعها، لترتطم بضع قطرات من دمها بالتجويف الحجري. للحظة، لم يحدث شيء، لكن بعد ثوانٍ، بدأت البوابة تهتز، والرموز على سطحها تتوهج بقوة.
ثم… فتحت البوابة ببطء، كاشفة عن ممر مظلم يقود إلى أعماق لا نهاية لها.
خطت آيرا إلى الداخل، لكن ما وجدته كان مختلفًا تمامًا عن توقعاتها. لم يكن هناك كنز، ولا قوة مخفية، بل غرفة مليئة بالتماثيل والألواح الحجرية التي تحكي قصة قديمة.
اقتربت من إحدى الألواح، وبدأت تقرأ:
"إن حاملي الخيوط الحمراء ليسوا مجرد مستخدمين للقوة، بل هم الحراس الذين تم اختيارهم لحماية هذا العالم من القوى التي تسعى للسيطرة عليه."
شعرت آيرا بقشعريرة تسري في جسدها. إذن، لم تكن قوتها مجرد قدرة خاصة، بل كانت مسؤولية ضخمة.
فجأة، سمعت صوتًا غريبًا خلفها. استدارت بسرعة، لترى أن أحد التماثيل بدأ يتحرك!
"استعدي!" صاح فاجار وهو يخرج سلاحه.
قبل أن تتمكن آيرا من استيعاب ما يجري، اندفعت التماثيل نحوها، وبدأت المعركة الحقيقية.
كانت هذه مجرد بداية التحديات التي تنتظر آيرا، وفي كل خطوة كانت تقترب أكثر من الحقيقة… ولكن هل ستكون مستعدة لمواجهتها؟
---
"نهاية الفصل الرابع "