الفصل الرابع: “لقاء في الظلام”

في صباح اليوم التالي، كان

لين

يشعر بقلق أكبر مما شعر به في أي وقت مضى. بعدما تدرب لعدة أيام على استيعاب الظلال واستخدامها، بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا. الظلال التي كان يتحكم فيها بدت وكأنها تحمل إشارات غير مرئية، إشارات تنبع من مكان بعيد. كانت تتغير بشكل غير طبيعي، وكأنها تستجيب لشيء آخر في الخارج.

وبينما كان جالسًا في المخبأ مع

ريو

و

سورا

، شعر بشيء آخر يدخل إلى المكان. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر. “أشعر بشيء غريب…” قال

لين

وهو يلتفت إلى

سورا

و

ريو

، وكان قلبه ينبض بسرعة. “هناك شيء يقترب، شيء في الظلال نفسها.”

قال

ريو

بحذر، وهو يراقب بعينيه المتأملتين: “لقد كان هناك تحركات غير طبيعية في الأفق. شيء يحدث،

لين

… هناك قوى تحاول استعادة السيطرة على هذه الظلال.”

في تلك اللحظة، ارتفعت الظلال من حولهم. كانت تتحرك بشكل غير طبيعي، كأنها تستجيب لوجود شيء أكبر. وفي ضوء الشمس المتسرب من النوافذ المكسورة للمخبأ، ظهرت صورة غامضة لشخص مجهول في الظلال. كانت شخصية مظلمة، تشبه الكائنات التي كان

لين

يشعر بأنها جزء منه، لكن هذه الشخصية كانت تحمل طاقة قاتلة.

“من أنت؟” سأل

لين

بصوت منخفض وهو يراقب الحركة الغريبة التي تملأ المكان. كان يشد قبضته حول الظلال التي تحيط به، لكنه شعر أن هذه المرة كانت مختلفة. كان هناك شيء مرعب في هذه الظلال، شيء لم يستطع تحليله.

ابتسم الكائن الظلي أمامهم. “أنا من يُسمى بالنذير. لقد طال انتظارنا، يا

لين".

ابتسم الكائن الظلي أمامهم ابتسامة باردة، وكأنما كلما كانت الظلال تقترب منه أكثر، أصبحت ملامحه أكثر وضوحًا. كان هذا الكائن يبدو كظلال متجسدة، لكنه كان يحمل طاقة مظلمة عميقة ومخيفة. لم يكن

لين

يستطيع تحديد إذا كان هذا الكائن بشريًا أم كائنًا آخر تمامًا. شعر بشيء ثقيل في قلبه، وكان عقله يغلي بالأفكار المتناقضة.

“من أنت؟” سأل

لين

مرة أخرى بصوت أكثر حزمًا. لكن الكلمات بدت وكأنها تقاتل طريقها للخروج من فمه. كان الصوت غريبًا عليه، وكأن هناك شيئًا داخل الظلال يحاول إسكاته.

ضحك الكائن الظلي، ولكن ضحكته كانت عميقة، مليئة بالظلام، وكأنها تتردد في أرجاء المكان. “أنا من سيغير كل شيء،

لين

، أنا النذير، الذي سيحمل إليك الحقيقة. كنت دائمًا جزءًا من هذه القوى المظلمة، لكنك لم تكن تعرف. أنت لست مجرد شخص عادي. أنت تملك القوة، القوة التي سيطر عليها قبلك آخرون، قوة ظل… ولن تستطيع الفرار منها.”

في تلك اللحظة، شعر

لين

بشيء عميق في داخله. كلمات

النذير

كانت تنبثق في قلبه مثل الوخزات الكهربائية. كان يعاني من خفقان قلبه، وكأنما كانت الظلال تعيد تشكيله من الداخل. هذا الكائن الغريب كان يتحدث عن شيء عميق، شيء كان يجهله تمامًا، لكنه شعر به بوضوح في اللحظات الأخيرة.

“هل تعني أنني… جزء من هذه القوى؟” سأل

لين

بلهجة مشوشة.

“نعم،

لين

. أنت جزء من هذه الظلال، من هذه القوة القديمة التي تخفى عن الجميع. لست مجرد شخص عادي، ولا مجرد مدافع عن المدينة كما تعتقد. أنت وريث للطاقة التي تُدعى

الظلال الحية

.” أضاف

النذير

بنبرة غامضة، وهو يتحرك داخل الظلال كما لو كان جزءًا منها.

أصبح المكان أكثر ظلامًا، وكأن النذير يزرع ظلاله في كل زاوية. بدأ

لين

يشعر بشيء ثقيل يضغط على صدره، وكأن شيئًا مظلمًا يلتف حول قلبه.

ريو

كان يتأمل الموقف بحذر، بينما كانت

سورا

تراقب بصمت، عيناهما مملوءتان بالقلق.

“لماذا الآن؟ لماذا تظهر الآن؟” قال

لين

وهو يحاول أن يضغط على نفسه ليتماسك. “هل كنت تخطط لهذا منذ البداية؟”

أجاب

النذير

بابتسامة شريرة. “أنت تعرف الحقيقة الآن، أليس كذلك؟ كان الجميع يعلم أن هناك سرًا وراء القوى التي تمتلكها، لكن لا أحد كان مستعدًا لمواجهته. لقد اخترت الطريق هذا، وقد بدأ وقتك. أنت الآن في قلب الصراع الكبير.”

ثم، فجأة، تحرك

النذير

داخل الظلال بمهارة مرعبة. بدا وكأنه يذوب في الظلام، ثم يظهر في مكان آخر.

لين

حاول أن يلاحقه بنظره، لكن الظلال كانت تتحرك بسرعة أكبر من أن يمكنه متابعتها.

“ما الذي تريده مني؟” تساءل

لين

بحيرة.

أجاب

النذير

بصوت هادئ، لكنه كان يحمل في طياته تهديدًا: “أريد منك أن تتذكر،

لين

. أريدك أن تتذكر من كنت. أنت لست مجرد بطل هنا لحماية المدينة، بل أنت الشخص الذي سيغير مصير العالم. كنت جزءًا من نظام قديم، نظام من

الظلال الحية

، وكان عليك أن تنقض عليه حين يأتي الوقت. والآن، حان الوقت.”

في تلك اللحظة، فهم

لين

شيئًا غريبًا. كان

النذير

يتحدث عن شيء كان جزءًا منه، لكنه لم يتذكره بعد. كان هناك شيء عميق في ماضيه، شيء كان يربطه بهذه القوى، ولكنه لا يستطيع استحضار تفاصيله. كان هناك لغز كبير في ماضيه يُحيط به ويجب أن يكشفه.

أضاف

النذير

بعد صمت قصير: “إذا أردت أن تبقى على قيد الحياة، يجب أن تختار الآن. عليك أن تنضم إلينا. لا يمكنك الهروب من هذا. الظلال لن تتركك أبدًا. كلما حاولت الهروب منها، اقتربت منك أكثر.

2024/11/07 · 15 مشاهدة · 757 كلمة
عباس
نادي الروايات - 2025