🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل: 18]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حُمل إيان بعناية من قِبل عدة أفراد من الطاقم الطبي وأُدخل إلى غرفة البخار
كان قد وصل إلى المراحل المتأخرة من حُمّى النوم الأبيض، ولولا العلاج لربما لم ينجُ تلك الليلة
لذلك سمح الطبيب له بالدخول إلى غرفة البخار أولًا
لم يكن لدى إيان أي قوة ليفتح عينيه في تلك اللحظة، واكتفى بسماع وقع خطوات مشوشة وشعور بأنه يُنقل من مكان إلى آخر
هل مات بالفعل؟ هل كانوا ينقلون جثته؟ هكذا ظن
ثم أحاط بجسده المتجمد المتيبس دفء مفاجئ
الهواء كان كثيفًا بالبخار، والحرارة تسللت شيئًا فشيئًا إلى أطرافه المخدّرة
أصبح التنفس أكثر سهولة
"تماسك! ستتحسن قريبًا!" صرخ أحدهم في أذنه
في وعيه الضبابي شعر إيان كأنه شخص غارق في قاع بحيرة جليدية، يطفو أخيرًا إلى السطح
شعر بدمائه تعود للجريان من جديد، وأطراف أصابعه بدأت تستعيد الإحساس ببطء
كان الأمر مؤلمًا وموهنًا، لكنه حقيقي
بذل جهدًا كبيرًا وفتح عينيه قليلًا
ما قابل بصره لم يكن سوى ضباب من البخار وأشخاص يتحركون بسرعة
انزلقت دمعة حارة من عينه
لم يصدق إيان أن جسده بدأ يتعافى تدريجيًا، وأن هناك من بذل كل شيء لينقذه
في هذا العالم، لا قيمة للاجئين أمثاله، وكان من السهل التخلي عنهم في أي لحظة
لكن الآن، هناك من ضحى كثيرًا لينقذهم
لا بد أنه السيد لويس!
فقط هو من قد ينقذ إنسانًا عاديًا لا قيمة له مثله
ومع استعادته التدريجية لقواه، ازدادت الحرارة أكثر فأكثر
حرارة عالية أحرقت جلده، حتى أن التنفس كان يشبه ابتلاع اللهب
كان الأمر قاسيًا ومؤلمًا
لكن لم يشعر يومًا بهذا القدر من الحماسة
ليس لأنه يستمتع بالألم، بل لأنه أدرك أنه نجا
إيان، في أعماق قلبه، استجمع آخر ما تبقى له من قوة ليشكر السيد لويس شكرًا خالصًا
ولم يكن إيان وحده من بدأ يستعيد وعيه في أنحاء الأراضي
فالمرضى الآخرون، من عامة الناس الشاحبين، بدأوا بدورهم يزحفون ببطء من ظلال الموت
الجميع لم يسعهم إلا أن يطلقوا أنينًا متألمًا، لكن ما تبعه كان فرحًا غامرًا
ألم أجسادهم أكد لهم أنهم ما زالوا أحياء، يتنفسون في دفء هذا البخار
بعض العامة فتحوا أعينهم بصعوبة، ورأوا الأطباء يتحركون وسط الضباب
تمتموا: "هل ما زلت حيًا؟"
لقد كان تأكيدًا على العودة من بوابة الموت، ممتلئًا بالذهول
ردّ الطاقم الطبي بجانبهم بصوت لطيف: "لقد نجونا جميعًا، السيد لويس أنقذنا"
جملة بسيطة، لكنها حملت امتنانًا بلا حدود
الذين استلقوا في غرفة البخار امتلأت أعينهم بالدموع، وضعوا أيديهم على قلوبهم الضعيفة، وهمست شفاههم بالشكر: "شكرًا، شكرًا، أيها السيد لويس"
لم يكن لديهم من القوة ما يكفي ليقولوا المزيد، لكن قلوبهم غمرت بالامتنان لأنهم أفلتوا من الموت
كل مريض، كل شخص، كان يدرك بوضوح أن حياتهم لم تُترك لتضيع
فقد بذل سيدهم جهده ليعيدهم من حافة الهلاك
كان السيد لويس أشبه بشمس مشرقة، دافئة ومضيئة
درجة الحرارة في غرفة البخار واصلت الارتفاع، لكنها لم تجعل أحدًا يشعر بالاختناق
الجميع انغمس في هذا الدفء الذي لا يوصف
كان الأمر أشبه بأشعة شمس تسكب على أرض متجمدة، تدفئهم من أعماق البرودة، كسطوع شمس الربيع. ومع دعم السيد لويس، شهد إقليم هان شان فجر حياة جديدًا بعد أن كان غارقًا في ظلال الموت
