📖 {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أُغلق الباب، وامتلأت الغرفة بالصمت على الفور

وقف لامبرت بجانب السرير، لا يزال يبدو قلقًا قليلًا، وقال: "سيدي، كيف تشعر؟ هل هناك مكان تشعر فيه بعدم الارتياح؟"

لم يسبق له أن رأى لويس في مثل هذه الحالة، إصابة في منتصف الحاجب، سقوط مباشر، وحياته على المحك — بالنسبة له كان هذا المشهد الأكثر رعبًا الذي شهده على الإطلاق، وكان يشعر بتأنيب ضمير لا نهاية له

رفع لويس يده وفرك صدغيه، شاعرًا أن كل شيء في جسده طبيعي

لكن في أعماق عقله، كان هناك أثر جديد على شكل قلب

قال بصوت منخفض: "أعتقد أنني بخير. هل يمكنك أن تخبرني تقريبًا بما حدث؟"

أبلغ لامبرت فورًا بكل ما عرفه بتفصيل:

"كنا نسافر شمالًا معك حين عثر الكشافة أمامنا على رجل مسنٍّ ممدد على الثلج. كان هناك شق غريب على صدره

ثم ابتلع ذلك الشق الرجل العجوز، وتفتت مباشرة واختفى، ولم يبقَ سوى رداء

كنت فاقدًا للوعي حينها، لذلك عدنا بك بسرعة لتفحص جسدك؛ وكانت طاقتك القتالية أيضًا طبيعية. أظن أنك ربما تعرضت للعنة"

اختصر لامبرت ما رآه وما علمه، وتكسو وجهه ملامح القلق

اكتفى لويس بالاستماع، وأومأ قليلًا: "النصف الأول… هذا تقريبًا ما أتذكره"

لكن ذلك أثار في عقله مزيدًا من الأسئلة

إن كان ذلك الساحر بالفعل هو الساحر الأعظم الأسطوري يورغن لوكن، فكيف عاش كل هذا العمر؟

ولماذا ظهر في سهول الثلج بإقليم المد الأحمر؟

ولماذا مات بتلك الطريقة الغريبة؟

ما كان ذلك الموج الضوئي الذي ضرب عقله؟

هل كانت المشاهد التي رآها أثناء فقدانه الوعي هي ذكرياته؟ أم نوعًا من المعلومات؟

تدفقت الأسئلة واحدًا تلو الآخر، توخزه كالإبر في ذهنه

قطب لويس حاجبيه ومد يده ليفرك صدغيه

"لا بأس، أمرًا فآخر" هز رأسه محاولًا كبح تلك الأفكار المشتتة

"من يعلم بهذا؟" رفع بصره إلى لامبرت

أومأ لامبرت: "عندما أغمي عليك، رأى الكثيرون ذلك عند عودتنا إلى الإقليم. لكن بشأن الساحر، لا يعرف إلا قلة من الفرسان المرافقين"

قال لويس بهدوء، لكن بنبرة لا تقبل النقاش: "ليظل الأمر سرًا"

فأجاب لامبرت فورًا: "سيتكفل خادمك بالأمر"

ثم سأل لويس: "بالمناسبة، كم بقيت—فاقدًا للوعي؟"

"همم—لم يطل الأمر، حوالي يوم"

"أفهم—" تمتم لويس بصوت منخفض، وهو يومئ متفكرًا

ساد الصمت للحظة

ثم قال لويس: "لقد تعبت، يمكنك الانصراف الآن؛ أريد أن أبقى وحدي"

أومأ لامبرت، وانحنى، ثم انسحب

فعادت الغرفة إلى هدوئها مجددًا

استند لويس إلى حافة السرير، تغور عيناه في التفكير

لم يتضاءل شيء من الأسئلة التي تدور في ذهنه؛ بل ازدادت ثقلاً "آمل أن يمنحني هذا—بعض الإجابات" رفع يده ببطء ولوّح بخفة في الهواء

ظهر أمامه واجهة شفافة متموجة كالماء، وبدأ النص يلمع ويتنظم بسرعة

لم يكن لدى تقارير الاستخبارات اليوم سوى بندين

"1: خلال سبعة أيام سيدخل مقاطعة سنوبيك فترة البرد القارس بالكامل، ومن المتوقع أن ترافقها عواصف ثلجية"

"2: الساحر الأعظم يورغن لوكن قد نقل ‘قلب الأصل’ و‘تقنية التأمل الأصلي’ إلى لويس كالفن، ثم التهمه دودة الفراغ ومات"

عند رؤية البند الأول لم يقطب لويس حتى

فقد كان قد رتب بالفعل كل شيء، وكانت إجراءات الحماية من البرد كلها في مكانها

كل ما عليه هو أن ينفذ برادلي الخطة؛ ولم يعد بحاجة إلى القلق بعد الآن

ثم انصب بصره مباشرة على البند الثاني

وهذا ما كان يشغله الآن أكثر من أي شيء آخر

إذ احتوى هذا الإشعار الموجز من النظام على ثلاثة مصطلحات غريبة تمامًا بالنسبة له: "قلب الأصل"، "تقنية التأمل الأصلي"، و"دودة الفراغ"

