رواية اجنحة الظلال

الفصل السابع: “انكشاف الحقيقة”

بعد أيام من التدريب المكثف مع ماستر

زين، عاد لين وسورا وريو إلى المدينة وهم يحملون إحساسًا جديدًا بالقوة والثقة. لكنهم كانوا يعرفون أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن التهديد الذي يشكله النذير لا يزال قائمًا. أثناء عودتهم، كانوا يناقشون الخطط القادمة ويستعدون لأي مواجهة.

عند وصولهم إلى المدينة، لاحظوا وجود نشاط غير طبيعي. الناس كانوا يتحدثون بصوت منخفض، ونظرات الخوف تملأ عيونهم. سأل لين أحد المارة: “ما الذي يجري هنا؟ لماذا الجميع قلقون؟”

رد الرجل بصوت مرتجف: “لقد انتشر الشائعات بأن النذير ينظم جيشًا من الكائنات الظلية. ويقولون إنه يخطط لهجوم شامل على المدينة، ولن يبقي أحدًا على قيد الحياة.”

شعر لين بأن نبضه يتسارع. إذا كان النذير يجمع جيشًا من الكائنات الظلية، فهذا يعني أن التهديد أكبر مما توقعوا، وأن المواجهة لن تكون سهلة. التفت إلى ريو وسورا وقال: “يجب أن نستعد. لن نسمح لـالنذير بتدمير مدينتنا. لكننا بحاجة إلى معلومات أكثر دقة عن خططه وتحركاته.”

أومأ ريو وقال: “أعرف مكانًا قد نتمكن فيه من الحصول على المعلومات التي نحتاجها. هناك أحد الجواسيس القدامى الذي يعمل لصالح المقاومة، يُدعى كاي. يعيش في الأحياء الفقيرة، ويملك شبكة واسعة من المعلومات. إذا كان هناك أحد يعرف عن خطط النذير، فهو بالتأكيد كاي.”

انطلق الثلاثة إلى الأحياء الفقيرة، حيث كان الجو مظلمًا ورطبًا، ورائحة الرطوبة والعفن تملأ المكان. كانت الأزقة ضيقة ومليئة بالركام، مما جعل التنقل صعبًا. بعد عدة دقائق من السير، وصلوا إلى منزل متواضع في زاوية مهجورة، طرق ريو الباب، وانتظر. بعد لحظات، فُتح الباب ببطء، وظهر أمامهم رجل نحيف ذو شعر أشعث وعيون يقظة، يبدو وكأنه يعيش على الحافة طوال الوقت.

“ريو… لم أكن أتوقع رؤيتك هنا.” قال كاي بابتسامة باهتة.

أجابه ريو: “لم نكن لنأتي لو لم تكن الأمور حرجة. نحن بحاجة إلى مساعدتك يا كاي. لقد علمنا أن النذير يخطط لهجوم على المدينة، ونريد معرفة المزيد عن تحركاته وخططه.”

ضحك كاي بخفة، وقال: “حسنًا، يبدو أن الأخبار تنتقل بسرعة. نعم، سمعت عن خططه. النذير يجمع جيشًا من الكائنات الظلية، وهو يخطط للهجوم على المدينة في غضون أيام قليلة. يريد السيطرة على كل شيء، ولا يرحم أحدًا في طريقه.”

سألته سورا بقلق: “لكن لماذا يفعل كل هذا؟ ما الذي يسعى إليه النذير؟”

نظر كاي إلى سورا وقال: “هذا هو السؤال الكبير. النذير لا يبحث فقط عن القوة، بل هناك شيء أعمق يحركه. حسب ما سمعت، النذير يعتقد أن هناك بوابة قديمة في قلب المدينة، بوابة تؤدي إلى عالم الظلال، وإذا تمكن من فتحها، سيحصل على قوة لا تضاهى.”

تراجع لين بخطوات متثاقلة، مصدومًا من ما سمعه. “بوابة الظلال…” قال بصوت خافت، وكأن الكلمات تخرج من فمه دون وعي.