جلس لويس في مكتبه، ممسكًا برسالة من إقليم هان شان
مزّق الظرف، فتح الرسالة ببطء وقرأ آخر المستجدات عن الإقليم، داعيًا في قلبه ألا تكون هناك مشاكل جديدة
كانت الكتابة فوضوية قليلًا، كأنها كُتبت على عجل
"إلى السيد المكرم لويس، لقد تجاوز إقليم هان شان أزمة حُمّى النوم الأبيض. علاج البخار بفضل سلحفاة الظهر الناري أثبت فعاليته، وانتشر الاحتواء بسرعة على العدوى
أغلب المرضى تعافوا، وحتى من كانوا في حالات حرجة استيقظوا أيضًا
نشكر لك إرسال سلحفاة الظهر الناري في الوقت المناسب، جالبة لنا أمل الحياة. العامة ممتنون لك بشدة
خلال هذه الأيام من الجهود تحت قيادتك، فقدنا ستة وعشرين قرويًا وخمسة أطفال، وهو أمر مؤلم
لكن أغلب الناس صمدوا، ونشكرك على كل ما فعلته من أجلنا
نرجو أن تحافظ على صحتك، وسنحفظ معروفك في قلوبنا"
وضع لويس الرسالة جانبًا وتأمل قليلًا. ستة وعشرون وفقدان خمسة أطفال بدا رقمًا كبيرًا، لكنه مقارنة بتوقعاته الأولى كان حظًا حسنًا
تنهد بهدوء، وجال بصره نحو السماء الرمادية خارج النافذة
لقد بذل أقصى ما يستطيع، أما الذين لم ينجوا فلم يكن ذنبهم سوى سوء حظهم
فهذا في النهاية كارثة لا يمكن التحكم بها كليًا
معاناتها لا يمكن إنكارها، لكن على الأقل معظم الناس نجوا، وذلك دليل على أن جهوده حققت نجاحًا عظيمًا
كما أُظهر دور سلحفاة الظهر الناري بوضوح في هذه الأزمة
وفوق ذلك، قدرات هذا الوحش السحري لا تقتصر فقط على علاج حُمّى النوم الأبيض. فأولًا، البخار عالي الحرارة الذي تُنتجه سلحفاة الظهر الناري يوفر مصدر حرارة مستقر ودائم للإقليم كله
ما إن تتجمع الحرارة بما يكفي، تطلق بخارًا ساخنًا تلقائيًا
وفي الأراضي الشمالية الباردة، فإن امتلاك مثل هذا الدفء المستمر والمستقر يُعد كنزًا بالغ الرفاهية
يمكن توجيه البخار صوب البيوت الزجاجية لزراعة المحاصيل
ويمكن كذلك إرساله إلى المنازل لمساعدة الناس على مقاومة قسوة الشتاء
أما إقليم المد الأحمر فلا يحتاجه بفضل الحرارة الجوفية، لكن باقي الأقاليم في أمسّ الحاجة إليه
ومع ذلك، كان لا بد من التوجه من حين لآخر إلى منطقة الحرارة الجوفية لإعادة شحنه، وهو أمر قد يسبب بعض المتاعب
الأهم أن بخار سلحفاة الظهر الناري لا يحل مشكلة الشتاء البارد فحسب
فالذين يتعرضون للبخار الساخن بانتظام يبدون وكأن حالتهم البدنية تتحسن تدريجيًا
حرارة ورطوبة البخار تعمل كحمام بخاري طبيعي
تحفز الدورة الدموية، وتساعد على طرد السموم من الجسد، وتعزز المناعة
قد تكون لها آثار خاصة على فرسان التدريب المبتدئين
"يجب أن أجد وسيلة لأروض هذا النوع من الوحوش السحرية تمامًا، بل وأكثّر من نسلها" هكذا فكّر لويس سرًا
في هذه اللحظة، سُمعت طرقات سريعة على الباب من الخارج
فتح الحارس الباب وقال بصوت عميق: "تقرير، سيدي، البارون يون يطلب مقابلتك"
يون؟
كان لويس يرتب ملفات سلحفاة الظهر الناري على مكتبه حين سمع ذلك، فتوقف قليلًا، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة
ارتدى معطفه بإتقان، وأحكم إغلاق ياقة قميصه
"فلنذهب، لنراه"
خطا لويس بخطوات ثابتة، يقود الحارس عبر الممرات متجهًا إلى الخارج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