رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في عمق الوادي، لم يكن هناك سوى همسات الرياح

كان وادي الصخور أمامهم، لكن الأرض فجأةً غارت إلى الأسفل، كندبة عملاقة، تبدو مهيبة بشكل مرعب

وكأن مخلوقًا ضخمًا قد عبر من هنا في الماضي، تاركًا حفرًا عميقة في الأرض

رفع الحاكم لويس يده مشيرًا للجميع بالتوقف: "لا تُصدروا صوتًا"

فخفّت خطوات الجميع فورًا، دون أن يتفوهوا بكلمة، ثم اقتربوا ببطء من峡 الوادي

في قاع الوادي، المخفي تحت الجليد والثلج، ظهرت هيئة هائلة بالكاد يمكن تمييزها، ملتفة على نفسها مثل تل ضخم

كانت تلك أفعى عِرق الجليد العملاقة، غارقة في سبات عميق

غطت طبقة رقيقة من الصقيع حراشفها، عاكسةً لمعانًا غريبًا يبعث القشعريرة في الجسد

كان جسدها بسمك بيت كامل، وبطول عشرات الأمتار، ملتفًا بين الصخور الجليدية—وحشًا حقيقيًا بكل معنى الكلمة

كان رأسها مستندًا إلى صخرة كبيرة أمامها، ومن خلال جفونها المغلقة ظهرت أنماط ضوء أزرق داكن بالكاد تُرى، وكانت أنيابها نصف بارزة تبعث هالة مرعبة، وأنفاسها بطيئة للغاية؛ كل زفرة تُخرج طبقة من التكاثف

حتى وهي في سباتها، ما زالت تُطلق شعورًا خانقًا بالرهبة

ما إن رأى الفرسان ذلك المخلوق الهائل حتى كاد تنفسهم يتوقف

بعضهم اتسعت أعينهم، ورماحهم ترتجف في أيديهم؛ وآخرون خطوا خطوة إلى الخلف دون وعي، ووجوههم قد شحب لونها

حتى لامبرت ابتلع ريقه بصعوبة، وتحرّك حلقه بوضوح

لكن الحاكم لويس ظلّ ينظر إلى ذلك الجسد العملاق بهدوء غير معتاد، فقد هيّأ نفسه ذهنيًا قبل أن يأتي

وحين لاحظ أن معنويات الجميع منخفضة، أعطى أمرًا بصوت خافت: "انسحبوا جميعًا إلى خارج الوادي أولًا"

وبإشارة من يده، تراجع الجميع بهدوء من الوادي وكأن حملاً ثقيلاً أزيح عن كاهلهم

ولم ينكسر الصمت المخيف إلا بعدما ابتعدوا عند مدخل الوادي، بعيدًا عن الوحش النائم

"تلك أفعى عِرق الجليد، أليس كذلك؟ لقد رأيت صورتها في موسوعة الوحوش، لكنها لم تكن حتى ثلث هذا الحجم"

"يا للعجب، أيوجد وحش كهذا فعلًا!"

"يا للسماء، لو كانت مستيقظة، لما استطعنا نحن هذه المجموعة الصغيرة حتى خدش جلدها"

بدأ الجميع يتهامسون بحماس، يزداد خوفهم مع كل كلمة، لكن في الوقت نفسه ارتسمت لمحة من الإثارة على وجوههم

في تلك اللحظة، رفع الحاكم لويس يده وضغط بها بهدوء نحو الأسفل: "صمت"

فساد السكون على الفور

ضاقت عيناه وهو ينظر نحو الوادي: "هذه فرصة قد لا تتكرر أبدًا

لقد رأيتم أن أفعى عِرق الجليد في سبات عميق. لا حاجة لأن نخاطر بأرواحنا بمواجهة غضبها وهي يقِظة

بضربة قاتلة واحدة، يمكننا الفوز بهذا الصيد العظيم"

توقف قليلًا، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة واثقة: "وإن قتلناها، فسيتناول الجميع الليلة حساء الأفعى الساخن"

وبمجرد أن سمعوا عبارة "حساء الأفعى"، تراخت الأجواء المشدودة كوتر القوس بضع درجات

تبادل الفرسان النظرات، وارتسمت على شفاههم ابتسامات لم يستطيعوا كبحها

لم يصرخوا بصوت عالٍ خوفًا من إيقاظ الأفعى البعيدة، لكن الحماسة كانت تتفجر من عيونهم

قال فارس شاب بجانبهم هامسًا، وصوته يرتجف بالنشوة: "هذه ليست وحشًا عاديًا، يقال إنها تُغذي الدماء وتزيد قوة الزراعة الروحية!"