استدار كاي إليه وقال: “نعم، بوابة الظلال. يقول البعض إنها مجرد أسطورة، لكنني أظن أن النذير يعرف أكثر مما نعرفه نحن. إذا كانت البوابة حقيقية، ونجح في فتحها، فسيغرق عالمنا في ظلام لا نهاية له.”

بعد أن جمعوا كل المعلومات من كاي، غادروا الأحياء الفقيرة وعادوا إلى مخبأهم لمناقشة خطتهم. الجو كان مشحونًا بالتوتر، لكن لين كان يشعر بشيء آخر يتحرك داخله، وكأن ذكريات جديدة تخرج إلى السطح. بوابة الظلال، كان هذا الاسم يستفز شيئًا غامضًا في ذاكرته، وكأنه سمعه من قبل.

أخذ ريو نفسًا عميقًا وقال: “إذا كان النذير يخطط لاستخدام بوابة الظلال، فهذا يعني أننا يجب أن نمنعه بأي ثمن. إذا فتحت هذه البوابة، قد لا نتمكن من إغلاقها أبدًا.”

التفتت سورا إلى لين وقالت: “هل تعتقد أن هذه القوى التي اكتسبتها من الظلال قد تكون قادرة على مواجهة جيش النذير؟”

فكر لين للحظة، ثم قال: “قد تكون الظلال سلاحًا ذو حدين. لكنها أيضًا قد تكون الأمل الوحيد الذي نملكه. إذا كنت قادرًا على استيعاب هذه القوة وتحقيق التوازن داخل نفسي، فقد أتمكن من إيقاف النذير ومنعه من فتح البوابة.”

أخذ ريو خطوة إلى الأمام وقال: “إذا، يجب أن نتدرب أكثر، ونستعد جيدًا للمعركة النهائية. كاي قال إن الهجوم قد يكون قريبًا، وربما لدينا بضعة أيام فقط قبل أن يبدأ.”

خلال الأيام التالية، انشغل لين وسورا وريو بالتحضير للمعركة المرتقبة. كان لين يقضي ساعات طويلة في التدريب على التحكم في الظلال، محاولًا استكشاف أعماق قوته الجديدة وفهم كيفية استخدامها بطريقة آمنة وفعّالة. بينما كان ريو وسورا يعملان على تعزيز دفاعات المدينة، وتجنيد المقاتلين الذين يرغبون في الدفاع عنها.

كان الجميع يشعر بثقل المعركة القادمة، ويعرفون أنها قد تكون الفاصل بين النور والظلام. سكان المدينة بدأوا يشعرون بالخطر، وتجمع العديد منهم لتقديم المساعدة والانضمام إلى المقاومة. كانت المدينة تستعد لمواجهة مصيرها، بينما كان النذير يقترب شيئًا فشيئًا.

في الليلة الأخيرة قبل الهجوم المتوقع، اجتمع لين وسورا وريو معًا، يتبادلون النظرات المتوترة والمليئة بالعزيمة. قال لين: “غدًا قد يكون يومنا الأخير. لكننا لن نستسلم. لقد خسرنا الكثير، لكننا لن نسمح لهم بأخذ المزيد.”

أمسكت سورا بيده وقالت: “سنكون معك، لين. لن نقاتل فقط من أجل المدينة، بل من أجل أنفسنا، ومن أجل كل ما نؤمن به.”

ابتسم ريو وقال: “لقد مررنا بالكثير معًا. سواء كانت هذه النهاية أو البداية، فلنقاتل بكل ما أوتينا من قوة.”

وقفوا معًا، متحدين ومتحدين، يعرفون أن المعركة القادمة لن تكون سهلة، لكنهم مستعدون لمواجهتها. كانوا يعرفون أن الأمل يكمن في شجاعتهم، وفي قدرتهم على تحدي الظلام، وأن مصير المدينة بأكملها يعتمد على هذه اللحظة.

(يتبع…)

2024/11/08 · 12 مشاهدة · 819 كلمة
عباس
نادي الروايات - 2025