الفصل التاسع: “بداية جديدة”
بعد انتهاء المعركة وسقوط النذير، سادت أجواء من الحزن والارتياح في أنحاء المدينة. اجتمع الجميع في الساحة المركزية للاحتفال بالنصر، لكن النصر كان مشوبًا بالدموع، لأنهم فقدوا العديد من الأصدقاء والأحباء. ومع بداية شروق شمس يوم جديد، بدت المدينة وكأنها تستيقظ ببطء بعد كابوس طويل. لم يعد أحد يشعر بالأمان الكامل، لكن الأمل كان قد بدأ ينبعث من جديد بين الناس.
لين، الذي وقف على مشارف المدينة يراقب حشود الناس وهم يعملون معًا لإعادة بناء بيوتهم وأعمالهم، شعر بثقل المسؤولية. كان يعلم أن مواجهة النذير كانت خطوة واحدة فقط في مسار طويل، وأنه ربما سيواجه تهديدات أكبر في المستقبل. مع هذا، شعر بشيء من الراحة، إذ لم يعد وحيدًا في هذه الرحلة، ولديه الآن أصدقاء يمكنه الاعتماد عليهم.
وفي صباح اليوم التالي، اجتمع لين وسورا وريو في مكان منعزل عند أطراف المدينة. كان المشهد مهيبًا، إذ لم يكن حديثهم فقط عن انتصار، بل عن المستقبل والمخاوف التي بدأت تنبثق من ظلال الماضي.
قال ريو وهو ينظر نحو لين بعينين مليئتين بالاحترام: “لقد أصبحت أقوى مما كنت أتخيل يا لين. إن القدرة على التحكم بالظلال تتطلب قلبًا قويًا ونفسًا صافية، وأنت أثبت أنك تستحق هذه القوة.”
ابتسم لين بخجل وردّ قائلاً: “ما زلت أتعلم يا ريو. لا أظن أنني أتقنتها بعد، بل أشعر أنني بالكاد بدأت في فهمها. لكن… ما زالت هناك أشياء عن الظلال لم أكتشفها بعد.”
ثم قال لين بصوتٍ يعكس مزيجًا من الحزن والأمل: “ربما عليّ أن أغادر المدينة لبعض الوقت. هناك شيء بداخلي يخبرني أن رحلتي لم تنتهِ هنا، وأنه يجب أن أبحث عن أجوبة في مكان آخر.”
نظرت سورا إليه بتأمل، وبعينين تحملان قلقًا واضحًا، وقالت: “ولكن… ماذا عنّا؟ ماذا عن كل ما حدث هنا؟ ألم يكن كافيًا؟”
أجاب لين بنبرة مليئة بالصدق: “بالتأكيد، أنتم كنتم أكثر مما يمكنني طلبه. لكن هذه ليست النهاية؛ أشعر بأنني بحاجة لمعرفة المزيد عن هذه القوى، لأحميكم وأحمي هذه المدينة. هناك أسرار عن الظلال لم تُكشف لي بعد، وأعتقد أن عليّ اكتشافها بنفسي.”
احتضنته سورا بشدة، وهمست في أذنه: “مهما كان قرارك، تذكر أننا سنكون هنا بانتظارك. وكن حذرًا، الظلال ليست دائمًا كما تبدو.”
أومأ لين بابتسامة، وودّع ريو وسورا بنظرة أخيرة. بعد الوداع، بدأ لين رحلته مرة أخرى، يحمل في قلبه الشجاعة والحب والدروس التي تعلمها خلال المعارك التي خاضها.