وأضاف فارس مسن بحماس: "لو استطعت شرب وعاء من حساء عظامها، فقد أستطيع التقدم أكثر"

"هس،" أشار أحدهم بإصبعه فورًا، "لا تُصدروا ضجيجًا، أتريدون إيقاظها؟"

فساد الصمت مجددًا

لكن بريقًا من الطموح كان قد أُشعل بالفعل في عيونهم

لم يكن مجرد رغبة في الصيد، بل توقًا فطريًا لتجاوز حدودهم

فحتى في المنطقة الشمالية، تُعد أفعى عِرق الجليد من أرفع الوحوش مرتبة

حراشفها، دماؤها، عظامها، مرارتها، لحمها—كل جزء منها لا يُقدر بثمن

ولحمها بالذات كان غذاءً مقويًا لكل من يتناوله

والآن بعدما وعدهم الحاكم لويس بمشاركة لحمها، كيف لا يشتعل حماسهم؟

بل إنهم لم يستغربوا كرمه أو يشكوا فيه لحظة

فهذا هو الحاكم لويس، الحاكم الذي لم يُخلف وعدًا قط، ولم يُخيّب أتباعه أبدًا

رغم ندرة الموارد في المنطقة الشمالية، إلا أنهم يأكلون ويشربون حتى الشبع يوميًا، وأحيانًا يتذوقون لحوم الوحوش لتقوية أجسادهم!

شيء لم يكن أحدهم يحلم به قبل أن يلتحقوا به

وكأن السير خلف الحاكم لويس كفيل دائمًا بجلب الخير

ولهذا، فحتى لو كانت هناك تنانين جليدية، لواجهوها بست ضربات في الثانية!

الولاء!

وبينما كانت عيون الجميع تتلألأ بالحماس مع التزامهم الصمت، لوّح الحاكم لويس بهدوء مستدعيًا لامبرت وعددًا من الفرسان النخبة

انسحبوا جانبًا عند مدخل الوادي، وشكّلوا دائرة صغيرة لنقاش سرّي

قال لويس بصوت خافت: "لدينا فرصة واحدة فقط. الهدف هو موضع اتصال العنق بالرأس. تحت الحراشف الرقيقة هناك، يكمن الجهاز العصبي للأفعى"

وبينما يتحدث، أخرج خنجره ورسم شكل رأس الأفعى على الثلج، ثم أشار إلى مؤخرة العنق

"هذه النقطة ستكون ضربة قاتلة واحدة، ولا بد أن تكون كذلك، وإلا فإن استيقظت… فالأمر سيصبح خطيرًا"

أومأ لامبرت بثبات: "مفهوم. سأقود اثني عشر من أشجع إخواننا، نتقدم بهدوء، ثم ننهيها بسرعة"

"جيد جدًا." قال لويس وهو ينظر إليه. "أما بقية الفرسان فسينتشرون في مواقعهم. إن فشلنا، سيوفرون تغطية بعيدة المدى لمنعها من الهرب أو الهجوم"

ثم فتح الصندوق الأسود الذي كان يحمله

بداخله، كانت اثنتا عشرة رمحًا قصير المقبض مرصوصة بدقة

صُنع أعواد الرماح من عظام وحوش رمادية داكنة، بينما رؤوسها مُطعّمة ببلورات سحرية مشبعة بجوهر القوة

قال لويس بصوت ثابت ونظرة صارمة: "هذه رماح الاختراق النارية. ورغم أن قوتها لا تصل إلى مستوى قوى الجليد والنار المزدوجة، لكنها ما إن تُصيب، ينفجر الجوهر داخل البلورة، مُطلقًا ضغطًا وحرارة كافية لاختراق حراشف العنق"

"ما عليكم سوى غرزها في تلك النقطة، ولن تصمد لأكثر من ثوانٍ معدودة"

أخذ الفرسان النخبة أسلحتهم في صمت، لم يتراجع أحد منهم

وأضاف لويس أخيرًا: "انسحبوا فورًا بعد الطعنة. وحتى إن فشلتم، فالأولوية لحماية حياتكم"

اهتزت تعابير الفرسان قليلًا عند سماع تلك الجملة، ثم أظهروا امتنانًا صادقًا

"حظًا موفقًا لكم جميعًا"، قال لويس أخيرًا

فانحنى الفرسان برؤوسهم في إيماءة صامتة مهيبة، مليئة بالاحترام والإعجاب تجاه حاكمهم الشاب

وفي عيونهم، كان يلمع ضوء لا يمكن كبحه

ففرصة صيد أفعى عِرق الجليد بأيديهم قد لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر

ثم تفرقت المجموعة بهدوء. قاد لامبرت ثلاثة عشر من النخبة، ينزلون إلى قاع الوادي كالأشباح، ملتصقين بالصخور الجليدية

أما بقية الفرسان فأقاموا الدفاعات بسرعة من حولهم، يحبسون أنفاسهم في انتظار اللحظة

وفي عمق الوادي، ما زالت الأفعى العملاقة في سباتها، تتنفس ببطء، وينتشر الصقيع من منخريها، غافلة تمامًا عن اقتراب الصيادين

قاد لامبرت اثني عشر فارسًا نخبة، يتقدمون بحذر وسط الثلج

كل خطوة كانت غاية في الحذر، وتركيزهم في أقصاه

فالمهمة ضربة واحدة قاتلة، ولا فرصة ثانية لها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