📖 {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النافذة، كان الريح الباردة تحمل معها برودة عظمية مميزة من إقليم الشمال
حين استيقظ لويس، كان الغرفة دافئة كأنها في الربيع
أنابيب التدفئة تحت الأرض كانت تبعث الدفء ببطء، مما جعل غرفة النوم كلها بدرجة حرارة مثالية
لذلك، كان يحتاج فقط إلى بطانية صوفية خفيفة لينام بعمق طوال الليل دون أن يزعجه البرد
جلس لويس ببطء، مرتبًا شعره المبعثر قليلًا بلا مبالاة
وأول ما فعله عند الاستيقاظ، وكعادته دائمًا، أن رفع يده بشكل غريزي، فانفتح أمام عينيه بهدوء لوح ضوئي شفاف
【تم تحديث المعلومات اليومية بنجاح】
【1: اليوم، وُجدت أفعى عملاقة من نوع العرق الجليدي في حالة سبات داخل وادي الصخور شمال إقليم المد الأحمر】
【2: الإمبراطور إرنست أوغست من إمبراطورية الدم والحديد وافق رسميًا على اقتراح حاكم إقليم الشمال، وصدق على ترقية لويس كالفين إلى رتبة فيكونت】
【3: الساحر الأعظم يورغن لوكن فقد وعيه بشكل مفاجئ في مكان ليس بعيدًا شمال إقليم المد الأحمر، وحالته الحالية غير معروفة】
حين قرأ لويس المعلومة الأولى، أصبح يقظًا على الفور
في إقليم الشمال، كانت الأفعى العملاقة من نوع العرق الجليدي واحدة من أثمن الوحوش السحرية
فمرارتها وإن لم تكن تعزز طاقة المعركة مباشرة، إلا أنها كانت قادرة على تنقية شوائب الدم، وزيادة الموهبة، وتسريع تقدم الزراعة الروحية
وبالنسبة لشخص بموهبة متوسطة مثله، فإن مثل هذا التحسن كان أهم من أي شيء آخر
فضلًا عن لحمها المغذي، وحراشفها المقاومة للبرد، وأنياها الثمينة — يمكن القول إن جسد الأفعى بأكمله كان كنزًا من الرأس حتى الذيل
ومع ذلك، فإن اصطياد أفعى عملاقة بالغة من هذا النوع لم يكن أمرًا سهلًا على الإطلاق
فالأفعى البالغة حين تلتف يكون قطر جسدها مساويًا لبيت ضخم، أشبه بوحش جبّار في سهول الجليد
وفوق ذلك، فإن دمها يحمل عنصر الجليد بقوة؛ فمجرد زفرة من أنفاسها كانت قادرة على تجميد الخصم في لحظة
ناهيك عن أن حراشفها كانت صلبة مثل الحديد البارد، قادرة على صد أغلب هجمات الأسلحة
للقضاء عليها، حتى مع القوة القتالية الحالية لإقليم المد الأحمر، كان لابد من دفع ثمن باهظ جدًا
لكن الآن، مع اقتراب الشتاء العميق، دخلت الأفعى في سبات
حذرها كان منخفضًا للغاية، وردود أفعالها بطيئة — وهذا هو أفضل وقت للهجوم
قبض لويس قبضته، وعيناه تلمعان بحماس مكبوت بصعوبة
إن فوت هذه الفرصة، فلن يعرف كم سنة عليه أن ينتظر بعدها
لابد أن يقتلها
ثم انتقل إلى قراءة المعلومة الثانية، والتي جعلته أكثر حماسًا
ترقيته إلى فيكونت قد تأكدت
شعر لويس براحة، ولم يستطع منع ابتسامة صغيرة من التسلل إلى شفتيه
مع أنه كان يعرف منذ البداية أن الفرصة كبيرة جدًا
في إقليم الشمال، بالنسبة للتعيينات ومنح الألقاب التي دون رتبة إيرل، فطالما حظيت بدعم الحاكم إدموند، فإن الترقية تصبح مجرد إجراء شكلي
نظريًا، هذا صحيح
لكن ما كان يقلق لويس هو موقف الإمبراطور نفسه
فهو ما زال يحمل لقب "الدم المباشر لعائلة كالفين"
وكابن لرجل مستهدف من قِبل الإمبراطور حاليًا، فإن حصوله على منصب حاكم مقاطعة في إقليم الشمال ربما لم يكن ليعجب الإمبراطور المستبد
حتى لو أوصى به الحاكم إدموند بشدة، فقد تذهب كل الجهود سدى
"جيد، يبدو أن الأمور جرت بلا حوادث" تنفس لويس بهدوء
وفي هذه اللحظة شعر أن الصخرة الثقيلة التي كانت تثقل قلبه قد سقطت أخيرًا
أما المعلومة الثالثة فقد صدمته حد أن لسانه انعقد
