الفصل الأول: “البداية المظلمة”

في زقاق مظلم، نُسجت فيه خيوط الليل الثقيلة، استفاق

لين

فجأة على صوت الرياح تعصف في أرجاء المدينة. عينيه كانت مفتوحة على اتساعها، لكنه لم يكن يعرف ما الذي يراه. محاطًا بظلال كثيفة وأزقة ضيقة تئنّ تحت وطأة القذارة والإهمال، شعر وكأن عالمًا غريبًا قد ابتلع عقله. كانت ذاكرته فارغة، كأنها صفحة بيضاء، وكلما حاول أن يتذكر من هو أو من أين جاء، كان يشعر كما لو أن أفكاره تتسرب كالماء عبر أصابعه.

لم يكن يشعر بأي ألم جسدي، لكن تلك الفراغات في عقله كانت أكثر إيذاءً من أي جرح يمكن أن يُسجله الزمن على جسده. كانت السماء فوقه مظلمة، وكل شيء من حوله كان كالعتمة التي تغرق فيها المدينة. لكن ما لفت انتباهه أكثر من أي شيء آخر كان شعورًا غريبًا في قلبه، كأن هناك شيئًا مخفيًا في أعماقه ينتظر اللحظة المناسبة ليظهر. كانت هناك طاقة غريبة تتسرب من داخله، شيء لم يشعر به من قبل.

بينما هو جالس على الأرض، يحاول أن يلتقط أنفاسه، انتبه فجأة إلى حركة غير عادية. ظلال على الجدران تتحرك. لم تكن ظلالًا عادية، بل كانت تتلاعب بالأشكال، تتحول وتتنقل كما لو كانت كائنات حية. شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه، وكأن تلك الظلال تدعوه. لم يعرف ما الذي يدفعه، لكنه شعر بحاجة ملحة للتحرك نحوها.

بينما كان يخطو خطواته الأولى باتجاه الظلال، وجد نفسه أمام رجل مسنّ ذو لحية طويلة وملابس ساحر تقليدية. كان يقف في ظل إحدى الأبنية المهدمّة، وعيناه تنظران إلى

لين

بترقب، كأنهما تعرفان الكثير عنه. “أنت أخيرًا هنا،

لين

…” قال الرجل بصوت عميق وهادئ، وكأن اسمه كان معروفًا له منذ زمن بعيد. لم يكن

لين

يعرف من هو هذا الرجل، لكن كلمات “أنت أخيرًا هنا” كان لها تأثير غريب عليه. كما لو أن هذا الشخص ينتظره منذ زمن طويل.

“من أنت؟” سأل

لين

بصوت مرتعش. “ماذا يحدث؟ لماذا لا أستطيع أن أتذكر أي شيء؟”

“اسمي

ريو

,” أجاب الرجل وهو يخطو نحو

لين

بثقة، “وأنت لست هنا بالصدفة. لقد جئت لتكتشف شيئًا عن نفسك، شيء قد يغير مجرى العالم. لديك قدرات لا تعرف عنها شيئًا، وقد حان الوقت لتكتشفها.”

لم يكن

لين

يستطيع أن يستوعب ما كان يقوله

ريو

، لكن كان هناك شيء ما في كلامه، في نظراته، جعل

لين

يشعر بشيء يشبه الأمل، أو ربما الخوف. لكن لم يكن لديه أي خيار سوى أن يتبعه.

اتبع

لين

ريو

عبر الأزقة المظلمة، حيث كانت المدينة بأكملها تبدو وكأنها قد تلاشت خلفهم، وكأنهما في عالم آخر تمامًا. دخلوا إلى مكان يشبه المخبأ أو المعقل. كان يضج بالحياة، لكن في صمت غريب. “هنا سيكون مكانك.” قال

ريو

وهو يبتسم، “هنا ستبدأ رحلتك.”

الظلال التي تراها ليست مجرد ظلال، بدأ

ريو

في شرح كل شيء، “إنها طاقة قديمة، شيء يرتبط بالعالم الذي نعيش فيه. أنت الآن جزء من هذه الطاقات.” ثم أضاف وهو يراقب

لين

بعناية، “ولكن هناك أشياء أخرى في هذا العالم، أشياء مظلمة تحاول أن تسيطر على هذه القوى. ولهذا أنت بحاجة للتدريب. تعلم كيف تتحكم في تلك الظلال.”

لكن

لين

لم يكن مقتنعًا تمامًا. كان يود أن يعرف أكثر، لكن كلمات

ريو

تركته في حالة من الحيرة. “هل يمكنني فعلاً التحكم في الظلال؟ ماذا يحدث إذا لم أتمكن من السيطرة على هذه القوى؟”

أجاب

ريو

بصوت هادئ ومطمئن: “عندما تتعلم، ستفهم، ولكن عليك أن تكون حذرًا. هذه القوى يمكن أن تصبح شديدة الخطورة إذا لم تلتزم بالقواعد.”

في تلك الليلة، بدأ

لين

تدريباته الأولى. لم يكن الأمر سهلاً، حيث كان يحاول تركيز طاقته على الظلال المحيطة به. في البداية، كانت الظلال تتناثر وتختفي عن الأنظار، لكنها سرعان ما بدأت في التفاعل معه. بدأ

لين

يلمس القدرات المخفية بداخله. مع كل تمرين، كان يكتشف شيئًا جديدًا عن نفسه. بدا الأمر وكأنه رحلة داخل أعماق عقله وروحه.

لكن رغم تقدمه، كان هناك شيء غير مريح في قلبه. كلما استخدم قوته، شعر كما لو أن شيئًا مظلمًا داخل روحه كان يستيقظ.

طبعاً الروايه من تأليفي وليست مترجمة لكن بلغلط حطيتها مترجمة وشكراً

يتبع..

2024/11/07 · 67 مشاهدة · 627 كلمة
عباس
نادي الروايات - 2025