من بينها، كان "قلب الأصل" على الأرجح هو العلامة القلبية في عقله

لكن ما هي غايته بالضبط؟

هل هو بذرة قوة؟ أم ختم؟ أم وعاء وراثي؟ أم لعنة؟ لم يكن يعرف شيئًا

تمتم لويس بصوت منخفض: "ألا يستطيع هذا النظام عديم الجدوى أن يتوقف عن الألغاز؟"

"هل سيصيبه ضرر لو أوضح قليلًا؟ لو كان واضحًا منذ البداية، هل كنت سأهرع إلى هناك لأدع ذلك العجوز يتنفس في وجهي ويطرحني أرضًا؟"

لكن مهما شكا، ظل النظام صامتًا ببرود، ولم يقدم أي تفسير إضافي

عض لويس على أسنانه في سره، كاظمًا رغبته في شتم النظام أكثر، وركز بدلًا من ذلك على مصطلح "تقنية التأمل الأصلي"

كانت هذه الكلمات تذكّره على نحو غامض بمشهد معين من حلمه

وسط تلك الذكريات الملتبسة والغامضة، كان ذلك المشهد وحده واضحًا على نحو استثنائي

على قمة الجبل، جلس شاب أسود الشعر متربعًا وسط الرياح والثلوج، تحيط به عشرات المستمعين الجالسين متربعين أيضًا

كان صوته ثابتًا، وهو يشرح طريقة زراعة روحية تجمع بين إيقاع التنفس وضبط العقل

تمتم لويس بخفوت: "إذن هذه هي ’تقنية التأمل الأصلي‘؟"

أجبر نفسه على الهدوء، مستعيدًا كلمات الشاب وإيقاعه وحركاته

ثم حاول اتباعها

لم يتوقع أبدًا أن ينجح من المحاولة الأولى

إحساس لا يوصف من السكينة تسلل بهدوء

بدا وكأن أفكاره تغوص في طبقة شفافة من الماء، بينما أخذت الأصوات الخارجية تتراجع تدريجيًا، وتلاشت أصوات نبض قلبه وتنفسه وتساقط الثلوج على الأغصان ببطء

وفي الوقت نفسه، أضاء الأثر القلبي في عقله بوميض خافت

على خلاف تقنية التحكم بالتنفس في طاقة المعركة، كانت تقنية التأمل الأصلي أكثر لطفًا، تركّز على التوجيه بدلًا من التشكيل القسري

كانت كـ"سوق الماء إلى البركة"، لا كـ"نحت جبل لتخزين الينابيع"

ورغم أن لويس لم يتلقَّ أي تعليم يخص السحر

إلا أنه شعر بشكل غامض أن هذه التقنية المسماة بالتأمل ليست إلا مفتاحًا لتفعيل الإرث السحري

لم تكن كطريقة التحكم بالتنفس في طاقة المعركة، التي تتطلب ضغطًا قسريًا ودمج الطاقة العنصرية في أوعية الدم بالجسد

طاقة المعركة تقوم على صقل الجسد، باعتبار اللحم والدم أسلحة، والعظام أغمادًا

فالزارعون، عبر إيقاعات تنفس خاصة، يستجلبون "الطاقة العنصرية" من السماء والأرض إلى دمهم، ليصقلها النسب الدموي ويحوّلها إلى نظام قوة يسري في كل الجسد

لكن التأمل لم يكن كذلك

بل كان وسيلة توجيه روحية، مثل استخدام الوعي كخيط، يُلقى في مدٍّ لا نهائي من السحر

فقط حين يكون العقل مركزًا كفاية، وفارغًا كفاية، تقترب طاقة السحر السابحة في شقوق العالم بهدوء

لم يكن الأمر جذبًا قسريًا، بل "توافقًا"

فما إن ينشأ التوافق، حتى يتدفق السحر إلى الوعي كالماء

يُوجَّه، ويُصاغ، ويصبح في النهاية أساس التعويذات، والمصدر الحقيقي للسحر

وأخيرًا أدرك لويس

طاقة المعركة قوة "تُنتزع" بالجسد

أما تقنية التأمل فهي قوة "يُنصت إليها" بالوعي

وكانتا مسارين مختلفين تمامًا، ومع ذلك، في مرحلتهما الأولى "انسجام التنفس والنية"، تشتركان في أوجه شبه مدهشة

تأمل لويس: "ربما كانتا—أصلًا تقنيات من جذر واحد، ثم تفرعتا وسلكتا مسارات تطور مختلفة"

فاتخذ لويس قرارًا

في المستقبل، إلى جانب تشغيل تقنية طاقة المد القتالية يوميًا، سيخصص أيضًا وقتًا لممارسة تقنية التأمل الأصلي

فلربما يتمكن حقًا من الشروع في درب "الزراعة المزدوجة"

وربما يأتي يوم لا يقتصر فيه على الاندفاع بسيفه، بل يلوّح بيده ليستدعي البرق والنار، فيغدو حكيمًا سماويًا غريب الأطوار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/22 · 157 مشاهدة · 1109 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025