يورغن لوكن، الساحر الأعظم، فاقد الوعي شمال إقليم المد الأحمر
"يا للعجب! ساحر أعظم؟"
هذا اللقب بالنسبة له لم يكن موجودًا إلا في الأساطير والسجلات التاريخية
فالسحرة مهنة نادرة جدًا في هذا العالم
وحتى كنَبيل، لم يسمع بهم إلا من الحكايات، ولم يرَ واحدًا بعينه قط
ويُقال إنه قبل ألف سنة كان السحرة نشطين وكثيرين
لكن لاحقًا، ولأسباب مجهولة، اندلعت مطاردة ساحرة ضخمة
ومنذ ذلك الحين اختفى السحرة تقريبًا عن الأنظار
كانت هناك شائعات أنهم يخفون أنفسهم جماعيًا في أعماق الجبال، وآخرون يعتقدون أنهم أُبيدوا تمامًا
ومع ذلك، عبر ألف سنة من التاريخ، ظهر سحرة من حين لآخر، لكنهم كانوا نادرين للغاية
والآن، ساحر أعظم فاقد الوعي في أرض إقليم المد الأحمر —
هذا وحده كان أمرًا صادمًا للغاية
لكن ما جعل قلب لويس يضطرب أكثر هو ذلك الاسم — يورغن لوكن
لقد رآه من قبل عند دراسته سجلات تاريخ الإمبراطورية، وكان مألوفًا جدًا
إنه الساحر الأسطوري الذي تبع أول إمبراطور لإمبراطورية الدم والحديد في فتوحاته، وذلك منذ أربعمائة عام بالضبط
"لابد أنه مجرد تشابه أسماء—" تمتم لويس مهدئًا نفسه
لكن إن كان هو نفسه المذكور في كتب التاريخ، فسيكون ذلك عاصفة قادرة على تغيير إقليم الشمال بأسره، وربما الإمبراطورية كلها
وبغض النظر عن الحقيقة، طالما أن الحادثة وقعت على أرض إقليم المد الأحمر، فلا يمكنه أن يقف متفرجًا
"بما أن القدر قد جمع بيننا، فمن الأفضل أن أواجه الأمر مباشرة"
تمتم لويس وهو يغلق برفق لوحة المعلومات الشفافة
"لامبرت. اجمع فرقة الفرسان وفرقة الصيادين، واستعدوا للانطلاق. إنها آخر رحلة صيد لهذا العام"
لم يشرح لويس الكثير
لكن لامبرت والفرسان اعتادوا على ذلك
فالسيد كان يذهب للصيد فجأة من حين لآخر، ودائمًا ما كان يعثر على عدة فرائس من الوحوش السحرية
لذلك، تجمعت القوة بسرعة وانطلقوا في موكب مهيب
كانت أشعة الشمس تتسلل من بين الغيوم الرمادية البيضاء، بينما كانت الخيول تخطو فوق الثلج
وعلى طول الطريق، اصطادوا الكثير من الفرائس البرية — غزلانًا، ثعالب ثلجية، وحتى بعض الوحوش السحرية الضعيفة مثل خنازير البراري
كان الجو العام جيدًا؛ إذ كان الفرسان يصطادون بينما يتبادلون التكهنات حول غنائم اليوم، وضحكاتهم تتردد في الريح
فهم يعرفون أنه، وحسب عادة السيد، فإن معظم لحوم الوحوش السحرية التي تُصاد ستُوزع عليهم
لكن هدف لويس الحقيقي لم يكن لحم تلك الوحوش السحرية الضعيفة
فعيناه كانتا دائمًا مثبتتين إلى الأمام، تخترقان عاصفة الثلج، محدقتين مباشرة نحو وادي الصخور الشمالي
فهدفه الحقيقي كان مختبئًا هناك
وفجأة، جاء وقع حوافر مسرعة من الأمام ليقطع إيقاع الموكب
"تنحوا! ابتعدوا بسرعة!"
ركض صياد عائدًا من مقدمة الفريق، يلهث ووجهه محمر، يتصاعد البخار من جبينه
كان يترنح ويسقط تقريبًا وهو يزحف حتى وصل إلى لويس، واضعًا يده على ركبته، يلهث أنفاسًا بيضاء متقطعة
وتحدث بسرعة بالغة: "كح، كح — يا سيدي! في، في الأمام عند حافة وادي الصخور — وجدنا أفعى عملاقة!!"
"أفعى عملاقة؟" توقف الفرسان قليلًا، ونظر بعضهم إلى بعض
اعتدل لويس فجأة على صهوة جواده، مفكرًا: "أخيرًا"، ثم سأل مباشرة: "كم حجمها؟"
لم يكن الصياد قد التقط أنفاسه بعد، فارتبك وهو يرسم بيده دائرة: "ملتفة — إنها، إنها أكبر بكثير من بيت… لم نجرؤ على الاقتراب، فعُدنا مسرعين!"
"خذني إليها" ومع رفّة عباءته كان قد تقدم بالفعل يقود الطريق
ولحق به الفرسان فورًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